الحركة الكردية وبعدها عن الواقع

زانستي جومي 
 
إن تشرزم  واقع الحركة الكردية في سورية والتعدية المفرطة في عدد الأحزاب و حتى الجمعيات الكردية فبالتأكيد حالة غير صحية و بل مرضية بحاجة إلى معالجة سريرية بلغة الحكماء و الأطباء.

ولكن بلغة السياسيين بحاجة إلى مراجعة الذات و التحلي بالصبر و التأني قبل اتخاذ أو إقرار أي قرار إن كان بحق أي عضو حزبي أو أي طرف كردي آخر لكي لا نتهم بعضنا البعض جزافا بتهم إن كان باطلة أو حقيقة و خاصة بتعابير و مصطلحات مضى عليها الزمن.

نعم إنها مصطلحات سياسية شبه متفق عليها عالميا ولاكن غير ملائمة وغير متناسبة مع الواقع الراهن كيف يرى المرء عندما نتحدث الآن عن الاشتراكية ,الرأسمالية الاقطاعية, الانبطاحية ,البروليتاريا و الطبقة الرثة .

ولا نكتفي باستعمال هذه المصطلحات بل نوصف بها بعضنا البعض في أسوء الظروف و بل نحن بحاجة ماسة الى ترطيب الأجواء لا يعني غض النظر عن الحقيقة و التي هي واضحة للجميع (لا بديل عن المرجعية الكردية).

لكن و للأسف وفي سياق بناء المرجعية الكردية قد نشر في النشرة الشهرية لحزب يكيتي الكردي في سوريا وتحت عنوان (لكن ماذا لو أجهضت الجهود التي توصلت إلى رؤية مشتركة؟) حيث يبدأ المقال يمكن القول أن من أكبر الإنجازات التي توصلت إليها الأطر الثلاثة (الجبهة الديمقراطية الكردية-التحالف الديمقراطي الكردي- لجنة التنسيق الكردية) -عدا عن حميد درويش….

فعند قراءتي لهذا المقال و أكثر من مرة لم أفهم بالضبط الغاية الأساسية من وراء هذا المقال هل هو تبيان أهمية الرؤية المشتركة المتفق عليها بين الكتل الثلاثة و أسباب نشرها أو عدم نشره أم هو الإشهار و إلصاق التهم  بمؤسس من مؤسسي الحركة الكردية إن شئنا أم أبينا (بالظاهر نحن في مجتمعات الشرق تعودنا أن نكرم بعضنا البض بعد فوات الأوان-الموت) و حتى وصل الأمر بالأخوة في حزب يكيتي بوصف فصيل الأستاذ حميد حج درويش بالانبطاحي.

ويصفون أيضا هذا الفصيل هو المسؤول الأول والوحيد عن فشل لم شمل الحركة الكردية و لكن لا أدري إن كان هذا الموقف يشمل لجنة التنسق أيضا أم لا.؟ كما ذكرت في المقدمة مثل هذه المصطلحات و خاصة الانبطاحي و أنا من وسط الحركة الكردية لم أسمع ولم أقرأها منذ سنوات فكيف خطر ببال الاخوة في حزب يكتي تناولها بهذه السهولة و كما قال السيد المسيح (من منكم بلا خطيئة) ؟
إن كنتم ولا زلتم فعلا حريصون على وحدة الحركة الكردية و بناء المرجعية الكردية و كما تقولون و أقول أيضا هذه المرة الأولى التي تتفق الحركة الكردية على رؤية مشتركة حول حل القضية الكردية ليس هكذا يكون الحريصون والجادون في طروحاتهم واتهامهم لفصيل كردي بالعمالة و التخوين……الخ
من أولويات أي اجتماع أو أي مؤتمر و حتى المصالحات الاجتماعية يتفقون فيم بينهم على عدة نقاط ومن ثم يذهبون إلى الاجتماع المقرر ثم يوافقون على البنود المتفق عليها مسبقا,  فكيف تقولون بعد أن اتفقنا على الرؤية المشتركة يجب أن نتدارس و نقيم أعمالنا و سلوكنا ثم نذهب إلى المؤتمر الوطني.

هل بقي شيء غير أن نتهم بعضنا بالنهج الانبطاحي و الخيانة ثم نذهب إلى المؤتمر؟ ان كنتم تريدون الفشل للتحالف فهناك أساليب وطرق كثيرة جدا دون تخوين و الصاق التهم ببعضنا البعض.

