خالص مسور
يثبت الجيش التركي ويعلن للعالم يوماً يعد يوم، بأن المغول لازالوا هنا في الشرق يسرحون ويمرحون، وهولاكو لايزال يطمع في كنوز بغداد، وكركوك، وبحسناوات مدن الشرق القديم، وازرقاق مياه نهر دجلة بحبرالكتب والحضارة الإنسانية العتيدة، فاللون الأزرق متعارف عليه في كل مكان، هو رمزالتفاؤل والخير والنماء، ولكن تنقلب الآية والمفاهيم اللونية لهذا اللون المائي الخير لدى أحفاد المغول أعداء الزرقة والشعوب التواقة إلى الحرية والمجد، ويعلمنا التاريخ أن المغول وأحفادهم كانوا حيثما تحركوا وأينما اتجهوا، ترافقهم ازرقاق مياه الأنهار، وتتحول الزرقة هذا اللون المسالم إلى رمز للشر والهمجية والتخلف بدلاً من الخير والعطاء
يثبت الجيش التركي ويعلن للعالم يوماً يعد يوم، بأن المغول لازالوا هنا في الشرق يسرحون ويمرحون، وهولاكو لايزال يطمع في كنوز بغداد، وكركوك، وبحسناوات مدن الشرق القديم، وازرقاق مياه نهر دجلة بحبرالكتب والحضارة الإنسانية العتيدة، فاللون الأزرق متعارف عليه في كل مكان، هو رمزالتفاؤل والخير والنماء، ولكن تنقلب الآية والمفاهيم اللونية لهذا اللون المائي الخير لدى أحفاد المغول أعداء الزرقة والشعوب التواقة إلى الحرية والمجد، ويعلمنا التاريخ أن المغول وأحفادهم كانوا حيثما تحركوا وأينما اتجهوا، ترافقهم ازرقاق مياه الأنهار، وتتحول الزرقة هذا اللون المسالم إلى رمز للشر والهمجية والتخلف بدلاً من الخير والعطاء
فهم لازالوا يبحثون في منطق كردستان – وبعدما طردتهم الشعوب من موطنها – يبحثون عن كتب لإلقائها في نهر دجلة وشعوب آمنة يفتكون بها من جديد، هذه الشعوب التي باتت تكره جيرة جنود أحفاد المغول إلى جانبها، وتكرههم الآثار والأنهار، لأنهم لازالوا دائبون على تلطيخ سمعة دجلة الذي سماه الجواهري يوماً ما بدجلة الخير، لقد مرغوا بالغعل سمعة هذا النهر الدفاق ومرغوها في التراب، فأتلفوا فيه كتب الحضارة والعلم حتى ازرقت مياهه بحبرها الجميل، ولا زال تاريخهم المليء بالمآسي والدماء تقرأه شعوب المنطقة على صفحة مياه النهرالخالد بمزيد من الألم والمرارة!…ها قد اقترب المغول ثانية يا دجلة الخير..! وأنت لم تستفق بعد من الصدمة المغولية ودناءات طغاة التاريخ، ولازلت تجري كئيباً مع الذكرى الأليمة التي نقشت على صفحات مياهك الحزينة، بهمسات الحروف وعناوين الكتب الجميلة ورنين العبارات اللغوية المسجوعة، فلم يمحها الزمن من أذهان مياهك الدفاق منذ الأزل.
إن التحشدات التركية اليوم على حدود كردستان الجنوبية، دليل صارخ على أن حكام الأتراك فقدوا صوابهم من بزوغ شمس الحضارة في كردستان من جديد، وينتابهم الخوف والذعرمن تداعيات التجربة الديموقراطية في كردستان الجنوبية، وانعكاساتها على القسم التركي من كردستان من جانب، ولتحقيق مطامعهم القديمة في كركوك المدينة العائمة فوق بحر زاخربالنفط والغاز من جانب آخر، ومع هذا يعلم الأتراك علم اليقين أن ساعة الحق قد دنت ولن يموت حق وراءه مطالب، وأن الكرد سيحصلون على حقوقهم القومية المشروعة مهما غلت التضحيات وطال الزمن.
