ديركا حمكو قبّرت بوادر الفتنة في مهدها

عدنان بشير الرسول

 

 

لقد عاشت ديركا حمكو ساعات عصيبة وأيام من الحذر والترقب اثر المشاجرة التي حصلت يوم 3/4/2007وراح ضحيتها المغدور جوان احمد وجريحين آخرين من الكرد مما خلقت ردود أفعال عفوية غريزية وبعض السلبيات.

وقد تعطلت المدارس في المدينة لمدة ثلاثة أيام وأغلقت الأسواق في اليوم الأول وضعفت الحركة التجارية والإدارية والخدمية في اليومين المتتاليين .

 

مما أدى إلى تكثيف الجهود من قبل جميع الفعاليات السياسية والثقافية والاجتماعية والدينية لدى الطرفين الكردي والسرياني وتوحدت إرادة الخيّرين أصحاب الضمائر الحية والعقلاء بالإضافة إلى الموقف المشهود له بـ ((الحياد الايجابي))  للسيد مدير المنطقة  وأثمرت تلك الجهود المخلصة مجتمعة إلى التحضير الجيد للقاء اليوم الجمعة 6/4/2007 في مسجد المرحوم (ملا إسماعيل) حيث حضرت وفود معظم الأحزاب الكردية والمنظمة الديمقراطية الأثورية وجمع غفير من علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي والرموز الاجتماعية والثقافية ورؤساء الدوائر وممثلي منظمات حقوق الإنسان والآلاف المؤلفة من الجماهير التي حضرت من المدينة والقرى المحيطة وقد افتتح الأستاذ عبدالرحمن ملا إسماعيل اللقاء مرحباً بالحضور مؤكداً على أهمية اللقاء والنتائج الايجابية المرجوة منها وقد أفسح المجال لكلمات السادة:
1- الأستاذ محمد نذير مصطفى
2- الأستاذ عبدالحميد حاج درويش
3- الأستاذ فؤاد عليكو
4- الأستاذ بشير السعدي
5- الشيخ عدنان حقي
6- الأستاذ محمد معصوم الديرشوي
7-     القس شمعون
8- محمد علي أحمد أخ المغدور
وقد كانت بحق كلمات مؤثرة وقيّمة وايجابية بمجملها تمحورت على الشكل التالي :
1-التأكيد على أبقاء الجريمة في إطارها الجنائي البحت والتي لا ذيول لها ولا تنم عن الجرائم المتعمّدة والمقصودة وبالتالي ستترك للقضاء ليبت فيها ويصدر أحكامها العادلة على الفاعلين والمشاركين والمتدخلين فيها وبالتالي قطع الطريق على كافة التأويلات والتفسيرات .
2- التأكيد على الوحدة الوطنية المترسخة في الجزيرة السورية وتعزيز أواصر التآخي القائمة بين الكرد والسريان والعرب وسائر الانتماءات القومية والدينية والمذهبية الأخرى.

وأن الجميع شركاء لا دخلاء في هذا الوطن وهذه المحافظة وهذه الحالة المتآلفة التي نعيشها لا تقتصر على المحافظة فحسب بل تمتد إلى سائر أجزاء كردستان ويعود الفضل إلى العديد من الزعماء والقادة الكرد الأحياء والراحلين  وقد أكد على  ذلك السيد بشير السعدي في كلمته ملمحاً إلى زيارته الأخير إلى إقليم كردستان التي وصفها بالايجابية وقد عبر عن ارتياحه العميق لأواصر الإخوة بين الكرد والكلدو أشوريين هناك حيث أوجزها كونها حالة متقدمة وان لم تكن مثالية حيث تلقى الوزير المسيحي (الكلداني والأشوري والسرياني ) في حكومة إقليم كردستان وعضو البرلمان والوزير منهم في الحكومة العراقية ضمن قائمة التحالف الكردستاني وكذلك العيش التاريخي المشترك في كردستان تركيا إذ كان المسيحيون أصحاب الحرف ويعملون في قطاع الصناعات اليدوية والتجارة والبناء والطب وغيرها .
3- أكد الجميع على تمتين العلاقات وترسيخها فقدرنا أن نعيش سوية قائلين بأننا نريد العيش سوية ولن نسمح بأي حال من الأحوال أن تتحول سوريا إلى عراق آخر.
4- و تم تلخيص بيان الطوائف المسيحية بالمالكية حول الحدث ((إنها تعبر عن أسفها الشديد لهذا الفعل الناتج عن عدم نضج البعض من شبابنا المسيحيين والأكراد الذين تناسوا اللحمة الوطنية والسلم الأهلي والأواصر التاريخية التي تربط جميع أبناء المدينة كاسرة واحدة…… وبعد تقديم العزاء ورد….

