مع قيام الثورة السورية، فيما عرف بالربيع العربي والانخراط في تشكيلات المعارضة والمشاركة في المؤتمرات والندوات والحوارات واللقاءات …
ومن خلال دعوة للمشاركة في مؤتمر ” ورشة إصلاح الأجهزة الأمنية وتحديات بناء جيش وطني ” وصلتني دعوة من قبل اللجنة المشرفة مذيلة باسم المشرف على الورشة السيد د. رضوان زيادة المتواجد في أمريكا والذي جمعني به مسبقاً من خلال عقد المؤتمر الأول للمعارضة السورية ضد النظام في مدينة ” انتاليا ” التركية , حيث اجتمع حوالي 300 معارض سوري ضم جميع الاطياف السورية وشارك الكرد فيه بحضور أكثر من 50 شخصية , وتم انتخابي من المؤتمر مباشرة ضمن خمسة سوريين بعد ان كنا قد انتخبنا سبعة اكراد من ضمن المكون الكردي , ومن ثم تم انتخاب أربعة منا ليكونوا ممثلين للكرد ( اثنان من الأحزاب واثنان من المستقلين ) ومن ثم تم إضافة اسم كردي خامس فيما بعد , ( 32 شخص تم انتخابهم من جميع المكونات السياسية ) و بإضافة خمسة أسماء فيما بعد بتفاهمات لتوسيع الأمانة العامة..
وعليه وجهت هذه الرسالة ” الدراسة ” .
+++++++++++++++++++++
الاخ د. رضوان زيادة
تحية ود وبعد….
بودي المشاركة في المؤتمر المنشود والذي سيعقد بتاريخه، وخاصة المشاركة في ورشة إصلاح الأجهزة الأمنية وتحديات بناء جيش وطني …,
بكوني متخرج من كلية الامن الوطني في تشيكوسلوفاكيا (جمهورية التشيك حاليا) بالإضافة الى تخصصي القانوني (دكتوراه في القانون الجنائي واستاذ في كلية القانون بجامعة صلاح الدين – أربيل، كردستان العراق) وبالإضافة الى ممارستي للعمل السياسي المعارض للنظام لأكثر من 35 عاما، وبقيامي بتدريب مئات الكوادر الامنية (ضباط من رتب متقدمة) في كوردستان العراق في منتصف تسعينات القرن الماضي، بالإمكان تقديم ما هو مفيد في المؤتمر في حال حضوري. أقدم من جهتي هذه المساهمة المختصرة (لا تتعدى ثلاث صفحات)، وهي مبادئ أولية ثابتة لتشكيل الجهاز الامني في سوريا المستقبل.
– – – – – – – – – – – – – – – – – – –
بطبيعة التغيرات التي ستأتي لاحقا فيما لو نجحت الثورة، لابد من التغيير الكامل لجهاز الامن وفروعه المتعددة او للمنظومة الامنية التي تتحكم ببلدنا سوريا، كون المنظومة الأمنية المتحكمة الان هي التي يتم بواسطتها ادارة البلد، والتي جعلت من سورية مزرعة لآل الاسد وبطانته وطائفته واتباعه. واصبحت سورية دولة بوليسية انتفت فيها جميع معايير الدولة الحديثة , حيث تم و يتم التحكم في جميع مفاصل الحياه السياسية و الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من قبل طائفة مغلفة بتنظيم سياسي ( البعث وأحزاب تابعة له باسم الجبهة التقدمية ) ومبطنة من ذوي الاهل والقرابة واتباع من ذوي المصالح الخاصة ¸مكملة لسلسلة الدولة العسكريتارية الاي تعاقبت على سدة الحكم في سوريا منذ الاستقلال في خمسينيات القرن الماضي مرورا من تسلم الانقلابين السلطة في الثامن من اذار تحت تسمية ” ثورة الثامن من اذار ” , والتي احكمت قبضتها السلطوية بواسطة منظومة امنية لجهاز يتحكم في جميع مفاصل الحياة وحولت سورية من دولة عسكريتارية الى دولة بوليسية .
ولهذا فانه تم انشاء هيكلية أخطبوطيه من قبل الاسد الاب والذي استطاع بان يجعل من سورية دولة بوليسية بامتياز وعلى مدى أكثر من 40 عاما.
