*بمجرد أنك طرحت نفسك كمدافع عن اسم حزب آزادي فقد انتفت عن الخط (الذي رسمته للرد) صفة الموضوعية وإنما اصبحت موازية للموضوعية لا تلتقي معها ابدا بقدر ما تلتقي مع التشنج السياسي الذي حاولت ان تصف به مقالتي.
فعلا ارى الرؤية ثمرة لعمل الجبهة والتحالف ، ولا أرى أي مبرر يدفعك الى التشنج من هذا القول، فانت تقول أن الرؤية صادرة عن حزب آزادي بالأساس، فإذا كان آزادي احد احزاب الجبهة عندما أعلنت الرؤية المشتركة للجبهة والتحالف، لماذا لم يذكر أي شيء عن رؤيته التي تم إقرارها وإجراء تعديلات عليها تتناسب مع معطف “إعلان دمشق” في البيان التوضيحي الذي أصدره حزب آزادي حول الانسحاب من الجبهة الديمقراطية الكردية ، وانت قلت بأن النص الأصلي ليس مقدسا ويحتاج الى مناقشات ومداولات جدية ، فكيف تصنف المداولات والمناقشات التي تمت بين أطراف الجبهة والتحالف وأفضت بالنهاية الى تعديل النص الأصلي حسب ماتراه مناسبا لقضية الشعب الكردي؟ ألا تتفق مع المصلحة العليا للشعب الكردي من المنظار الذي يناضل به الجبهة والتحالف.
2-(لم يقل أيُّ حزبٍ من الأحزاب المشاركة بأنّه ليست هناك حاجة لعقد المؤتمر الوطني ، ولا يرفضه أحد.
وهل يستطيع الكاتب إبراز وثيقة تثبت قوله ؟)
*هذا الصنف من الحوار غير مجد أبدا وخاصة في ظل النضال السري، أنت تطلب مني ابراز وثائق تثبت وجود بعض الأحزاب التي ترفض فكرة المؤتمر ، وانا أستطيع السؤال عن وثائق تثبت ما تقوله انت ولكنه غير مفيد لنا أن نتحاور بهذه الطريقة دون أن ينسى الكاتب أنني قلت أن أي وثيقة لا يجب ان تثبت إلا في المؤتمر ولم اتحدث إطلاقا عن ضرورة إعلانها في المؤتمر.
بل وأستغل الفرصة للتأكيد على أهمية تعدد الرؤى المطروحة سواء كان في المؤتمر أو قبله ولكن الوثيقة لن تكون ذات اهمية ان لم تثبت في مؤتمر وطني حتى وإن أقرتها كافة الأحزاب.
3-(يعرف الكاتب أنّ الحوار بدأ أصلاً للتوصّل إلى صيغة موحدة للرؤية المشتركة بين التحالف والجبهة والتنسيق ، وليس للبتّ في المؤتمر الذي تمّ طرحه من قبل التحالف قبل ثلاثة أشهرٍ فقط .
ويعرف الكاتب أنّ الأطراف كلّها توصّلت إلى الصيغة المشتركة ، وأُنْجِزَت الرؤية ، و الكلّ يمتلك الوثائق المشتركة والتعديلات التي أُجريت عليها في كلِّ جلسة من جلسات الحوار).
*أصحح للكاتب أن الجبهة والتحالف أصدرتا الدعوة الى المؤتمر ثم بدأت الحوارات مع باقي الأطراف خارج إطاري الجبهة والتحالف، لأن تلك الأطراف التي لم تعط اي إشارات عن قبول دعوة المؤتمر بل إن بعضها وخلال النقاشات اشترطت أن يتم تثبيت رؤية يتفق عليها ثم عقد المؤتمر حيث يكون حينها فاقدا للأهمية ولايبقى منه سوى الاسم.
4-(ألم يتوصّل التحالف والجبهة إلى الرؤية المشتركة ؟ ألم يتفق التنسيق على رؤيته المشتركة ؟ ألم يحصل كل هذا والمؤتمر المزمع انعقاده غائب ؟ ما المشكلة في إعلان الرؤية المشتركة المنجزة ، وثم العمل على إعداد المؤتمر المنشود الذي قد يعدّل ما يراه مناسباً ؟)
*إن أي وثيقة مقدمة للمؤتمر يجب أن تكون قابلة للتعديل حتى ولو تبنتها الجبهة والتحالف والتنسيق، وان يكون من حق المؤتمرين إلغاء أي وثيقة إن وجدت ضرورة لذلك، حفاظا على احترام آراء الحاضرين في المؤتمر والشرائح التي يمثلونها، لأن هذه الوثيقة التي اتفق عليها استنادا الى ما يقوله صاحب الرد تشمل رؤية الأحزاب السياسية فقط ، ولن تكتسب الشرعية الكاملة مالم يقره المؤتمروهذا ما اوردته في المقالة الأولى وانت من تغافل عن ذكر ذلك في ردك.
