داريوس أوسي
تأتي زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى تركيا في وقت تحاول الدولة التركية الدخول إلى شمال العراق بهدف القضاء على مقاتلي حزب العمال الكردستاني المتمركزين في جبال قنديل*، وقد أكد الأسد خلال زيارته بأنه يحق للدولة التركية الدفاع عن نفسها ومحاربة مقاتلي pkk ، الذين يخوضون منذ 1984 مواجهات مع الجيش التركي، ضاربا عرض الحائط الرفض العربي والدولي لهذا التدخل، وكأول رئيس عربي يؤيد التدخل التركي إلى شمال العراق، وتأتي زيارة الأسد إلى تركيا بغية تحقيق أهداف ثلاث :
أولا: حث الدولة التركية دخول شمال العراق وضرب التجربة الكردية حتى لا تكون هذه التجربة معبراً للمطالب الكردية في سوريا للمطالبة بحقوقهم القومية المشروعة، حيث يبلغ تعداد الأكراد في سوريا أكثر من مليوني مواطن كردي محرومين من أبسط حقوقهم السياسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية، وغيرها من الحقوق التي لا تعترف بها الحكومة السورية.
ثانياً: إعادة أنتاج التوازن، ومحاولة ضم تركيا إلى الموقف السوري- الإيراني، وتشكيل هذا الثلاثي للوقوف في وجه المطامح الكردية، وكسب موقف تركيا إلى جانبها في صراعها مع إسرائيل، وخاصة بعد تخلي الإدارة الأمريكية عن تركيا بعد احتلال العراق، وإثارة مذابح الأرمن في الكونغرس الأمريكي .
ثالثاً : إطلاع الجانب السوري على نتائج الزيارة التي قام بها وزير الخارجية التركي “باباجان” لإسرائيل بشأن الغارة الإسرائيلية على الأراضي السوري بهدف تفجير منشأة نووية “نفتها الحكومة السورية”.
الملف الكردي هو الملف الساخن في المنطقة وبخاصة بعد القرار الأمريكية “بتقسيم” العراق إلى ثلاث مناطق، كردية وشيعية، وسنية، مما أثار غضب كل من سوريا وتركيا وإيران- الدول التي توجد بها قضية كردية – ومعلوم أن دمشق كانت تدعم حزب العمال الكردستاني وتؤي عناصره لا سيما زعيمه عبد الله أوجلان قبل أن تضطر تحت التهديد التركي باستخدام القوة إلى طرد أوجلان وإغلاق معسكرات التدريب التابعة للحزب في سورية ولبنان عام 1998.وتسليم عدد من عناصر هذا الحزب إلى الحكومة التركية، ومحاكمة البعض الآخر بتهمة محاربة دولة صديقة وجارة، وضمن اتفاق أضنة الذي أنهى الأزمة التي نشبت آنذاك، حيث وافق الرئيس الراحل حافظ الأسد على التخلي عن لواء الاسكندرون وعدم المطالبة به مستقبلاً وهو ما تأكد عملياً برفع هذه المنطقة (كجزء من الأراضي السورية) من الخرائط الرسمية في سورية، بمقابل تلبية المطالب التركية.
على الرئيس السورية مراعاة مشاعر أكثر من مليوني مواطن سوري، يتعاطفون مع كردستان العراق، وهذا حق طبيعي كما يتعاطف العرب مع قضية فلسطين والسودان، وكي لا تصبح هذه الحرب مدخلا لصراعات جديدة، يمكن أن تؤدي إلى مشاكل داخل سوريا، حيث كان الموقف المبدئي من قبل الأحزاب الكردية المتمثلة بالجبهة الديمقراطية الكردية والتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا ولجنة التنسيق الكردية أنها دانت وبشدة قرارات وتوجهات الدولة التركية القائمة على الخيار العسكري للتعامل مع القضية الكردية، ودعت جميع الحكومات والقوى الديمقراطية في العالم إلى الضغط على الحكومة التركية بغية منعها من القيام بأية مغامرة عسكرية في كردستان العراق أو تجريد حملات عسكرية على الشعب الكردي الآمن والأعزل في كردستان تركيا لأنها سوف تؤدي بالتأكيد إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، كما طالبت تلك الحكومات بالضغط على تركيا من أجل الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي وحل قضيته العادلة على أسس ديمقراطية.
الانتفاضة التي حدثت في القامشلي بتاريخ 12/3/2004 بعد احتلال العراق جاءت لتدفع فاتورة الفيدرالية الكردية في شمال العراق، وكرد فعل طبيعي على رفض قتل الإنسان الكردي بدم بارد من قبل أجهزة الأمن السورية، وحتى تعيد السلطة السورية حساباتها بشأن قضية الشعب الكردي في سوريا، تفاديا لحدوث هكذا اضطرابات داخل النسيج السوري المفكك بفعل سياسة السلطة الحاكمة، والاحتقان المتزايد منذ استلام البعث للسلطة 1963، واللعب بالورقة الكردية خدمة لمصالح داخلية وخارجية، وما زيارة الأسد إلى تركيا وتأيدها المباشر بدخول القوات التركية إلى شمال العراق إلا دليل على رفضه التعامل مع القضية الكردية باعتبارها قضية تخص أكثر من أربعين مليون كردي يتوزعون بين دول تقتسم كردستان بحسب اتفاقية سايكس- بيكو.
