فوزي الاتروشي
على مدى يومين (20-21/7/2007) نشر موقع (ايلاف) الذي يزوره نحو (1,5) مليون و نصف قارئ يومياً، التفاصيل المروِّعة لقتل الفتاة الكوردية (بناز محمود) التي اكملت بالكاد (20) ربيعاً من عمرها في لندن.
تعاون في القتل و الاغتصاب و الضرب و الخنق بالاسلاك أربعة حيوانات بشرية كوردية مفترسة عيَّنهم والد الفتاة و عمها لغسل عار العائلة التي أصبحت الآن على كل شفة و لسان في بريطانيا.
على مدى يومين (20-21/7/2007) نشر موقع (ايلاف) الذي يزوره نحو (1,5) مليون و نصف قارئ يومياً، التفاصيل المروِّعة لقتل الفتاة الكوردية (بناز محمود) التي اكملت بالكاد (20) ربيعاً من عمرها في لندن.
تعاون في القتل و الاغتصاب و الضرب و الخنق بالاسلاك أربعة حيوانات بشرية كوردية مفترسة عيَّنهم والد الفتاة و عمها لغسل عار العائلة التي أصبحت الآن على كل شفة و لسان في بريطانيا.
ان هذا القتل السادي الذي يتكرر على هيئة المسلسلات المكسيكية، فلا تكاد تنتهي حلقة حتى تداهمنا الاخرى بغرائبيتها و مفاجآتها المريرة، هو نتاج ثقافة متخلفة للغاية و قصور عقلي و انحدار نفسي و انحطاط خلقي لدى الرجل الكوردي، لم تستطع حتى بيئة راقية مثل لندن ان تنقذ ذكور عائلة “بناز” من أدرانها و شوائبها.
ان حفلة اعدام “بناز محمود” دامت ساعتين حتى أَسلمت الروح و لا يمكن تصور هول آلاف و معاناة هذه الانسانة المغدورة ابان هذا القتل البطيء الذي يكاد يدخل موسوعة (غينيس) للارقام و الظواهر القياسية، و يمكنني الجزم ان هؤلاء القتلة يستوحون المثال الصدامي في تنفيذ احكام الاعدام و اطلاق صفة “الحفلة” عليها امعاناً في التعذيب و الآلام و الترويح عن ذاته المريضة بالنظر الى الضحية و التشفِّي منها.
فهذا ما فعله بالضبط عم المغدورة “بناز” وهو يتلذَّذ بالنظر و التحديق و الضحك و التمتع بعملية قتل هذه الفتاة البريئة التي كان جرمها و ذنبها الوحيد انها أرادت الاقتران بمن تحب و ليس بمن يريد الوالد فهل هذا ذنب؟.
اذا كانت المغدورة “دعاء” محظوظة في شيء واحد فقط، فهو تحول قصة قتلها الى شريط عالمي يدور على شاشات التلفزة العالمية وفي شبكة الصحافة و مئات من صفحات الانترنيت لتصبح رمزاً للمرأة التي تخافها الرجولة الكوردية المتعفِّنة حتى وهي ضحية.
ألم تصبح “دعاء” وهي في قبرها رائدة لنشوء عدد من المبادرات النسوية الكوردية في اوروبا و الوطن بالتعاون مع اتحادات نسوية و ناشطات اوروبيات، بل وان هذه الفتاة المرجومة التي تكالب عليها ثمانية رجال مدجَّجون بالسلاح، صارت الآن باسمها و آلامها و ذكراها هي التي ترجم العقلية المشروخة للرجل الكوردي الذي يدور الآن في اوروبا محمَّلاً بعار قتل آلاف النساء الكورديات اللواتي دفعن حياتهنَّ ثمناً للحرية و الحب الذي هو عنوان الله و أساس الوجود و روح كل الشرائع السماوية وهدف الفلسفة و الابداع الفني و الادبي منذ فجر بزوغها لايصال رسالة حب الانسان و شغف الحكمة الى الارض.
نقول اذا كان امتياز “دعاء” انها لم تدخل القبر بقدر دخولها الى التاريخ و الذاكرة الجمعية العالمية و بقائها شوكة عالقة في ضمير الانسان الكوردي، فان امتياز (بناز محمود) انها قتلت في بريطانيا مهد الديمقراطية و القانون و صاحبة القضاء الذي ترهبه و تخافه ملكة بريطانيا نفسها.
انها لم تقتل في كوردستان حيث القانون مثقوب و القضاء ينام و يتثاءب طوال الوقت، و الاجراءات الجنائية تتوقف فجأةً على يدي محقق عدلي او ضابط شرطة لتدخل قضية الشرف خانة “قضاء و قدر” و يغلق الملف او يسجَّل القتل انتحاراً او يتدخل رجلاً من (الوجهاء)!!! لوقف التحقيق الجنائي و قتل القانون بالـ(واسطة)! التي هي سيد القانون.
