رسالة إلى اخت عروبية جدا

طه خليل

ماذا يريد العالم من الكرد..؟
هذا السؤال يتبادر إلى ذهني منذ ايام وانا أتابع الاعلام العربي والتركي من حولي، الكل متفق دولا وشعوبا على أن ليس للكرد حق في الحياة الحرة، هكذا بكل بساطة.
 مغتربة عربية في ايطاليا اتصلت ببرنامج حواري في احدى القنوات العربية لتبدي رأيها بالازمة الحالية على الحدود العراقية التركية كما يقولون، (والواقع هي حدود كردية ـ كردية) قالت الاخت العربية المغتربة بصوت واضح فيه صراخ عروبي واضح، قائلة للمذيع : “استاذي الكريم هؤلاء الناس (تقصد الكرد) لا يفهمون الا لغة القتل، انهم ارهابيون من الطراز الاول، لم يقدر عليهم الا الرئيس الشهيد صدام حسين، هو الوحيد الذي اوقفهم عند حدهم، ولان الدولة العراقية هي ظعيفة (بالظاء) الآن، فليس لهم الا اصدقاؤنا الاتراك، يجب أن تبيدهم تركيا عن بكرة ابيهم، لماذا تتحدثون وكانكم تشفقون عليهم، انهم قتلة ومرتزقون، حزب العمال الكردستاني مرتزق، ومسعود البرزاني قاتل والطالباني مجرم” ..!
هنا لا بد أن اوضح للاخت العربية، والتي قد ترمز للاخوة العربية الكردية، بان هناك بعض الاخطاء في صراخها المدوي:
اولا : صحيح لا نفهم الا لغة القتل ولكن لسنا من يمارسه, بل ذووك يا اختي العربية، هم من مارس القتل والتدمير والتنفيل بحقنا، ذووك ايتها الاخت العربية هم من احرق قرانا ومزارعنا، وسبى نساءنا وطمس ثقافتنا، وعبث بتاريخنا، ذووك من الحصري مرورا بعفلق والارسوزي وصدام حسين والكيمياوي وحتى آخر حفيد لهم تفنن في قتل الكرد، في الوقت الذي كان العالم كله يتفنن في اذلالكم وتحقيركم، من شارون إلى بوش إلى بلير إلى جورج غالاوي الذي رقصت له ماجدات صدام وهززن له خصورهن في خمارات شارع ابي نواس.
فمن حقك أن تفتخري بتلك الاسماء التي هي رموزك في الحياة، ومن حقك أن تطالبي الاتراك ليكملوا ما لم يكملوه، الاتراك الذين ناموا على صدوركم وصدوركن اربعمائة عام، والذين أن ارادوا تحقير احد إلى هذا اليوم ينعتونه بـ “العربي”.
ثانيا: اما ما يتعلق بشهيدك صدام حسين، فلك الحق أن تترحمي عليه، لقد كان سخيا هو وابنائه واهل قريته باقامة الليالي الملاح لكن، وكرع الويسكي من احذيتكن التي ضاعت على ابواب مدينة المنصور، وعاصمة هارون الرشيد، لقد خسرت وخسرت الماجدات الاسرة الوثيرة وسيارات الليموزين التي كانت تنقل الماجدات من امثالك من ماخور إلى آخر، من حقك أن تترحمي على شهيدك الذي سحبه (الامبرياليون العلوج) كالجرذ من جحر عفن، وكان قبل ساعات قائدك الظرورة (ايضا بالظاء) ولا يزال رمز عروبتكم الموقرة، من حقك أن تفتخري به، ومن حقي أن اوضح ملابسات صراخك وزعيقك على شاشات التلفزة.
ثالثا : اما أن تبيدنا تركيا عن (بكرة ابينا) فللعلم ولمعلوماتك ليس لنا بكر أو بكرة أو تغلب ولا ننتسب اليهم، ليبيدونا عن تغلب ابينا أو بكرنا، تلك كانت مآثركم، وهؤلاء كانوا سلفكم، وذاك كان تاريخكم، ايتها الاخت العربية المناظلة (ثالثة بالظاء).
رابعا : اما ما يتعلق بالشفقة..

