جماعات الإسلام السياسي عامة وحركات – الاخوان – خاصة هي المسؤولة عن اجهاض الثورة السورية

صلاح بدرالدين
 ان امعان من تصدروا مشهد المعارضة السورية ، وركبوا موجة الثورة ، من  رموز حركات الإسلام السياسي ، وحركة الاخوان المسلمبن السورية تحديدا منذ العام الأول في اعلانهم من جانب واحد ، ومن لون واحد ، ومن دون مشاركة وطنية شاملة حسب الأصول الديموقراطية ، تشكيل ( المجلس الوطني السوري ) ، واستغلوا الجغرافيا التركية ، واستقووا باالمال القطري ، وتاليا الخليجي بمليارات الدولارات بحسب اعتراف وزير الخارجية القطري الأسبق ، ، حتى بعد مرور نحو ثلاثة عشر عاما  من اندلاع الثورة السورية ، في الامتناع عن اجراء اية مراجعة نقدية ، والاعتراف بما اقترفوه من خطايا حالت دون انتصار الثورة ، يثير السخرية والاشمئزاز ، اما مضي بعضهم من أصحاب النفوس المريضة ، والراكضين وراء المنافع ، ومن اغتنوا ، وانتقلوا من حياة الاعتماد في أوروبا على المساعدات الاجتماعية ، الى أصحاب الاملاك ، والشركات ، في تبرير الجريمة ، والدفاع المستميت عن ( نقاوة ونزاهة ) الاخوان المسلمين ، وتبرئتهم من المسؤولية فلاشك من وجود مصالح خاصة جديدة ، وثمن مدفوع مسبقا .

 