قبل سنوات قرأتُ كتاباً باللغة الالمانية بعنوان “صورة المرأة الكوردية في المجتمع” وفيه دحض لما تعوَّدت عليه اقلام كوردية تقليدية، ذات تفكير رجعي اقطاعي، تزعم بحرية المرأة الكوردية قياساً الى البلدان الاسلامية الاخرى، في حين ان واقع الحال حين يخضع للتنقيب و التمحيص و البحث العلمي و المتابعة الاحصائية الدقيقة فان غمامة العقل تنجلي، و يظهر جلياً كم نحن –او بالاحرى البعض منا- مشوَّهون خائفون و مرعوبون و انهزاميون في قول الحقيقة، و كم الاوروبيون جريئون و مقتحمون و متحررون و أصحاء حين يكتبون عن شؤون و شجون مجتمعاتنا.
ان “بناز محمود” رحلت الى مثواها الأخير و لكنني على يقين و قناعة تامة ان القانون البريطاني و قضاؤها الكامل النزاهة و النقاء و المصداقية.
سيجعلها بداية لنظرة اخرى الى التواجد الكوردي في بريطانيا و سيتم تحريض الجماعات النسوية في لندن لمزيد من المراقبة و تتبع حال المرأة الكوردستانية المقموعة و المضروبة و المعنَّفة و الممنوعة من الخروج و تنفس الهواء إلا برفقة الذكر، والتي لا تُمنح حتى جواز السفر دون موافقة ولي الأمر الرجل الذي قد لا يعادل ذرة من عقلها و ثقافتها و نقائها و شرفها و شخصيتها.
بل انها لا يمكن ان تزور حتى الكعبة و تحج الى بيت الله دون مرافق من ذكور العائلة و هذا إلغاء لانسانية المرأة الكوردستانية وهو العار بعينه و لكن الرجل أعمى و أصم و أبكم.
و لا أريد هنا الدخول في جدل سفسطي لانصاف مثقفين اكراد يتباهون بعدد النساء الكورديات في هذا المرفق الاداري او البرلماني او السياسي او ذاك، فالترقيع شيء و الايمان عن قناعة بمساواة الرجل و المرأة و تطبيقها في مجمل مستويات الحياة شيء آخر.
ان حرية المرأة و مساواتها ليست هبة او منحة و انما واجب و حتمية، وان نحن لم نذعن للواقع فان اوروبا المتحضرة سوف تفرضها علينا فرضاً، و لا نريد بعد ذلك ان نسمع من وزارة حقوق الانسان الكوردية العتيدة ان التقارير الدولية حول كوردستان العراق مبالغ فيها، لان ذلك يزيد الطين بلَّةً و يجعل الوزارة نفسها في مهب الريح و تصبح خبر كان في الشبكة المديدة و الواسعة الآفاق لمنظمات المجتمع المدني العالمي.
شكراً للقضاء البريطاني لانه سيحقق أقصى درجات العدالة و يطبق العقوبة القصوى بحق قتلة “بناز محمود” رمز الشرف التي قتلت بايدي رجال عديمي الشرف.
ان حفلة اعدام “بناز محمود” دامت ساعتين حتى أَسلمت الروح و لا يمكن تصور هول آلاف و معاناة هذه الانسانة المغدورة ابان هذا القتل البطيء الذي يكاد يدخل موسوعة (غينيس) للارقام و الظواهر القياسية، و يمكنني الجزم ان هؤلاء القتلة يستوحون المثال الصدامي في تنفيذ احكام الاعدام و اطلاق صفة “الحفلة” عليها امعاناً في التعذيب و الآلام و الترويح عن ذاته المريضة بالنظر الى الضحية و التشفِّي منها.
فهذا ما فعله بالضبط عم المغدورة “بناز” وهو يتلذَّذ بالنظر و التحديق و الضحك و التمتع بعملية قتل هذه الفتاة البريئة التي كان جرمها و ذنبها الوحيد انها أرادت الاقتران بمن تحب و ليس بمن يريد الوالد فهل هذا ذنب؟.
اذا كانت المغدورة “دعاء” محظوظة في شيء واحد فقط، فهو تحول قصة قتلها الى شريط عالمي يدور على شاشات التلفزة العالمية وفي شبكة الصحافة و مئات من صفحات الانترنيت لتصبح رمزاً للمرأة التي تخافها الرجولة الكوردية المتعفِّنة حتى وهي ضحية.
