لماذا الخوف من دولة كوردية؟

جان كورد
04.10.2007

لنتكلم بصراحة … مع شركائنا العرب في المنطقة…

منذ قيام ثورة أيلول الكبرى في عام 1958 بقيادة الأب الخالد مصطفى البارزاني وحتى هذه اللحظة يجري حديث متواصل حول “هدف الكورد في اقامة إسرائيل ثانية!”، وذلك على الرغم من أن هذا القائد الكوردي كان يؤكد باستمرار على ضرورة التعايش والتآخي العربي – الكوردي، ضمن حدود دولة العراق الحالي، وكان رجلا صادقا في علاقاته، يحترمه العدو والصديق، وكان أقوى زعيم كوردي على الاطلاق طوال حياته، ولم يظهر منه أي قول عن انفصال كوردي عن العراق، وكان شعاره “الديموقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان العراق”، ولكنه كان صادقا مع شعبه أيضا، فقد اكد مرارا على حق هذه الأمة في الوحدة والحرية والحياة الكريمة كأي أمة أخرى في العالم، إلا أن الظروف الدولية، وبخاصة أثناء فترة الحرب الباردة بين معسكرين دوليين عظيمين ، هما حلف الناتو وحلف وارسو، لم تكن تسمح بقيام دولة كوردية أو كوردستانية، لا في العراق ولا في أي مكان آخر خارج العراق…
وعندما تحقق للكورد الحكم الذاتي عن طريق اتفاقية رسمية مع الحكومة المركزية في 11 آذار 1970 حمد البارزاني  مصطفى ربه وشكره، وقال: “الآن بدأت مسيرة بناء العراق…” إلا أن دكتاتورية البعثيين ومن ولاهم من المرتزقة، عراقيين وغيرعراقيين، أضرموا نيران الفتنة بين الكورد والعرب، ونفذ النظام الغادر عملية اغتيال كبيرة لتصفية الزعيم الكوردي الأكبر، ونعلم جميعا ماذا حدث بعد ذلك، وكيف أن هذا القائد لم يتخلى  رغم تلك الجريمة النكراء وغيرها من الجرائم الأخرى التي ارتكبها نظام البعث الفاشي عن مبادئه العظيمة ولم يتراجع قيد أنملة عن طريق الكفاح في سبيل تحقيق كل بنود تلك الاتفاقية، بما فيها البند المتعلق باعادة “كركوك” السليبة إلى كوردستان، دون التفريط بحقوق القوميات الأخرى فيها، واشتهر قوله على الألسنة “كركوك قلب كوردستان!”… كما لم يسمع احد بمطالبته بدولة كوردية أو استبدال الشعار الذي كافح من أجله طوال حياته السياسية…

اليوم، أبناء هذا الزعيم الخالد ورفاق دربه في الكفاح والنضال الحزبي ، وكل الكورد الذي يؤمنون بنهج البارزاني مصطفى، في العراق وخارجه، منذ أن سحب الدكتاتور البائد ادارته من اقليم كوردستان في عام 1991، يعملون على ترسيخ وتثبيت الحق القومي العادل للشعب الكوردي في العراق، على أساس الفيدرالية التي تم تثبيتها في الدستور العراقي الذي أقر قانونه في 11 تشرين الأول 2006 وعلى أساس أن يتم العمل به بعد انقضاء 18 شهرا من تاريخه… وصلاحيات الاقليم الفيدرالي مثبتة بالتفصيل في بنود الدستور الذي أقرته السلطة التشريعية بعد كسب الثقة من الشعب العراقي… وعلى الرغم من أن الفرص كانت مؤاتية للقيادة الكوردية لأن تنهي ارتباطها بالدولة العراقية لم يحاول الكورد الشروع في عملية الانفصال التي كانت ستلقى قبولا دوليا لما عاناه الشعب الكوردي على أيدي النظام العراقي البائد…ولايمكن لأحد إغفال أو إهمال موقف حزبي كوردستان العراق الكبيرين المتفقين على أسس ثابتة في التعامل مع الحكومة المركزية وتجاه مسألة الفيدرالية بشكل خاص… وعلى الرغم من أن استفتاء شعبيا على الموضوع في كوردستان قد أكد على مطالبة الشعب الكوردي في الاقليم بأغلبية ساحقة بالانفصال عن العراق، إلا أن القيادة الكوردية ترى بأن الحياة المشتركة بين الكورد وسائر القوميات العراقية الأخرى في ظل نظام فيدرالي أكثر واقعية ومنفعة للشعب الكوردي… ولقد أعلن قادة الكورد وبرلمانهم الاقليمي وممثلوهم في البرلمان العراقي عن هذه الحقيقة ودافعوا عنها وبذلوا جهدا كبيرا لأن يتضمن الدستور العراقي الدائم مطالب شعبهم التي تم تأطيرها من قبلهم في إطار فيدرالية كوردستانية عراقية.