إن ضرخات وولولة الجنرالات الترك والدولة التركية التي تمارس الإرهاب ضد الكرد منذ عشرات السنين، تبدو هذه الدولة اليوم للعالم كعملاق يجهش بالبكاء ويصرخ بصوت طفولي يبعث على الضحك والمرارة معاً، فهاهم جنود (المهمتجيك) يفقدون صوابهم أمام صولة الحق والعدل وعدالة قضية المظلومين في هذا العالم، ورغم قوة دولتهم العتيدة وجيشهم الذي يأتي في المرتبة الثانية في منظمة الحلف الاطلسي، ألا انهم يستنجدون اليوم بالآخرين لينوبوا عنهم في محاربة حفنة من محاربي حزب العمال الكردستاني المتحصنين في ذرى جبال بلادهم الشم والعصية على الغزاة على مر التاريخ، هذا الإستنجاد المذل لهو دليل عجز وهلع مثير يغزوقلوب الجنرالات الأتراك، وتهتزمن جرائها نياشينهم المغموسة بدماء الأطفال الكرد والأرمن ووكل الشعوب التركية.
وهنا نسأل من اعتبروا حزب العمال الكردستاني إرهابياً، ونقول: من هوالإرهابي؟ هل الذي يطالب بحق مشروع، ويرد العدوان عن نفسه وأهله ووطنه، ويأسر ثم يطلق أسراه من الجنود الأتراك الذين جائوا لإبادته…؟ علماً بأن هناك اللآلاف من الأسرى الكرد يقبعون في جحيم الزنازين التركية، أم هم الذين عمدوا إلى تسميم عبدالله أوجلان الأسير لديهم في سجن إيمرالي، وفرضوا عليه العزلة اللاإنسانية وبكل المقاييس العالمية…؟ أم الذين يعتقلون الآلاف من الكرد المطالبين بإزاحة نير العبودية عن كاهلهم وبالحرية والتحرر لشعبهم، في سجون ديار بكر وغيرها من السجون التركية الهمجية، حيث يموت الكثيرون منهم تحت التعذيب الوحشي، أم الذين أبادوا مليون ونصف المليون مواطن أرمني من مواطني الدولة تركية الآمنين بشكل يندى له جبين الإنسانية خجلاً…!؟ ناهيك عن الأكراد الذين قتلوا على أيدي حزب الله التركي وعلى أيدي الجلاوذة من الذئاب الغبروالمتطرفين من الأتراك بدون حصر و حساب، وبهمجية متناهية.
هذه الأعمال الوحشية وإنكار حق الشعب الكردي في الإنعتاق والتحرر، سيؤدي حتماً إلى فشل هذا الجيش العتيد الذي مرغت سمعته في الوحل، بقتل وأسر عدد من جنوه على أيدي حفنة من المقاتلين الكرد، وقد بلغ بهم الحقد على الشعب الكردي ومنظورهم اللاإنساني تجاهم أن أحد مسؤوليهم قال حبما أطلق حزب العمال الجنود الأسرى، قال بصفاقة لاحد لها وباستهتار زائد بمشاعر أهالي الأسرى والإنسانية كلها: (كنت أتمنى أن نستلم هؤلاء الأسرى ملفوفين بالأكفان، بدلاً من استلامهم وهم أحياء من الأسر).
