بسبب تسارع الأحداث حول القضية السورية خصوصا وفي المنطقة عموما ومن ضمنها الوضع الكردي ارتأينا التوجه الى القيادي والمفكرالسياسي الكردي السوري صلاح بدرالدين مجددا لاستطلاع مواقفه حول مايجري وما يراه بشأن القضيتين القومية والوطنية وآفاق مستقبلهما وكان هذا اللقاء :
هل سيحقق جنيف 3 السلام ان عقد ؟
حتى اللحظة هناك عقبات أمام عقده منها جدية تتعلق بالمواقف السياسية الجوهرية حول مستقبل البلاد ومنها مصطنعة من خلال عراقيل محور (موسكو – طهران – دمشق) لاطالة أمد الأزمة وكسب الوقت عسى أن ينجح في تحقيق انتصارات عسكرية على الأرض لتبديل موازين القوى السياسية وفرض الشروط على الطرف المقابل وبشكل عام وحتى لوعقد جنيف3 فلن تكون نتائجه الا كسابقاته في جنيف وفيينا أي تحقيق الارادة الدولية على ضوء التوافق الروسي الأمريكي بتمرير حل يناسب مصالح الدولتين الكبريين بالحفاظ على النظام السوري بكل مؤسساته العسكرية والأمنية والادارية والحزبية
وهو مايتناقض مع طموحات الغالبية الساحقة من السوريين ومع أهداف الثورة التي استشهد من أجلها مئات الآلاف وهجر وشرد واعتقل ونزح الملايين لذلك لاأرى أن جنيف3 وبالشكل الذي يراد له سيحقق السلام المنشود أو ينجز الحل العادل والشامل للقضية السورية قلنا سابقا وقالها آخرون حريصون على الثورة بأن الائتلاف اقترف خطأ لايغتفر عندما (شبه له) بأنه يمثل قوى الثورة أو مخول من الشعب السوري للتصرف كمايشاء ومضى ليفاوض النظام ويتفق معه في حكومة واحدة وليس لاسقاطه أو تبديله وليتماشى مع السلطة الحاكمة بكل مؤسساتها القمعية وليس لتفكيكه كما قرر الشعب السوري وكما تعمل من أجل ذلك قوى الثورة فقد كانت هناك فرصة للعودة الى الشعب والحصول على اذنه قبل تقرير مصيره غيابيا وذلك عبر الدعوة لعقد المؤتمر الوطني الشامل لصياغة البرنامج السياسي وانتخاب المجلس السياسي – العسكري لقيادة المرحلة الراهنة فاذا كان الائتلاف (كمعارضة حميدة) ينتهج هذا الموقف الضعيف المتهاوي فكيف اذا انضمت أطراف (المعارضة الخبيثة) من هيئة تنسيق وجماعات – ق م د – و – قمح – وطحين ….الى الوفد المفاوض ؟ .
2 – دمحمد صالح جمعة الذي يقدم نفسه كمستشار سياسي للسيد رئيس اقليم كردستان العراق وفي مقابلة مع موقع كردستريت معه ( 14 – 1 – 2016 ) يقول : ” أن الحل الأمثل للأزمة السورية هو بمبدأ المحاصصة وأن حل القضية الكوردية في كلٍّ من العراق وسوريا يكمن في إنهاء وجود هاتين الدولتين , ذلك بالتزامن مع استقلال دولة كوردستان وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط , وفي النهاية يصار إلى إقامة نظام اتحادي ” كونفيدرالي ” مع دولة إسرائيل ” وفق منظوره ” فماذا تقول ؟
بداية وبقدر اطلاعي ومعرفتي لم أسمع مثل هذه المواقف لاشفويا ولارسميا ولا بوسائل الاعلام من قيادة اقليم كردستان العراق هذا من جهة ومن الجهة الأخرى يحق لأي شخص أن يعلن عن مايراه حتى لو اختلفنا معه وكماأرى فان الحل الأمثل للقضية السورية هو كما طرحه المنتفضون منذ خمسة أعوام من خلال التظاهرات الاحتجاجية وشعاراتهم المرفوعة ( الشعب يريد اسقاط النظام ) وكما طرحتها الثورة منذ اليوم الأول في أهدافها وأدبياتها باسقاط النظام وتفكيك سلطته ومؤسساته واجراء التغيير الديموقراطي عبر ممثلي الشعب والسلطة التشريعية وصولا الى نظام سياسي ديموقراطي تشاركي تعددي وبدستور جديد يضمن حقوق كل المكونات وخصوصا الكرد وحل قضيتهم حسب ارادتهم وبالتوافق مع شركائهم في الوطن .
نحن كتيار سياسي كردي سوري تاريخي أول من طرح موضوعة الاعتراف المبدئي بحق تقرير مصير الشعب الكردي في اطار سوريا ديموقراطية موحدة ومازلنا نؤمن ونسعى الى تحقيق ذلك ليس في سوريا فحسب بل في كل الدول المقسمة للكرد وموطنهم التاريخي كردستان وكذلك لكل الشعوب والقوميات غير الكردية أيضا وقد ناضلنا من أجل ذلك ودفعنا الثمن عندما ربطنا قضيتنا بالقضية الوطنية الديموقراطية السورية وباسقاط نظام الاستبداد الأسدي وحينها كان العديد من مزايدي اليوم يتهموننا علنا بالتطرف والمغامرة وكانوا يجتمعون ويتشاورون مع مسؤل الملف الكردي الضابط الأمني – محمد منصورة – ويتآمرون علينا .