إرادة خارجية لتنصيب الاخوان المسلمين وكلاء لثورات الربيع 
  لم تكن حركة الاخوان السورية من الحجم التنظيمي ، والجماهيري في الوطن بحيث يؤهلها لتولي قيادة المعارضة والثورة ، ولم تكن آيديولوجيتها الدينية الشمولية ، وشعارها الرئيسي ( الإسلام هو الحل ) مناسبا للمجتمع السوري المتعدد الاقوام ، والديانات ، والمذاهب ، ولم يكن رموزها في درجة من المصداقية تسمح لهم بتطمين السوريين ، وكسب ثقتهم  والركون اليهم ، فمنذ عام ٢٠٠٥ وخلال عملنا المشترك في اطار ( جبهة الخلاص الوطني ) اكتشفنا نحن في الكتلة الكردية حوارهم السري ( ومن وراء الظهر )  مع ضباط المخابرات السورية في فنادق استانبول ، وتواصلهم مع الأجهزة الأمنية الإيرانية ، وواجهناهم بذلك صراحة ، كما ابدينا ما ننشره الان للعديد من الجهات المعنية بالملف السوري ، وقلت ذلك صراحة خلال اللقاء مع نائب وزير خارجية تركيا – فريدون سنرلي اوغلو – وكذلك مسؤول الملف السوري في الخارجية التركية – خالد جيفك – عام ٢٠١٢ في مقر الخارجية بانقرة .
استيعاب ضعاف النفوس 
  كماذكرنا وبعد حصول رموز الاخوان وجماعات الإسلام السياسي على الدعم الإقليمي المطلوب ، بدأوا في جذب عناصر محسوبة على اليسار ، والليبراليين ، وبعض اللذين من أصول كردية  كافراد ، معظمهم عن طريق الاغراءات المالية ، والصفقات ومداخلات الأجهزة الإقليمية ، وكان ذلك باختيارهم ، وتحت مراقبتهم الدقيقة ، الى درجة ان قناة الجزيرة القطرية وظفت مجموعة اخوانية سورية مهمتها – فلترة – مشاركة السوريين في برامجها ، وحواراتها ، اما بخصوص تعاملهم بالشان الكردي فمن المعلوم ان الكتلة الكردية في جبهة الخلاص لم تستمر في العمل مع الاخوان الا اقل من عامين بسبب خلافات عميقة فكرية ، وسياسية ،  إضافة الى انهم انكروا وجود شعب كردي سوري ، وعندما واتتهم الفرصة خلال تشكيل – مجلسهم – باسم الوطني السوري ، استبعدوا كل السياسيين ، والمناضلين ، والنشطاء الكرد السوريين وحتى نشطاء تنسيقيات الشباب في المناطق الكردية اللذين كانوا في طليعة النضال القومي والوطني خاصة من اللذين شاركوا في جبهة الخلاص بجد وإخلاص ، وواجهوا انحرافاتهم ، واضاليلهم ، ثم جلبوا كما ذكرنا من يطيعهم ، ويسير في ركابهم حتى لو كانوا نكرات ، ولاتاريخ نضالي لهم .
حركة في خدمة الاستبداد 
  الاخوان المسلمون لم يكونوا يوما ثوارا وطنيين ديموقراطيين تاريخهم يشي بتعاونهم المستمر مع الطغاة ، والأنظمة الدكتاتورية تحت غطاء محاربة الشيوعية ، واليسار ، وكانت الأنظمة المستبدة تستخدمهم كراس حربة ضد حركات المعارضة ، ولدى حدوث موجة ثورات الربيع استغل – الاخوان – عفويتها فركبوا موجتها ليس من اجل التغيير ، والنظام الديموقراطي العلماني بل في سبيل تحقيق مآربهم واهدافهم في إقامة الدولة الدينية كما تنص عليها برامجهم التي تختلف شكلا بين مجموعة تيارات ، ولكن بتوافق حول المضمون والجوهر ، وهل هناك من عاقل ينفي خروج جميع التشكيلات ، والمجاميع الإرهابية المتطرفة في مصر ، والأردن ، وبلدان الخليج ، وسوريا ، واليمن ، وليبيا ، وتونس والجزائر ، وتركيا من احشاء الاخوان المسلمين ؟ وقد ضلل الاخوان الكثيرين من السوريين عندما طرحوا – الدولة المدنية – وهي حمالة أوجه ، وقابلة للعديد من التفسيرات الإشكالية ، اما من يسعى الى التستر على الهدف الحقيقي للاخوان حول ثورات الربيع ، والثورة السورية وهو اسلمتها ، واخونتها ، فاما انه مخطئ ضال ، او مكلف بزرع الاضاليل لقاء منافع خاصة .
ضوء اخضر امريكي مخادع 
  وقد شجعتهم في التمسك بخططهم الإشارات الإيجابية – كما تراءت لهم – من اركان إدارة الرئيس الأمريكي – أوباما – في حين كلنا نعلم لا أمريكا ، ولا الغرب عامة ، ولا النظام العربي والإقليمي الرسمي ، ولا إسرائيل مع التحولات الديموقراطية العميقة في بلدان الشرق الأوسط ، او قبول انتصار ثورات الربيع المناهضة للدكتاتورية والاستبداد ، او الحل السلمي عبر الحوار لقضايا شعوب المنطقة ومن ضمنها قضايا الشعوب والاقوام المحرومة من الحرية وتقرير المصير ، ومن الواضح ان المجتمع الدولي برمته قد انفتح بالبداية على مجاميع الإسلام السياسي التي تصدرت ثورات الربيع تسللا ، ولكن وبالوقت ذاته اعتبره ذريعة لرفع اليد ، والناي بالنفس عن أي دعم حقيقي لتلك الثورات بذريعة مخاطر الإسلام السياسي ، وقد دفعت الشعوب الثمن جراء مخططات الإسلام السياسي وتواطئه من جهة ، وخذلان العالم من الجهة الأخرى .
الانخراط الاخواني بمحور طهران
  كل القرائن تشير الى اصطفاف معظم جماعات الإسلام السياسي السنية ، والاخوان المسلمين ، بالإضافة الى الشيعية أيضا وخصوصا منذ نحو عقدين او ثلاثة وراء نظام جمهورية ايران الإسلامية ، ومن المتوقع ان تزداد اللحمة بالمستقبل .
الإساءة لنضال الحركة الكردية شرطا لرضى الاخوان
  اما بشان تقديم البعض من هؤلاء المطبلين للاخوان المسلمين السوريين مبررات ، وأسباب واهية حول احقية تصدر الاخوان للمشهد المعارض بسبب وجود فراغ في الساحة الوطنية السورية او الزعم أن ( كل الأحزاب الكردية كانت مطية السلطة واحزابا مطلبية لاتستهدف تغيير النظام .. ) نقول : كانت الساحة السورية ومنذ فجر الاستقلال ومرورا بالمراحل المختلفة ، وحتى الان وفي ظل كل الأنظمة المتعاقبة تعج بالمناضلين ، والمضحين ، ولم تهدأ يوما حركات المعارضة الديموقراطية ، وليس كل الأحزاب الكردية كانت مجرد أحزاب مطلبية ، فالامانة التاريخية تقضي الاعتراف بحقيقة ان ( البارتي الديموقراطي الكردي اليساري – الاتحاد الشعبي الكردي ) ، دشن نهجا متجددا في الحركة الكردية السورية ، على قاعدة وجود شعب كردي من السكان الأصليين ، يستحق ان يقرر مصيره في اطار سوريا التعددية الديموقراطية الموحدة ، واجراء التغيير وإيجاد البديل الديموقراطي ، واسقاط الاستبداد ، والتفاعل مع الحركة الديموقراطية السورية المعارضة ، وكل هذه المبادئ والمنطلقات كانت من ضمن برنامج هذا الحزب وتتصدر الصفحة الأولى لجريدته المركزية – اتحاد الشعب – كما ان النظام ضاعف قمعه ضد قادة ومناضلي هذا الحزب لتلك الأسباب ، وتقديمهم كمناضلين في الحركة الكردية السورية لأول مرة الى محكمة امن الدولة العليا بدمشق عام ١٩٦٩( وكنا آبو اوصمان صبري ، ومحمد نيو ، وانا ضمن هذه الدفعة ) ، وإصدار الاحكام الجائرة بحقهم  .
التنكر لحراك السويداء
  سبب آخر يدفع بعض الامعة من المرتبطين بالاخوان المسلمين ، المسبحين بحمدهم ، ( وبينهم من هو من أصول كردية ) للدفاع عن تاريخهم الأسود ، وهو التعتيم على حراك أهلنا بالسويداء ، والاساءة الى انجازاتهم ، والتشكيك بارادتهم الوطنية الصادقة الرامية الى تجديد الثورة بحيث تكون سلمية ، ووطنية ، وديموقراطية ، وعلمانية ،  ومستقلة القرار ، وكل ذلك بمثابة مراجعة بالعمق وبالوقت نفسه ادانة لمخططات الإسلام السياسي ورموز الاخوان الذين يتحملون المسؤولية في اجهاض الثورة السورية المغدورة .
 لقد ولى زمن التضليل وسقط القناع 
  ليس من حق من لاتاريخ نضالي  له ، او تضحيات قدمها للشعب وقضيته  ، ان ينكر بجرة قلم ومن اجل مصالح خاصة ، وتلبية رغبات من تبقى من رموز الاخوان المسلمين تضحيات ، وانجازات الاخرين ضمن اطار الحركة الكردية التي بدات منذ عشرينات القرن الماضي ، ومازالت مستمرة .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…