إن المساعي الحميمة التي قامت ولا زال تقوم  بها التحالف الديمقراطي الكردي فخير دليل على ذلك و البلاغ الصادر عن التحالف الديمقراطي مؤخرا في أوائل شهر أيلول فيوكل متابعة مهمة الحوار بشأن دفع عملية عقد المؤتمر الوطني إلى الأمام إلى اللجنة العليا للتحالف وفق الخطوات التالية: (الرجاء مراجعة البلاغ الصادر عن المجلس العام عن التحالف) و طبعا الاستاذ حميد حج درويش و هو أمين العام للحزب الديمقراطي التقدمي طرف في هذا التحالف.

فكفانا أن نتهرب من المسؤولية و التخفي وراء شعارات براقة و غير واقعية من منكم لا يريد كردستان حرة مستقلة والذي يقول لا انه كاذب لا مجال للشك,  ولكن أين هي كردستان التي نحلم بها جميعا ؟ ليس كان الهدف من وراء كتابة هذا المقال هو الرد على ما نشر في النشرة الدورية لحزب يكيتي بل كان الهدف الأساسي منه هو مدى تبيان مدى بعدنا عن الواقع الذي نعيشه إن كان من خلال إلصاق التهم أو استعمال مفردات عفا عليها الزمن في التعامل بين أطراف الحركة الكردية لأننا اليوم بأمس الحاجة إلى التكتلات إن كانت سياسية أو اقتصادية و حتى اجتماعية.

إن الحقيقة مجزأة بين أطراف الحركة الكردية يجب أن لا ندع أن تتجزأ أكثر من ذلك فعدد الأحزاب يتزايد يوم بعد يوم ويجب الاسراع في اقلاع مشروع المؤتمر الوطني الكردي أكثر من أي وقت مضى و أن لا ننسى بالسؤال من يقف و يستفيد من تجزأة الحركة الكردية…..؟

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

نحن أبناء قبائل الملية وحرصا منا على وحدة الصف وتمسكا بقيم وتضحيات أجدادنا التاريخية التي دأبت على توحيد الكرد، فإننا ندين ونستنكر بشدة زج اسم عشيرة الملية في البيان الصادر والمعنون ب بيان الكتل السياسية والعشائرية والمدنية الكردية برفض وثيقة مؤتمر القامشلي والذي نشر بتاريخ ٢٨-٠٤-۲۰۲٥- والذي يرفض وثيقة مؤتمر وحدة الموقف والصف الكردي المنعقد في قامشلو بتاريخ ٢٦ نیسان…

بيمان حسين ما حدث في 8 ديسمبر من عام 2024، على قدر جماله وروعته، كان شيئا غير متوقع على الإطلاق. فحلم الانعتاق والتحرر من نير النظام القمعي كان حلما تطلب تحقيقه مهرا غاليا من التضحيات اللامتناهية. في أعرافنا وثقافاتنا، نربط الأشياء غير المفهومة بالقدرة الإلهية، ولكن في هذا الموضوع بالتحديد، هناك رغبات وقدرات أخرى غير إلهية كان لها التأثير الأكبر…

المهندسِ باسل قس نصر الله في زمنٍ مضى، كانتْ سوريّٞةَ تصنعُ رجالاً لا تصنعُهمُ ٱلظروفُ، بلْ يصنعونَ ٱلظروفَ ذاتَها. فارسُ ٱلخوريِّ كانَ واحداً منْ هؤلاءِ: معلماً، ومشرِّعاً، ورجلَ دولةٍ يعرفُ أنَّ الوطنَ ليسَ شعاراً يُرفعُ عندَ ٱلحاجةِ، بلْ عقدَ شرفٍ يُمارسُ كلَّ يومٍ. فارسُ ٱلخوريِّ لمْ يُعرفْ بطائفتِه ولا بمذهبِه، بلْ بسوريّتِه المطلقةِ. وقفَ في وجهِ الانتدابِ الفرنسيِّ،…

جلسة حوارية منظمة من قبل منصة ديفاكتو الحوارية حول مفهوم الإعلان الدستوري في سوريا في فندق الشيراتون . حاضر فيها الاستاذ أحمد سليمان نائب سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا والأستاذ معن الطلاع مدير قسم البحوث العلمية في مركز عمران للدراسات و بتيسير من الأستاذ خورشيد دلي بمشاركة عدد من المثقفين و المهتمين بالشأن السياسي السوري. تمحورت الجلسة حول…