مما أدى إلى احتجاجات أهالي هؤلاء الأسرى وغضبهم على ذلك المسؤول التركي الذي يمثل بجلاء تلك الشريحة المتطرفة من الأتراك بشكل غير معقول أليس هذا هو الإرهاب بعينه أيها الناس….؟ ولهذا ننصح الحكام الاتراك وقادة حزب مايسمى بالعدالة والتنمية والجنرالات الترك، أن يفكروا بالأمر ملياً، ويحسنوا التصرف مع الحقوق المشروعة لهذا الشعب الكردي المسالم، لئلا يدانوا بجرائمهم البشعة أمام محكمة التاريخ، وأن ينصتوا لصوت الحق والعدل، ويحلوا المشكلة الكردية بالطرق السلمية قبل فوات الأوان.
فما أشبه اليوم بالبارحة..! فقد أضحى الجيش التركي اليوم – وكما كان في السابق – ومعه المتطرفون الأتراك عوامل عدم استقرارفي المنطقة، تتحكم في هذا الجيش وأسياده العقدة الكردية، لأنهم يعلمون أنهم يغتصبون أرض هذا الشعب المستعبد ويستعبدونه في حالة إستثنائية لامثيل لها من حالات مايسمى بالإستعمارالجار، لدرجة أن التركي المسؤول والمتطرف لايلفظ حتى إسم الكرد، خشية أن يفلت من أيديهم صيدهم الثمين، ألا وهو خيرات الأرض الكردية التي باتوا ينهشونها كقطعان من الذئاب الشرهة.
نقولها وبملء الفم: أن للجنرالات مصلحة شخصية في احتدام الحرب في المنطقة الكردية، وأنهم لايعيشون إلا على الحروب وبرك الدماء، وفلم يكد الجنرالات يلمسون أن الكرد باتوا يحققون شيئاً من إنسانيتهم وإنجازات مصيرية في كردستان العراق، حتى باتوا يقيمون الدنيا ولا يقعدونها، وافتعلوا قضية حزب العمال الكردستاني، وراحوا يحشدون الجيوش ويهددون الكرد بل العالم كله، بحرب لاتبقي ولاتذر! إن هؤلاء الجنرالات – الذين فروا مع جيشهم العتيد- كأرانب مذعورة أمام القوات البريطانية والشريف حسي في الحرب العامية الأولى، هؤلاء يتجاسرون اليوم على الشعب الكردي المسالم والذين لايبغون من أحد شيئاً سوى تركهم يعيشون في أوطانهم في أمن وأمان.
ولكن ننبه – وكما قلنا آنفاً – بأن على الجميع أن يعلم، بأن لتركية مطامع في بترول الكركوك، وتخلق الحجج والذرائع وتثيرالإضطرابات والمشاكل، لضرب الأمن والإستقرارالتي تنعم به المنطقة الكردية في كردستان العراق، حتى تقضي على الإنجازات التي حققها الكرد في فترة قصيرة قياسية، تحت ذريعة أن الكرد سيطالبون بحقوقهم في كردستان تركية أيضاً، وهي حجج واهية ويعرفها كل العالم، لأن الكرد في كردستان تركية يطالبون بأبسط حقوقهم القومية منذ عشرات بل مئات السنين، ويعلم الجنرالات الترك علم اليقين، أن صرخاتهم الإستغاثية لن تجدي نفعاً وسينال ذلك من هيبة الجيش التركي أمام العالم، وعليهم الإقرار بأن ساعة القضاء على العبودية المزمنة في كردستان قد أزفت، وأن العفريت قد خرج من قمقمه وهيهات أن يرضى بالعودة إليه ثانية.
فالحقد العنصري، قد أعمى أعين قادة الأتراك تجاه الكرد، وهم الذين قامت دولتهم الكمالية على أكتافهم، ويجحدون اليوم هذا الجميل ويتنكرون لرمزهم الوطني أتاتورك الذي قال يوماً ما: (بأن هذه الدولة – التركية- مشتركة بين الكرد والترك).
