وليد حاج عبدالقادر / دبي
في المعادلة السياسية وكما هي في أية مسرحية او رواية ، لابل وحتى على أرض الواقع ، فأن الخواتيم حينما تفرض ذاتها ، خاصة مع تداخل وتقاطع المصالح فتتسارع ويصبح الصراع تناحريا حتى بين الفئات التي كانت قد تلاحمت بقصدير سيء ، ويبان حجم التابعيات المتشعبة لمتناقضات عديدة سيما لحظة الفرز وبحث كل فئة / جماعة عن ما يفيدها كنتاج لما استثمرته في تلك المجموعات . ان التلون المهدرج خاصويا واللعب بالتصريفات الحقوقية تمييعا كانت هي في الأصل مقدمات حقيقية لابل / عهدة عمرية / متفقة وكصك ضمان يتمظهر حين الطلب والضرورة !! …
ويغلف بعبارات بات صعبا في عهد الوجبات السريعة ، ومعطلا لسرعة ملاحقة الأحداث فتمرق عبر مرياعية متفننة ولقطيعية عيونها دائما مسبلة اسفلا . سيما ان كوادرهم امتهنوا التعامل مع نمط بشري ذاكرتهم ادمجت بكاسحة وباتت كما ذاكرة السمك ، وعليه يجب ألا نستغرب ممن يقلدون الإستبداد بكل ممارساته ، وخاصة في تحريف الحقائق والحط من نجاحات الآخر ، لا بالأفضل بقدر الإنحطاط في الإرتكاز على شعبوية مغلفة باكاذيب فاضحة ، تمارس فقط في ازقة الإنحطاط السياسي الممنهج ، وكمثال : في عام ١٩٧٢ كان الراحل دهام ميرو سكرتيرا لحزب البارتي ، وقبل اعتقاله بفترة أذكر بأنني شخصيا كنت قد كلفت بحجز تذكرة ذهاب وإياب له بالطائرة الى الشام وفعلا رافقته انا والراحل ملا عمري / كوسه / كما كان يلقب الى المطار ، وفي النهار التالي سافرت إلى ديريك ، وفي غمرة نقاش مع بعض الأصدقاء ، قدم واحدهم وتدخل يناقش وقال : مابالك تدافع عن دهام ميرو وأمس عند الغروب شاهدته بعيني وهو / يجنكل / حمادي الخلف .. عنصر بأمن الدولة كان / بشارع الجسرين .. تطلعت فيه وقلت : متأكد انت بأنه كان دهام ميرو ؟! .. أجاب : نعم فقد رأيته وأعرفه جيدا !! .. قلت له : كيف ذلك ؟ امس الساعة ١١ أوصلناه انا وملا عمر الى مطار قامشلو وسافر الى دمشق وسيأتي في اليوم الفلاني .. وأصر على موقفه .. فتذكرت بأن واحدا من جماعته كان بالمطار !! .. قلت له : هل تصدق كلام … وهو من جماعتك قال : طبعا !! .. و .. ذهبنا الى أقرب مكان فيه هاتف واتصلنا مع ذلك الشخص وسألته ان كان شاهدنا في المطار ام لا وناولت الشخص السماعة مع اصفرار وجهه وتلبكه !! .. وللاسف لازالت ماكينة بعضهم تسوق لابل تروج لهكذا حكايا , والتي تذكرنا بما كنا ابتلينا بها من مخلوفيات أمنية وعنتريات علي عقلة عرسان بتحويل القلم الى رشاش وانتهازيات جابر عصفور !
إن التقزيم هو أسلوب وطفح ذاتوي ، والنقد إن مارسه أي كان فهو حق ، والفرق بين الحالتين هي كحالة من يطالب أنكسي بتحرير عفرين وهو ممنوع عليه حمل عصا ، والجماهيرية أيضا قياس يعود لنوع وسماكة عدسات الرؤيا التي فيها خاصية يفترض من الجميع احترامها ، وهنا ! يفترض بك أن تكون مرنا لتتوائم مع من أوجدك أصلا ! هذه طاعة نعلم جبريتها ! أما أن تفرضها وفي الواقع كروموت كونترول تدار ! هذه لن تمنحك حق فرض عين وواجب ! والتجارب تؤكد بأن العودة الحميدة الى حضن النظم دائما سماسرتها هم اولئكم الرماديين وفي ظرف محدد تنزاح عنهم جميعا طاقية الإخفاء ، وساختزل مستذكرا بغزوة احتلال عفرين بسؤال لا اخفي تهكميتها للناطق الرسمي باسم قسد ؟ عجبا ! أيهما الأسبق كان ؟ مهلة ال 15 يوم كإنذار لوقف معارك باغوز والهجين إن لم توقف تركيا عدوانها على عفرين ؟ أم احتلالها ؟ .