لن اتطرق الى التركيبة الأخطبوطين وشبكتها العنكبوتية للمنظومة الامنية الحاكمة , وهي في الاساس مستمدة من اجهزة الانظمة الشمولية والتي كان يسيرها نظام الحزب الشمولي ( منظومة الدول الاشتراكية ) , هذا بالإضافة الى الاستثناء في سورية بتحكم الطائفة العلوية في قيادة البلد , وتبوأ ابناءها المراكز القيادية والإدارية وانخراط ابناء الطائفة تطوعا في المنظومة الامنية وامكن التحكم في ادارة اجهزة الامن ( الاجهزة المتعددة الغير متضاربة المصالح ) بالإضافة الى السيطرة على قيادة الجيش وتسخيرها , مما جعل من جهاز الامن قوة لا يمكن اختراقها او اضعافها ( الابقاء على النظام ) وبالتالي المساس بالنظام السياسي ( العائلة المالكة واتباعها وتسخيرها لحزب البعث وملحقاته وروادفه كواجهة سياسية ) .هذا بالإضافة الى شرعنه اعمالها وافعالها , وتجيير الدستور والقوانين لتكون موائمة للأعمال التي تقوم بها هذه المنظومة, للإفلات من العقوبات والجرائم التي ترتكبها بحق المواطنين –
فمن النصوص القانونية انموذجا قانون العقوبات السوري 164 – 269- بالإضافة الى مواد قانونية أخرى .., ومن قانون حماية الثورة وقانون احداث امن الدولة وقانون المحاكم العسكرية ومنح الصلاحيات الخاصة لنخبة النويومان كاتنورا ( Nomanklatura ) الأمنية هذه والتي تقود هذه المنظومة الامنية بحرفية ومهنية قل مثيلها .
اما بالنسبة للجيش (منظومة الجيش والقوات المسلحة ” المنظومة الامنية، هي ليست عسكرية بقدر انها هيئة شبه عسكرية “) لن اتطرق اليها، بكونها ليست من اختصاصي، والتي تم شرعنة وظيفتها دستورياً , بجعله جيشا عقائديا للحفاظ على النظام في الدرجة الاولى قبل ان يكون لحماية الوطن والمواطن. المادة (11) من الدستور السوري ” القوات المسلحة ومنظمات الدفاع الاخرى مسؤولة عن سلامة ارض الوطن وحماية اهداف الثورة في الوحدة والحرية والاشتراكية.”
ومنعاً للإطالة (3 صفحات فقط) سأعرض المبادئ الاساسية لأجهزة الامن – لسورية المستقبل..
يفهم جهاز الامن بانه: هيئة تابعة للدولة وهي تستخدم كأداة قبل ان تكون منظومة , وظيفته حماية النظام الديموقراطي وحقوق وحرية وامن المواطنين، ووظيفته الاساسية تكمن في منع مناهضي الدولة (الوطن والمواطن والنظام السياسي) من العبث وخرق القوانين والاعتداء على حياة الموطنين والحفاظ على النظام السياسي الذي يختاره الشعب وحماية الدستور.
وعليه من تعريف جهاز الامن هذا يمكن تبيان وظائفه الاساسية والتي تتلخص في ثلاث مهمات أساسية وهي:
1 – كشف انشطة العدو ومخترقي القوانين في الدولة.
2 – منع وتدارك وتلافي الاعمال التخريبية.
3 – صد الهجمات والانشطة التخريبية للأعداء الخارجين والعدو الداخلي.
ولهذا فان جهاز الامن لديه موقعه الخاص في استعمال واستخدام نهجه وادواته واشكاله وعمله الخاص به فقط.
انواع مبادئ الاجهزة الأمنية
أولا : المبدأ السياسي الاجتماعي
ثانيا: المبدأ التكنيكي التنظيمي
ثالثا: مبدأ فن الاجهزة الامنية
اولاً – المبدأ السياسي الاجتماعي
– الالية الديموقراطية في قيادة الدولة.
– مبدأ الاتصال مع الجماهير.
– القوانين الذي يشرعه الدستور.
– الهدف السياسي.
ثانيا: المبدأ ألتكنيكي التنظيمي وهو المبدأ الذي بموجبه يتم التجهيز والتحضير ويقسم الى
أ – التحضير التضاريسية المناطق.
ب – المبدأ الذاتي، ما يعرف بالمبدأ الخطي وهي العناصر التي تقود الأجهزة.
ج – المبدأ الموقعين (الموضوعي)
د – المبدأ المختلط.