وتم الاتفاق عليها بين العراقيين بشكل حاسم.

نعم لقد أصر الأخ المناضل، سيادة الرئيس مسعود البارزاني، على حق الأمة الكوردية في الاستقلال مرارا، ولكن الظروف التاريخية لاتسمح بذلك الآن، وهو يتمتع بتأييد الرئيس العراقي الكبير مام جلال في هذا الموقف وغيره، بل إنه ينطق بصراحة وجرأة في هذه المسألة بالذات عما تشعر به هذه الأمة المغبون حقها والمظلومة تاريخيا وواقعا والمجزأة بسبب معاهدة دولية جائرة واستعمارية هي معاهدة سايكس – بيكو لعام 1916، ولكنه معروف بنظرته الواقعية للأمور ويستحق أن ينال جائزة نوبل للسلام على عمله المستمر من أجل التقريب بين الفرقاء في العراق، رغم خطورة الوضع… وهو قبل كل شيء نجل الأب الروحي للأمة الكوردية، نجل البارزاني مصطفى، الذي لن يغدر يوما بالعراق والعراقيين، وإن كان لابد من افتراق عنهم فلن يكون ضدهم وانما سيعمل على استمرار العلاقة التاريخية بين الأمتين العربية والكوردية حتى ولو تشكلت دولة كوردية مستقلة، ولا أحد يستطيع أن يتهم الرئيس الكبير مام جلال الطالباني بأنه ضد العراق أو يعمل على تقسيمه وتجزئته، فالتاريخ النضالي الطويل له يؤكد تماما أنه الرجل الأكثر عملا من أجل وحدة العراق والعراقيين، وأنه سياسي واقعي يعمل ضمن إطارات واقعية ويقيم علاقاته حسب الواقع الذي يعيشه..

ما طرحه الكونغرس الأمريكي لايختلف في الأساس عما هو في الدستور العراقي، بل هو تأكيد له ، ولكن الذين يريدون الاصطياد في الماء العكر كثيرون، وهم منتشرون في العراق وخارجه، بل إن بعض السياسيين السوريين أيضا قد أدلوا بدلوهم في الموضوع، وأنا متأكد من أن معظم هؤلاء لم يقرأوا الدستور العراقي والمقترح الأمريكي بشكل جاد وموضوعي، بل سارعوا في إصدار البيانات الرافضة للمقترح الأمريكي لأنهم في الأصل ضد “الفيدرالية” ويخافونها، وبخاصة فإننا نحن الكورد في سوريا نطالبهم بها أيضا، وجاء المقترح الأمريكي ليجدوا فيه سببا من أسباب رفض أي إطار جاد وموضوعي لحل عادل للقضية الكوردية…ووصل استهتار بعض زعماء هذه “المعارضة الديموقراطية والوطنية!” إلى درجة استقبالهم لوفد كوردي وهو يرتدي بيجاما النوم…