ألم تصبح “دعاء” وهي في قبرها رائدة لنشوء عدد من المبادرات النسوية الكوردية في اوروبا و الوطن بالتعاون مع اتحادات نسوية و ناشطات اوروبيات، بل وان هذه الفتاة المرجومة التي تكالب عليها ثمانية رجال مدجَّجون بالسلاح، صارت الآن باسمها و آلامها و ذكراها هي التي ترجم العقلية المشروخة للرجل الكوردي الذي يدور الآن في اوروبا محمَّلاً بعار قتل آلاف النساء الكورديات اللواتي دفعن حياتهنَّ ثمناً للحرية و الحب الذي هو عنوان الله و أساس الوجود و روح كل الشرائع السماوية وهدف الفلسفة و الابداع الفني و الادبي منذ فجر بزوغها لايصال رسالة حب الانسان و شغف الحكمة الى الارض.
نقول اذا كان امتياز “دعاء” انها لم تدخل القبر بقدر دخولها الى التاريخ و الذاكرة الجمعية العالمية و بقائها شوكة عالقة في ضمير الانسان الكوردي، فان امتياز (بناز محمود) انها قتلت في بريطانيا مهد الديمقراطية و القانون و صاحبة القضاء الذي ترهبه و تخافه ملكة بريطانيا نفسها.
انها لم تقتل في كوردستان حيث القانون مثقوب و القضاء ينام و يتثاءب طوال الوقت، و الاجراءات الجنائية تتوقف فجأةً على يدي محقق عدلي او ضابط شرطة لتدخل قضية الشرف خانة “قضاء و قدر” و يغلق الملف او يسجَّل القتل انتحاراً او يتدخل رجلاً من (الوجهاء)!!! لوقف التحقيق الجنائي و قتل القانون بالـ(واسطة)! التي هي سيد القانون.
قبل سنوات قرأتُ كتاباً باللغة الالمانية بعنوان “صورة المرأة الكوردية في المجتمع” وفيه دحض لما تعوَّدت عليه اقلام كوردية تقليدية، ذات تفكير رجعي اقطاعي، تزعم بحرية المرأة الكوردية قياساً الى البلدان الاسلامية الاخرى، في حين ان واقع الحال حين يخضع للتنقيب و التمحيص و البحث العلمي و المتابعة الاحصائية الدقيقة فان غمامة العقل تنجلي، و يظهر جلياً كم نحن –او بالاحرى البعض منا- مشوَّهون خائفون و مرعوبون و انهزاميون في قول الحقيقة، و كم الاوروبيون جريئون و مقتحمون و متحررون و أصحاء حين يكتبون عن شؤون و شجون مجتمعاتنا.
ان “بناز محمود” رحلت الى مثواها الأخير و لكنني على يقين و قناعة تامة ان القانون البريطاني و قضاؤها الكامل النزاهة و النقاء و المصداقية.
سيجعلها بداية لنظرة اخرى الى التواجد الكوردي في بريطانيا و سيتم تحريض الجماعات النسوية في لندن لمزيد من المراقبة و تتبع حال المرأة الكوردستانية المقموعة و المضروبة و المعنَّفة و الممنوعة من الخروج و تنفس الهواء إلا برفقة الذكر، والتي لا تُمنح حتى جواز السفر دون موافقة ولي الأمر الرجل الذي قد لا يعادل ذرة من عقلها و ثقافتها و نقائها و شرفها و شخصيتها.
بل انها لا يمكن ان تزور حتى الكعبة و تحج الى بيت الله دون مرافق من ذكور العائلة و هذا إلغاء لانسانية المرأة الكوردستانية وهو العار بعينه و لكن الرجل أعمى و أصم و أبكم.
و لا أريد هنا الدخول في جدل سفسطي لانصاف مثقفين اكراد يتباهون بعدد النساء الكورديات في هذا المرفق الاداري او البرلماني او السياسي او ذاك، فالترقيع شيء و الايمان عن قناعة بمساواة الرجل و المرأة و تطبيقها في مجمل مستويات الحياة شيء آخر.
ان حرية المرأة و مساواتها ليست هبة او منحة و انما واجب و حتمية، وان نحن لم نذعن للواقع فان اوروبا المتحضرة سوف تفرضها علينا فرضاً، و لا نريد بعد ذلك ان نسمع من وزارة حقوق الانسان الكوردية العتيدة ان التقارير الدولية حول كوردستان العراق مبالغ فيها، لان ذلك يزيد الطين بلَّةً و يجعل الوزارة نفسها في مهب الريح و تصبح خبر كان في الشبكة المديدة و الواسعة الآفاق لمنظمات المجتمع المدني العالمي.
شكراً للقضاء البريطاني لانه سيحقق أقصى درجات العدالة و يطبق العقوبة القصوى بحق قتلة “بناز محمود” رمز الشرف التي قتلت بايدي رجال عديمي الشرف.