أ – هذا المبدأ يقوم على اساس اتجاه معين او خط معين لان اجهزة الامن لا يجوز لها بان تقوم بأعمالها في مكان معين فقط او منطقة معينة بحد ذاتها او اقليم محدد , وانما جميع الهيئات الامنية ( من اصغر هيئة الى اكبرها ) يتم توزيع المهام فيما بين هيئاتها بشكل هرمي ( هيكلية جهاز الامن ) , وكل بحسب موقعه ومنطقته مرتبط بالهيئات العليا , فمثلا حماية السدود في منطقة ما يكون هيئة حماية المواقع مقسمة بحسب التقسيم الاداري في الدولة من محافظة الى منطقة الى ناحية وهكذا بحسب المواقع اي ان مركز حماية موقع السد ( حماية السدود ) يكون تابعا لتمركز في المحافظة المرتبطة بها والتابعة بدورها للعاصمة .مع الملاحظة بان كل اعمال الاجهزة وحتى الاجهزة التي تقود العمليات مهما كان عملها فأنها تعمل تحت ستار التخفي والسرية لان احد الخصائص الهامة في عمل الاجهزة الامنية هو السرية والتكتم وهذا هو الاساس في نجاحها وتنفيذ مهامها .
للأجهزة الامنية مهمتها وموقعها الخاص وهذا يعني بانه يستعمل طرق واساليب واشكال خاصة في نشاطاتها، وهذا العمل الذي يقوم به ضد الاعداء يتطلب منها العمل بسرية وتكتم، وهذه الخاصية هو الاساس في نجاحها ….
– الاقسام الاساسية لأجهزة الامن.
1 – الانشطة التنفيذية للهيئات – مواصلة العمل والتواصل المستمر بين هيئات الفرع الواحد والهيئات الاخرى للأجهزة، وهذه من الخواص الهامة لأنشطة هيئات اجهزة الامن.
2 – مواصلة واستمرارية النشاط – رفع سوية وامتلاك الاجهزة والوسائل التكنيكية والتقنيات الخاصة.
3 – الحفاظ وتطبيق السرية التامة في العلاقة بالموقع (الفرع) الذي يعمل فيه والمهمات الموكلة الى عناصره ومع الهيئات الأخرى.
4 – معرفة العدو – هم الافراد او المجموعات او الاجهزة الخاصة للأعداء او الخصوم الذين هم ضد الدولة، مثلا دولة عدوة او الانظمة المناهضة او اجهزة خاصة لدول او احزاب ممنوعة او بقايا لنظام بائد او فرق دينية او مذهبية او مجموعات اجرامية وغيرها من العناصر التي تهدف الى القيام بالنشاط التخريبي.
فالنشاط التخريبي: هو أحد اهم انواع المؤثرات الذي يقوده العدو في العبث وإلحاق الأذى والاضرار على امن المواطنين والمجتمع وإلحاق الاذى والضرر بالدولة، اذ ان الهدف الرئيسي للعدو هو خلق البلبلة والفوضى لتغيير نظام الدولة واضعافه والسعي لخنق حرية المواطنين، بالإضافة الى التأثير على المجتمع والحياة الاجتماعية ومفاصل الحياة من النواحي الاقتصادية والايديولوجية والسياسية والثقافية.
هذا بالإضافة الى عناصر اجهزة الامن وهي:
1- العناصر البشرية المنتمية الى اجهزة الامن واقسامها
2-الموضوع الذي يعمل عليه جهاز الامن
3 – اهداف جهاز الامن
4-الاجهزة التكنيكية
5- طريقة العمل (التنسيق)
6-اشكال أجهزة الامن
7 – أنواع اجهزة الامن
8 – اقسام أجهزة الامن
9- – مبادئ اجهزة الامن..
هذا بالإضافة الى اقسام أجهزة الامن والتي تقسم الى اقسام بحسب الاختصاص والمواقع الذي يعمل في نطاقه (الامن العام، الامن العسكري، الامن الخارجي، الامن الاقتصادي، الامن الجنائي، ” تتألف أجهزة الأمن والمخابرات السورية من أربع فروع – تسمى شعب- وهذه الفروع هي: أمن الدولة أو المخابرات العامة والأمن السياسي والأمن العسكري والمخابرات الجوية وجميعها مرتبطة بما يسمى مكتب الأمن القومي…..” والتي بمجملها تابعة لوزير الداخلية او وزارة الامن او جهاز خاصة يتبع مباشرة لرئيس الوزراء تبعا للنظام السياسي في لقيادة البلد.
وبسبب حصر عدد الصفحات لن اتطرق الى شرح جميع النقاط، بكون كل نقطة بحد ذاتها تحتاج الى بحوث ودراسات مستفيضة من قبل اهل الاختصاص واقامة دورات تدريبية نظرية وعملية لتهيئة وتأهيل الكوادر في إدارة المنظومة الأمنية لقيادة الدولة..