نعم، كانوا في عهد ثورة أيلول الكبرى (1961-1975) يتهمون الكورد بالانفصالية ويرعبون الأمة العربية باتهامهم الكورد وقائدهم الخال مصطفى البارزاني بالعمل والتنسيق مع “الشيوعية الدولية والامبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية والرجعية الايرانية والتركية!!!” على اقامة “اسرائيل ثانية!” في المنطقة… وكأنهم كانوا يستخفون بالعقل العربي، حيث كانت الشيوعية ضد الامبريالية، وايران وتركيا من ألد أعداء الكورد وكوردستان… ولم يظهر بينهم عاقل أو عالم إسلامي ليقول لهؤلاء العروبيين الحاقدين : ” ما دليلكم على أن الكورد يقاتلون من أجل الانفصال؟” وكأن القضية لم تكن تهم هؤلاء العقلاء والعلماء، بل على العكس من ذلك كان بعضهم يبرر الحرب على الكورد، وبالتالي يهدر دمهم، ومن الإسلاميين في المنطقة، تركا وفرسا وعربا، من كان يزعم بأن “مفتاح الجنة في كوردستان!” ومن يقتل فيها على ايدي الكورد “عبدة الشيطان!” شهيد تفتح له أبواب الجنان لتعانقه سبعون عذراء لم يمسسهن إنس ولا جان، كأنهم الدر والمرجان…

ومنذ هزيمة الدكتاتور الساحقة في الكويت، وهنا يجدر بالذكر أن الذين يثرثرون اليوم ضد الفيدرالية الكوردية، كانوا قد أرسلوا جيوشهم ودباباتهم وعناترهم ليقاتلوا جنبا إلى جنب مع “الأمريكان الكفرة أعداء العرب والدين!” بهدف طرد أكبر قوة عسكرية عربية (قوة حارس البوابة الشرقية!) من الكويت الشقيق… أي انهم ساهموا بأنفسهم في التحطيم الأول الذي أدى إلى  إذلال الجيش العراقي في (خيمة صفوان)… وهذا يعني أنهم ساهموا بأنفسهم في تقوية البارزانيين والطالبانيين “الانفصاليين!”، لاحبا في الكورد وانما طمعا في أموال الخليج واسترضاء للعم سام وكرها للبعث “العربي الاشتراكي!”…

بعد سقوط الصنم الكبير في بغداد عام 2003، وتتطاير شظايا العراق، لم تتوجه أي قوة عربية تزعم خوفها على العراق لمحاربة الأمريكان وحلفائهم، وهم يكتسحون عاصمة الرشيد وفندق الرشيد وقصور الطاغوت الفرعوني… ولكنهم لم يكفوا عن ترداد سماع أسطوانتهم القديمة : ” الكورد سينفصلون عن العراق!”… والذين جاؤوا بعد ذلك من الإرهابيين وفلول البعثيين ومن والاهم، انما جاؤوا لتحريك عجلة التاريخ صوب الوراء وأعمى التطرف الديني والمذهبي والطائفي والقومي أبصارهم، وهاهم قد قتلوا من العراقيين، ذبحا وجزا للرؤوس وتفجيرا، أكثر مما قتل منهم صدام حسين من قبل…
 
هذه الأسطوانة القديمة عن “الدولة الكوردية!” تعزف في كل مناسبة لسبب واحد، هو أن العرب – سوى فئة قليلة متنورة وواعية – يخافون من قيام دولة كوردية… والأسباب عديدة لامجال لسردها هنا، ولكن أهم الأسباب هو البترول، فمعظم العرب الذين يؤجج إعلام بعض دولهم وأحزابهم نار الفتنة، يخضعون لعملية مسح دماغ منظمة، إذ تم ولا يزال يتم تصوير الأمة الكوردية التي لأبنائها يد ناصعة تاريخيا في معارك الدفاع عن الأمة الإسلامية وعن المنطقة على أنها أمة عدوة ترغب في نهب “بترول العرب!” ، وبترول العرب سلعة رخيصة بأيدي الشركات العالمية…ومع أن التاريخ لايشير البتة إلى أية معركة كبيرة بين الأمتين العربية والكوردية، وحتى الحرب التي أعلنها الدكتاتوريون العراقيون لعقود من الزمن على الأمة الكوردية، وآخرها “حرب الأنفال” فإنها لم تؤد إلى صدام عربي – كوردي شامل، بل شرع الكورد منذ سقوط الدكتاتور في تجاوز جراحات تلك الحقبة بسرعة، حتى أن المطالبة بالانتقام من الدكتاتور أو بطانته لم تكن على الجانب الكوردي بأشد مما عليه في البيت العربي العراقي… ومعلوم أن الكثيرين من الكورد يرفضون حتى إعدام المجرم بحق الإنسانية “علي الكيمياوي” على أرض كوردستان المباركة… وهذا الشعور الذي يغذيه إعلام بعض الجهات العربية العنصرية بأن الأمة الكوردية خطر على الأمة العربية لايزال منتشرا، في حين أن قيام دولة كوردية قوية في المنطقة سيصد باب التوسع الإيراني أو التركي صوب العمق العربي، ومعلوم أن تركيا تغتصب جزءا هاما من الأراضي السورية هي لواء الاسكندرون الذي لايقل ثراء واتساعا وجملا عن الجولان المحتل، وأن إيران تدعي حقها في امتلاك جزيرتين في الخليج هما “طنب الصغرى” و”طنب الكبرى”، إضافة إلى “عربستان” وما تنازل عنه طوعا الدكتاتور صدام حسين ، بموجب اتفاقية الغدر والخيانة في الجزائر عام 1975، طمعا في معاونة الشاه المخلوع له في القضاء على الحركة المسلحة الكوردية، ويجدر أن نذكرهنا التصريحات الأخيرة للقيادة السياسية الايرانية فيما يخص “ملء الفراغ في العراق في حال انسحب الأمريكان!”، مما أغضب وزراة الخارجية السعودية المعروفة بهدوئها وتحفظها الشديد تجاه كل ما يتعلق بايران وسياستها في المنطقة…

