بايق والأسد وانكشاف المكشوف

وليد حاج عبدالقادر / دبي

 قبل اطلاعي على اجوبة جميل بايق الأخيرة في حواره مع صحيفة عربية، كانت لدي نية في أستذكار الراحل حميد حاج درويش بذكرى وفاته الثانية، وذلك بالإشارة الى  كلمتي التأبين، لكل من السيد مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية، وكلمة السيد سليمان اوسو سكرتير حزب يكيتي الكردستاني – سوريا، بإسم المجلس الوطني الكردي، وذلك كتذكير وضغط رمزي يترافق مع الضغط العالمي، ودبلوماسية كردستان الصامتة، للتقريب بين الطرفين الكرديين، وكنت قد تمنيت ولم ازل من السيد مظلوم عبدي على تبني الأمور التالية كمشروع يغطي نسبيا الامور التالية : 
– طرح مشروع يحقق الحد الأدنى من التوافقات البينية داخل الحركة القومية الكردية شرط أن تكون على أرضية تمهد لتوافق بين كافة مكونات المنطقة .
– الكشف عن مصير كل المعتقلين والمغيبين على ارضية المصداقية والمصارحة مع الذات والتي يتلمس كثيرون جوانبها في شخصه 
– الإعلان عن حرية العمل السياسي وإلغاء كافة الفيتوات بحق قيادات الأحزاب الكردية والنشطاء الكرد والسماح بكافة المبادرات والنشاطات السلمية 
– إلغاء كل الأنشطة والصور ودور كل شخص او مؤسسة تعمل لغير أجندة تخدم القضية القومية والوطنية السورية وطي ملف التبعية المطلقة وهذه عامة سوى أولوية النضال الخاص و بتعبير أدق : أولوية النضال القومي ضمن الإطار الوطني 
– الحد من دور المؤسسات التابعة لحزب اتحاد ديمقراطي وبغطائها انتهجت مسلكا بوليسيا في تعاملها مع المختلفين مثل منظمات عوائل الشهداء الذين نحترم ومنظمة المرأة وافظعها جوانين شورشكير ..
– يقابلها في جانب المجلس الوطني الكردي : 
– في حال توفير أرضية ممكنة من التوافقات والعودة إلى معرفات هولير 1 و 2 او دهوك او أية توافقات جديدة 
– التركيز على منبر / كتلة كردية خاصة تؤسس لشراكة حقيقية في تحمل المسؤولية السياسية في تقرير مصير وآفاق حل لقضيتنا القومية ضمن الإطار الوطني السوري، وبعيدا عن أية وصاية محتملة من أية دولة خاصة تركيا وإيران ..
– نعلم بأن كرة التأسيس للمصداقية لازالت في ملعب ب ي د، وملف الإعتقال والتنصل منها مثار استخفاف وتجاهل ممض لأبسط ضرورات توفير الأرضية المناسبة للحوار 
– والنقطة الأهم سيكون من المستحسن إبعاد صقور الصراع الذين أسسوا لحالة الشقاق الفظيعة من أية محادثات .
 ولكن ! وبكل أسف ! فأن كل امنياتي، تساوت صفر امكانية الإتفاق عليه، وقد عزز ذلك تصريحات جميل بايق يوم 26/10/2021، وبكل وضوح، أن النظام السوري لم يكن في أية مرحلة سوى صديقا لهم، واكد بانه على حزب اتحاد ديمقراطي  التفاوض والتفاهم مع النظام، هذه العقدة والعلاقة فوق الخلافية مع النظام، وما مورس من قبل مجاميع جميل بايق، وبالإستناد على تصريحاته هذه أيضا، يتاكد دقة موقفنا وأصحيتها، وأن القنديلين تعمدوا الالتفاف على الوقائع، وطمس الأسباب ولو بالدم ! ومهدوا لسطوة فئويات داخلية وبتحكم وطوق شديدين، وسلطوا طبقة ما يعرف بكادرو التي ما استطاعت أن تتجاوز عقدة  الطوق والتحكم والتدخل بكل شيء وفي كل شيء، وخلق الذرائع وتراكمها ليستفيد منها ويستخدمها مجرم مثل اردوغان ونظامه ! .. مثل رفع صور أوجلان في المظاهرات المعنية بالقضية الكردية السورية في الداخل والخارج، والسؤال هنا : اما كان وسيبقى الأفضل ان تعاد تلك الأنشطة الى ساحتها الطبيعية ؟ وهل او ماذا سيقول الكردستانيون في تجربة روج آفا لو ساعدت الظروف جميل بايق وقريلان في استنساخها بكردستان الشمالية ؟! .
