شهاب عبدكي
عقدت الأحزاب الكردية في سوريا ( تحالف – جبهة – لجنة التنسيق ) سلسلة من الاجتماعات و الجلسات التشاورية هدفها صياغة مشروع رؤية كردية يتضمن وجهة نظر هذه الأحزاب لكيفية حل القضية الكردية في سوريا والتحضير لمؤتمر قومي كردي يمثل جميع الفصائل الكردية إذا أمكن والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومن ثم هيئة تمثلية يوافق عليها الأكثرية حسب مبدأ الديمقراطية هذا إذا توافقوا على ذلك .
لاشك أن ما توصلت إليه الحركة الكردية في هذا الظرف يعتبر نجاحا بمفهومه العام كون الحركة الكردية قد مارست في مواقف عديدة في الماضي انهزامات بخصوص توحيد الصف الكردي في رؤية توافقية ، بسبب نشرها لمصطلحات غير عصرية وغير واقعية مثل وحدة الحركة الكردية التنظيمية والتي كانت ُتنشر في أغلب نشرات الأحزاب الكردية ، ويعود ذلك لأسباب موضوعية وذاتية ، فالحركة تعتبر نفسها ممثلة لقومية تعداده يزيد عن مليونين ونصف المليون نسمة ولديها وجهات نظر مختلفة في بعض القضايا وتتفق في البعض الآخر كما أن من سمات العصر هو التعددية السياسية والفكرية وهذا لايمنع من التركيز على التقارب في وجهات النظر في الوقت الراهن كما يحصل و نرجو الاستمرار .
ولكي تسير الأمور بشكل صحيح وفق مسار منضبط لابد من إستراتجية تكون متكاملة نوعا ما ومؤهلة لفعل سياسي يتعاطى بجدية أكثر مع الواقع الحالي وخاصة ونحن مقبلين على استحقاقات هامة على الصعيد الكردي والوطني ، لذلك كل ما ذكر لايمكن تجاهله ولكنه يحتاج لدعم وجهود ، فالسياسيون الذين مثلوا الحركة الكردية تجاوزوا مرحلة الجلوس في غرف مغلقة و إقامة الندوات المصغرة لكسب بعض المؤيدين حيث تحويل الهواية إلى احتراف عمل لابد منه في علم السياسة ، كما أن إعادة الاعتبار الذي حصل في العقلية الكردية وأعاد له قيمة لكي يكون مشاركا في العملية السياسية ولو عن طريق بعض المواقف أو من خلال المشاركة في بعض الإطارات بأن المطالبة بالحقوق لها فنونها وأدواتها وليس تعبئة الشارع دون موقف سياسي يؤيده ، فالأغلبية باتت تعرف ما العمل وأصبحت لها مكانة خاصة عبر انتقادها اليومي لما يحصل في بيوت السياسة وفي القرارات التي تلي الاجتماعات.
وكل ذلك لايمنع من أن تكون الحركة الكردية هي التي تقود هذه الجماهير نحو مطلبها .
فالحركة الكردية بدورها السياسي المطلبي ومعارضتها لسياسات النظام ومحاولتها لكسب الرأي العربي غير كاف لمواكبة كل التغيرات التي تحصل في العالم وفي المنطقة ولكي تتجنب الفشل في المستقبل على صعيد مطلب شرعية الحقوق الكردية في وقت زادت أعباء الحركة عن مراحله السابقة لابد لها من آلية تساعدها في الحراك السياسي لتستفيد من إمكاناتها المتاحة ولا تكون بديلاً سياسياً إنما مؤسسة تضم مثقفين وسياسيين مستقلين وأكاديميين على مستوى عال ينضمون في مركز لدراسات يهتمون بالشأن العام السوري بشكل عام ويختصون بالوضع الكردي من خلال تقديم استشارات وانتقادات ودراسات وطبع كتب ونشرها دون وصاية من الحركة الكردية بحيث تكون مستقلة تماما ً من التوجهات السياسية وما يدور من وجود اختلاف في الرأي بين الأحزاب وهذا لايمنع من وجود تعدد في الآراء بين هؤلاء الأكاديميين ، ولكي تقوم الحركة بمهامها الثقافية عليها أن تمول هذه المؤسسة بعيدا ً عن أي مكسب حزبي حيث الابتعاد عن أجندة خاصة و العمل لخدمة القضية الكردية بوسائل و أدوات عصرية .
عملية تحول الأحزاب الكردية من تسميات حزبية نظرية إلى أفعال وتسميات سياسية حقيقية والخروج من عزلتها نحو المجتمع السوري بكل أطيافه جعلتها رقما ً مهما ً ضمن المعارضة السورية ، فـطبيعة وضرورة هذا التحول يحتاج إلى برامج و آليات منفتحة على العالم ومن المهم أن يكون تطور الأفق السياسي الكردي مترافقا ً مع هذا التحول لذلك يحتاج هؤلاء بالإضافة لما ذكر إلى مستشارين في جوانب عديدة إذ لايمكن لأي شخص أن يكون ملما ً بجميع الأمور والقضايا في زمن تعددت الاختصاصات وتنوعت ، فالسياسي الكردي الذي يتجه نحو دمشق حاملاً محفظة صغيرة لا تفي أن تكون خير سند كي يناقش ويحاور القضايا الاساسية في الوطن ومنها القضية الكردية مثلا، إذاً ما يفرضه الزمن من استحقاقات جديدة على الحركة الكردية عليها أن تكون أكثر مرونة لتقبلها .