هذه الأمور ستدفعنا الى التساؤل ؟ عمن يقف وراء عرقلة لابل نسف المفاوضات الكردية ودفعها الى الانتي كردية ؟ فتعود بنا الذاكرة من جديد الى يد النظام العميقة وعراب الهدم الصريح ، وهنا سأركز على عناوين ضرورية تتداخل مع مشهدنا الكردي : آستانة ومؤتمراتها الأخيرة ! وترافقها دائما بمؤتمرات آلدار خليل الموازية ، والتي تعيد الى الأذهان كل الممارسات المرافقة ، ومؤخرا ومع فائض شحنة التوترات الآلدارية وبوسة اللحى مع النظام ، وظهوره في حي شيخ مقصود بحلب ، وكلنا يعرف الدروب المؤدية الى الطاحونة ، وقصف البوارج الروسية لجرابلس ، قابلها قصف تركيا وفصائلها لمناطق كردية والأهم الغزل المتبادل بين قسد و – السيد مناف طلاس – حول المجلس العسكري – و يا جماعة آلدار خليل ؟ إذا انضممتم او ضموكم لذلك المجلس مع الذين ؟ ! نعم الذين ؟ .. وانا ادرك انها سهلة جدا عندكم ؟! .. اولستم انتم ممن بعد سرخبون والاف الشهداء اعتبرتم المطلب القومي نزعة استعمارية ؟! .. و : متعودون أن نعتذر من قتلتنا ومقابلها نحطم ونخون معارضينا من بني قومنا !؟ يالها من جريمة ! قومية ؟! إذن انت فعلا غبي وكردي واستعماري . إن انهيار – وإن كانت عبارة انحسار ادق – منظومة الدولة القومية وأعني بها تحديدا من ذهنية البعض لا يعني بالمطلق لا معقوليتها بقدر ما يثبت للجميع بأن الآمال الكبيرة والأهداف العظيمة تمنح الدفق وتخلق قوة دفع حقيقية لإنجازها !! الشهداء يضجون في عالمهم الآخر والآن يحق لأمهات الشهداء أن تسألن : إذن لأجل ماذا ضحى فلذات أكبادهن بحياتهم ؟! … التمسك بحدود سايكس بيكو ومنح القداسة لخرائطها وكياناتها هو جل طموح قاسم سليماني وعمدها بمعية مملوك وبايق وبسة .
إن الساكنين في كهوف قنديل لم ولن يفكروا لحظة بواقعنا في بيئتنا ، فمنذ تأسيس الدولة السورية سنة ١٩٢٠ ووجود الإنتداب الفرنسي كان الإحساس الوحيد وبقي عند الشعب الكردي في سوريا ، هو الشعور بالإغتراب وذلك لتغييب أي ظاهرة يتمثل فيها كيانيا وليتتالى هذا الإغتراب ويتنامى بالفترات اللاحقة لذلك ، وطبيعي جدا أن يتبادر الى الأذهان ومهما تكن نسبة الذين مازالوا يتحسسونها / حالة الإغتراب / إلا أنها ظاهرة موجودة لابل أن الغالبية وإن كانت تكظم غيظها إلا أنها ولو بالإشارة تفصح . ولكن وبكل أسف ! فمن جديد تتواتر التصريحات باسم الكرد و – وكلاء منصوبون – على القضية الكردية من / المدعين بتمثليتها على هدي البازرات الترفية بتحديد سقف اعلى ومن ثم المباشرة بتخفيض السعر !! لا أدري مفهومية المواطنة الديمقراطية وتعريفاتها الفلسفية ناهيك عن مسألة الحقوق والواجبات والتي تتقونن في نطاقية / يي ناعجبينا بلا در كه ڤا / يعني هناك نطاقية جذب محددة بنبذ طارد لكل مخالف !! فيا لك من محظوظ ايها المواطن الديمقراطي ، وتمارس حقوق المواطنة الديمقراطية و .. قدسوها وتباركوا بها خطوط – سرخت وبنخت – … فهل ستتجرأوون في تحديد موقفكم كرديا ؟ كلكم ان كنتم فعلا كردا من مسألة التقسيم والفدرالية ؟ لا تختبؤوا وراء اصابعكم يا من تدعون تمثليتكم لها جميعا !! .. وثقوا لا يهم أية جعجعة سوى صدى اصواتكم ولا يهمنا ان اتهم اردوغان او كتب فلان مقالة بل لسانكم وليست كأشخاص حتى لا تعتبر ذلة لسان .. لأنني وللحق شخصيا : قد اقتنع بوجود انسان غير ديمقراطي بصفوف حزب ديمقراطي وانسان غير ماركسي او نص ماركسي بحزب ماركسي مثل صديقنا ورفيقنا ( ص .س ) في الحسكة الذي كان يردد دائما بأنه يؤمن بالديالكتيك ولا يؤمن بالمادية التاريخية !! ولكن بصراحة لحد الآن لا استطيع استيعاب مقولة كردستاني ولكن ؟ لا أؤمن بكردستان ؟ .