بخصوص بيان الانسحاب من الانتخابات الصادر من اللجنة المركزية لحزب يكيتي

  شهاب عبدكي

قبل أن نناقش ما ورد في البيان فالانسحاب جاء خطوة ايجابية على الطريق الصحيح حسب ما أرى وحسم الموقف في هذه الظروف هي شجاعة وخطوة جديدة نحو مرجعية كردية حتى لو كانت هناك بعض الخسائر الآنـــية ، حيث تبقى المرجعية الكردية هي الوسيلة المرتقبة والتي نحن بحاجة لها  لبلورة رؤية كردية لجميع القضايا في سوريا ولوضع القضية الكردية في مكانها الصحيح ومن ثم النضال  لأجل مشروع متفق عليه يكون مرتكزاً لجميع القوى  الكردية  ، وهذا لايمنع من تقيم بعض النقاط الواردة في البيان .
جاء في مقدمة البيان أن الأحزاب الكردية كانت تتواصل لإقرار موقف من الانتخابات ولكن هذا الموقف المفاجئ والمثير ((للتساؤل)) وبدون مشاورة خلق بلبلة وحالة يأس في الشارع الكردي
أولاً- الحركة الكردية لم تعلن عن مقاطعة الانتخابات في الدورات السابقة بل كانت تشارك في العملية الانتخابية حتى يوم الانتخابات وعندما تطرح  قائمة الظل في الأسواق الانتخابية وقتها كانت الحركة الكردية تعلن انسحابها و تصدر بياناً عن ما جرى في يوم الانتخابات وعام 1990دليل على متابعة الحركة الكردية للمعركة الانتخابية حيث كانت هناك وعود لعدم وجود قائمة الظل وقد نجح بعض المرشحين الكرد في الجزيرة وريف حلب بمعنى ان الانسحاب كان لسبب وجود قائمة الظل والتزوير الذي يحصل أثناء الانتخابات ، أما هذه الدورة  فقد قاطعت الحركة الكردية الانتخابات لجملة من الأسباب وهي تتعلق بالعملية الانتخابية والقوانين السارية في الدستور والقوانين الاسنثانئية التي لا تتفق مع ابسط الحقوق التي يتمتع به الإنسان .
ثانيا ً – أما بخصوص التشاور والتواصل فنحن نعلم أن التشاور قليل جدا ًبين أطراف الحركة على مستوى القيادات وحتى لو كانت تواصل  بسبب الانتخابات كانت المشاورات مارثونية لاتتعلق بمصلحة الشعب الكردي بقدر ما يتعلق بمصلحة حزب ما ومن ثم شخصية ما ، وأرجو عدم الزعل والانزعاج على هذه الحقيقة ولا نريد ان نورد الأمثلة في هذا الشأن ، كما أن لكل حزب باع طويل في عدم التشاور في محطات عديدة وهامة على الصعيد الكردي ، ولكن هذا لايمنع ان التشاور حالة صحية وأسلوب متقدم في اتخاذ القرارات بشكل صحيح وكل ذلك يتطلب آلية لتفعيل العملية التشاورية .
ثالثا ً – جاء فيها (الموقف المفاجئ والمثير  للتساؤل  وبدون مشاورة….) هنا كلمة ((تساؤل)) والجملة أتت للأسف للإساءة فقط  ، ولكن تحديد نوعية الإساءة هي عايدة لحزب يكيتي وهي لاتخدم البتة أي مصلحة كردية  ، والسؤال بما أن أغلب أطراف الحركة الكردية قاطعت الانتخابات لماذا يكون التساؤل على جانب المجموع
ولماذا لايكون التساؤل المثير حول مشاركة يكيتي أو أن يسألوا هم أنفسهم لماذا يشاركون؟ المعادلة فيها خطأ .
فمن جهة لا أظن أن الموقف كان مفاجئا ً، يوجد معلومات أكيدة أن مناقشات واسعة وشاملة كانت تجري في التنظيمات الحزبية وبين أطراف الحركة الكردية ، وكون بيان المقاطعة صدر من التحالف والجبهة هذا دليل ان هذه الهيئات عملت حسب نظامها الداخلي وبرنامجها السياسي  لذلك هناك تجني واضح على الأقل في هذه الانتخابات .
ومن جهة ثانية المفاجئة للشعب الكردي كانت  المشاركة من قبل حزب يكيتي وليس المقاطعة من قبل الحركة الكردية حيث بينت جميع الاستفتاءات ومن خلال  تقبل القرار وتفاعل معه أكدت أن  المقاطعة هي رغبة الشعب الكردي الذي مل من الوعود ومن تباطؤ الحركة في إصدار بيان قبل الاستحقاق وليس بعده أو أثناءه ، لذلك النقد الذاتي يحتاج إلى شجاعة كما أن العمل على أي حراك سياسي يحتاج إلى شجاعة فحزب يكيتي يبدو أنه يحّمل أخطأه للأخرين للتهرب من مساءلة الشارع الكردي، ويتعجب ويفاجئها قرارات التي تصدرها الحركة علماً أن أخبار المقاطعة سبقت البيانات والتصريحات .
أما إذا كان صائبا ً لماذا لم يستمر فقد عمل حزب يكيتي في عدة مناسبات منفرداً أو مع حزب وليس مجموع الأحزاب كونه آمن بصحة قراره، حتى برنامجه الانتخابي كان يمكن ان يختزله في نقاط هامة ومحددة تتضمن جوانب من الشأن العام و إيجاز مطلب كردي في كلمة سيادة الرئيس .
رابعا ً- في ختام البيان يؤكد على عدة عوامل حال دون المشاركة منها :
1- الموقف السلبي من الحركة الكردية
2- موقف pyd
3- بالإضافة إلى سياسة النظام من قمع واستبداد ….