ولكن أظهرهؤلاء القادة من الترك – على الدوام – قصر نظركبير، في فهم حزب العمال الكردستاني، وفي التغيرات التي حصلت في مستويات الوعي الكردي، والتي ظهرت على لسان رئيس إقليم كردستان السيد مسعود البرزاني ورئيس حمهورية العراق السيد جلال الطالباني، من أن زمن الحرب الكردية- الكردية قدولى، وأنهما لن يسلما قطة كردية إلى الأتراك، وسيدافع الكرد في الإقليم عن انفسهم حتى النهاية، ونرجو أن يستمر هذا الموقف البطولي حتى النهاية.
يضاف إلى ذلك المواقف الدولية المناهضة للحرب ضد كردستان، وقد أظهر المسؤولان الكرديان قدراً كبيراً من المسؤولية تجاه شعبهم الكردي إن استمرا على هذا المنوال الجدير بالإحترام والتقدير، وانهما ومعهما كل الكرد قد اتعظا بما حدث في كردستان من مآس جراء الإقتتال الكردي- الكردي المرير سابقاً.
ونظراً للصعوبات التي تواجهها الأتراك على صعيد الإدانات الدولية وبسبب الصعوبات العسكرية، فنعتقد أنهم سيعدلون عن خطة اختراق الإقليم أو على الأقل سيتجنبون المناطق المأهولة، وسيكتفون ربما بضربات جوية بمساندة القوات الأمريكية لضرب مواقع حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل، ونفس هذه القوات ظنت يوماً ما أن القضاء على زعيم هذا الحزب اواعتقاله، سيؤدي إلى استسلام أنصاره وفشل حركة التمرد الكردية كما كانوا يأملون ويفعلون مع الثورات الكردية المتعاقبة، ولكنهم فوجؤوا بأنهم لم يكونوا على صواب…! لأن هذا الحزب له قيادة متمرسة ومنضبطة، تعرف واجبها تجاه شعبها على أكمل وجه، فقد ازداد هذا الحزب قوة ورسوخاً بين الجماهير الكردستانية، ولهذا تكمنت من إنزال ضربات موجعة بفلول جيش المغول المهزوم داخلياً، وحينما يئس الجنرالات من القضاء على الحزب بهذا الشكل، راحوا ينتقموان من أوجلان بالعمل على تسميمه بطريقة بشعة، والضغط عليه أو قتله بالسموم في سجنه الإنفرادي، وهو من أشنع مظاهر إرهاب الدولة في العالم، وإن حدث مكروه لأوجلان فستدفع مجموعات الذئاب الغبرثمن ذلك فادحاً وسيموت الآلاف من الأتراك كما قال شفيق اوجلان مؤخراً.
فعلى المتطرفين الأتراك والجيش التركي وأقطاب حزب العدالة والتنمية، أن يكونوا على قدر المسؤولية أمام شعبهم لأن الشعب التركي كما هو الشعب العربي والشعب الفارسي جميعها اخوة وأشقاء للشعب الكردي، ولاأحد من الكرد يريد إيذاء أحد من اشقائه، ولهذا ماهو مطلوب اليوم من الحكام الأتراك والجيش التركي، الميادرة بالإقراربالعدل والمساواة عن حق وحقيقة، وألا يخدعوا شعبهم بيافطات دكاكين سياستهم الخاسرة وغيرالمربحة، وبشعاراتهم البراقة الجوفاء، حتى لا يظلمون ولايظلمون وهم الحزب العدول، وبالعدالة والتنمية يخدعون بسطاء الشعب التركي والمتدينين الكرد، الذين انخدعوا بوعود حزب العدالة وبإسلامه القومي- السياسي، تلك العدالة المرافقة لجحافل الجيوش، وقصف القرى الآمنة وترويع السكان الآمنين ليس في كردستان تركية فقط بل في كردستان العراق ايضاً، فأين العدالة في هذا…؟ وأين التنمية هنا…؟ في قتل المسلمين الابرياء…؟ رغم أن الجيش التركي – وكما قلنا – يعلم علم اليقين أنه لايمكنه القضاء مطلقاًعلى عناصر هذا الحزب المتحصنين بذرى جبالهم الشم، وهم أصحاب قضية عادلة، ثم أن لهذا الجيش تجارب فاشلة في اخترق أراضي كردستان والتي اخترقوها مراراً وتكراراً، ولكنه كان يخرج في كل مرة يجر أذيال الخيبة والخسران، وسيخرج هذه المرة أيضاً بهزيمة أقوى وأشد إن سولت له نفسه الدخول مرة أخرى، ولذلك نعتقد أن الجيش التركي سيتردد ألف مرة قبل خرق سيادة كردستان العراق، ونعتقد أيضاً بأن في إتخاذهم القرار في برلمانهم، عمدوا إلى إرسال إشارة واضحة إلى الولايات النتحدة والحكومة العراقية وحكومة الإقليم، لتبادرفي الدفاع عن تركية الخائفة والمتهيبة من الدخول على مستنقع قدلايكون الخروج منه سهلاً أبدا والمصريون يقولون: (دخول الحمام مش زي الخروج منه).
