ليلى قمر – ديربك
في عدة تجارب وعلى الرغم من شحتها وعمرها القصير وبزمنها، في خاصية التواصل و بنية التفاعل مع نخب اعتدنا، وبعضهم تصورنا ولم يخل الامر، لابل ذهب فينا التصور والتوقعات في الغالب بانهم نخبة من خيرة المدافعين ( هكذا تظاهروا ) عن حق الشعوب كجزء من النضال الديمقراطي، ولاجل تحقيق العدل والمساواة الكاملة بين جميع فئات المجتمع متجاوزين كل النزعات العنصرية والهادفة الى أقصاء أي مكون كان .
نعم ! ولكن وبكل اسف بات ما يحدث في بعض من الغرف الإلكترونية ورغم عالمها الإفتراضي ! . باتت لاتقل عن ادوار وغرف الاجهزة المخابراتية، لابل ان بعضها وبتقصد تستهدف مكونات وبعسف تتساوى مع ما مارسته النظم إن ما زادت عليها، تلك الممارسات ومن قامات كنا نظن ببعضهم في البعد التنظيري !
وعمليا ؟! انصدمنا كثيرا، وبكل ما تحويه هذه الكلمة معنى، اجل ! تنصدم تماما حينما يظهر لك حقيقة شخص وبداخله جيش مخابراتي ! وما يمارسه لربما لو ملك الاساطيل لمحاك من وجه الارض، كمية فائضة من الحقد كنتاج فعلي من ثقافة الكراهية التي فتحت في آفاق وعيه بؤر أسست لعدوانية يوحي بكل بساطة بانه لو ملك القرار ومعها السجون والمعتقلات لربما مارس ابشع من سيده المقبور صدام وجرائم الانفال الذي نعيش ذكراه اليوم ! . الى الآن قد يبدو الامر عاديا خاصة في مواجهة مع اناس تعودوا على الوحدانية القومية والفردانية وضرورة الإنصياع لكل رغائبياتهم السياسية كقوة مهيمنة، وإلا فمن عجبه اهلا او ليترك البلد فهو ليس بلده في كل الأحوال ! وللحق ! فان هذه المواقف ستبدو عادية من عصبوي متطرف ذي فكر متحجر ؟ اما ان يكون اصحاب هذه الرؤية تنظيريا وتطبيقا والذين تجبلوا سنين طويلة وتربوا في شرنقة الفكر العفلقي البعثي وبأبعاده الشوفينية، ورغم تبجحهم خاصة مع بداية الثورة السورية وزعمهم بالإنتماء لها منذ عام 2011 إلا أن الوقائع اثبتت بانهم ( اولئك البعض ) ظلوا محنطين فكرا وممارسة بذات تلك القناعات والاهداف وبذات القوالب الفكرية الساعية الى تعريب كل شيء من بشر وحجر وشجر !، كثيرة هي الغرف والمجموعات الفيسبوكية وعلى وسائل التواصل المختلفة، وكثيرة هي المشتركات والإختلافات، وحتى نكون صادقين : قد تصل بعضها الى مخرجات مشتركة وتصل الى تفاهمات تزيد من التقارب الفئوي والمكوناتي، وبعضها يكثر فيها درجات التنافر، وتصل ببعضها الى سوية الدور المخابراتي الإقصائي، وتبرز في وعيهم ولاوعيهم ذات النزعة البعثية برؤاها الشوفينية العنصرية . وبعض من تلك المنتديات والكروبات لا تخلو من البريق حيث تظهر فيها بعض من رونق الوعي الممارس، والعقول النيرة التي تؤمن فعلا بالديمقراطية وتمارسها تطبيقا نقاشيا وتسعى بجهد غالبية المساهمين في ايجاد صيغ توافقية يتم البناء عليها، وقد تنتج فعلا مواقف نيرة تؤسس لنوع من الثقافة المستجدة فكرا وتوجها وتعمل بكل جهدها في بناء جسور التواصل والتاسيس لمفاهيم الحقوق قبل الواجبات، وللحق ! كم يبدو مهام امثال هكذا عقول صعبة وبالتالي تواجهه عراقيل كثيرة وتصورات اقصائية ! وكاني بهم جميعا غرباء ! .
إن ما يمارسه بعض من خريجي مناهج عفلق، وما يسعون الى تاسيسه كمنهج لازال يرتكز على عقيدة بعثه الوحداني والإقصائي للمختلفين عنه، هي مجرد وسائل وافخاخ لتزيد الهوة بين المكونات وتدفعهم الى التصادم العملي، والتي تودي عمليا الى فقدان الثقة بين مكونات البلد، وتؤسس لحالة اغتراب حقيقي لبعضها الآخر، ومع هذا وفي الواقع السوري ! الا يجوز لنا ان نتساءل ببساطة ؟ متى سيقتنع العربي المتزمت بأن الكردي ليس بمخلوق هلامي ؟
ومتى سيوفر للكردي ذلك المناخ المتاح الذي يحسسه بالانتماء الوطني والتساوي في الحقوق والواجبات ضمن تلك الخرائط للدول التي تم استحداثها وبالتالي وطنا للجميع ؟ رغم اجحاف مصممي وواضعي تلك الخرائط المحدثة ؟ . تلك الخرائط التي ما شتتت الشعب الكردي فقط، بل شعوبا اخرى ايضا ؟! واقتصت اجزاءا من الدولة السورية، واستولدت معهاىخططا ومشاريع لصهره ( الشعب الكردي ) وفشلت، ومع كل هذا ؟ لازالت الفزاعة الكردية تبث رعبها في اي تجمع او محفل حتى لو كان افتراضيا ! والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ! متى سيكف المتاجرون بحقوق الشعوب ويتلاعبون اصطلاحا بالحقوق والواجبات في خاصية حقوق الشعب الكردي وقصقصته بما يتوائم مع نزعاته الشوفينية ؟! .
كلمة صادقة اقولها للاخوة العرب : لقد امتزجت دماء السوريين في حروب وازمات عدة، ووقتها وفي خضم المعارك ماقيل هذا كردي وذاك عربي، وثقوا ان جمهوريتكم السورية لن تنهار إن اعترفتم واقريتم بحقوق شريككم في الوطن ووجوده على ارضه التاريخية ! . اجل : لقد وصل انين الهوية الكردية الى عنان السماء ! وللأسف لم تصل الى أذني الجلاد البعثي ! وما يرى او يسمع الآن بعد كل هذه المخاض التي نعيشها ؛ ان بعضا ممن انهكتهم قضبان سجون البعث ورغم اثر سياط الجلاط على اجسادهم فقد تطبعوا لابل زادوا خبرة من مستبديهم وسبقوهم في استنباط مهارات تتجاوز كل سبل نظم الإستبداد وطرائقها ! وهنا ألا يحق لنا ان نسألكم ؟ نعم نسألكم انتم الذين تتاجرون بمفاهيم المواطنة والديمقراطية والمساواة ؟ لمصلحة من تمارسون هذا الإقصاء الممنهج ؟! .