هل مسؤولو – الانكسي – ممثلون فاشلون في المسرح كما في السياسة ؟ قضية للنقاش (251)

صلاح بدرالدين

        
لم يكن خافيا عن اعين المتابعين اطلاق تلك البالونات الإعلامية الاختبارية من جانب المتنفذين في الطاقم المسؤول عن إدارة ( الانكسي ) منذ شهور أو نحو عام بشأن عقد المؤتمر الموعود، الذي صوروه وكأنه يتوقف عليه مصير الكرد السوريين وجودا وقضية، ومستقبلا ؟! وذلك لاسبابهم الخاصة، من بينها: 
١- التخفيف من الضغوط الداخلية، وقطع الطريق على أي انفجار، او انشقاق، خاصة بعد ارتفاع أصوات من ما تبقى من قواعدهم التنظيمية في العلن تطالب بالتصحيح، والتغيير، والقضاء على المحسوبية، والفساد.
٢- وكذلك التهرب من تبعات الفشل السياسي واحدا تلو الاخر، والتراجع التنظيمي، وانحسار النفوذ، والتغطية على جميع الإخفاقات.
٣- ومحاولة اقناع البعض من ممثلي المجموعات الحزبية المتحالفة الأخرى المتذمرة خارج ( ح د ك – س ) بان المؤتمر كفيل بإعادة الأمور الى نصابها.
٤– تصاعد موجة نشاطات الوطنيين المستقلين بالداخل والخارج، وانتشار الخطاب الانقاذي الواقعي لمشروع حراك “بزاف”، ومبادرات أخرى، الهادفة جميعها الى إعادة بناء الحركة الكردية السورية من جديد عبر الحوار، وبالطرق المدنية وبينها عقد المؤتمر التوحيدي الجامع للكرد السوريين.
٥- ومن اهم تلك الأسباب كما أرى هو الظهور امام قيادة إقليم كردستان العراق، بانهم جادون في تأدية الواجبات، وجديرون بثقتهم، ودعمهم المادي والمعنوي والسياسي.
٦- ظهور بوادر احتمالات إعادة النظر بالملف الكردي السوري ما بعد المؤتمر الرابع عشر للحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق، وكما هو معلوم فقد وجه حراك “بزاف” مذكرة الى مؤتمر الحزب الشقيق، طالبه فيها بإعادة النظر في الملف الكردي السوري، لان الظروف، والوقائع تغيرت في الساحة الكردية السورية، منذ عشرة أعوام وحتى الان، ولابد من عقد المؤتمر الكردي السوري كانقاذ، وحل لازمة الحركة.
المؤتمر ومكانه  ليس االشرطان الوحيدان للإصلاح والتغيير 
هل مسالة اصلاح، وتطوير – الانكسي – متوقفة على عقد مؤتمره بالقامشلي ؟ والاجابة طبعا لا، حيث بالإمكان ان توفرت النية الصادقة اتخاذ خطوات لا حدود لها في مجال الإصلاح، والتطوير، وترشيد السياسات، فذلك ليس مرتبط بالمؤتمر فقط،  كما بالإمكان عقد المؤتمر بإقليم كردستان العراق حيث حرية العمل والنشاط السياسي مكفولة، ومضمونة، ومعظم أعضائه متواجدون هناك، وهنا يظهر مثلب آخر في عملية تذاكي المنتفعين من مسؤولي – الانكسي – .
كما يلاحظ فان هناك إشكالية بشأن – هوية – الانكسي – هل هو مشارك او مرشح للمشاركة في إدارة سلطة الامر الواقع ؟ ام طرف سياسي معارض ؟ على المتنفذين فيه الإجابة الواضحة، وضمن هذه الدائرة – السوداء – يحاول هؤلاء تجنب الخيار الآخر الأكثر جدارة، الأقرب الى العمل الوطني الثوري، والنضال من اجل الشعب وحقوقه، وفي سبيل تعزيز الحركة سياسيا، وتنظيميا، وهو عقد المؤتمر بشكل سري، وعلى مراحل، وإنجاز وثائقه، وطرحها للنقاش، بعيدا عن اعين الرقيب، هذا اذا لم يكن الرقيب منه، وفيه ؟!. 
هل هناك اتفاق ضمني بين طرفي الاستقطاب، لتمرير الخطة؟
