ليلى قمر / ديريك
منذ تشكل الدولة السورية وفق تقسيمات سايكس بيكو، وخضوعها للانتداب الفرنسي، واستمرار مقص القطع واللصق وصولا الى زمننا الحالي، لم تهدأ جوانية هذه الدولة على الإطلاق من جهة، وذلك كنتيجة حتمية لتحميلها بمنظومة من الأزمات، وكانت اشبه ما تكون – هذه الازمات – كالصواعق الحاملة لغالبية المشاكل القابلية للتفجر في اية من لحظاتها، إلا ان الخمول بقي هو المهيمن رغم الاتقاد الباطني، والذي عزز بدوره في ابقاء جذوات تلك الإتقادات خاملة، وبالتالي مشاكلها ظلت طويلا مستعصية على الحل، وفي العودة الى تشكل دولة سوريا ومبدا القص واللصق الخرائطي ومعها بالتأكيد ظاهرة الخلط المتعمد في ضم اجزاء من الإثنيات، الامر الذي ساهم بدوره في تأجيج الصراعات وتشكل جزر من الاقوام ما استطاعت مطلقا تجاوز هوياتها وانتنائتها العرقية، واوجدت لابل طفحت على السطح وببساطة ظاهرة التناحر البيني، ومحاولة الاكثريات في صهر الحقوق واتباع مبدا الضم القسري جبرا، وفي الواقع !
وللمصداقية التاريخية، وامام استحقاقات الحكومات التي كانت تشكلها سلطات الانتداب ومعها – تعويد المجتمع – على حكومات منبثقة من انتخابات برلمانية، وظهرت حينها احزاب وتكتلات ومعها حكومة منتخبة، وبرزت ايضا نوع من الانفتاح على المكونات السورية ومنهم الكرد فظهرت جمعيات ونواد ومعها ايضا حركة ثقافية واعلامية نشطة، وليظهر ايضا دعاة لدسترة الدولة فكان دستور 1950 الذي لا يزال يعد من الدساتير الراقية، لابل ان هناك كثير من الآراء ترجح بان ذلك الدستور والغائه كان من اهم دوافع دخول سوريا مرحلة الانقلابات العسكرية، ومن المفيد هنا التذكير ايضا، ظهور بوادر لفكر قومي عربي استند على العقائدية القومية المفرطة فظهرت عقيدة عفلق البعثية التي مهدت وبعجالة لتأسيس حزب البعث والذي جهد كثيرا في الاستحواذ على السلطة، بعد ان استغل الجانب القومي وغال فيها كثيرا، وقد سهل ذلك دخول سوريا نفق الانقلابات العسكرية وايضا مرحلة الوحدة مع مصر، وللتذكير فقد تأسس حزب البارتي الديمقراطي الكردستاني في سوريا قبل الوحدة بسنة، ومع دخول مرحلة الوحدة مع مصر جمال عبدالناصر تصاعدت وتائر التوجهات القومية العربية بمسمياتها المختلفة وتقوى البعث كثيرا وللأسف الشديد فمن خلال مؤسسات الدولة المتحدة تم منهجة التعريب في المناطق الكردية وشرعت جميع القوانين الاستثنائية التي استهدفت الكرد بوجودهم، فبرزت ظاهرة تعريب المنطقة والاستيلاء على اراضي وممتلكات الكرد وكذلك المخططات الجهنمية ومعها ظاهرة الإحصاء المشؤوم، ومع دخول البعث مرحلته الانقلابية الثانية اي عهد صلاح جديد وآخرين بدا عملية التعريب يشتد لا بحزم القرارات بل تنفيذها وكان حينها وبالترافق مع مشروع بناء سد الفرات وبالتالي التخطيط لجلب الالوف من عرب الرقة – الغمر – الى محافظة الحسكة وتحديدا مناطق الخط العاشر الحدودي، وبناءا على ذلك تم تشكيل لجان متخصصة استهدفت التخطيط للتعريب ولجنة سمتها بلجان مزارع الدولة وايضا لجنة اعمار مزارع الدولة وبإشراف مباشر من القيادة القطرية التي نفذت كل قرى استيطان المغمورين بموازاة ما سمي بالخط العاشر، وما كان حافظ اسد قد ارجع جنود انقلابه الى ثكناتهم إلا ووسائط النقل تجلب المغموربن الى مناطقنا، بعد ان اتمم تجهيز بيوتات المستوطنين وكقرى نموذجية، الامر الذي ادى الى رد فعل سياسي غاضب من الكرد، فما كان من سلطات البعث إلا ان تأمر جهاز امنها باعتقال غالبية قيادات البارتي وعلى رأسهم سكرتير الحزب وخيرة اعضاء قيادته وكوادره . لقد مارس نظام الأسد سياسة القمع الناعمة بداية، رغم استحداثه لأدوات واجهزة قمع امنية، وكذلك وتحت سقف تحرير فلسطين والاراضي المحتلة اعلن الاحكام العرفية، وقلص الحريات الى ادنى مستوياتها، وفتح ابواب السجون والمعتقلات ولم تبق فئة او شريحة الإ وكان لها مناضلوها في معتقلات الاسد، ويعد نظامه من اشد النظم التي مارست القمع الفظيع ضد الشعب الكردي وطبق بحقه ونفذ كل المشاريع التي خططت من اجل تنفيذ سياسة التعريب والدفع بالكرد إما الى الصهر او اللجوء
يتبع
…..