وليد حاج عبد القادر / دبي
( الى خالد محمد ميرو ورفاقه المعتقلين في سجون ب ي د )
في البداية دعونا نتساءل وبكل بساطة ؟ وسأوجه كلامي وبشكل مباسر الى سلطة الامر الواقع : هل تدرون لما غالبية السوريين كرهوا مقولة التوازن الإستراتيجي ومفاهيم كل شيء من أجل المعركة وكذلك غالبية او ممن تبقوا كردا في كردستان الملحقة بتركيا وباتوا ينفرون حتى من ذكر حركتكم لا القضية الكردستانية ، وسأذكركم هنا بمعركة تحرير كوباني وذلك الإستقبال الكبير لقوات البيشمركة التي اجتازت مدن كردستان الملحقة بتركية دليل على ذلك .. نعم لقد عانى السوريون كثيرا تحت نير حكومات البعث المتعاقبة وممارساتها الفظيعة بأحكامها العرفية وقوانين الطوارئ والتي رافقها الجوع والقمع والتنكيل وغياب أيّة مشاريع طموحة والتي باتت كلها مجرد إسفينات أو خوازيق اثبتت الأيام بأنها استحدثت ـ لتطويب !! ـ / القائد الفذ ، حتّى بات السوري أو من أوصلته النظم الحاكمة بحزبها البائس إلى نبذ المعركة والتحرير ووو صار همه الوحيد هو البحث عن طوق نجاة وملاذ آمن ، ومن ثم الحرية ..
ولما لا ؟! فسورية قبل ان تصبح مزرعة للأسد لا مملكته ، ومثله مثل أية جهة كانت أو ستكون عندما تستولي على قرار الشعب وباسم الشعب والوطن فتسخّر كل الإمكانات في خدمة تطويب شخص / كطوطم قداسوي فتتوجه لحزب أو فئة ما ! لاتلبث وبشعبوية فظة وبمرياعية – ثقوا – حتى اعتى مخرجي هوليود وبوليود سيعجزون انجاز مثيلتها ، وأبسطها تلك الجملة التي اطلقتها واحدة من قاداتها ( إي نا أجبينا بلا هرا – من لا يعجبه – ها فليرحل ت – ومن الطبيعي وكنتاج وبالفطرة في هكذا نظم ومجاميع ، فإن المنتوج لن يكون مصيره بأفضل إن من نظام زوتشي في كوريا ! ولا بولبوت في كمبوديا ، ناهيك عن سدنة النظم الثوروية ، التي وإن مدّت فيها الأيام ولابد ان مصيرهم لن يكون بأفضل من مصير صدام حسين ، وكانموذج مقترح هاهو المقدام ـ بشار ـ أمامكم ببعثه الذي يحتضر … وهنا لابد من التذكير بأنه : عندما تتعثر الأمور وتتباطأ التوجهات التي يفترض بها أن تكون في خدمة المجتمع ، لا أن تكون بالعكس فتسخر حينها كل بنى المجتمع لخدمة تلك التوجهات وعليه إن شتمتم أو علّقتم وببساطة ايها السادة لكم أن تتصرفوا كما تشاؤون ! .. فقط ما عليكم سوى التذكر ! نعم ! هي الثقافة كما المدرسة وفي نمطيات النظم المستبدة والتي يهمها فقط عدد المعتقلات والسجون ، وهي عينها التي يبرع فيها ديناصورات الزنازين وأجساد المعتقلين بعيونهم المسدودة تحت ثقل وطأة – الطماشات – !! نعم ! لأولئك المبجلون كالطبول فقط تقرع نقول : عندما ننتقد نمطية العقل الذي يرتضي تغييب الوعي سلطويا وبدل ان يبذل الجهد في نقد جذر المسألة ينحاز من جديد لمفهومية التطويب على حساب تضيبع الأساس ، فيركض خلف استجداء المزيد من السذاجة وضخها بغزارة لا في تقييم ماهو الأهم بقدر ما يبذله من جهد في تدمير المهم ، وهذا ان وجد في الأصل عنده ذلك المهم … ! .. وهنا دعوني ان أختزل : تتبعت نقاشات مكتوبة وبوستات عديدة في خاصية محددة ، ومصيبة بعضهم أن العالم برأيه محصور فقط في نطاق دائرة وعيه وجماهيره فيستشرس على ارضية ذلك ، وبجهد لئلا ينقطع مسير / القافلة / بدل ان يتصدى للظاهرة ! وللتوضيح : ياسادة !! إن كان ما يتواتر من معلومات واخبار هي فعلا مجرد تواتر لخواطر !! أوليس المفترض هنا لابل ومن المهم ان تطالبوا الآخرين بتفسيرات وتوضيحات ؟! . لابل وحتى ضمانات وبعدها تشنون حملاتكم على الجهة المسربة لهكذا أخبار ؟! أم أنكم فعلا تراهنون على مابعد داعش باستيلاد دواعش وبمسميات أخرى تختلقونهم وبطراز آخر ؟! وهنا ؟ ومن جديد ؟ ألا يحق لنا التساؤل ؟ لماذا انتم الذين هم نحن شئنا أم ابيتم انتم ؟ وهل سنبقى فرسانا ننتقل ولأحقاب طويلة وبقاعنا !! التي هي ذاتها هذه البقاع ؟! ومن جديد هو ذاته السؤال : الى متى ؟ ولماذا تسريب هكذا اخبار ومن مصادر ربطتموها من جديد بجهات امريكية ؟ . ولكن انتم تدركون وكنا سبقناكم فيها بكثير ! بأنكم تقاتلون لهدف وحيد وهو القضاء على داعش ! اجل فكلنا لانزال نتذكر : نعم في مرحلة الحرب الأهلية الأسبانية وذروة الفاشية الفرانكوية وعاصرتها سوڤييتيا الستالينية الإستبدادية وكانت مقولة الكاتب الأسباني أوينامونو لجماعة فرانكو : ( قد تنتصرون ولكن لستم على حق … ) ، وهنا حتى لا يساء الفهم في الحرب على داعش ولكن ! النقد هو أننا لم نكن نريدها كسبا ماديا او كنوع من البروباغندا كبديل عن ابسط قيمة سياسية وكمقابل يعزز ويصعد في نيل الإستحقاق القومي كرديا ، فالتجارب أثبتت وكمثال أن النظام الستاليني ونظام فرانكو كانا وجهان لعملة اصولية واحدة ، تمت ترجمتهما بإقامة أنظمة شمولية على بحور من الدماء ، وبقدر ما تحكم بأصحابها منطق الإحتكار للحقيقة والسلطة ومعاداة قيم الديمقراطية والتعددية الإيجابية ، ونهج الإستئصال لكل مخالف او معارض .. / … وهذه ليست انتقادات حائر عجز في فهم البراديغما بل تلخيص لصحفي بارع من جريدة الحياة يوم الخميس ٢٣/٦/٢٠١٦ عدد ١٩٤٣٨ الصفحة ١٠ .. زاوية علي حرب وعنوان / عبادة القضايا والأسماء .. أصولية جيجك وقضية اليسار / … نعم سلافوج جيجك الفيلسوف السلافي والمثير للجدل والذي قال في رده على السؤال اللينيني : ما العمل ؟! لا أدري ، ما يمكنني القيام به هو تحليل الوقائع / .. و .. يستنتج قائلا / علينا قلب أطروحة ماركس القائلة بتغيير العالم بدلا من فهمه ، لأن المهمة الآن هي فهمه وتأويله .. / .. وكل هذا اللف والدوران استعنت به فقط لاقرأ معكم وبإمعان بعض من كلمات
الأستاذ صالح مسلم والذي شغل منصب نائب رئيس هيئة التنسيق ورئيس حزب الاتحاد الديمقراطي فترة ، ومازال يشار له بالبنان في منظومته فيقول بمعرض لقاء صحفي أجراه معه موقع سما القامشلي :
