وليد حاج عبدالقادر / دبي
في تصريحات متكررة لفيصل المقداد وزير خارجية النظام، والذي يذكرنا دائما بموقف النظم المتعاقبة على سورية التي تصر بأنه لا شعب كردي في سوريا بل عائلات ! هذا الأمر وبكل صراحة وشفافية وبمجرد ربطها بمتواليات مواقف وممارسات منظومة PKK منذ لحظة دخول عبدالله اوجلان، والذي استحوذ من خلال جميل أسد على بيوتات المرتضى التي كانت باكورة الخطوات التشيعية بشكلها الفاقع، لابل ان قدوم اوجلان واستقراره في اللاذقية كان طوق نجاة لجميل الاسد الذي سلمه وجهاء البيوتات والذين لازالوا الى الآن يتحكمون بمسارات عسكرية وامنية داخل مؤسسات حزب اتحاد ديمقراطي، وبعضهم حتى سدنة قنديل لا يستطيعون زحزحتهم من مواقعهم، وجميعنا يتذكر اللحظات البدئية من دخولهم مناطقنا وعصا الطاعة من خناجر وعصي لابل حتى المسدسات، كل هذه كادوات لفرض وصاية على الشعب الكردي،
هذه الوصاية التي ما ابتدأت بايام اوجلان الستة مع الملحم، بقدر ما برزت تنفيذا وكتطبيق عملي من قبل فرعه السوري حزب اتحاد ديمقراطي وملحقاته، وكان أكبر انكشاف لهذه الظاهرة هي خطة الست الهام احمد وفي ممارسة عملية لمفهوم العدمية القومية وبخاصية كردية فقط، وكل ذلك من خلال مشروع ورؤية مجلس سوريا الديمقراطي، والذي قونن وبكل وضوح تعويم واخفاء القضية الكردية بنطاقية مكونات سكان شمال شرقي الفرات ! عسى ولعل ؟! . هذا الأمر الذي بات يمارس عمليا وبات امرا اعتياديا في مخرجات وتصاريح هذه المنظومة، ففي يوم 25/ 2 / 2020 والذي سيعد كذكرى سنوية نستذكر فيها عملية استئصال الكردايتي من لاحقة حزب الإتحاد الديمقراطي وبحركات خنجرية مباركة من السيد صالح مسلم . هذا الأمر الذي يكاد ان يتمنطق في سريالية شعراء الفتونة مثل تأبط شرا والأكطع و : هي البراءة البترية من العهدة القومية ! و .. بدل رهابهم للمنتقدين ؟ وما داموا يبصمون له ؟ إذن ! وهنا ! لابل ونحن الا يحق لنا اعتبارهم مرتدين ! ولهذا ؟ عليهم ان يعلموا بأننا لن نسمح لهم ان يعتبروا ذواتهم أوصياءا علينا كرديا ؟! لابل سنطوقهم بسلسلة من انجازاتهم – ! – وكم كانت أكلافها ؟ والأهم ياسادة : هل سيتذكرون ماذا كنا نسمي قبل خمسين سنة واكثر من تنكر لقوميته ؟ . هل نسيوا مفهوم العدمية القومية .. وهنا وبجدل : لو أن صالح مسلم اكتفى بلا كرديته بالكلام لإعتبرناه نوعا من الكولكة ! . لكنه بترها جزا كالقصاب بحزه السكين ذهابا وإيابا . وعليه أفلا يفترض بعد تصريحات صالح مسلم، وتأكيدات عديدة لقيادات من نسقه بلا قومية حزبهم، ومن ثم التعامل معهم على هذا الأساس ؟. وكل هذا مع إدراكي التام بالفرق بين ذوي الأصول الكردية والكردي ؟ مثل محمد كرد علي وبقايا البكداشيين كجماعة قدري جميل على سبيل المثال . وهنا لابد من كلمة صريحة موجهة الى كل من يدافع عن منظومة PKK ومنتجاته بخطهم الآيديولوجي اللاقومي، وهنا وفي استذكار لتجربة الشيوعيين بالدول التي الحقت بها كردستان، سقط الشيوعيون في تغريبتهم – خاصة الكرد – اللاقومية في كل من تركيا وايران وسوريا، بينما كان للحزب الشيوعي العراقي من خلال منظمته لإقليم كردستان حضور عملي سياسي وعسكري، ورؤية سليمة في آلية طرح الحل الأمثل والإقرار بحق تقرير المصير لشعب كردستان العراق .. وهنا ؟ او ليس من الواجب على حزب اتحاد ديمقراطي وكفرع للمنظومة في سوريا ان تعلن عن منظمتها الكردية الخاصة، والتي يفترض بها ان تكون الجهة الممكنة ربطها بالحركة القومية كرديا وما دون ذلك فهو حكما باطل .. وهنا وفي مقاربة تاريخية، وأثناء الحروب ـ الصليبية ـ وبعد تقهقر ممالك بيت المقدس وغيرها، وأمام استقرار جند صلاح الدين وبالتالي تقدمه على كافة الجبهات فرض بعض من ملوك أوروبا وإقطاعاتها ضريبة العشر باسم ضريبة صلاح الدين وذلك لخلق موازنة وايجاد مشارب للإمدادات وسبل مجابهته ومع هذا فشلوا وساضيف : مع انني لم ادن صلاح الدين ومرحلته في يوم من الأيام، بقدر ما احاول دراسة ظاهرته في وضمن سياقه التاريخي، وبالتالي أرفض رفع اسمه و ـ هالته ـ ضعفا وكشهادة فقر، فأرفعه جبنا وتخاذلا كما وأتسول به اعترافا بشعب يتجاوز عدده في أبسط الأحوال الأربعين مليونا، أو أسخّر من جديد، فيشدني بعضهم من تلابيبي ويفرض لا ضريبة العشر وإنما تسعة وتسعون بالمائة على سلخ هويتي كما وانتمائي القومي، و .. تظلّ مأثرته قيدا يمارس به أحفاد ريتشارد وغيره أحقاده المتراكمة و كلمات الجنرال غورو ما زالت صريحة وواضحة .. والأبشع من كلّ شيء، وهذا الأمر من جديد تلك اللاميّة باسطوانتها المشروخة بأنّه لولا صلاح الدين ما كنا ولا كان الكرد .. ايها السادة : بالرغم من أن صلاح الدين كظاهرة جاءت ضمن سياقها التاريخي ولا يجوز لي ولغيري تطبيق معايير اليوم عليه وبالتالي فلا تجوز جرجرة الكرد أيضا بعيدا عن حقوقهم المشروعة كأرض وشعب وتحت أيّة مسمّى، المعايير في تحوّل كما الأحكام كمسائل القياس لها زمنها ومكانها وبالتالي حيثياتها كما أحكامها، فبالله لنكن واقعيين وليكن ديدننا الشعب والقضية، كما احترام الصيرورة التاريخية وبالتالي دراستها واستنباط المفيد منها، ومن هنا فاجتزاء التاريخ، خاصة ما يمسّ تاريخ شعب، فيه ما فيه من نوايا وغايات اصبحت واضحة وضوح الشمس في بلادنا الشاسعة الواسعة , ولعلّه من المفيد تذكير أصحاب هذه النزعة وقولنا : أجل فنحن نعلم خلفيات اختزالهم وبالتالي لما ولماذا لا يحتفلون بنوروز والأصح لا يعترفون به حتى !! .. وهنا ومن جديد لأن صلاح الدين جاء ومضى ولن نقبل لا التسوّل بإسمه ولا نيل حسن السلوك وهذا الزمن به كما وقد وعينا أمرا .. نعم ـ لن نكون ثوارا تحت الطلب ـ والمغزى : لقد حرر صلاح الدين بيت المقدس وبعثر آلاف مؤلفة من كرده في بقاع غير بقاعه، ومع هذا ظل قائدا ترفع له القبعة عند معظم الأطياف، عكس اوجلان الذي أصر على تقديم اعتذار لامهات جنود الاتراك القتلى، وكاني بهم قتلوا وهم يزرعون الورود على انغام الأغنية الكردية – دا ورن گولا بجينين – فبالله عليكم ! هل تذكر أوجلان امهات من دفع هو بابنائهن الى الجبال وسقطوا شهداءا على يد ابناء من اعتذر هو لهن .. هل استفاد أوجلان وتابعيه من الدحرجة العقائدية وتحوراتها ؟ وماذا عن القضية القومية الكردية ياقوم السيستم والبراديغما الماوراء واقعية ؟ الأمة الديمقراطية ؟ على انقاض جرائم التصفية البولبوتية مثلا ؟! . والنفي القومي وبماركة كردية حصرا ! .