باختصار شديد : قضية سوريا المفيدة، لم تكن نتيجة بقدر ماكان استهدافا مخططا، سعت في محاولات التغيير الديموغرافي، ونفذتها بجدارة، والتي ابتدأت من القلمون والزبداني، وتمددت تستهدف بعدا مذهبيا متبادلا، كما حدث في الفوعة وكفريا وتمددت ببساطة والغاية كانت هي الوصول إلى النقطة الرئيس، والمصيبة أن كل الأطراف المنخرطة بالعمل العسكري نفذت أدوارها وبدقة متناهية، وأصبح هناك لاعبون أساسيون، وكذلك رئيسيون وكومبارس وتحت الطلب .. ولتثبت الأيام بأن كل الإنسياحات البشرية إن تحت ضغط الأعمال الحربية العنيفة أو بخلق ظروف دافعة إلى ترك المكان هي كلها مجرد زمبرك مضغوط من قبل غرفة عمليات قوية ومتحكمة .. والحيثيات بوقائعها التي عايشناها في السنوات الأخيرة تؤكد مدى التورط التركي والإيراني في هذا المجال، سواء لإطماع توسعية ذاتية او كدفع وفق مخطط الإستدراج الممنهج، وأنموذج فسح المجال لحزب الله والميليشيات الإيرانية كانت واضحة ولتستخدم كورقة استثمرت في إعادة أشكلة وترتيبات لمقاطع رئيسة من الخارطة السورية، وطبيعي أن نظام إردوغان الذي يعتاش على بروباغندا شعبوية لم تفته ذلك، وكدولة تركية استغلت كل شيء لافتعال قضية أمنية حدودية مع سوريا وعراق سايكس بيكو – هذا المخطط الذي فعل بقوة ومع الأسف ! كرديا : قدمنا ووفرنا أرضية خصبة ديموغرافيا لها، وسهلها اكثر، التغاضي عن تنمرها دوليا ! . 
إن تصريحات جميل بايق المنشورة اليوم، والتي أذاعت روداو مقتطفات منها، كشفت الغطاء كاملا عن كل ما تبجح به بعض من رسل / والوجوه المكلفة من ب ك ك في تنفيذ اوامر قنديل، مع ابقاء كل ادوات الكبح الجبري بيدهم، لايقاف أي خروج او تمرد عن الخطوط التي رسمها الثلاثي بايق ومملوك وسليماني، تلك الخطوط المحوطة والتي أصبحت بمثابة برنامج عملي هدفها البنية المجتمعية الكردية، والتي اضحت كأكاديمية مختصة في زراعة وانتاج القرف والكراهية ؟! . إن من يرى الإختلاف عدوانية ويتمنطق بلبوس انظمة احتلال واستبداد، ومن يجعل من جدران البيوتات الواحا يدون عليها عبارات تحض على القتل وارتكاب جرائم ! عليه ان يتذكر امرا بسيطا : ان الذاكرة الجمعية الكردية حفظت ودونت قصص كل من خرق صفوفها وبعثر حقوقها … قرار التخوين ليست جملة تلوث بها الحيطان، التخوين هو فن ممارسة المساومة والتنازلات الفظيعة عن المرتكزات القومية الأساس ( وهذه عامة ) . وعليه فقد مأسسوا وببراعة مبدأ فرض الصمت على الجميع، او ! أن صبة من البيتون المسلح او رشقة رصاص ستكون من نصيب كل من يعارض . والمغزى هنا هو للتدليل على أساليب قمع النقد والكشف عن المغالطات التي تودي الى نزف الدماء وزهق الأرواح ! .. اذا كان الهدف هو اردوغان وجره إلى ساحتنا وهزيمته ! او ليست أراضي القسم الملحق بتركيا وعدد سكانها توازي الأجزاء الأخرى قاطبة ؟ .. كلنا يدرك بالفطرة العدوانية الطورانية وبحث اردوغان عن الحجة .. أية حجة تكن ؟ ولكن ؟ كم من مبرر وفرنا له رغم يقينيتي بعدوانيته حتى ومن دون سبب ! والأهم ! لماذا ننفذ مطاليبه بعد الخسائر الكبيرة خاصة أرواح شبابنا وشاباتنا فهل هي من طرز معالم – الوليمة – ! . 