ثانياً: إعادة أنتاج التوازن، ومحاولة ضم تركيا إلى الموقف السوري- الإيراني، وتشكيل هذا الثلاثي للوقوف في وجه المطامح الكردية، وكسب موقف تركيا إلى جانبها في صراعها مع إسرائيل، وخاصة بعد تخلي الإدارة الأمريكية عن تركيا بعد احتلال العراق، وإثارة مذابح الأرمن في الكونغرس الأمريكي .
ثالثاً : إطلاع الجانب السوري على نتائج الزيارة التي قام بها وزير الخارجية التركي “باباجان” لإسرائيل بشأن الغارة الإسرائيلية على الأراضي السوري بهدف تفجير منشأة نووية “نفتها الحكومة السورية”.
الملف الكردي هو الملف الساخن في المنطقة وبخاصة بعد القرار الأمريكية “بتقسيم” العراق إلى ثلاث مناطق، كردية وشيعية، وسنية، مما أثار غضب كل من سوريا وتركيا وإيران- الدول التي توجد بها قضية كردية – ومعلوم أن دمشق كانت تدعم حزب العمال الكردستاني وتؤي عناصره لا سيما زعيمه عبد الله أوجلان قبل أن تضطر تحت التهديد التركي باستخدام القوة إلى طرد أوجلان وإغلاق معسكرات التدريب التابعة للحزب في سورية ولبنان عام 1998.وتسليم عدد من عناصر هذا الحزب إلى الحكومة التركية، ومحاكمة البعض الآخر بتهمة محاربة دولة صديقة وجارة، وضمن اتفاق أضنة الذي أنهى الأزمة التي نشبت آنذاك، حيث وافق الرئيس الراحل حافظ الأسد على التخلي عن لواء الاسكندرون وعدم المطالبة به مستقبلاً وهو ما تأكد عملياً برفع هذه المنطقة (كجزء من الأراضي السورية) من الخرائط الرسمية في سورية، بمقابل تلبية المطالب التركية.
على الرئيس السورية مراعاة مشاعر أكثر من مليوني مواطن سوري، يتعاطفون مع كردستان العراق، وهذا حق طبيعي كما يتعاطف العرب مع قضية فلسطين والسودان، وكي لا تصبح هذه الحرب مدخلا لصراعات جديدة، يمكن أن تؤدي إلى مشاكل داخل سوريا، حيث كان الموقف المبدئي من قبل الأحزاب الكردية المتمثلة بالجبهة الديمقراطية الكردية والتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا ولجنة التنسيق الكردية أنها دانت وبشدة قرارات وتوجهات الدولة التركية القائمة على الخيار العسكري للتعامل مع القضية الكردية، ودعت جميع الحكومات والقوى الديمقراطية في العالم إلى الضغط على الحكومة التركية بغية منعها من القيام بأية مغامرة عسكرية في كردستان العراق أو تجريد حملات عسكرية على الشعب الكردي الآمن والأعزل في كردستان تركيا لأنها سوف تؤدي بالتأكيد إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، كما طالبت تلك الحكومات بالضغط على تركيا من أجل الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي وحل قضيته العادلة على أسس ديمقراطية.
الانتفاضة التي حدثت في القامشلي بتاريخ 12/3/2004 بعد احتلال العراق جاءت لتدفع فاتورة الفيدرالية الكردية في شمال العراق، وكرد فعل طبيعي على رفض قتل الإنسان الكردي بدم بارد من قبل أجهزة الأمن السورية، وحتى تعيد السلطة السورية حساباتها بشأن قضية الشعب الكردي في سوريا، تفاديا لحدوث هكذا اضطرابات داخل النسيج السوري المفكك بفعل سياسة السلطة الحاكمة، والاحتقان المتزايد منذ استلام البعث للسلطة 1963، واللعب بالورقة الكردية خدمة لمصالح داخلية وخارجية، وما زيارة الأسد إلى تركيا وتأيدها المباشر بدخول القوات التركية إلى شمال العراق إلا دليل على رفضه التعامل مع القضية الكردية باعتبارها قضية تخص أكثر من أربعين مليون كردي يتوزعون بين دول تقتسم كردستان بحسب اتفاقية سايكس- بيكو.
****************
* تمتد جبال قنديل شمالا عبر الحدود مع كردستان تركيا “بمحاذاة مدينة هولير وقلعة دزة ، ومنطقة زلي، وحتى شرقا باتجاه شرقي كردستان إيران بمقابل مدينة السليمانية، وحاجي عمران”.
وتضم قمم من الجبال الشاهقة والوديان الوعرة, حيث يتمركز فيها حزب العمال الكردستاني منذ نهاية الثمانينات, ويتمترس بها أكثر من خمسة آلاف مقاتل، وتضم بطون هذه الجبال معسكرات الحزب ومقرات القيادة العسكرية والسياسية