في نقد عسكرة كرد سوريا كأداة

وليد حاج عبدالقادر / دبي 
مع تحول الأزمة السورية إلى العسكرة، والتفاهمات بين منظومة حزب العمال الكردستاني والنظام التي تمت بإشراف قاسم سليماني، ومع دخول مجموعات تابعة ل PKK إلى المناطق الكردية وبسط سيطرتها كعملية أشبه  ما كانت باستلام وتسليم بينهما، هذه العملية رافقتها مسرحية الإستعراض العسكري كبروفا تمت في قرية حداد، سبقتها ممهدات ميدانية بصبغة عسكرية عنيفة على الارض اتخذت منحيين : اولها قيام طائرة هيليوكوبتر تابعة للنظام بإلقاء عدة براميل متفجرة على قرية حداد التابعة لناحية تل كوجر، والذي عد – القصف – كرسالة إنذار صريح لمجمل المنطقة وفحواها : أن النظام مستعد لتنفيذ ذات الأسلوب الذي كان اتبعه في مناطق سورية عديدة وقصفها بالبراميل المتفجرة، 
هذا العامل الذي مهد كمنحى ثاني، حيث انكشف حزب اتحاد ديمقراطي على حقيقة تحوله من مجاميع ملثمة استهدفت المتظاهرين السلميين واغتالت نشطاء، وهاهي تظهر علنا كمجموعات عسكرية، وتوجهت الى قرية حداد المنكوبة وقامت باستعراض عسكري هناك، ومن خلالها بدأ الناس يسمعون بوحدات حماية الشعب الكردي قبل قطع اللاحقة، ولم تمض فترة طويلة حتى تتالت الإنكشافات لقضايا وخفايا كثيرة ومعها اوراق صريحة مثقلة ببرامج توضحت وجلبت معها استفهامات كثيرة لسلسلة من التساؤلات، وطبيعي ان يبرز معها السؤال الاهم وهو : هل أسقط أنموذج براميل قرية حداد بالتقادم ؟ أم أن أنموذج عفرين و سري كانيي و كري سبي – استوجبت – وكتمهيد للجيش الباسل للزحف المبين ؟ . ولتودي بهكذا نمط كقوة مفترضة ان تبقى مثل الدمى التي تشحن في مربعات الدول وب – زمبرك – ترقص في سيرك وكلهم يدركون مسبقا بنتائحها ؟ والتي بموجبها بتنا نعرف القادم من الأحداث بعد أي تصريح حتى قبل تحرك أية قوة على مربعات مناطقنا ؟ فهل هذا هو النصر المؤزر ؟ أم هي ابداعات تضخيم قوة الأعداء الذي لا ننكر وبغاياتهم ؟ ومعها تهاليل النصر العابر تقهقرا ؟ ناهيك عن نزعوية بعضهم ممن توسم نياشين وطيور نسر ونجوم على اكتافهم  ونسيوا أنه : ما كل سقوط أنتجته طيارة أو دبابة ! وليثقل فينا اللسان وعشرات الصرخات، وهم في عز قوتهم يستثمرونها عنفا وضغطا على مناضلي شعبهم يزجونهم في السجون والمعتقلات، وكخناجر تطعنهم خلفا وأماما وقد انكشفت بوضوح وهي تصرخ بتحد وتهتف : أظهروا ما عندكم من وثائق ؟ حتى وإن كانت  – من عصر الآلهة الأم – ؟ ودلونا على أية جهة  تتعاونون معهم، وقد أبدى أية مؤشر عن أي تضامن أو إقرار بقضيتكم القومية ؟ . ورغم ان الصحوات تأتي ولكن بعد أن تتتالى الصدمات، ومعها الإنكشافات التي تتمظهر كنتاج للأفعال ؟ هلا دليتموننا على اي نمط لنصر كقياس لحجم المنجز ؟ سوى كبروباغندا مبهرجة ؟ أم لعلها هي السيولة النقدية ؟! . وحتى لانظلم أبنائنا وبطولاتهم في وجه القوة المستفاضة، ولكن ؟ لطالما تدركون أن خفض القوة وكمتلازمة لخفض التصعيد، هي لا تستهدف العتاد وانما حاملها ومستخدمها، ولو كان عكس ذلك لسحبوها منكم، مثلما فعلوا مع كتائب احمد العبدو وشهداء القريتين، والأمض هو انكم كنتم تعلمون ذلك قبل سقوط عفرين بسنتين وأطعمتموننا مرارة الدم علقما مؤلما فيها ! وما اكتفيتم ! لن أطيل أكثر ؟ .. وسأكملها بجمل الى السيد مظلوم عبدي : لا أنكر اعجابي ببعض من سلوكياتكم وزميلكم ريدور خليل، وبنيت عليها بعضا من الأمل ! ولكن ؟ أيعقل بأنكما لا تستطيعان التخطي ولو خطوة بروتوكولية ؟ .. وبالتالي ! تعدد المواقف وتناقضاتها في أضيق وأصغر بقعة من العالم تشهد ساحتها صراع كل الأجندات الدولية ! . السيد مظلوم عبدي : كنت اتمنى – كمتابع ومؤمن بعدالة قضية شعبي – أن تكون – فعلا – وحدة الموقف من أولوياتكم ! ولكن للأسف ؟ يبدو أن بعضا من الدهاقنة لازالوا في نشوة السكرة ذاتها التي ابتدأت من سنة ٢٠١٢ ! وعليه : أوليس من حقنا كمتابعين أن نفهم المتداخلات بدءا من الخضوع لمبدأ خفض القوة وصولا الى ما بعد 30 كم ومحاولة تعويم السطوة بمفهوم السيطرة وذات مبدأ قانون حزب الإتحاد الديمقراطي ! والذي هو عمليا PKK ؟ وسأختصر : شخصيا مذ كنت تلميذا في الصف الخامس بمدرسة المأمون الريفية بديريك، قرأت وفهمت قصة القرغيزية بعنوانها ( دائرة الطباشير ) ولكم ان تختاروا من كانت الأحرص على باغوز وهجين ولحسابها ضاعت عفرين و خذها يمينا إن شئت او دعها على اليسار . هذا الأمر الذي ذكرنا بلوزان 1 وجعلنا نتخوف من لوزان 2 ! ومع أننا جميعا نتلمس وندرك تشابه ظروفها الكردية، وبذات الوقت جميعنا نتهرب من اﻷسباب الحقيقية التي أودت الى كل تلك النتائج ونبررها بالمؤامرات اﻹستعمارية وتقسيم الدول، وهذه فيها بعض من الحقيقة لا كلها ؟ . أجل : أما كان ﻹستقالة الجنرال حسين شريف باشا رئيس الوفد الكردي أو استبعاده على أرضية الخلاف وتمسك الجنرال باستقلال كردستان وتهافت اﻵخرين على حقوق ومطالب أخرى ؟ . أو ليست الظروف وآليات إعادة تأشكل الخرائط هي عينها ؟ وان وازاها مأسسة مفاهيم الدولة الوطنية الجامعة ببعدها التشاركي ؟ هل سنعود الى نقاشات جوهر القضايا كرديا بينيا ؟ . أم أن تذاكر لوزان 2 وبدفع مسبق قد تم حجزها ؟! دون ان ننسى الاهداف المتحورة تدرجا عن مفاهيم متقهقرة وكامثلة مهام : اسقاط النظام اولا .. التغيير البنيوي للنظام، الجذري، مرحلة انتقالية، اعداد دستور، كانتونات مركزية لا مركزية، الجمهورية العربية السورية، الجمهورية السورية، حقوق المواطنة، مرحلة انتقالية … بالنسبة لي ككردي وقد اختبرت كل الفصائل التي تدعي بأنها معارضة للنظام ؟! صحيح .. ولكن كرديا لا اظن ! ولهذا سنظل وبتحسر فظيع نلوم معرقلي مشاركة الكرد كلهم بوفد واحد وككتلة مستقلة وسلفا أبصم بأن ال ب ي د هي المسؤولة المباشرة عن هذا الأمر، ومع هذا لن أبرر للكرد المشاركين  أو الذين سيشاركون في كل مجريات اللقاءات والمفاوضات بطرح القضية القومية الكردية من خلال التمسك بوثيقة الإئتلاف المتوافق عليها كارضية يبنى عليها،
