عنايت ديكو
حول عبارة ” لن تَشبهُنا ” الشهيرة، التي ما زال صداها يتردد في الكثير من منعطفات وأروقة العمل المعارضي، التي نَطَقَ بها أحد المؤتمرين في اجتماعات مؤتمر ” بون” للمعارضة السورية، والتي تصدرت وسائل التواصل الاجتماعي بشكلٍ كبير ، وأخذت حيزاً واسعاً من النقاشات وردود الأفعال المتضاربة. الى جانب أنها خلقت أدوات جديدة وتحريكٌ في البُنىٰ والديناميات الفكرية والثقافية والسياسية الراكدة والمنحسرة بين فكي المعارضة والنظام، وردود أفعالها وارتداداتها التي رافقت المؤتمر على بنية وهيكلية وأس الصراع وموضوع الحقوق الكوردية المؤجلة، والموضوعة على رفوف النسيان والزمن لدىٰ كل الأطراف الداخلية والاقليمية والدولية.!
بالرغم من التضامن الكبير الذي جاء من الشارع الكوردي العريض الينا، والذي تُرجمَ من خلال الكثير من المواقف والرسائل والمقالات التي كُتبت بصدد المؤتمر، إلا أن شريحةً خاصة ومعينة من الشارع الكوردي أرادت أن تمسك العصا من المنتصف، وأن تبقىٰ راكنة على مفترق الطرق والتقاطعات، وحَمَلَتْ راية ” أبعد عن الشرّ … وغني له”. وطَلَبَتْ من الكورد الذين حضروا مؤتمر “بون” تقديم الاعتذار وتوضيح أسباب الحضور ، ونعتت المؤتمرين بالصفات غير الحميدة، وذلك من أجل التغطية على الخطوط الرمادية والمتشابكة، التي باتت مكشوفة للجميع في ساحات وميادين العمل المعارضي عندهم وعند غيرهم.
ونتيجة لما سبق، وتوضيحاً لموقفنا المبدئي من الثورة السورية، الذي يتحتم علينا ضرورة التواجد في كل ساحات وميادين العمل النضالي المعارضي للخلاص من طغيان هذا النظام البعثي المجرم والديكتاتوري، أردّت كتابة وإجابة بعض الاستفسارات والنقاط المهمّة والمبهمة، والتي تقفز أحياناً وفي بعض طياتها الى ساحة السؤال والتسائل.
1- أعتقد بأن الحكم على النوايا والكلمات وبناء المواقف عن طريق بعض التصورات في الاستنتاج الاستباقي، هو بحد ذاته قصور فكري واضح في ميادين وساحات الوعي الشامل.
2 – أنا شخصياً لا أؤمن بالتعليم المجاني وشرح النوايا الصادقة وغير الصادقة للترسبات وللبقايا العالقة من الثورة السورية .!
3 – الثورة السورية، ستبقى حالة تاريخية جامعة بين كل المكونات السورية من جبل الدروز الى جبل العرب ومن جبل العلويين الى جبل الكورد – كورداغ .!
4 – مَنْ ينظر إليّ والى حقوقي الكوردية القومية بعين الواقعية في سوريا؟ سأقول له يا مرحبا .… كائناً مَنْ كان، وينطبق هذا على سائر الجغرافية السورية.
5 – لا ضيرٌ ولا عيبٌ في مسألة تشخيص وتشريح الارتدادات والهزائم التي لحقت وحلَّت بالثورة السورية، والتي سقطت على أسوار عفرين بكل ألوانها وأشكالها ومقاييسها الهندسية.
6 – أليس من حقنا أن نصرخ في وجه ذاك التركماني الذي جاء من عفرين الى مؤتمر بون ، وتكلم باسم عفرين وشعوبها وقومياتها المتآخية والمتداخلة مع بعضها البعض هناك … في وقتٍ تتطاير عظام موتانا من جرف القبور بفعل العمل الثوري والتنقيب الاسلاموي والتغيير الديمغرافي التركي والذي دخل مراحله المتقدمة.؟
7 – أليس من حقنا أن نسأل أولئك الذين جاؤوا من الداخل السوري الى مؤتمر بون وخاصة من ادلب وعفرين وغيرها، ماذا كان يفعل زعيم تنظيم القاعدة الارهابي “QARADAŞ ” عندكم في مناطق الثورة السورية، والتي تسمى اليوم بالمحرَرْ ، وفي حواضن وخواصر إمارة ادلب، وماذا كان يفعل الاستاذ الارهابي ” ماهر العقال ” زعيم تنظيم داعش الارهابي عندكم في جنديرس بعفرين المحرّرة على حدّ قولهم .؟
8 – اليس من حقنا أن نقول لهؤلاء الثورجية، بأن تحرير دمشق لا يمر عبر عفرين، وان بوصلة الثورة قد انحرفت بـ 360 درجة عن مسارها الأصلي، وهناك آلاف الأطنان من الوثائق والأوراق التي تثبت ذلك بالصوت والصورة .؟
9 – أعتقد بأن بعض الذين كانوا في المؤتمر وخارج المؤتمر، قد استبقوا الاحداث والنتائج … وتفاعلوا في بحور الفعل ورد الأفعال من منطقٍ حزبي أو سياسي أو شخصي، ولم يستطيعوا قراءة الحدث من الجوانب كافة، لأنهم أرادوا وقبل كل شيء، رسم موقفٍ شخصي لأنفسهم حول هذا المؤتمر وآلياته وأهدافه وتوقيته، وهذا ما يتوافق مع حضورهم وجغرافياتهم السياسية والتنظيمية ضمن المجالس والهيئات والهياكل الخلبية التي ينتمون اليها.
10 – السؤال المطروح هنا هو … لماذا لم ينتظروا قراءة رسالتي بالكامل في المؤتمر ، ولم يطلبوا منّي ماهية المداخلة وبنيانها الفكري والسياسي؟ وعلى ماذا كنتُ سأرسي أنا وسأشرح لهم ولغيرهم رسالتي ومداخلتي وقراءتي لمآلات الثورة السورية المرحومة .؟
11 – كلي أملٌ وثقة … بأنه يجب علينا نحن الكورد، حضور كافة المحافل والندوات والاجتماعات والمؤتمرات التي تُعقد هنا وهناك حول جغرافيتنا الكوردية والوطنية، سواءً في جبهات المعارضة أو غير المعارضة، وأن نقوم بوضع القضية الكوردية وملف عفرين على وجه الخصوص على رأس الطاولة والأولويات.
12- أخيراً أقول هنا وبالفم الملآن، فلو أتيحَ أو تسنّى لي عشر دقائق فقط لا أكثر، في أروقة أي مؤتمرٍ آبوجي أو بعثي أو اخواني أو شيوعي أو عروبوي أو تركي أو ايراني أو فنزولي أو افريقي، أن أقوم بشرح رسالتي وقضيتي وطرح أفكاري … فلن أتردد أبداً، وسأذهب الى ذاك المحفل، وسأشرح لهم ولغيرهم كل ألوان الارهاب، وسأشير بكل صوتي الى خطورة الملف والتغيير الديمغرافي الحاصل في اقليم عفرين، وسأندد بالارهاب والظلم في كورداغ وغيرها .
أما البقية … فكله تفاصيل .!
……………………