القضية والأيديولوجيا والقائد منظومة PKK أنموذجا

وليد حاج عبدالقادر / دبي

حينما تجعل من القضية عكازا والحزب هدفا والقيادة وجاهة والأيديولوجيا طاقية إخفاء والوطن مجرد استقطاعات توهب بأكلاف من دم وذلك بسبب بروباغندا مهدرجة لغاية واحدة وهي رفع صور وشعارات لمن له الأوحد يضحى بكل شيء ، ومن ثم يتفضل قيادي مثل السيد صالح مسلم وبحسرة يعاتب في واحدة من مأثوراته ويقول : كل ما نفتح بابا جديدا تنهمر علينا ملفات جديدة و .. سنسأله نحن أيضا أسئلة جديدة تستحق منه الجواب ! وهو ماذا يفضل ؟ زيادة عدد الملفات مثلا ؟ أم معالجتها ودمقرطتها بعصرونية ؟ . 
وسنضيف : أو ليست هذه الامور هي انعكاس ممنهج لظاهرة الولاء كما وعملية الشحن العقائدي والتي اثبتت تجارب الشعوب والأمم بأنها تراكم وتزيد من منسوب الكراهية ، والتي تترافق عادة مع سايكولوجيا مزمنة ومشبعة بأنماط من فقدان التوازن والتركيز ، فتدفع بمجاميعها إلى توهان اشبه بفقدان للذاكرة ، وضياع بوصلة الوعي ، فيصبح المبتلي بذلك كإنسان آلي او أي جهاز كهربائي يحتاج الى شحنات تقوية وبرمجة مستمرتين ، وطبيعي ان هذا الأمر لن يخلو في أية لحظة من مخاطر اندفاع الأمور وانحدارها إلى مرحلة شديدة الخطورة ، وذلك بعد تتالي  انكشاف الحقائق والتي قد تؤدي الى تشظي الأمور ودفعها الى حافة الإنهيار أو – أقله – الحد من حركيته وضبطه ، ان لم يتم استهدافه اصلا ، وبصراحة أوضح : نتفق جميعا بانه حينما تمارس أية جهة الديماغوجيا وتتعامل مع الوقائع بمنطق وسوية عقل وذاكرة السمك استغباءا لمريديها ، وبشعبوية لا يتجاوز سقفها دردشات – حوارات البيادر والتنانير ، فهي بالمطلق ستسهل تناسي او تتجاهل عمدا تضحيات ونضالات رموز عدوا وظلوا كرعيل أول ، تحملت من التعذيب والإهانات والمعتقلات ، اولئكم المناضلين الذين وقفوا وبتحد كبير في وجه النظم العنصرية المتعاقبة واجهزة استخباراتها , رجالات كانوا قامات حقيقية في مدرسة النضال القومي الكردي مثل جكرخوين وأوصمان صبري ونامي وبالو وملاطاهر وسيداي تيريژ ، تلك الممارسات التي طالت كثيرين من مختلف شرائح شعبنا خلال مسيرة النضال القومي الكردي ، وأجزم بالمطلق بأنها سبقت حتى قبل ان ينحى او يفكر السيد أوجلان باي توجه سياسي – فكري وحتى فترة انخراطه في التوجه اليساري التركي ، لابل وحتى الخروج من شرنقة قفله جميلي ، والأدهى هنا حقيقة ! وفي عودة متأنية إلى بدايات وصولهم لمناطقنا ! فاول ما لوحظ فيهم هي تلك اللكنة التركية المتعمقة كإستهداف نوهنا كثيرا إليها ، وتلك الثقافة المتعمدة أيضا في تورية حقيقية واستهداف ممنهج سعت وبفظاعة من خلال تشويه اللغة هروبا الى هجين برع فيه اوجلان بشخصه وبمسعى واضح وانكشفت دوافعها واعني بها الدفع بالمجتمع في لغظ تاريخه والإبتعاد عن لغته والسعي الى برمجة عقول ممغنطة وبتحكم مرياعي فظيع ، ومن هنا فقد استخدموا بارمومترا نابضا في التعامل مع جماهيرنا وحركتنا الكردية ، فتحت مظلة سرخبون كانوا يتهمون حركتنا بالأحزاب