لكي نوقف إستباحة وطننا وتقتيل شعبنا!

    

إبراهيم شتلو

مؤسسة الدراسات الكوردية – الإسلامية
لقد كانت تركيا الصبي المدلل لدى الولايات المتحدة الأمريكية،ولم يكن لتركيا أن تقف على ساقيها المهلهلتين بدون الدعم الخاص من الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت قد جعلت منها قاعدة متقدمة لها في مواجهة المد الشيوعي القادم من الإتحاد السوفييتي في ذلك الوقت. وكانت تركيا تقتات من فائض الأغذية – القمح والحبوب الأخرى- الذي كانت واشنطن تقدمها لأنقرة مجانا. 
وهي التي أدخلتها مع العراق و باكستان وإيران إلى حلف بغداد.
ومن بعد ذلك حلف شمال الأطلسي.
    وكل الأحداث التي كانت تدورعلى أراضي الجمهورية التركية حدثت تحت وقع عين الولايات المتحدة الأمريكية ومباركتها على الأقل. وألمانيا سبقت جميع الدول إذ كانت منذ قرون عدة ولاتزال المستشارالعسكري الذي زود سلاطين آل عثمان ومن بعدهم خلفاؤهم بالخبرة والتدريب وقدم لها السلاح في جميع  حروب قمع ثورات الشعوب التي كانت تخضع لسيطرة العثمانيين.
واليوم لم يطرأ على جوهرتلك العلاقات الشئ الكثير بالنسبة لموقفها من قضيتنا العادلة بل بقيت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها أوربا الغربية محافظة بل حريصة على الإلتزام بالتحالف الوثيق مع تركيا التي تستبيح وطن ودم الشعب الكوردي جهارا.
فبعد أن جعلت أوربا الغربية من تركيا المتخلفة إقتصاديا يابان الشرق الأوسط بنقل مصانعها ومعامل إنتاجها إليها،وبجعلها القاعدة الرئيسية لحلف شمال الأطلسي وتزويد جيشها بأحدث أنواع التقنيات الحربية ، كما ضخت دول البترول العربي مليارات إستثماراتها السنوية في قطاعات البناء وفتحت أسواقها للمنتجات التركية وعلى رأسها الكويت وقطر ومكنتها من إنشاء قواعد عسكرية واستخباراتية على أراضيها الأمر الذي جعل تركيا تتوسع نحو الخارج وتأخذ دورا ذو إعتبار في السياسة الدولية على الرغم من كل ممارساتها المنافية للأعراف الدولية والمخالفة للقوانين العالمية والتي أدت إلى خراب وتدمير بلدان عريقة و دول ذات سيادة وأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.
    أما اليوم، فإنه على الكورد – القيادات الكردية – أن يتحدوا ويتوحدوا ويكونوا جبهة وطنية واحدة لكي تتكون لدى الأخرين – على الصعيد الخارجي – قناعة فعلية أن الكورد أمة ذات إرادة واحدة لكي يأخذ الغرب بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وجودهم ومطامحهم القومية ونضالهم بعين الإعتبار ويقبلونهم كعنصر ذو جدوى للحوار معه وكيان جديربالتشاور ولربما قد يفضي ذلك إلى تفضيل التعاون معهم على مشاركتهم الطورانيين والفرس في قمع إرادة التحرر للشعب الكوردستاني.
    ولكي يتوقف نزيف دم الشعب الكوردي يتوجب على القيادات الكوردية أن تملك الوعي القومي الكافي الذي يجعلها تؤمن أن لاحياة شريفة لها إلا بوحدة الصف والتضامن الكوردي – الكوردي عبر جبهة وطنية حقيقية في الداخل والخارج. 
إذ أن سعي كل حزب كردي إلى إعتبار مصالح قادته الحزبية أو العشائرية أو العائلية الخاصة هدفه الأساسي ومثله الأعلى سيجعلنا بعيدين كل البعدعن كرامتنا القومية وستبقى الدول الفاعلة تفضل التعامل والتعاون مع الأنظمة التي تضطهدنا رغم معرفة تلك الدول التامة بكل الممارسات العدائية والوحشية التي تمارسها حكومات أنقرة وطهران وبغداد ودمشق ضدنا  بل وسوف تغض الطرف حتى على إبادتنا 
وما نشهده اليوم حيث وحد العدو المتكالب كوردستان عبر قصف المدفعية وصواريخ الطائرات وكل أنواع أسلحة الدمار وأشاع الخراب في كافة أنحاء وطننا من دوكان ومريوان إلى كويسنجق والآمادية وديريك والدرباسية وكوباني وحلنج إلى تل رفعت والشهباء وجبل الكورد. في حين فشل قادتنا – مع الأسف الأليم – من توحيد كلمتهم ولو في الحد الأدنى من الخطاب الوطني الذي تفرضه المرحلة الخطيرة الحالية التي تطبق على شعبنا.
وما هذه الحملات الوحشية من أقصى شرق كردستان عبر جنوبها وغربها إلا إعتراف وفهم أعداء الشعب الكوردي بوحدة المصير الكوردستاني وأن كل جزء من كوردستان إنما هو سند للجزء الآخر  ولذلك تتكالب قوى الشرمتناسقة ومتفقة معا على ذبح شعبنا الأعزل دون أن تفرق في عدوانها على سنندج و آميديه و ديريك وكوباني و تل رفعت بين شرق كردستان وغربها.
أرجو أن يكون هذا العدوان الوحشي القذر درسا – الأخير – لقادة الأحزاب ومراكز القوى الكوردستانية
ويفهموا منه أن وطننا واحد، ومصيرنا واحد، وعدونا واحد، وأنه علينا أن نوحد نضالنا ونحن على حق كما يوحد أعداء وجودنا قواهم الشريرة لإبادتنا وإنهاء وجودنا.
    نعم،إن نشر الوثائق التاريخية باللغات العالمية والإستمرارفي نشرالصفحات الحالكة السوداء لأعداء وجودنا سيعيد الحياة لنضالنا جزء هام  من النضال ويساعدنا على خلق لوبي أوربي وأمريكي وحتى عربي لعدالة قضيانا، ولكن هذا اللوبي لن يكون كافيا لإقناع واشنطن ولندن وباريس …للوقوف إلى جانبنا بدعم نضالنا بقوة تمكننا أو تساعدنا على نيل حقوقنا المشروعة أسوة بسائر شعوب العالم. و سيبقى هذا اللوبي – إذا نجحنا في إيجاده وعلى الرغم من أهميته – ذو تأثير محدود ينحصرفي المعنويات ولا يحقق لنا حق تقرير المصير مالم تتخلى مراكز القوى الكردستانية الحالية عن أنانياتها ومالم تقم بصدق ونكران ذات بمد يد بعضها للبعض الآخر وتعلن عن الجبهة القومية الكردستانية صدقا قولا وعملا.
    وأما على الصعيد الإعلامي فإنني أدعو وأنادي بل أناجي وأناشد المؤسسات المتخصصة  بأن تتعاون فيما بينها لتقوم بنشر كتاباتنا ووثائقنا التاريخية والأحداث المستجدة بدقة باللغات العالمية الإنكيزية والفرنسية والإسبانية والصينية والروسية بجدية ومهنية لما لهذا النشاط من أهمية لخلق اللوبي الصديق والمؤازر لقضيتنا العادلة التي لن تلتئم جراحها حتى يتحرر شعبنا من العبودية والظلم والإضطهاد والنكران.
    ولابد من توعية شعبنا
20 نوفمبر 2022
Kurdish&Islamic Studies Association