فتلك لا نريدها من احد، انك الاجدر بالشفقة، وعلينا أن نشفق عليك من القلب، نشفق عليك وانت في المهجر، نشفق عليك وانت الماجدة العربية الاصيلة المتميزة، المناظلة، المنفتحة والمتفتحة على كل ثقافات العالم، وفقك الله وابقاك ذخرا للانفتاح الثقافي، الذي تمارسينه من ايطاليا.
خامسا : اما بالنسبة لارتزاق حزب العمال الكردستاني، فاود أن اقول لك: أن هؤلاء الذين ينضمون إلى ذلك الحزب هم بكل تاكيد من ثقافة اخرى، غير ثقافتك المتميزة، وغير ثقافة مساكن برزة، وغير ثقافة الليموزين، وغير ثقافة عدي وقصي والطلفاح وجارك اتاتورك، غير ثقافة ساجدة الموسوي شاعرتك المتميزة، شاعرة القادسية، وغير ثقافة المفكر والعالم والباحث الكوني في شؤون الحضارات طكعان المجيد التكريتي.
سادسا : (وهذا سر بيني وبينك) فيما يتعلق بجرائم مسعود البرزاني: اقول لك: نعم كلنا يعرف انه هو من ارسل الطائرات لقصف الابراج في نيويورك، وهو من درب وارسل الشباب الكردي إلى مدريد ولندن لتفجير باصات الناس وقطاراتهم، ومحمد عطا والجراح والعتيبي وبن لادن هم من دهوك ، وبن لادن نفسه هو كردي بدليل أن اسمه يعني كما يلي بالكردية: بن يعني: تحت، و لاد يعني: قرية، والنون عوضا عن التنوين في الاسم المفرد، فارجوك لا تخبري احدا بهذه المعلومات الجديدة، انها لك  exclosiv.
سادسا ايضا: (مع الاعتذار منك بشان الرقم ستة لاسيما وانت في ايطاليا) اما الطالباني: يا لك من حربوقة..! كيف اكتشفت ذلك، هو قاتل اليس كذلك..؟ نعم، قيل انه كان في اندونيسيا ـ وهو من حرك البحر وقتها ايام تسونامي، ومن هناك ارسل إلى بيروت من يغتال رفيق الحريري، وهو من كان لديه شركة البلدوزرات أو (الشفلات) وقام بحفر القبور الجماعية لابناء بكر وتغلب والامام علي في الجنوب العراقي (ارجوك لا تخبري صالح مطلك بهذه المعلومات كي لا يذيعها، وبالتالي يخرب مشروع المصالحة الوطنية في العراق)، فصالح مطلك رجل غيور مثلك على وحدة العراق، وسلامة اراضيه، ككل الرفاق البعثيين احفاد القعقاع وسالم الطرماوي (سالم الطرماوي انا ايضا لا أعرفه لا تساليني عنه).

 والان هل تسمحين لي أن اقول شيئا لهؤلاء الناس المرتزقة والمجرمين والقتلة يا اختي العربية والمسلمة.؟
قال المرحوم لينين: (ولمعلوماتك ايتها الاخت العربية:  لينين هو من افغانستان ومن اصول كردية، كان ابوه تاجرا للحرير، تزوج من اليمن، وأراد أن يقيم دولة كردية في افعانستان، ومن هناك يحارب الامة العربية الا أن  مشروعه فشل، امام ظربات (بالظاء دائما) المقاومة العروبية التي كانت ترى فيه خطرا يهدد فلسطين، وقضية لواء اسكندرونة وما تسمى بعربستان وجزر الامارات التي في الخليج الفارسي، وبعد أن انهزم في حرب ال67 امام جحافل العروبة، راح يكتب الشعر ويزرع الماريغوانا، و الخشخاش في سهول قندهار، وحافات تورا بورا) وفي احدى مقولاته الشهيرة بعد الهزيمة قال: “اذا صفق لك اعداؤك، فاعلم انك تسير في الطريق الخطأ ” ومن ضوء هذا القول، نقول: عندما يزعق امثال تلك (المناظلة) ويشتمون الكرد كافة، فهذا يعني أن الكرد يسيرون في الطريق الصحيح، ولعلها المرة الاولى التي نرى أن الكل يقول عن كل الاكراد انهم مجرمون وخونة، وذلك يعني انهم معا يسيرون في درب وطني كردي سليم.
اتمنى من الله العلي القدير رب الكرد والعرب والمناضلين والمناظلات، أن يظل هؤلاء على شتائمهم لنا، وان يقول الاتراك وعتاة القومية العربية أن الكرد خونة بالمجمل، وان تظل تلك الاخت كما هي، ولا تقول ابدا أن لحزب العمال الكردستاني حق في الحياة، وان  تبقى تكرر أن السيدين مسعود البرزاني و جلال الطالباني على خطأ.
ختاما: ايتها الاخت العربية لست مدهوشا من صراخك وشتائمك لشعبنا، فلست الا مواطنة عربية مغرر بها، وتسير في قطيع كبير، خصي في حريته، وقول رأيه، فلا بأس أن تفضفضوا عن انفسكم قليلا بشتمنا..

فانتم لا تجرؤون شتم انظمتكم القمعية، بل وتخافون منها أن شتمتم اسرائيل التي هي عدوتكم، كما تدعون..

فاشتمونا..

مقبولة منكم..

ربما تخففون من كبتكم قليلا ولست اعتب عليك ابدا، فكيف اعتب وانا لا ارى حتى اليوم مثقفا عربيا جريئا ينصف الحق الكردي، بل انهم ابشع من انظمتهم بالمجمل، وان كانت هناك بعض الاصوات المخنوقة التي لا يسمعها احد..؟! وهم اصدقاء عرب افتخر بهم كثيرا.

طه خليل
tkhalil2@hotmail.com

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…