الكثير من المتابعين الكرد السوريين يعتقدون ان هناك نوع من التفاهم الضمني غير المباشر، بين المتنفذين من مسؤولي – الانكسي – من جهة، ومصدر القرار في إدارة – ب ي د – لاخراج موضوع المؤتمر بالشكل الذي تم، حيث يرى هؤلاء وجود مصلحة ثنائية مشتركة بذلك، وجملة من القرائن تعزز فرضيتهم وبينها :
١ – أحزاب الطرفين ليسا بوارد الاعتراف بضرورات إعادة بناء الحركة السياسية الكردية السورية، او قبول عقد مؤتمر كردي سوري جامع يكون فيه المستقلون القوة الأساسية الغالبة، وباالتالي تخلص الجميع من الاحراج امام الشعب عبر ادامة التوتر الظاهري، وإظهار ان هناك قرارات المنع، والتهديد، أدت الى عدم التمكن من تحقيق إرادة الجمهور الكردي الواسع في تحقيق الوحدة، والبناء، واستعادة الشرعية .
٢ – من دون توجيه الاتهامات لاحد بعينه، هناك حقيقة لا يمكن القفز فوقها، وهي تعرض الوسط المسؤول في – الانكسي – خلال الاعوام العشرة الماضية الى الاختراق من جانب أجهزة سلطة الامر الواقع، وذلك خلال اعتقال البعض ومساءلتهم، او شراء ضمائر البعض الاخر عبر وسائل مختلفة، هذا بالإضافة الى ان البعض الاخر – آبوجي – قلبا وقالبا، وكل ذلك يرجح دور اليد الطولى لادارة – ب ي د – في تعيين مسؤولي – الانكسي – من جهة، ويسهل عملية التفاعل، ويمرر التفاهمات ومن ضمنها اخراج موضوع المؤتمر بالشكل الذي تم فيه .
٣ – كل ما اوردناه أعلاه لا يتناقض مع ادعاءات ان – مظلوم عبدي – وافق على عقد المؤتمر، وان الامريكان واكبوا ذلك، وان الجميع راضون عن النتيجة خاصة في ظل سكوت تلك الأطراف المعنية حقيقة ام افتراضا؟.
ولكن هل كان الإخراج المسرحي متقنا ؟ 
لست ادعي في هذه العجالة انني على اطلاع على معلومات سرية دقيقة من مصادر قرار أحزاب طرفي الاستقطاب، ولنقل اعتمد على سير الوقائع، والخلفية التاريخية، والقرائن المستحدثة، وصولا الى الاستنتاج العلمي الموضوعي عن هزالة المسرحية التضليلية، وتمادي مسؤولي الأحزاب في الاستهتار بوعي، ومشاعر الجماهير الكردية، مما يدفع ذلك الوطنيين المستقلين خصوصا من الشباب نساء، ورجالا الى المزيد من اليقظة، والتماسك، والاستمرار في محاولاتهم من اجل التوصل الى تعزيز صفوف الكتلة التاريخية المنقذة، والتوافق على المشروع البرنامجي الكردي السوري، وصولا الى توفير شروط عقد المؤتمر الجامع.
فليعلم مسؤولو أحزاب طرفي الاستقطاب ان لسان حال الغالبية الساحقة من شعبنا يتلخص في : سيان ان عقدت مؤتمرات الأحزاب أم لم تعقد، فهي لاتمثل الشعب، ولا تعبر عن ارادته وكفى استهتارا بالقيم والمبادئ، ولو كنتم تملكون أي شعور بالمسؤولية لاعلنتم عن فشلكم، واعتذاركم للشعب الكردي ولكل السوريين، وافساح المجال للغالبية بمعالجة الازمة، ووضع الحلول لها، لقد افرغتم مناطقنا، ولا تساعدون في عودة من تهجر،  وتشجعون على الهجرة، واوصلتم شبابنا الى حالات الانتحار الذاتي في متاهات الجبال والبحار، والمحيطات، وقسمتم الشعب الى شيع وأحزاب متصارعة،ودفعتم الناس الى الاحتماء بالروابط المناطقية والعشائرية،  ورسختم نهج تلقي  المال السياسي، والتبعية للخارج، وتستمرون في التضليل، واخفاء الحقائق عن الشعب، لقد اوصلتم شعبنا الى مرحلة يائسة، ومحبطة قد يفكر البعض فيها الى ان اسقاطكم بات المهمة الأولى والاساسية.
  
والقضية قد تحتاج الى نقاش 
  

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…