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف توطئة واستعادة: لا تظهر الحقائق كما هي، في الأزمنة والمراحل العصيبةٍ، بل تُدارُ-عادة- وعلى ضوء التجربة، بمنطق المؤامرة والتضليل، إذ أنه بعد زيارتنا لأوروبا عام 2004، أخذ التهديد ضدنا: الشهيد مشعل التمو وأنا طابعًا أكثر خبثًا، وأكثر استهدافًا وإجراماً إرهابياً. لم أكن ممن يعلن عن ذلك سريعاً، بل كنت أتحين التوقيت المناسب، حين يزول الخطر وتنجلي…

خوشناف سليمان ديبو بعد غياب امتدّ ثلاثة وأربعين عاماً، زرتُ أخيراً مسقط رأسي في “روجآفاي كُردستان”. كانت زيارة أشبه بلقاءٍ بين ذاكرة قديمة وواقع بدا كأن الزمن مرّ بجانبه دون أن يلامسه. خلال هذه السنوات الطويلة، تبدّلت الخرائط وتغيّرت الأمكنة والوجوه؛ ومع ذلك، ظلت الشوارع والأزقة والمباني على حالها كما كانت، بل بدت أشد قتامة وكآبة. البيوت هي ذاتها،…

اكرم حسين في المشهد السياسي الكردي السوري، الذي يتسم غالباً بالحذر والتردد في الإقرار بالأخطاء، تأتي رسالة عضو الهيئة الرئاسية للمجلس الوطني الكردي، السيد سليمان أوسو، حيث نشرها على صفحته الشخصية ، بعد انعقاد “كونفرانس وحدة الصف والموقف الكردي “، كموقف إيجابي ، يستحق التقدير. فقد حملت رسالته اعتذاراً صريحاً لمجموعة واسعة من المثقفين والأكاديميين والشخصيات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني،…

د. محمود عباس من أعظم الإيجابيات التي أفرزها المؤتمر الوطني الكوردي السوري، ومن أبلغ ثماره وأكثرها نضجًا، أنه تمكن، وخلال ساعات معدودة، من تعرية حقيقة الحكومة السورية الانتقالية، وكشف الغطاء السميك الذي طالما تلاعبت به تحت شعارات الوطنية والديمقراطية المزوّرة. لقد كان مجرد انعقاد المؤتمر، والاتفاق الكوردي، بمثابة اختبار وجودي، أخرج المكبوت من مكامنه، وأسقط الأقنعة عن وجوهٍ طالما تخفّت…