وخلاصة القول : وبكل بساطة ومن دون اعتبار لأي موقف كشف جميل بايق ما كشفه، واثبت لنا ما كنا نجزم به دائما بانهم تسللوا في عدة ليالي متتالية، بعد ان عجز كل قبضاياتهم ومن خلفهم كل اجهزة النظام في مدننا الكردية، بهراواتهم وأدواتهم الحادة في قمع المظاهرات، وجميعنا يتذكر ويعرف كثيرون منهم ممن ضربوا وهددوا واختطفوا واغتالوا مناضلين وغيبوا آخرين، وليبان بكل بساطة بأنهم استخدموا كطعم، وأن الغاية هو فقط توريط تركيا، وليبدع السيد آلدار خليل في تصربح له يوم 22/10/2019 لقناة روداو الكردية : ( الاحتلال التركي تقسيم لسوريا والاتفاق مع النظام هو لمنع التقسيم .. خلافنا مع سوريا هو على سوريا الديمقراطية والدستور و هي قضايا داخلية ) . و … تصرح جميل بايق : ( .. هناك مؤامرة دولية للإيقاع بيننا وتركيا ) .. وزادها وترا في الطنبور دوران قلقان : ( .. هناك مؤامرة دولية لتقسيم تركيا .. ) . وبالمقابل اثبتوا وببساطة على أننا جميعا قراء مهرة للحدث بعد انتهائها ! وعمرنا ما اهتممنا بثقافة ما قبل الحدث سوى في الدفع انقيادا لهزيمة أو مصيبة . وساختتم هنا بطريقتي الديركية : كنت في محور لنقاش في صيف ١٩٨٥ بديريك حينما جادل واحدهم مجردا من الجنسية قائلا : ألا تخجل في سعيك لنيل الجنسية السورية ؟ وهاهي نوالا هسبستي وجبلين مجاورين قد تم تحريرهما ودولة بوطان وبهدينان / تصوروا دولة / بالطريق وهويتك الكردستانية مع جواز سفر كردستاني !! أوليس أفضل من … ؟! والآن دعونا جميعا بعد قراءة كامل تصريحات جميل بايق، لابل انكشاف الوقائع المنكشفة اصلا، أن نسأل كل منظومة ب ك ك ومتفرعاتها : عن أية ثورة وضد من كانت التي تعنون ؟ هل ضد سكان المنطقة الأصلاء لطردهم ؟! .. ام ضد معارضي صديقهم الودود ود جميل بايق ؟! . و .. هل سيتجرأ فلاسفة الآيكولوجيا الأنتي واقعية ! تبيان أسباب حالة الإنفصام والقطيعة بين اكبر جزء كردستاتي ؟ ان كان خوفا من القمع ؟ الوف من خيرة شبابنا تصدوا القمع وضحوا بأرواحهم في ذرى جبال كردستانها ؟ أم أن للحكاية بعد آخر ؟ مجرد تخاطر …

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…