تكالب الدول الإقليمية على كردستان من جديد


كاردوخ

نشاهد في هذه الفترة , الدكتاتوريات الحاكمة على كردستان تكشف عن مؤامراتها القذرة على عادتها المعهودة  من جديد , على الرغم من الخلافات البينية والعداوات التاريخية المعروفة عبر القرون الماضية سواء  كانت بين تركيا العثمانية وإيران الصفوية قديماً وبين النظام الشاهنشاهي المتعاون مع النظام التركي  والدكتاتوريات الحاكمة على الشعوب العربية حديثاً في القرن المنصرم , إلا أن المؤامرة الجديدة التي تحيك ضد الحركة التحررية الكردية والكرد وكردستان هذه المرة , فإنها تختلف عن سابقاتها شكلاً ومضموناً,

تارة نشاهد التقارب التركي الإيراني سراً حيناً, خلف الكواليس , وتشن الحملات العسكرية البربرية الوحشية على الكرد وتقتل النساء والأطفال والشيوخ وتحرق الأخضر واليابس في كردستان ,  وتهدم القرى على رؤوس أصحابها الآمنين الكرد العزل, وتشريدهم ,وتارة أخرى كما نشاهده اليوم فإن  الدكتاتوريات الثلاثية الفارسية والتركية والسورية بغياب النظام الدكتاتوري ألصدامي المنهار ,مستغلة الوضع المتوتر في المنطقة, وخوفاً من أن تعصف بهم موجة الديمقراطية المنتظرة وتهدم عروشهم على رؤوسهم   وفي هذه المرة أيضاً  فإنها تتآمر معاً ضد الديمقراطية على مستوى منطقة الشرق الأوسط عامة والديمقراطية الفتية في العراق خاصة ,وكما أشرنا فإنها  تتكالب معاً على خنق الحركة التحررية الكردية في جميع أجزاء كردستان والتي  تعتبر معقلاً أساسياً وركناً هاماً لمسيرة الديمقراطية الواعدة  وأن هذه الدكتاتوريات السالفة الذكر جميعها تستخدم سياسة التعريب والتفريس والتتريك في المناطق الكردية التي تحكمها ناهيك عن الحصار الاقتصادي الداخلي عليهم لتجوعيهم وتطبيق سياسة التهميش والإرهاب المبرمجة ألا إنسانية بحقهم  , وحالياً حسبما أعلنت منظمة DAD (منظمة الدفاع عن حقوق الشعب الكردي في سوريا ) بأن ألنظام السوري سيجلب مائة وخمسين عائلة عربية  من جنوب محافظة الحسكة  إلى منطقة ديريك الكردية بقصد تعريبها وخلق الفتنة القومية والعرقية بين الكرد والعرب, وذلك لتبعد الأنظار من خلال أعمالها العنصرية تلك, عن جرائمها الداخلية على خلفية  تطبيق الإصلاح الزراعي المزعوم واشغال المواطنين السوريين به هذا من جهة , ولكسب العناصر المرتزقة إلى جانبه ليجعل من هؤلاء المرتزقة رأس حرب فتنة جاهزة  لمحاربة معارضيه  ناهيك عن الحصار الاقتصادي الداخلي عليهم بقصد تهجرهم ,وتطبيق سياسة التهميش والإرهاب المبرمج أللإنسانية بحقهم , تطبيقاً لسياسة صدام المجرم في العراق ,
غير أن مصير صدام حسين ونظامه لا زالا  ماثلين أمام أعين الناس ,؟؟؟
وعليه فإننا ندعو شعبنا الكردي وخاصة شريحة الفلاحين ألتي هي أولى باستثمار تلك الأراضي, أن تعلن عن شجبها واستنكارها لعملية التعريب وخلق الفتنة بينها وبين أشقائها من طبقة الفلاحين العرب  بشكل مباشر وغير مباشر, على غرار المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ,
ونحن بدورنا إذ  نستنكر بشدة تعريب المنطقة الكردية وجميع الأعمال التي قد تؤدي إلى الفتنة الداخلية من جراء تصرفات النظام السوري ,ونحمله مسؤولية ما تتمخض عنها من سلبيات قد لا تحمد عقباها,عاجلاً أم آجلاً
وكذلك ندعو كافة الأحزاب الكردية بجميع توجهاتها السياسية أن تعلن عن استنكارها وشجبها لعملية تعريب المنطقة الكردية, وأن تعمل علناً لعدم تحقيقها,
وكما ندعو الوطنيين الخيرين من أبناء الشعب السوري ألتحرك من أجل منع إجراء هذه العملية العنصرية (عملية تعريب المنطقة الكردية) التي ’تدفع إلى الفتنة الداخلية, علماً أن الشعب السوري بغنى عنها  
     لنعش سوياً بأمن وسلام وطمأنينة تحت ظل حكم ديمقراطي حر تضمن حقوق الجميع   
18-6-2007 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…