5-(ألم تتوصل الأطراف الثلاث الجبهة والتحالف والتنسيق إلى صيغة الرؤية المشتركة تخصُّ الأطر الثلاثة وتعتبر مشروعاً للمؤتمر الوطني المزمع انعقاده ؟ إذا كانت هذه الصيغة تعني الجميع لماذا لا يتمّ إعلانه ؟.
أم أنّ إعلان الرؤية الكردية المنجزة يُحرِج البعض أمام إعلان دمشق ، لأنّ الرؤية تُكسِر سقف المطالب الكردية في إعلان دمشق ؟)
*عنوان المقال الأول هو بحد ذاته جواب على ما تفضلت به ، وليكن المؤتمر الوطني فصلا وحكما على كل اقتراح أو وثيقة مهما كانت المطالب التي تتضمنها ومهما علا سقفها، وأعتقد بأن مقررات المؤتمر والتزاماته لن تحرج من دخل إعلان دمشق بالقدر الذي تحرج به البعض الآخر من الأحزاب أمام الشعب الكردي وليس خافيا أن من دخل إعلان دمشق دخله جهارا نهارا، فهل تخبرنا عن الإنجازات التي حققها من يتهم إعلان دمشق وهل وجدوا شاطئاً لقيادة الشعب الكردي إليه ؟؟؟
6-(لا أحد يرفض مشاركة كل الفعاليات الكردية في المؤتمر ، ولا أحد يرفض فكرة المؤتمر ، لا أحد يرفض البدء بتحضيرات المؤتمر ، لكن قد نختلف في آليات الإعداد والمؤتمر أحد الخيارات ، وليس الخيار الوحيد ، ولماذا لا تحدّد آلياتك المناسبة لنجعلها موضوع البحث ؟)
*أنا لم أتـعرض أبدا لموضوع آليات عقد المؤتمر والإعداد له ولو بكلمة واحدة وهو عكس ماتدعيه تماما ،ولكن لا أخفي شكوكي بأن تلك الآليات قد تكون محل خلاف يثيره أولئك المتضررون من عقد المؤتمر، وخاصة أن الساحة السياسية تحوي بعض الأطراف المعروفة والتي باتت متخصصة في الإمتناع عن كل عمل جماعي واللعب كل مرة على حبل مختلف ، وتجربة الإنتخابات النيابية والإنتخابات البلدية خير مثال على ما أقول، وهذه التجارب مع غيرها تولد الشك في نفوسنا من أن كل حدث ومناسبة تملك قابلية التحول إلى خلاف متى ما أرادت تلك الأطراف (المشرفة على الإفلاس سياسيا) أن تعزف عزفها المنفرد.
7-(أيُّ عملٍ ميدانيٍّ قمتَ به وتقاعس عنه الآخرون ؟ أيّ عملٍ قومي طرحتَهُ ورفضه غيرُك ؟ أيمكن تحديد بعض هذه الأعمال ؟ ألم تقم أطراف التنسيق بإحياء ذكرى انتفاضة آذار ؟ في الوقت الذي ترفض تسميتها وترفض إحياء ذكراها .ألم يحيي التنسيق ذكرى الشيخ الخزنوي في الوقت الذي رفضتم المشاركة فيه ؟)
*قبل الإجابة على ما طرحته من أسئلة ،أؤكد لك مرة أخرى أن عقد المؤتمر خط أحمر عند تلك الأطراف والتي للأسف ظن الكاتب مخطئا أنني أقصد حزبه (حزب آزادي) مع من قصدت ، وهذا يؤسفني للغاية لأنني لم أقصد آزادي لامن قريب ولا من بعيد، لأن آزادي لم ينهج مانهجه الخارجون عن السرب الكردي وخاضوا مغامرتي الإنتخابات النيابية والمحلية في الفترة الأخيرة، وكذلك أقول بأنه لو كانت التنسيق موافقة على عقد المؤتمر فإن هذا يريحني جدا، ولكن لا اعتقد أن كلها موافقة، وصحيح ما تقوله أنا فرد وحيد لا أمثل سوى نفسي ومع هذا لن أقبل تمثلني أحزاب لجنة التنسيق مجتمعة أو أي طرف آخر ويصادر ارادتي ويقر وثائق ثم لا يمكنني حتى من مناقشتها.