وفي كل الأحوال نأمل الا تتطور الأمور نحو الأسوا، خاصة وأن هذا الجيش المهزوم ذاق طعم الهزيمة أربع وعشرين مرة، وهو يعلم أنه سيذوقها هذه المرة أيضاً وبشكل أدهى وامر.
إن التحشدات التركية اليوم على حدود كردستان الجنوبية، دليل صارخ على أن حكام الأتراك فقدوا صوابهم من بزوغ شمس الحضارة في كردستان من جديد، وينتابهم الخوف والذعرمن تداعيات التجربة الديموقراطية في كردستان الجنوبية، وانعكاساتها على القسم التركي من كردستان من جانب، ولتحقيق مطامعهم القديمة في كركوك المدينة العائمة فوق بحر زاخربالنفط والغاز من جانب آخر، ومع هذا يعلم الأتراك علم اليقين أن ساعة الحق قد دنت ولن يموت حق وراءه مطالب، وأن الكرد سيحصلون على حقوقهم القومية المشروعة مهما غلت التضحيات وطال الزمن.
إن ضرخات وولولة الجنرالات الترك والدولة التركية التي تمارس الإرهاب ضد الكرد منذ عشرات السنين، تبدو هذه الدولة اليوم للعالم كعملاق يجهش بالبكاء ويصرخ بصوت طفولي يبعث على الضحك والمرارة معاً، فهاهم جنود (المهمتجيك) يفقدون صوابهم أمام صولة الحق والعدل وعدالة قضية المظلومين في هذا العالم، ورغم قوة دولتهم العتيدة وجيشهم الذي يأتي في المرتبة الثانية في منظمة الحلف الاطلسي، ألا انهم يستنجدون اليوم بالآخرين لينوبوا عنهم في محاربة حفنة من محاربي حزب العمال الكردستاني المتحصنين في ذرى جبال بلادهم الشم والعصية على الغزاة على مر التاريخ، هذا الإستنجاد المذل لهو دليل عجز وهلع مثير يغزوقلوب الجنرالات الأتراك، وتهتزمن جرائها نياشينهم المغموسة بدماء الأطفال الكرد والأرمن ووكل الشعوب التركية.