غالبا بعض المزايدين اليوم لايفقهون تفاصيل القضية السورية وغير ملمين حتى بالجغرافيا وبحدود ومساحة التواجد الكردي السوري وأغلب الظن غاب عنهم طول المسافة بين أقرب نقطة بين منطقة جبل الأكراد وعفرين وبين البحر الأبيض المتوسط من جهة الغرب ومن يسكنها وقوميتهم وأديانهم ومذاهبهم ويبدو أنه اختلط على بعضهم الأمر من جهة اعتبار شواطىء الاسكندرون وانطاكيا قريبتان ولكن من دون أن يدري هذا البعض أنهما تركيتان وليستا سوريتان ولايؤمنون بالثورة ومعادون للتعايش الكردي العربي ولذلك يلقون الكلمات المثيرة للمشاعر من دون أي شعور بالمسؤلية .
أما مايتعلق بما ادعي بالكونفدرالية الكردية – الاسرائيلية فمحض هراء وماهي الا أضغاث أحلام فمصالح الشعب الكردي مرتبطة بالشعوب المجاورة المتعايشة وخاصة 300 مليون عربي وليس مع عدة ملايين اسرائيلي ولابدولة اسرائيل التي قامت على حساب حقوق الشعب الفلسطيني والتي كما سائر الأنظمة الشوفينية بالمنطقة لم توافق على الحل الديموقراطي للقضية الفلسطينية والتجربة الوطنية الكردية تختلف عن تجربة المسألة اليهودية فالأولى تقوم على الحل الديموقراطي والتعايش بين الشعوب والتاريخ المشترك والسلام والازدهار الاقتصادي أما الثانية فتقوم على التهديد النووي والعسكريتاريا والتهديد .
ما رأيك بالحملة التي قام بها المجلس الوطني الكردي من أجل جمع مليون توقيع لتقديمها لبان كي مون ؟
يحاول ماتبقى من ” المجلس الوطني الكردي ” ومنذ حين بالتستر على فشله باشغال الناس في أمور شكلية سهلة وذلك بخوض امتحانات التأهيل للتفاعل مع الواقع الجديد حول أصول الاعتصامات السلمية والتظاهرات القانونية والالتزام بحرفية منظومات ادارة سلطة الأمر الواقع في مسائل السفر والعبور الى كردستان العراق وجمع التواقيع لتقديم عرائض الاستجداء والاسترحام تماما كماكانت أحزابه تنتهج نفس الممارسات وأكثر ( سرا وعلنا ) مع نظام الاستبداد وأجهزته ولابأس أن تكون بعضها لبان كي مون ولاننسى أيضا المشاركة في الدورات التدريبية لفهم فن – المفاوضات – مع النظام والعودة اليه مجددا بعد انقطاع لاارادي وبعد كل ذلك نتساءل هل هناك فروقات تذكر بين سلوكيات أحزاب المجلسين ؟ وأين المشروع القومي الذي يتغنى به ليل نهار ؟ ثم ألا يعزز المجلس بمايقوم به ادعاء سلطة الأمر الواقع بأنها تمارس الديموقراطية وتسمح بالاعتصامات والتظاهرات ؟ هناك كلام منتشر حول امكانية تعرض البقية الباقية من المجلس الى خضة جديدة في المستقبل القريب لأنه ببساطة بني على أساس باطل .
كيف تقييمون مشروع حزب السيد حميد درويش القاضي الى تشكيل أطار مؤلف من خمسة أحزاب (حزبه – تف دم- ب د ك س- الوحدة – اليكيتي) ؟
سبق وأن كتبت بضرورة وحدة جميع الأحزاب الكردية السورية لأسباب عديدة أولها التشابه في الفكر والموقف حول القضية الكردية والثورة والنظام فجميعها بشكل وآخر ليسوا مع الثورة وأقرب الى النظام وثانيها من أجل أن تتبلور أسس ومفاعيل الصراع السياسي والثقافي والفرز الفكري بين نهجين : الأحزاب من جهة وجبهة الشعب الكردي المتمثلة في الحراك الشبابي الثوري ومنظمات المجتمع المدني والمستقلين والوطنيين من الجهة الأخرى حينها لايمكن للأحزاب استغلال الساحة والادعاء بتمثيل المستقلين والانفراد بها أو ابعاد الآخر المختلف ولاشك أن المساعي المبذولة الآن من جانب اليمين الكردي ليست ببعيدة عن مشروع النظام السوري وحليفيه الايراني والروسي حول القضية الكردية.
ختاما أشكر موقع كرد ستريت والصحافية الناشئة روز أوسي .
المصدر: كورد ستريت – روز أوسي