مع إدراكي بأن الجعجعة سترتفع : ولكنني كنت قد قلتها منذ بدايات الثورة عن اللاثابت ولكن المتحول بخاصية وحدات حماية الشعب الكردي والموجبات التي فرضت عليهم لبتر الكردية، ومع كل التقدير لدماء الشهداء كنت قد أشرت الى مهامهم المستقبلية بالتحول الى مهام الهجانة على طول الحدود العراقية و حراس لحقول النفط، وهنا لا نشمت او ننتقص بقدر ماهو تذكير لجعجعات المريدين، وفي غالب الاحيان – الشيخ – إما غير مبالي او يتجاهل، ولربما يبتسم من تحت شفاهه، سيما وقد ثبت فعلا جدلية الربط بين الباغوث والهجين وغزوة احتلال عفرين، وسأضيف : ثبت وبواقعية واضحة مدى جهل من لايزال يجعل من الثابت متحولا او يعكسها حتى . هذه العمليات العسكرية جميعها وفي تقاص عملي كنتاج وإفرازات وبالترابط مع مجريات التطبيق العملي، خاصة في وجود فائض قوة كبيرة لمواجهة الجماهير السلمية واحزابها المدنية من جهة، والمتمرسة في ذات الوقت بقوة وخبرة نمت ذاتيا من خلال مواجهة النظم المتعاقبة، ورغم الإخفاقات ودمغة الجهة المتسلطة تطبعها وكتهمة جمعية لكل مختلف تماوجت بين – إخانة و خيانة – إلا انه وفي مقابل منهجية استهداف اسس وبنية المجتمع الكردي، وعلى الرغم من عسف قوة سلطة الأمر الواقع بقي شعور وحدة المصير قويا وتعزز أكثر، وكمثال جرى معي في مرحلة التحضير لواحدة من المقابلات بمحطة عربية وقبل بدء البرنامج حاول المذيع التلاطف، وأؤكد على عبارة التلاطف مع المدافعات يومها عن كوباني قائلا : هن جميلات، هذه الكلمة لوحدها نرفزتني وجعلتني عصبيا جدا فصحت به، الا تخجل من نفسك وانت تقول هكذا عن بناتي / اللقطة التي علق عليها كانت فيها فتاتان تتضاحكان / .. عفوا استاذ والله ما عرفت انهن بناتك ؟! وهل بناتك مقاتلات في كوباني استاذ ؟! قلت كلهن بناتي وأخواتي ! ولعل الذين شاهدوا الحلقة يتذكرون عبارتي التي رددتها في اللقاء عدة مرات : لقد سقطت الحزبية تحت أقدام المقاتلات الكرديات ! . وهنا أوليس وحدة الإنتماء والمصير يفترضان بنا على أنه مهما اختلفنا اوتجادلنا وتعاركنا، يبقى الواجب هو التشبث باسس وقواعد أخلاقية ارستها بنانا الإجتماعية، والتي يعبث بها شخوص مدربة على هكذا قذارات ! الأمر الذي يفرض هنا سؤالا جوهريا : من يتحمل وزر هؤلاء القذرين الذين ينتهجون اسلوب العهر السلطوي الأمني كما مدرسة مخلوف وربيبتهم ؟! هم شريحة منظمة وممنهجة بإسماء مغفلة بكل تأكيد !! أوليس لهم عائلات ؟! أما بينهم واحد بإسم صريح ومعروف ؟! .. هل بدأت فعلا أسراب الخفافيش تقودنا نحو التصادم الإجتماعي ؟! . المطلوب منا جميعا هو أن نسعى لإعادة قيمنا التي تمأسست عبر مراحل تأريخية طويلة ونسفها سيفتح براكين صراعات طويلة جدا . ووسط كل هذا المخاض، وبعد ما آلت إليها الاوضاع بصيغها العسكرية وفقدان بوصلة التحكم والتمييز بين العدو والصديق، وبعبارة ادق ! الجواب على اسئلة باستفهامات عديدة مثل : لماذا حاربنا ؟ ولم نزل ؟ من هو الصديق ومن هو العدو ؟ ومتحولات البندقية حملا وتوجيها ! او ليس من حقنا الرد على السيدة الهام احمد بأنه ليس النظام وحده هو من يريد فقط التعامل العسكري، بقدر ما أوجدتم انتم عمليا لأجل ذلك، وسياتي يوم إما ان تعيدون لهم بنادقهم المتسلسلة ارقامها كما قالها لكم بشار الجعفري، او ستدركون حينها معنى المثل الكردي – siwaré xelkè her peyane – .. وهنا، ألا تتساءلون لما إصرار الجميع ومطالبتهم منكم التعويم سياسيا ؟ انتم تدركون ذلك ! والمصيبة انكم تريدونها ان تتم وفق لا مصالحات النظام بل ادنى منها بكثير .. يعني واحدة من حلقيات التابعية لكوكب زحل ومعها أيضا تناسي كل عمليات الاعتقال والخطف والتغييب ! .. فهل يجوز هذا الشيء ؟ وإن كنت في المقابل أنصح المجلس الوطني الكردي، وكل أمنيتي هو أن يفعلوها ! . 
وخلاصة القول في هذا المجال أيضا : أن كل جولات السيدة الهام احمد المكوكية ولقاءاتها تستهدف امرا واحدا وهو البقاء تحت بقعة الضوء، مع قناعاتها التامة بأن مسار ما جرى في محافظات الجنوب السوري ومثلث الموت مرورا الى البادية فحدود محافظة ديرالزور، وهي كلها كانت خارج سيطرة النظام وفجأة وفي نهار واضح رأينا سلسبيل التناقضات في مواقف امريكا كواجهة – للقباحة – ومسألة استرداد الأسلحة او إطاعتها فقط في محاربة داعش، هذا الأمر الذي يذكرنا تماما بتصريحات كل المسؤولين الأمريكين من ايام ادارة اوباما الى اليوم أن الهدف من الشراكة معكم هي لمحاربة داعش فقط، والممهدات كقصف سياسي أخذت تتواتر : في الجانب الأمريكي هناك تناقض متداخل يسرب فيه وببطئ وكتمهيد بأن متغيرات عسكرية ستحدث وهذه لم تقتصر على الأمريكان ! بل على لسان مسؤولين من النسق الأول في الجهة المعنية، وهنا وبعيدا عن الشعاراتية ودوغما الهتافات كبروباغندا وكوضع بات جميعنا يستشعر بأمر ما ! هل ستكون الأمور كما أشار اليها – الرئيس المشترك لفدرالية الشمال – أم أن ما صرح به السيد مراد قره يلان من توجه ستأخذ مسارها بنيويا داخل هذه المنظومة وعلى ارضيتها سنشهد – ربما – تصورات ما !! .. الآفاق مفتوحة ولكن يتمنى – بضم الياء – ألا تأتي متأخرة ! .. لندع الجعجعة والهوبرات الشعاراتية والصيغ الفردانية العملاقية مع يقيني بأن سياسة النبذ التي مورست بشخوصها لاتزال هي من تقود العملية بمجملها وبعدسات مرشدها الأوحد آية الله خودي نهشتي بذاته ..

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…