وهنا نسأل من اعتبروا حزب العمال الكردستاني إرهابياً، ونقول: من هوالإرهابي؟ هل الذي يطالب بحق مشروع، ويرد العدوان عن نفسه وأهله ووطنه، ويأسر ثم يطلق أسراه من الجنود الأتراك الذين جائوا لإبادته…؟ علماً بأن هناك اللآلاف من الأسرى الكرد يقبعون في جحيم الزنازين التركية، أم هم الذين عمدوا إلى تسميم عبدالله أوجلان الأسير لديهم في سجن إيمرالي، وفرضوا عليه العزلة اللاإنسانية وبكل المقاييس العالمية…؟ أم الذين يعتقلون الآلاف من الكرد المطالبين بإزاحة نير العبودية عن كاهلهم وبالحرية والتحرر لشعبهم، في سجون ديار بكر وغيرها من السجون التركية الهمجية، حيث يموت الكثيرون منهم تحت التعذيب الوحشي، أم الذين أبادوا مليون ونصف المليون مواطن أرمني من مواطني الدولة تركية الآمنين بشكل يندى له جبين الإنسانية خجلاً…!؟ ناهيك عن الأكراد الذين قتلوا على أيدي حزب الله التركي وعلى أيدي الجلاوذة من الذئاب الغبروالمتطرفين من الأتراك بدون حصر و حساب، وبهمجية متناهية.
هذه الأعمال الوحشية وإنكار حق الشعب الكردي في الإنعتاق والتحرر، سيؤدي حتماً إلى فشل هذا الجيش العتيد الذي مرغت سمعته في الوحل، بقتل وأسر عدد من جنوه على أيدي حفنة من المقاتلين الكرد، وقد بلغ بهم الحقد على الشعب الكردي ومنظورهم اللاإنساني تجاهم أن أحد مسؤوليهم قال حبما أطلق حزب العمال الجنود الأسرى، قال بصفاقة لاحد لها وباستهتار زائد بمشاعر أهالي الأسرى والإنسانية كلها: (كنت أتمنى أن نستلم هؤلاء الأسرى ملفوفين بالأكفان، بدلاً من استلامهم وهم أحياء من الأسر).
مما أدى إلى احتجاجات أهالي هؤلاء الأسرى وغضبهم على ذلك المسؤول التركي الذي يمثل بجلاء تلك الشريحة المتطرفة من الأتراك بشكل غير معقول أليس هذا هو الإرهاب بعينه أيها الناس….؟ ولهذا ننصح الحكام الاتراك وقادة حزب مايسمى بالعدالة والتنمية والجنرالات الترك، أن يفكروا بالأمر ملياً، ويحسنوا التصرف مع الحقوق المشروعة لهذا الشعب الكردي المسالم، لئلا يدانوا بجرائمهم البشعة أمام محكمة التاريخ، وأن ينصتوا لصوت الحق والعدل، ويحلوا المشكلة الكردية بالطرق السلمية قبل فوات الأوان.
فما أشبه اليوم بالبارحة..! فقد أضحى الجيش التركي اليوم – وكما كان في السابق – ومعه المتطرفون الأتراك عوامل عدم استقرارفي المنطقة، تتحكم في هذا الجيش وأسياده العقدة الكردية، لأنهم يعلمون أنهم يغتصبون أرض هذا الشعب المستعبد ويستعبدونه في حالة إستثنائية لامثيل لها من حالات مايسمى بالإستعمارالجار، لدرجة أن التركي المسؤول والمتطرف لايلفظ حتى إسم الكرد، خشية أن يفلت من أيديهم صيدهم الثمين، ألا وهو خيرات الأرض الكردية التي باتوا ينهشونها كقطعان من الذئاب الشرهة.
نقولها وبملء الفم: أن للجنرالات مصلحة شخصية في احتدام الحرب في المنطقة الكردية، وأنهم لايعيشون إلا على الحروب وبرك الدماء، وفلم يكد الجنرالات يلمسون أن الكرد باتوا يحققون شيئاً من إنسانيتهم وإنجازات مصيرية في كردستان العراق، حتى باتوا يقيمون الدنيا ولا يقعدونها، وافتعلوا قضية حزب العمال الكردستاني، وراحوا يحشدون الجيوش ويهددون الكرد بل العالم كله، بحرب لاتبقي ولاتذر! إن هؤلاء الجنرالات – الذين فروا مع جيشهم العتيد- كأرانب مذعورة أمام القوات البريطانية والشريف حسي في الحرب العامية الأولى، هؤلاء يتجاسرون اليوم على الشعب الكردي المسالم والذين لايبغون من أحد شيئاً سوى تركهم يعيشون في أوطانهم في أمن وأمان.
