وليد حاج عبدالقادر / دبي
خاص لموقع ولاتي مه
في جلسة ودية وذروة الصراع الفكري خاصة الماركسي منه ، وفي سنة ١٩٨٢ صيفا التقينا أنا والصديق / عزيزي سري كاني يي / أو الرفيق عزيزي جيولوجيا مع بعض من رفاق الحزب الشيوعي السوري _ جناح السيد رياض الترك _ أو ماعرف بجماعة المكتب السياسي وبحضور طالبتين لبنانيتين من الحزب الشيوعي اللبناني وفي غمرة النقاش وبالرغم من أننا كنا في لقاء بإسم حزب الإتحاد الشعبي الكوردي في سوريا حينذاك وبمعيتنا وثائق وأدبيات متنوعة بمافيها الوثيقة الأهم حينذاك / الشعب الكوردي في سوريا وحق تقرير المصير / والذي كان قد أقر مؤخرا في المؤتمر الخامس للحزب ، في غمرة النقاش واسباب الخلاف ومن ثم الإنشقاق عن بكداش نسي محدثنا بأننا كورد فقال بالحرف / تصوروا !!
أن بكداش ومن منطلق كورديته يقف ضد الوحدة العربية على أساس قومي وأنه من أصل ثمانية عشرة منحة دراسية الى تشيكوسلوفاكيا ارسل بكداش اثناعشرة كورديا !! وسط نظرتنا انا وعزيز لبعضنا والإستغراب الشديد إلا أن عزيز رد على المتكلم قائلا : وماذا فيها ؟! أفلا يعقل مثلا أن يكون الطلبة الكورد يستحقونها اكثر من الطلبة العرب ؟! أم أن المسألة عندكم فيها بعد قومي !! وكمن انتبه الى أننا كورد ، حاول جاهدا أن يستدرك تصرفه ولكن !! هيهات …
….
اليوم وانا الجد ! أبتي : بت أحس كم هو مفزع اليتم الذي لا يميز مطلقا فيه السنين .. اليوم أبتاه عيناي ثقلى وهي تجوب أزقة ديريك بوله وحيرة وكأية عاشق – عاشقة تطوف بخيلاء نظراتها كإنحناءات – جمها – تلتفت يسرة ويمنة وتتباطئ فيها الإلتفاتات كعشقي لك ديريك وتلك المنحنيات وهاهو إشراقة شمس يومك الأول في العيد و ( كورم كورما آشي آكر ) بحلقات دخانها الأسود وانت تصرخ وتصرخ : حتى في العيد أيها الحلبي المهاجر و .. هاهم أطفال الحي يتوافدون وانتم تستعجلون لباسكم كنتم وكل يتسابق الى يديك ابتاه نقبلها كنا وعيوننا قبل يدينا تتابع حركاتك وانت تدفعها لنا كانت تلك العيدية وهات ياالباب الذي كنت مدخل الدار وأصبحت بوابة للذكريات ومن جديد هي كانت تلك الأزقة وانت تقف في ناصية البيت على التقاطع الرباعي وعيناك تصطدم بالجودي واحيانا كانت لرفوف الحمام دور في انحناءات نظرك وانت المتردد ابدا كنت تخوض غمار الإتجاهات ؛ هل هو الشرق حيث دور عبدالغني ؟ أم الغرب حيث صديقك عبدالملك ؟ أم هو الشمال ؟ رباه ياالشمال الذي سيتفرع ويتفرع ! هي تلك الكنيسة وبإطلالتها وذلك الجدول القاسي كان في بعض من أحايينه و .. تلك الإنعطافة أما إلى احمدي حاجي عمري عزير او عبدوي حسيني عبدو وتمتد فينا طرقاتنا وها أنت محمودي يونس ومحمدي عبدالرحمني يعقوب .. ! .، ويحك أيها المتشاقي انت ؟ وكيف تسول لك كل هذه المقترحات ؟ و .. لكن ! اين هو عصو ؟ .، عصامي فرماني بمبي ! ما الذي أخرك الى هذا الوقت ؟ .. أووه ؟ .. سأنعطف يمينا وهاهو العيد وانت هادي واختك جيجك وهات يا – جنجيلك – وأهازيجك وسط ضجيجنا حيث تختلط اللكنات واللغات و … حجي محمد يويو … لا لا ؟ هو جنجيلكا محمه سليمي نافي وجرخ و فلكا وي ! ولكن ؟ مابالك تتعنتر في هذا الصباح وذلك الحلم الذي رافقك كل هذه السنين ؟ اعترف بخوفك ياهذا ؟! وبقيت تنظر ولكنك ما جرأت مطلقا صعودها لتدور بك ؟! و .. لكنها كانت أول شيء طافت بك وذاك العنصر القذر في الأمن السياسي يلف بكيانك داخل ذلك الإطار الصغير وزميله قد لف قدميك برباط الكلاشينكوف وابو وسام بكبله الرباعي وقد استهدف جسدك ؟ وانت مع كل نصف دحرجة وكطوطم ! نعم ! تلهيت أيها الشقي تعد الضربات و .، تقارن تلك الإنحناءات شبه الدائرية بجنجيلكا هادي والشديدة منها تهتف بسرك ! آه محمه سليمي نافي ! ليتك حافظت على جنجيلك وصدقا لكنت وفي هذا العمر جئتك لاهيا .. بسمة أشبه بشهقة كانت صدرت مني ! ظنها الجلاد بكاءا توقف وتأمل وجهي وفهم بأنني أبتسم او أضحك في سري وبدأت قاذوراته بشتائمه كبقايا وهو يضرب بالكبل أجزاء جسدي يحاول جاهدا ان ينتزع سر بسمتي ابتاه ! وانا اتلقط جنون ساديته ضاحكا ! .. أتدري ابتاه ؟ حينما عدت ذلك المساء من حفل التعذيب وانت كنت قد اتيتنا إلى الحسكة حيث أسكن وكانت لسعات الكابل قد بردت واوجاعها بانت ورأيت آثار دموعك التي أخفيتها عنا ببراعة وولدي هفراز يتأمل موضع اللسعات والوجع الذي أخذ ينعكس بتأليف ووالدته تنظف الخدوش بالكحول و تدهنه بدرماني مريما كوري – درماني صور – ومن جديد كانت تلك البسمة وانا أكاد اتمزق ألما .. نعم والدي هو كان محمه سليمي نافي وجنجيلك و … ( de werin gulla bi çînin hegulê hegulê gula min ) .. والآن وكما هي كانت وذلك المفترق حيث انتظرتك طويلا عصامي فرمان ، وأنا في قرارة نفسي كنت المتباطئ أكثر منك في المرور عليك كما هي اللحظات هذه وانا مثل عمي العطار حسين كان ذات يوم والعجلات تودي بي ومن جديد ابتاه ! هو الشعور عينه حينما يتيتم المرء وستأتيه لحظات سيدرك فيه مثلي ؟ .. نعم ابتاه : وسيدرك ذلك الألق الذي كان يتأتى من حنينيتك الملازمة لجبروت إصرارك زادا سايرنا بدفق وأصبحت رغم المسافات ذلك السنديان الذي ما وهن حتى وإن كنت دفنت في غربتك ! .. أبتاه : عيد أول أكاد فيه أن أتمزق وأنا أتأمل أرقام هواتفك المختلفة وأدرك الصمت الذي سيصفع وجهي او متواليات الألسن وهي ترد بأن الرقم مغلق او لربما يستخدمه غريب غيرك !.. نعم ابتاه ! لقد صدقت وان ماقصدتها : أعلم يابني أنك لن تكتب عني إلا بعد رحيلي ؟ ولكني سأضيف : ماهزني امر سوى رحيلك ابتاه … لك الرحمة
….
في سنة ١٩٧٥ عينت معلما في مدرسة قولديمانا مالا بيگي يي لفترة شهور وما لبثت ان انتقلت الى قرية سيحا مظن قرب قامشلو … تلك الفترة القصيرة خلقت لدي انطباعية جدا قوية عن البيئة التي كنت اعيشها فعلا في ديرك ومحيطها من خلال العلاقات العائلية الوطيدة لوالدي مع كل الكواجر والذين لا يزالون في وعينا أقرب لنفوسنا من بعض ابناء العائلة ذاتها ، والغاية هنا وهذه الجمل وبالعودة الى قولديمان / بالمناسبة كان اسمها معربا ل النجف يا أحمد الكاطع ديربالك ما يهجم خامنئي عليها ويفرسها / فقد تمثلت في ذهنيتي بآفاق ما توقفت وبدعة ملا القرية رحمه الله الذي انكر مطلقا دوران الأرض وكرويتها واستحالة ان تكون هناك مركبات باسم ابوللو ووصلت الى القمر وبقي امينا لفكرة ثبوتية الأرض كون باب بيته وجهتها صوب / طاووسي / واذا الأرض هي كروية فلما باب بيته لا يتغير اتجاهها الى قرية تل خنزير … و … شيخوي شڤان رحمه الله رفيق سهراتي الطويلة وعوالم الريف والقرى والبراري والكوجر و / پانا / والرعي وعلاقة الراعي إن بكلابه او حتى حماره لابل والأغنام مصدر دفئه ليالي الشتاء بطقسها القارس … لقطات ظلت في قاع الذاكرة وستتشخصن في الرواية الزاحفة وإن ببطئ .. هي فعلا ايامات رائعة كانت والأروع فأن غالبية تلامذتي هم اطباء ومهندسون و تنحني لهم الهامات .. قريبا رواية / شيخوي شڤان /