معلنين عن اختصار احتفالاتها بأعياد القيامة المجيدة على الصلوات فقط دون التهاني المعتادة.
وقد غادر الضيوف الجامع وسط الترحاب والحفاوة من قبل  ذوي المغدور والقائمين على الحفل والحضور.

انطباعات ومقترحات

تفيد المعلومات الواردة إلينا بأنه تم ألقاء القبض على /21/ شخصاً على ذمة التحقيق وقد اعترف أحدهم بطعن المغدور بالسكين وبالتالي قتله وهناك /7/ مطلوبين آخرين من الطائفة السريانية يتم البحث عنهم .
كما تم توقيف /7/ أشخاص آخرين على ذمة التحقيق وهناك /5/ مطلوبين آخرين من الكرد للتحقيق معهم متوارين عن الأنظار.

مما ساهمت على تهدئة النفوس وإعادة  الطمأنينة والسكينة  إلى النفوس.
تم اللقاء دون أية منغصات وتم بموجبه قطع الطريق أمام شياطين الأنس على حد قول الشيخ عدنان حقي  ممن يريدون الاصطياد في الماء العكر من الطرفين
مع ملاحظة أخيرة نريد أن نهمس بها في أذن اللجنة التحضيرية بتصوري كان من الممكن تحضير جامع أخر أكثر تجهيزاً لهذا اللقاء من حيث المساحة والإنارة ومكبرات الصوت كجامع الشيخ محمد معصوم مثلاً مع إبداء قدر اكبر للجان الاستقبال والقيام بواجب الضيافة.
عموماً نأمل أن يكون هذا اللقاء مناسبة ومحطة لتنقية النفوس وتجاوز رواسب الماضي التي ما برحت معلقة بذهنية البعض فما هو آت اكبر وأهم من الذي مضى وأن الوطن للجميع وتقدم الأوطان تكون بالتربية القويمة والتحلي بالأخلاق الرفيعة والبحث عن النقاط التي تجمعنا وازدياد دائرتها.

ديركا حمكو –  سوريا 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

نظام مير محمدي* لم تکن ممارسة عملية الحکم من قبل النظام الإيراني سهلة وهينة لأنه ومنذ البداية واجه رفضا داخليا قويا مثلما کانت هناك عزلة دولية تفاقمت عاما بعد عام، وحاول النظام جاهدا مواجهة الحالتين وحتى التعايش معهما ولاسيما وهو من النوع الذي لا يمکن له التخلي عن نهجه لأن في ذلك زواله، ولهذا السبب فقد مارس اسلوب الهروب…

نارين عمر ألا يحقّ لنا أن نطالب قيادات وأولي أمر جميع أحزاب الحركة الكردية في غربي كردستان، وقوى ومنظّمات المجتمع المدني والحركات الثّقافية والأدبية الكردية بتعريف شعوب وأنظمة الدول المقتسمة لكردستان والرّأي العام الاقليمي والعالمي بحقيقة وجود شعبنا في غربي كردستان على أنّ بعضنا قد قدم من شمالي كردستاننا إلى غربها؟ حيث كانت كردستان موحدة بشمالها وغربها، ونتيجة بطش…

إبراهيم اليوسف منذ اللحظة الأولى لتشكل ما سُمِّي بـ”السلطة البديلة” في دمشق، لم يكن الأمر سوى إعادة إنتاج لسلطة استبدادية بشكل جديد، تلبس ثياب الثورة، وتتحدث باسم المقهورين، بينما تعمل على تكريس منظومة قهر جديدة، لا تختلف عن سابقتها إلا في الرموز والخطاب، أما الجوهر فكان هو نفسه: السيطرة، تهميش الإنسان، وتكريس العصبية. لقد بدأت تلك السلطة المزيفة ـ منذ…

شادي حاجي سوريا لا تبنى بالخوف والعنف والتهديد ولا بالقهر، بل بالشراكة الحقيقية والعدالة التي تحفظ لكل مكون حقوقه وخصوصيته القومية والدينية والطائفية دون استثناء. سوريا بحاجة اليوم إلى حوارات ومفاوضات مفتوحة وصريحة بين جميع مكوناتها وإلى مؤتمر وطني حقيقي وشامل . وفي ظل الأحداث المؤسفة التي تمر بها سوريا والهستيريا الطائفية التي أشعلت لدى المتطرفين بارتكابها الجرائم الخطيرة التي…