أما بالنسبة لسؤالك: ألم تقم أطراف التنسيق بإحياء ذكرى انتفاضة آذار ؟ في الوقت الذي ترفض تسميتها وترفض إحياء ذكراها ؟
بلى أنا أرفض تسميتها انتفاضة علانية وهو رأيي واعتز به وأدافع عنه، وانا أملك الحق في إحياء ذكرى أحداث آذار او غيرها من المناسبات بالطريقة التي أراها مناسبة ومفيدة لنضال الشعب الكردي ، وأذكر الكاتب بما حصل في الخامس من حزيران سنة 2005 عندما أصرت بعض الأطراف على التظاهر مجددا بعد أن تظاهر كافة الشعب الكردي يوم تشييع الشهيد الخزنوي وطالبتها الجبهة والتحالف بالتراجع ولكنها اصرت على موقفها، فماذا كانت النتيجة ؟ تعرض النساء للضرب والمحلات التجارية للنهب، وأعتقد أنها كانت الصدمة التي أستعاد حزب آزادي على إثرها وعيه (نسبيا) وادرك أي خطأ ارتكب بسلوكه تلك الطريق الموازية غير المتلاقية أبدا مع طريق الإجماع الكردي ، وهو بدأ فعلا بتصحيح أخطائه وأثبت ذلك في محطتي الانتخابات النيابية والمحلية وهو ما يقدره ويفهمه بالتأكيد كل متابع للحراك السياسي الكردي.
8-(والحوارات الأخيرة أكّدت أنّ مساحة التقارب بين الجبهة و التنسيق في كثير من المواقف السياسية تتكثّف ، بينما تتّسع الهوة بين الجبهة والتحالف إلى درجة لا يمكن القول أنّ هناك هيئة مشتركة بينهما ، طبعاً لسنا مسرورين إذا تمّ التباعد بين أي طرفين في الحركة ، بل فقط لنؤكد للقراء بأنّ ليس كلّ ما يطرحه السيد عبد الرحمن صحيحاً .)
*أنا أيضا لست مسرورا لأي تباعد بين أطراف الحركة الكردية مهما كان شكله وكلامك عن الخلافات بين الجبهة والتحالف سيكون صائبا لو شهدت عليه إشارة واحدة مهما كانت بسيطة ، وإن وجود اختلاف في الآراء حتى بين اطراف كل إطار منهما ليس مدعاة للخوف بل الفخر والثقة لأن اختلاف الآراء يولد موقف موحدا أكثر قوة وإقناعا للجماهير الكردية التي تلتزم بقراراتهما كون الأحزاب المؤتلفة في الاطارين تلتزم بما تصدر بمسؤولية عالية دون أن يقول أي حزب أنه كان صاحب هذا الإقتراح أو ذاك.
9-(إقناع الآخرين بأنّ المؤتمر يجب أن يُعقَد مهما كانت النتائج ، دون إيلاء أي اهتمام إلى مَنْ يحضر ، ومَنْ يغيب ، وهذه دعوة خطيرة يُنتجُ عنها مؤتمران كرديان ، وهذا مرفوضٌ لدى الشعب الكردي بكلّ فئاته .
لا بديل لمرجعية واحدة توحّد الشعب الكردي وقواه السياسية ، والثقافية ، وتفعّل طاقاته الخلاقة ، من اجتماعية وحقوقية واقتصادية ، وغير ذلك .
فدعوة السيد عبد الرحمن تساهم في تكريس الانشقاق الكردي ، وتخلق هوة بين أطراف الحركة ، بل يساعد في تعزيز الاتجاه الذي يطالب بمرجعيتين كرديتين)
*هذا الكلام لم يرد في المقال ولم يفهمه أحد (حتى الذين قصدتهم في المقال) كما فهمه صاحب الرد ، ادعاؤك انني طالبت بعقد المؤتمر دون إيلاء اهتمام الى من يحضر مردود عليه تماما وفي النص الذي استشهدت به انت ، فعقد المؤتمر بمن يحضر أليس تقديرا واحتراما لآراء من يحضر ،وقولك أنني أكرس التنشقاق الكردي وأعزز الاتجاه الذي يطالب بمرجعيتين كلام مخيف لأبعد الحدود ، لأن كلام المرجعيتين ذكر للمرة الأولى في مقالك هذا وهو يجعلني أشكك أن تخرج تلك الأطراف (التي تحاول أن تدافع عنها) عن الإجماع الكردي مجددا وتحاول أن تفعل ما أدعيت أنني أسعى الى تكريسه وتعزيزه، وإن ردود الفعل هذه ليست غريبة عن اولئك الذين يحاولون الإلتفاف على المؤتمر وتشكيل المرجعية الكردية من ممثلي الأحزاب فقط .