اللقاء الرابع والخمسون في دنكي بزاف

    عقدت لجان تنسيق مشروع حراك ” بزاف ” لاعادة بناء الحركة الكردية السورية ، لقاءها الرابع والخمسون حسب البرنامج المعد ، وخلص اللقاء بالقراءة التالية :
   أولا – في جولة سريعة بشان التطورات على الصعيد الدولي ، ظهر ان تداعيات الحرب الروسية الظالمة على البلد المسالم أوكرانيا مازالت تتفاعل على مختلف الأصعدة بالعالم الأمنية منها ، والاقتصادية ، وسباق التسلح ، وقيم اللقاء عاليا الانتصاراتت التي يحققها الشعب الاوكراني ضد الغزاة دفاعا عن الأرض والشعب والسيادة ، والنظام الديموقراطي .
   ثانيا – مازالت الساحة السورية تشكل مرتعا لصراعات الدول المحتلة من دون أي بصيص امل لتحقيق السلام ، ومازال السورييون يعيشون في الظروف الصعبة ، ومهددون بالفناء وعاجزون عن تقرير مصيرهم ، وسلطات الامر الواقع في مختلف المناطق تستمر في قمعهم وترحيلهم ، وتمارس التطهير العرقي ، والحزبي ، والسياسي .
   ثالثا – الشعوب الإيرانية تواصل الاحتجاجات السلمية ضد النظام المستبد الجائر الذي يمضي بدوره في القتل ، والاعتقال ، والاعتداء على سيادة إقليم كردستان العراق ، والانتفاضة الإيرانية التي بدأت شرارتها الأولى في كردستان ايران بعد مقتل الفتاة الكردية اميني ، عمت كل الشعوب والمناطق لتتحول الى انتفاضة وطنية عامة ضد الدكتاتورية ، ومن اجل الديموقراطية والحريات العامة .
   رابعا – وفي مايتعلق بالوضع الكردي السوري ، ومشروع ” بزاف ” لاعادة البناء أوضح اللقاء مايلي :
   لقد قدمنا مشروعنا ، ونقدم مبادراتنا وخاصة الأخيرة التي لاقت اهتماما ملحوظا ، حول إزالة العقبات من امام عملية الحوار ، والتفاهم ، ليس لمن بيده القرار بسلطة الامر الواقع ، او من بايديهم قرار الأحزاب حتى يستانسوا بها لانهم لايقرؤون ، او الاستفادة منها لانهم لايعترفون بالرأي الاخر ، كل مايفعله المتنفذون بتلك السلطة و الأحزاب هو الحيلولة دون انتشار ثقافة التغيير ، والتعتيم على اية مبادرة تهدف إعادة بناء الحركة الكردية السورية ، وتوفير شروط عقد المؤتمر الجامع ، ولانهم غير واثقين من مواقفهم ، وعاجزون عن المواجهة الفكرية – الثقافية عبر الحوار ووجها لوجه او من خلال وسائل الاعلام فانهم يلجؤون الى سبل ملتوية غير مشروعة  ، في حين ان ساحتنا احوج ما تكون الان الى مساحات للحوار الجاد وصولا الى صياغة المشروع الكردي النهائي المتوافق عليه  بجانبيه القومي ، والوطني ، والتوجه نحو المصالحات ، وقبول البعض الآخر . ونؤكد ان مشروعنا المطروح منذ نحو عشرة أعوام ، وكل المبادرات اللاحقة موجه الى بنات وأبناء شعبنا ، ونخبنا الفكرية ، والثقافية ، والسياسية الذين يشكلون نواة الكتلة التاريخية التي ستحقق التغيير بعد تنظيم صفوفها ، وتفشل كل المخططات الملتوية ، وترد كل أنواع الوسائل غير المقبولة ، وخطط شراء الذمم الى اعقابها ، نحن ماضون لتحقيق الهدف الاسمى وهو توحيد ، وشرعنة الحركة الكردية ، وتوفير شروط عقد المؤتمر الجامع شاء من شاء ، وأبى من أبى انه قدرنا ولاسبيل غيره مهما طال الزمن .
  وفي مسألة المدارس الخاصة ، والمعاهد التي اغلقتها سلطة – ب ي د – المستبدة دون وجه حق بغية استثمارها سياسيا لمصالح حزبية ، مازالت مثار خلاف ، وقد سبق واكدنا انه  ( لم يعد سرا ان إصرار الإدارة الذاتية على التمسك بمناهجها التعليمية لاينطلق من المفهوم القومي الديموقراطي، بل بالتمسك بما صدر من قرارات من مؤتمرها الذي انعقد بعفرين عام ٢٠١٥ القاضي بفرض منهجها العقائدي على المدارس، بالتمجيد بالقائد الأوحد – اوجلان – ونشر ثقافة عسكرة المجتمع، واتباع العنف الثوري تجاه المخالف، وتجنيد النساء والقصر، واستخدام منظمات سرية لفرض تلك التوجهات اذا عجزت المؤسسات المعلنة عن ذلك .
  اما محاولات الاظهار بمظهر الحريصين على اللغة الكردية فحتى لو كانوا – صادقين – فان ذلك يعني انهم مثل العديد من الأحزاب، والتيارات السياسية في حركتنا الكردية السورية، يكتفون ببعض الحقوق الثقافية بينها اللغة، ويتخلون عن الأهداف والمطالب السياسية، والقومية، والديموقراطية، ونحن اختبرنا هذه العينات منذ ستينات القرن الماضي، واكتشفنا زيفهم، وانتهازيتهم، والحقنا الهزيمة بمواقفهم الانهزامية، اما الجانب القومي، السياسي فهو الأهم الى جانب الثقافي طبعا، بل انه جوهر المسالة الكردية في سوريا، ومقياس جدية أي طرف في النضالين القومي، والوطني . .
  ان قبول اللغات الفرعية المناطقية من كردية وسريانية وارمنية وتركمانية من اسهل الأمور لدى النظام  كما ان موضوع بعض الحقوق الثقافية لايكلف النظام أي تراجع بل  هو السبيل لعقد صفقات – فرادية – مع هذا الحزب او ذاك وتلك القوة صاحبة النفوذ او غيرها، على غرار خطط خفض التصعيد، خارج نطاق التحولات الديموقراطية على الصعيد الوطني ، وتغيير النظام السياسي، والحل التوافقي للقضية الكردية السورية ..) .
هذا وقد بحث المجتمعون ، وناقشوا مسائل تتعلق بلجان المتابعة ، والاعلام ، والنشاطات القادمة ، والاستمرار في طرح المبادرات الحيوية لتوفير شروط عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع .
        لجان تنسيق مشروع حراك ” بزاف “
    ٩ – ١٠ – ٢٠٢٢