ألخ
عندما نقرأ البيان نلتمس ان العامل الأساسي لانسحاب يكيتي هو الحركة الكردية وموقفها السلبي وليس سياسة النظام الذي يأتي في المرتبة الثالثة مع إضافة كلمة ((بالإضافة))
يبدو أن ترشيح حزب يكيتي لبعض رفاقه ليس لفعل أو عمل سياسي إنما لدخول البرلمان فقط وحنين العودة  للمجلس جعلت من موقفها ضعيفاً جدا، وكان الأجدر ان يعلنوا أن الانسحاب جاء نتيجة عدة عوامل تتعلق بالنظام فقط لأن موقف المقاطعة إذا كان خاطئا ً وفرص النجاح مهيأة على يكيتي أن يشارك حسب ما ورد في
البيان لأن كلمة بالإضافة لاتعبر عن موقف من سياسة النظام بشكل واضح  وأنه السبب الرئيسي للانسحاب، لأن برنامج مرشحي حزب يكيتي تم رفضه أكثر من مرة وهي دلالة على عدم مصــدّاقــــية الحزب في بيانه  حيث لو قـــبل برنامج حزب لشارك في الانتخابات بغض النظر عن موقف الحركة وسياسة النظام ، حيث قـُــدِم البرنامج الانتخابي للمحافظ أثناء مقاطعة الحركة للانتخابات ، متضمناً عدة نقاط  معروفة مسبقا ً أن سياسة النظام لا توافق عليها، لذلك تجسيد الانسحاب في  العوامل التي ذكرها البيان ليس ايجابياً وهو يبتعد عن روح التضامن ويعبر عن تردد وانعدام الثقة في إبداء رأي صريح.
على كلٍ بعد أن تم الإجماع على المقاطعة والانسحاب من قبل الحركة الكردية، عليها أن ترتب بيتها الداخلي بما ينسجم مع تطلعات الشعب الكردي، و يبدو أن لديها فرصة جيدة ان تتفق على ما جاء في رؤية مشتركة بعد تعديلها .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…