(.. عندما كان العثمانيون يحكمون كانت السلطة لوحدها والشعب لوحده ، حيث أن العثمانيين لم يهتموا بالجانب السياسي بل اهتموا بالجانب الاقتصادي و حسب و لم يتدخلوا بخصوصيات الشعوب و الانتماءات التي كانت موجودة ومتى “تبهدلنا” ووصلنا إلى هذه الحالة هو عندما وصلت الأفكار القوموية الضيقة ، الدولة القوموية التي خرجت من فرنسا و انتشرت في العالم هي التي سببت لنا الكوارث وهي اصلاُ لا تتناسب مع طبيعة الشرق الأوسط , دعونا نبتعد عن هذه الأفكار . )
والذي يهمني أكثر من كلامه هو أن الشعب ( تبهدل ) عندما وصلت الأفكار القومية الضيقة لمنطقتنا .. والسؤال الآن : متى سنبتعد عن الفكر القومي الضيق ؟ ؟ طالما أن قياديا حزبياً كردياً يعترف ويقر بأن هذه الأفكار جلبت ( البهدلة ) لشعوب المنطقة ؟! .. وهنا ساتجاوز المألوف في كتابة المقالات وعلى ذات نسقية فهم قسد للوطنيات وعلى حساب الإنتماءات القومية ، ولأستذكر امرا وقد ترسخ في ذاكرتي ربما منذ أكثر من ستين سنة خلت وحدثت في قرية عين ديوار بمنطقة ديريك والملاصقة لبوطان التي حزها ذاته صالح مسلم بسكينه الحاد كانت .. نعم ! .. وكرم جدي وذينكما اللقلقين : ( .. وما كانت الأم قد كسرت بعد اطارف كل بيوض افراخها ولم تكن الحدود قد ترسخت حتى في ثوابتها و .. كانت طلقتان فقط او دويهما على الأقل من كرم جدي ( جعفويي عينديوري ) وصوت لازلت بعد اكثر من ستين سنة ترتجف في ذكراها اطارفي .. في اليوم التالي ذهب خالي كمال العينديوري الى الكرم وجلب اللقلق إلى الضيعة ولتتداخل المشاعر و .. اصرينا ان ندفن اللقلق وفق طقوسنا ومن حسن حظنا كان جامع القرية قريبا وباستعراض مؤلم جئنا به إلى/ قرسيلا / بيت جدي وحفرنا حفرة صغيرة وأسرع اخي نذير إلى دارة جدي المقابل وجلب جزء عم وأخذ يقرأ .. هكذا كانت البراءة قبل أن تمتد كلبجات بني جلدتنا وتنتزع بعض منا وأصر ان تحمله ما يستطيع .. ارأفوا باسماء من عائلات مجلدات لن تستطيع أن تغطي تضحياتهم في سبيل كردستان والقضية الكردية ؛ هل لكم ان تسردوا اية حملة اعتقالات او فعل قومي وعلى سبيل المثال خلت من اسماء قامات ينتمون لآل ميرو ؟! ثلاثة من اعمام المعتقل والاشهر بينهم الراحل دهام ميرو عم المعتقل خالد محمد ميرو ؟! او مختار بانة قسر عم الإعلامي احمد صوفي ؟ .. هل تتذكرون اعتقالات 1966 / 1967 حينما اجتمع الأخوة الثلاث من ٱل ميرو : الراحلون دهام وشقيقيه دياب وعبدالمطلب مع نخبة مختارة من النشطاء الكرد في سجن الحسكة وها هي سلطة الأمر الواقع تعتقل ابنهم ولن أستغرب أن يتهمونه بمعاداة لا السامية بل المنظر آلان تورين وبراديغما – التي عافها هو بالذات وأعادها اوجلان الى حاضنته – ولربما سيستحدث قانون مناهضة التطبيق العملي للقانون البراديغمائي ومن ثم التوجيهات المافوق ايحائية لا في فك وتركيب السلاح او العلم – الراية – بل صورة السيد عبدالله اوجلان فك الله أسره و .. مخالفته لتعاويذه الإيحائية في فن الثابت والمتحول .
قيل في من لايرى سوى راس منخاره ( اللي اختشوا ماتوا ) وها انتم وبثقة يليق بكم هذا التوصيف ! أطلقوا سراح المعتقلين وضعوا مكانهم تجار ومهربي البشر في الهول وأنتم تعرفون بأنهم أغلبهم منذورون لداعش …