ولكن ننبه – وكما قلنا آنفاً – بأن على الجميع أن يعلم، بأن لتركية مطامع في بترول الكركوك، وتخلق الحجج والذرائع وتثيرالإضطرابات والمشاكل، لضرب الأمن والإستقرارالتي تنعم به المنطقة الكردية في كردستان العراق، حتى تقضي على الإنجازات التي حققها الكرد في فترة قصيرة قياسية، تحت ذريعة أن الكرد سيطالبون بحقوقهم في كردستان تركية أيضاً، وهي حجج واهية ويعرفها كل العالم، لأن الكرد في كردستان تركية يطالبون بأبسط حقوقهم القومية منذ عشرات بل مئات السنين، ويعلم الجنرالات الترك علم اليقين، أن صرخاتهم الإستغاثية لن تجدي نفعاً وسينال ذلك من هيبة الجيش التركي أمام العالم، وعليهم الإقرار بأن ساعة القضاء على العبودية المزمنة في كردستان قد أزفت، وأن العفريت قد خرج من قمقمه وهيهات أن يرضى بالعودة إليه ثانية.
فالحقد العنصري، قد أعمى أعين قادة الأتراك تجاه الكرد، وهم الذين قامت دولتهم الكمالية على أكتافهم، ويجحدون اليوم هذا الجميل ويتنكرون لرمزهم الوطني أتاتورك الذي قال يوماً ما: (بأن هذه الدولة – التركية- مشتركة بين الكرد والترك).
ولكن أظهرهؤلاء القادة من الترك – على الدوام – قصر نظركبير، في فهم حزب العمال الكردستاني، وفي التغيرات التي حصلت في مستويات الوعي الكردي، والتي ظهرت على لسان رئيس إقليم كردستان السيد مسعود البرزاني ورئيس حمهورية العراق السيد جلال الطالباني، من أن زمن الحرب الكردية- الكردية قدولى، وأنهما لن يسلما قطة كردية إلى الأتراك، وسيدافع الكرد في الإقليم عن انفسهم حتى النهاية، ونرجو أن يستمر هذا الموقف البطولي حتى النهاية.
يضاف إلى ذلك المواقف الدولية المناهضة للحرب ضد كردستان، وقد أظهر المسؤولان الكرديان قدراً كبيراً من المسؤولية تجاه شعبهم الكردي إن استمرا على هذا المنوال الجدير بالإحترام والتقدير، وانهما ومعهما كل الكرد قد اتعظا بما حدث في كردستان من مآس جراء الإقتتال الكردي- الكردي المرير سابقاً.
ونظراً للصعوبات التي تواجهها الأتراك على صعيد الإدانات الدولية وبسبب الصعوبات العسكرية، فنعتقد أنهم سيعدلون عن خطة اختراق الإقليم أو على الأقل سيتجنبون المناطق المأهولة، وسيكتفون ربما بضربات جوية بمساندة القوات الأمريكية لضرب مواقع حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل، ونفس هذه القوات ظنت يوماً ما أن القضاء على زعيم هذا الحزب اواعتقاله، سيؤدي إلى استسلام أنصاره وفشل حركة التمرد الكردية كما كانوا يأملون ويفعلون مع الثورات الكردية المتعاقبة، ولكنهم فوجؤوا بأنهم لم يكونوا على صواب…! لأن هذا الحزب له قيادة متمرسة ومنضبطة، تعرف واجبها تجاه شعبها على أكمل وجه، فقد ازداد هذا الحزب قوة ورسوخاً بين الجماهير الكردستانية، ولهذا تكمنت من إنزال ضربات موجعة بفلول جيش المغول المهزوم داخلياً، وحينما يئس الجنرالات من القضاء على الحزب بهذا الشكل، راحوا ينتقموان من أوجلان بالعمل على تسميمه بطريقة بشعة، والضغط عليه أو قتله بالسموم في سجنه الإنفرادي، وهو من أشنع مظاهر إرهاب الدولة في العالم، وإن حدث مكروه لأوجلان فستدفع مجموعات الذئاب الغبرثمن ذلك فادحاً وسيموت الآلاف من الأتراك كما قال شفيق اوجلان مؤخراً.