فماذا لو قامت دولة كوردية حقا؟

حسب قناعتي يبدو أن القيادات الكوردية بكل فصائلها، وفي كل أرجاء كوردستان الكبرى، تخاف من قيام هذه الدولة أكثر من القيادات السياسية العربية، وبخاصة العراقية والسورية… وهذا الخوف المزمن والكامن في صدور القيادات الكوردية له أسباب عديدة، منها ان ليس هناك حزب سياسي كوردستاني يملك أسباب القوة لادارة دولة كهذه الآن، بل ليس هنا تخطيط مركزي لمثل هذا المشروع، كما أننا لانجد حزبا كوردستانيا – حاليا- يملك برنامجا كوردستانيا شاملا أو له تنظيمات على مستوى كوردستان الكبرى…طبعا هناك حزب العمال الكوردستاني الذي لم يتضمن برنامجه – حقيقة – في يوم من الأيام مشروع دولة كوردية مستقلة، وانما كان يثير الموضوع خارج كوردستان الشمالي لأسباب تكتيكية، وفي مناسبات إعلامية وسياسية معينة… وكانت له منظمات فعالة في شتى أنحاء كوردستان وفي المهاجر، إلآ أنه الآن يطالب بشكل رسمي بما لايتجاوز الحقوق الثقافية وموضوع الهوية الكوردية في إطار جمهورية تركية موحدة، وإن تجاوز ذلك الحد فإنه لا يرقى إلى درجة وصفه بأنه حزب كوردستاني يسعى إلى اقامة دولة كوردية، بل تشير بعض التصريحات لزعمائه بأنهم يعتبرون طرح “الدولة القومية!” تخلفا ورجعية وانغلاقا غير حضاري… وإن وضع اسمه في لائحة “المنظمات الإرهابية!” أوروبيا وأمريكيا، يعرقل الكثير من نشاطاته على الصعيد الدولي والاقليمي…ولاننكر ان هناك تنظيمات أخرى، طالبت او تطالب بقيام مثل هذه الدولة إلا أنها أضعف من أن توصف بالحركات الكوردستانية المؤثرة على الساحة السياسية…ولا نجد في شرق كوردستان ولا في غربها من هو بقادر على تحريك القارب الكوردي باتجاه الانفصال وقيام الدولة الكوردستانية…
والقوى الأهم على الساحة الكوردية – اليوم – هي في جنوب كوردستان، وهي مؤثرة وفاعلة من جميع النواحي، وتملك الخبرات العسكرية والأموال ووسائل الإعلام، ولها علاقات واسعة على صعيد المنطقة والعالم، وتتمتع بتأييد شعبي واسع في كل أنحاء العالم، إلا أنها تصف نفسها بانها قوى كوردستانية عراقية، تؤمن بالفيدرالية ضمن العراق الواحد الموحد، بل إن بعض زعمائها قد وصف الدولة الكوردية ب”الحلم الشعبي!”…

فلماذا الخوف من دولة كوردية ياعرب؟

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…