ولكي تسير الأمور بشكل صحيح وفق مسار منضبط لابد من إستراتجية تكون متكاملة نوعا ما ومؤهلة لفعل سياسي يتعاطى بجدية أكثر مع الواقع الحالي وخاصة ونحن مقبلين على استحقاقات هامة على الصعيد الكردي والوطني ، لذلك كل ما ذكر لايمكن تجاهله ولكنه يحتاج لدعم وجهود ، فالسياسيون الذين مثلوا الحركة الكردية تجاوزوا مرحلة الجلوس في غرف مغلقة و إقامة الندوات المصغرة لكسب بعض المؤيدين حيث تحويل الهواية إلى احتراف عمل لابد منه في علم السياسة ، كما أن إعادة الاعتبار الذي حصل في العقلية الكردية وأعاد له قيمة لكي يكون مشاركا في العملية السياسية ولو عن طريق بعض المواقف أو من خلال المشاركة في بعض الإطارات بأن المطالبة بالحقوق لها فنونها وأدواتها وليس تعبئة الشارع دون موقف سياسي يؤيده ، فالأغلبية باتت تعرف ما العمل وأصبحت لها مكانة خاصة عبر انتقادها اليومي لما يحصل في بيوت السياسة وفي القرارات التي تلي الاجتماعات.
وكل ذلك لايمنع من أن تكون الحركة الكردية هي التي تقود هذه الجماهير نحو مطلبها .
فالحركة الكردية بدورها السياسي المطلبي ومعارضتها لسياسات النظام ومحاولتها لكسب الرأي العربي غير كاف لمواكبة كل التغيرات التي تحصل في العالم وفي المنطقة ولكي تتجنب الفشل في المستقبل على صعيد مطلب شرعية الحقوق الكردية في وقت زادت أعباء الحركة عن مراحله السابقة لابد لها من آلية تساعدها في الحراك السياسي لتستفيد من إمكاناتها المتاحة ولا تكون بديلاً سياسياً إنما مؤسسة تضم مثقفين وسياسيين مستقلين وأكاديميين على مستوى عال ينضمون في مركز لدراسات يهتمون بالشأن العام السوري بشكل عام ويختصون بالوضع الكردي من خلال تقديم استشارات وانتقادات ودراسات وطبع كتب ونشرها دون وصاية من الحركة الكردية بحيث تكون مستقلة تماما ً من التوجهات السياسية وما يدور من وجود اختلاف في الرأي بين الأحزاب وهذا لايمنع من وجود تعدد في الآراء بين هؤلاء الأكاديميين ، ولكي تقوم الحركة بمهامها الثقافية عليها أن تمول هذه المؤسسة بعيدا ً عن أي مكسب حزبي حيث الابتعاد عن أجندة خاصة و العمل لخدمة القضية الكردية بوسائل و أدوات عصرية .
عملية تحول الأحزاب الكردية من تسميات حزبية نظرية إلى أفعال وتسميات سياسية حقيقية والخروج من عزلتها نحو المجتمع السوري بكل أطيافه جعلتها رقما ً مهما ً ضمن المعارضة السورية ، فـطبيعة وضرورة هذا التحول يحتاج إلى برامج و آليات منفتحة على العالم ومن المهم أن يكون تطور الأفق السياسي الكردي مترافقا ً مع هذا التحول لذلك يحتاج هؤلاء بالإضافة لما ذكر إلى مستشارين في جوانب عديدة إذ لايمكن لأي شخص أن يكون ملما ً بجميع الأمور والقضايا في زمن تعددت الاختصاصات وتنوعت ، فالسياسي الكردي الذي يتجه نحو دمشق حاملاً محفظة صغيرة لا تفي أن تكون خير سند كي يناقش ويحاور القضايا الاساسية في الوطن ومنها القضية الكردية مثلا، إذاً ما يفرضه الزمن من استحقاقات جديدة على الحركة الكردية عليها أن تكون أكثر مرونة لتقبلها .
باعتقادي ما تقوم به الأحزاب الكردية من اللقاءات يشكل نقطة إيجابية إن كان على الصعيد الكردي الكردي أو على الصعيد الوطني في إطار المعارضة فمؤشر المرحلة التاريخية التي مرت قبل هذه اللقاءات كانت سيئة جدا ًحيث أوجدت عوائق كثيرة بين تلك الأحزاب خاصة المعارضة العربية والكردية وحتى اللقاء الكردي الذي افتقر إلى دينامكية في مناسبات هامة ، فما توصلت له الحركة الكردية لابد من مباركته وتشجيعه وانتقاده في محطات قد لا تكون بمستواها ، وقد دفعت المعارضة ثمنا ً للتناقض المتنامي في الماضي ولتفك نفسها من الأسر وقناعات السابقة عليها التوجه نحو حقيقة واحدة ان سوريا لكل السوريين .