الإنتهازية ذي المطالب – الثقافية – وهنا لن أعود بالمطلق لسرديات ممارساتهم المحمية كانت علنا وبالقوة من أجهزة النظام ، في وقت كنا نخوض كاحزاب وأفراد صراع تحد عملي لنشر ثقافة التعلم والكتابة باللغة الكردية ، وأتذكر ومازال كثيرون من رفاق تلك المرحلة ممن أحيوا الدورات اللغوية ، كما وتناوب شباب كثر من كوادر حزب الإتحاد الشعبي الكردي في سوريا ، وكنا بعض المتقدمين في البرنامج ننفذ كورسات للرفاق والرفيقات وكثيرون منا تعرضوا لحملات استجواب عنيفة ، وللعلم فقد كنا ولم نزل نبحث عن اللغة كإرث وتأريخ لا كتطعيم مؤدلج ، والأهم مستترك ، وهنا لابد لنا من تذكير سدنة الآيديولوجيا وكمقارنة : هل كانت لغة صدام زيرا تستهدف التدريس والحفاظ على اللغة الكردية ؟ وهل كل محطات ومنافذ الدولة التركية باللغة الكردية وضعت لتخدم اللغة الكردية ؟ .. ان تستخدم أية لغة وتجعلها منصة لتمرير ونشر أيديولوجيتك فأنت تؤدلج ولا تخدم مطلقا العمق الثقافي لأصحاب تلك اللغة ! إن الشعبوية الفظة لمسألة الموقف من منهاج ما وربطها – باستخفاف للعقول – بالموقف من ذات اللغة يذكرني بذلك المبدأ وكلسان حال منظومة العمال الكردستاني بالذات ( .. نحن نناضل من اجل سرخبون وهاهي دولة بوطان وبهدينان باتت في متناول اليد وانتم لازلتم تتغنون ب : براين دلال هون ورن كوردنو .. ) .. كانوا في بداياتهم يستهدفون طلبة الجامعات وكثيرون من الشهداء الذين سحبوا الى الجبال كانوا في الصفوف الأخيرة بتخصصاتهم وبعضهم مثل مظلوم عبدي وأيضا فهمان – باهوز اوردال – وبأمر من اوجلان .. وهل استذكر اكثر واتعرض الى العمق المجتمعي والخلل الجيلي في التناسب السكاني نتيجة الدفع بآلاف من الشباب والشابات للإلتحاق بمشروع – دولة بوطان وبهدينان – على الرغم من عدم اهتمام المختصين  في دراسة هذا الجانب وبيان احصاءات حقيقية لحجم الخلل الذي خلفته . 
نعم ! ومع هذا سيقولون تحت رهاب سوء الألفاظ والتقية الموؤدة اصلا في صميم قناعاتهم وسيف التخوين يرفعونها كتعاويذ وصراخ يرتقي الى تنمر فعلي كهروب  باطني ولكنه منظم مما يطوقهم ، وكعاهة تنمو وتضخم في بنيتهم ، ومع ذلك ! أفلا يدركون بأن بعضا من السماسرة و مهندسي ساحة الشطرنح السورية والملونة لا ابيضا أوأسودا ، بل دم احمر قان ! هذه المساحات المرقعة بكافة أشكالها الهندسية هي آيلة للسقوط وكأمر حتمي ، لابل هي ساقطة عمليا ولكنها لاتزال متماسكة بقدرة خيوط واهية لشبكة عنكبوت تنتظر دورها و : لهدف واحد ووحيد ينحصر في ذاتها القانون الذي وثق وتأطر في نزف القوة لخفضها وتحييدها من جهة ، ومنح – توزيع الأدوار .. ما يزعجنا ويصمت بعضهم الى درجة الصم والبكم هي ظاهرة التحور من وحدات حماية الشعب الى وحدات لحماية آبار النفط ! . وادرك بأن المنظومة حتى في ابسط مؤيد لها ! يستحيل ان يصدق أي مس بطوباوية القوة المكتسبة ، لابل يرى في المنظومة كما هي العاب – بلي ستيشن – مبرمجة فقط لتحقيق المعجزات ، ولكن ؟ وبالتركيز كمثال على حقائق طبقت في مناطق سورية اخرى ، ولنا فيما قاله بسام الزعبي المستشار السياسي لجيش اليرموك حينها والذي كان يدار في الجنوب أنموذج حيث قال وبصريح العبارة بأن غرفتا عمليات الإستخبارات الموك وغرفة عمليات الموم قد أخبروهم بأن الدعم العسكري / للثوار / سيتوقف وكان ذلك قبل التفاهمات التي حصلت حينها ..  و .. أردف : هناك دول عرضت علينا مهام غير واضحة كالعمل حرسا للحدود او الإنخراط في الشرطة المحلية !! طبيعي ليس هذا قصدي ولكن : 
– ألا يذكرنا هذا الكلام بماقيل وماتردد عن نية امريكا بوقف الدعم العسكري ومن ثم / على ق س د ان تغير من استراتيجيتها ! / !! ، هذا الموقف القابل للتنفيذ في أي وقت ! وما نسب أيضا للدكتور درار الرئيس المشترك لفدرالية الشمال حول الإنخراط في الجيش العربي السوري والأهم الإجتماع الذي تم بين الجيش العراقي وممثلين عن ق س د مرارا والإتفاق على الحماية المشتركة !! ولحدود محافظة ديرالزور فقط ! ناهيك عن قيام امريكا بخطوات اكثر كتدريب لقوى محلية في مجال حفظ الأمن المديني وكذلك المعسكر في جنوبي الحسكة ! ناهيك عن الإتهامات والتهديدات المتبادلة وكلنا للآن يتذكر موقف امريكا بالذات من – جيش مغاوير الثورة – و – كتائب شهداء القريتين – حينما أصرت أمريكا على سحب أسلحتهما بسبب اصطدامهم مع قوات النظام ! .. أوليست هذه مضافا لها البعبع السياسي الذي يحاصر التوجه الكردي كاملا وبحجتهم ! أفلا يفترض منهم وقفة عز وإقرار باهتراء أو خزق حتى لا أقول تمزيق التعهدات البينية السابقة ؟ وهل النظام يده لاتزال ممدودة بكامل طاقتها فتدير الدفة على شاكلة صراع مع طرف داخل حزب الإتحاد الديمقراطي / الآسايش وتجربة الحسكة ولمرات عديدة قبل مصائب سجن الصناعة في الحسكة / مرتكزا إن على تدخل بنيوي لا تخلو مؤثراتها في كامل بنية الحركة السياسية في سوريا ، أم أن إيران مثلا قد تتحكم / أو فقدت السيطرة / في /على قنديل والأهم في كل هذا : هناك مايحاك لا في الظلام بل وعلى أضواء اربعين فانوس غير سحري والجماعة سائحة في فرض الإستبداد !! عودوا لبعضكم ورمموا ما أفسدتموه تلبية لرغبات الآخرين لأنها / الرغبات / بات تطوقكم وليس لكم النجاة جميعا سوى القراءة الحقيقية للواقع و : بعيدا عن سخونة الدوشكا الموجهة للصدور النابضة بقلب واحد . 
نعم ! لقد قالها جوزيف فوتيل الجنرال العتيد والقائد المتحكم بالجيوش الأمريكية في الشرق الأوسط حينها ومنذ سنة 2017 وبكلام صريح وواضح : أن أمريكا بصدد تطوير برنامج تدريب موسع لحرس الحدود في سوريا … وعندما حكينا وربطناها ببعض اللقاءات الحدودية وفي أضيق نطاق لا تتماس مطلقا بالمناطق الكردية .. تصريحات الجنرال العتيد كانت في مقابلة هاتفية أجراها مع وكالة اسوشييتدبرس . ولا ندري بعد ماالذي سيطرأ من خلال التقييمات التي ستتم بخاصية أداء مهمات الحراسات أيضا خاصة بعد احداث سجن الصناعة في الحسكة وما تلاها من تتبعات في موضوع الإشراف والحماية بالتحديد .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…