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

عدنان بدرالدين   بينما تتجه الأنظار اليوم نحو أنطاليا لمتابعة مجريات المنتدى الدبلوماسي السنوي الذي تنظمه تركيا، حيث يجتمع قادة دول ووزراء خارجية وخبراء وأكاديميون تحت شعار ” التمسك بالدبلوماسية في عالم منقسم”، يتبادر إلى الذهن تساؤل أساسي: ما الذي تسعى إليه أنقرة من تنظيم هذا اللقاء، وهي ذاتها طرف فاعل في العديد من التوترات الإقليمية والصراعات الجيوسياسية، خصوصًا…

جليل إبراهيم المندلاوي   في عالمنا المليء بالتحديات الجيوسياسية والأزمات التي تتسارع كالأمواج، هناك قضية كبرى قد تكون أكثر إلهاما من مسرحية هزلية، وهي “ضياع السيادة”، حيث يمكن تلخيص الأخبار اليومية لهذا العالم بجملة واحدة “حدث ما لم نتوقعه، ولكنه تكرّر”، ليقف مفهوم السيادة كضحية مدهوشة في مسرح جريمة لا أحد يريد التحقيق فيه، فهل نحن أمام قضية سياسية؟ أم…

أمجد عثمان   التقيت بالعديد من أبناء الطائفة العلوية خلال عملي السياسي، فعرفتهم عن قرب، اتفقت معهم كما اختلفت، وكان ما يجمع بينهم قناعة راسخة بوحدة سوريا، وحدة لا تقبل الفدرلة، في خيالهم السياسي، فكانت الفدرالية تبدو لبعضهم فكرة دخيلة، واللامركزية خيانة خفية، كان إيمانهم العميق بمركزية الدولة وتماهيها مع السيادة، وفاءً لما نتصوره وطنًا متماسكًا، مكتمل السيادة، لا يقبل…

بوتان زيباري   في قلب المتغيرات العنيفة التي تعصف بجسد المنطقة، تبرز إيران ككيان يتأرجح بين ذروة النفوذ وحافة الانهيار. فبعد هجمات السابع من أكتوبر، التي مثلت زلزالًا سياسيًا أعاد تشكيل خريطة التحالفات والصراعات، وجدت طهران نفسها في موقف المفترس الذي تحول إلى فريسة. لقد كانت إيران، منذ اندلاع الربيع العربي في 2011، تُحكم قبضتها على خيوط اللعبة الإقليمية،…