فعلى المتطرفين الأتراك والجيش التركي وأقطاب حزب العدالة والتنمية، أن يكونوا على قدر المسؤولية أمام شعبهم لأن الشعب التركي كما هو الشعب العربي والشعب الفارسي جميعها اخوة وأشقاء للشعب الكردي، ولاأحد من الكرد يريد إيذاء أحد من اشقائه، ولهذا ماهو مطلوب اليوم من الحكام الأتراك والجيش التركي، الميادرة بالإقراربالعدل والمساواة عن حق وحقيقة، وألا يخدعوا شعبهم بيافطات دكاكين سياستهم الخاسرة وغيرالمربحة، وبشعاراتهم البراقة الجوفاء، حتى لا يظلمون ولايظلمون وهم الحزب العدول، وبالعدالة والتنمية يخدعون بسطاء الشعب التركي والمتدينين الكرد، الذين انخدعوا بوعود حزب العدالة وبإسلامه القومي- السياسي، تلك العدالة المرافقة لجحافل الجيوش، وقصف القرى الآمنة وترويع السكان الآمنين ليس في كردستان تركية فقط بل في كردستان العراق ايضاً، فأين العدالة في هذا…؟ وأين التنمية هنا…؟ في قتل المسلمين الابرياء…؟ رغم أن الجيش التركي – وكما قلنا – يعلم علم اليقين أنه لايمكنه القضاء مطلقاًعلى عناصر هذا الحزب المتحصنين بذرى جبالهم الشم، وهم أصحاب قضية عادلة، ثم أن لهذا الجيش تجارب فاشلة في اخترق أراضي كردستان والتي اخترقوها مراراً وتكراراً، ولكنه كان يخرج في كل مرة يجر أذيال الخيبة والخسران، وسيخرج هذه المرة أيضاً بهزيمة أقوى وأشد إن سولت له نفسه الدخول مرة أخرى، ولذلك نعتقد أن الجيش التركي سيتردد ألف مرة قبل خرق سيادة كردستان العراق، ونعتقد أيضاً بأن في إتخاذهم القرار في برلمانهم، عمدوا إلى إرسال إشارة واضحة إلى الولايات النتحدة والحكومة العراقية وحكومة الإقليم، لتبادرفي الدفاع عن تركية الخائفة والمتهيبة من الدخول على مستنقع قدلايكون الخروج منه سهلاً أبدا والمصريون يقولون: (دخول الحمام مش زي الخروج منه).
وفي كل الأحوال نأمل الا تتطور الأمور نحو الأسوا، خاصة وأن هذا الجيش المهزوم ذاق طعم الهزيمة أربع وعشرين مرة، وهو يعلم أنه سيذوقها هذه المرة أيضاً وبشكل أدهى وامر.
فعلى القادة الأتراك الإحتكام إلى صوت العقل، فيما استجد من أحداث أثارها الجنرالات في سبيل مصالحهم وليس في صالح تركية أبداً، وأن يكفوا عن زعزعة استقرار المنطقة، وحل القضية الكردية بالطرق السلمية، فالأكراد لايطالبون بالكثيرضمن الدولة التركية، بل مطالبهم مشروعة وعادلة، وأقل مما تطمح إليه الشعوب، وديدنهم هو الحرص على الأخوة والإستقرار والأمن وحقن الدماء البريئة من الجانبين.