م .
بافي ژيـن لأمريكا وحلفائها مصالح حيوية في منطقة الشرق الأوسط ، لا يمكن تجاهلها أو إنكارها، ولها من النفوذ والقوة ما تمكنّها من الحفاظ عليها، والدفاع عنها وبالتالي حمايتها من الذين يقفون حجرة عثرة في طريق ما خططت مراكزهم الاستراتيجية في الإدارة الأمريكية والبنتاغون منذ زمن، ولا شك أن الولايات المتحدة قطعت خطوات هامة في هذا الاتجاه – سياسياً وعسكرياً – ابتداءً من جرّ النظام العراقي السابق ومساندته في حربه مع الخميني لمدة ثماني سنوات، لاستنزاف القوة العسكرية العراقية الصاعدة من جهة، والحيلولة دون مدّ الثورة الإيرانية إلى دول أخرى وخاصة العراق ؛ ومن ثم قيادتها الفعلية في عدة حروب ونزاعات دولية ، منها حرب الخليج الثانية (تحرير الكويت)، و إسقاط حكم الطالبان في أفغانستان ومن ثمّ تحريرها العراق من نظام صدام حسين
بافي ژيـن لأمريكا وحلفائها مصالح حيوية في منطقة الشرق الأوسط ، لا يمكن تجاهلها أو إنكارها، ولها من النفوذ والقوة ما تمكنّها من الحفاظ عليها، والدفاع عنها وبالتالي حمايتها من الذين يقفون حجرة عثرة في طريق ما خططت مراكزهم الاستراتيجية في الإدارة الأمريكية والبنتاغون منذ زمن، ولا شك أن الولايات المتحدة قطعت خطوات هامة في هذا الاتجاه – سياسياً وعسكرياً – ابتداءً من جرّ النظام العراقي السابق ومساندته في حربه مع الخميني لمدة ثماني سنوات، لاستنزاف القوة العسكرية العراقية الصاعدة من جهة، والحيلولة دون مدّ الثورة الإيرانية إلى دول أخرى وخاصة العراق ؛ ومن ثم قيادتها الفعلية في عدة حروب ونزاعات دولية ، منها حرب الخليج الثانية (تحرير الكويت)، و إسقاط حكم الطالبان في أفغانستان ومن ثمّ تحريرها العراق من نظام صدام حسين
وما يجري الآن على الساحة الداخلية العراقية وما تقوم به القاعدة وشراذمة البعث البائد وما تبقى من فلول أيتام صدام ، وبقايا الحركات الأصولية التكفيرية، تعتقد الولايات المتحدة بأنّه من تدبيرٍ ودعمٍ إيراني مباشرين .
إن هذه الحروب كشفت عن ترتيبات وخرائط جديدة للمنطقة بأسماء ومسميات كثيرة تعمل على تنفيذها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية، وقد تشمل النظم الحاكمة، والعراق كان الحلقة الأولى في سلسلة حلقات متتالية، وقد رُوّجت حينها أن الضربة سوف تشمل سوريا وإيران وبعض الدول الخليجية ، مما أدى إلى تسريب بعض المعلومات غير الدقيقة إلى الأعلام عن وجود مخططات ورغبة لدى الإدارة الأمريكية لضرب سوريا وإسقاط نظام الحكم، وإقامة نظام ديمقراطي بديل، على غرار ما فعلت في العراق ؛ ولكن تبين فيما بعد أن إيران هي الهدف الثاني لدى واشنطن بعد بغداد وليست دمشق كما كان متوقعاً ؛ فتبدُّلُ الأولوياتِ لدى الإدارة الأمريكية يكمن في تدخل إيران السافر في شؤون دول الشرق الأوسط، كتمويل وتسليح الحركات الشيعية والسنية المتطرفة في لبنان والعراق، وفي المنطقة برمتها، والعمل نهاراً جهاراً لإفشال ما خططت لها أمريكا وحليفاتها بريطانيا وألمانيا وفرنسا، وتالياً إلهاء هذه الدول بمعارك جانبية تعرقل تنفيذ مشاريعها، ولا تخدم مصالحها , وهذا ما دفعت هذه القوى إلى التفكير جدياً بإقدامها على ضرب إيران لما تضع من عقبات في سبيل نجاحها المستقبلي .
والسؤال المطروح ، هل فعلاً الرئيس الأمريكي بوش جادٌّ في تهديداته لضرب إيران قبل انتهاء ولايته الثانية والأخيرة ؟ أم أن تهديداته لا تخرج عن نطاق التكتيك، والمزيد من الضغوط على طهران للتراجع عن مشروعها في تخصيب اليورانيوم وإنتاج وتطوير الأسلحة غير التقليدية، والكفّ عن تدخلاتها في الشأن السياسي للمنطقة وخاصة العراق ؟ يُعْتقَد بأن الحرب التي تشنها أمريكا ضد إيران ستكون غير تقليدية، وستعتمد على أفضل ما توصل إليه العلم في مجال الفضاء ونقل المعلومة وقد تستخدم أسلحة جديدة فائقة التطور لم تدخل حيز العمل بعد ، وأن الحرب المتوقعة لا بد أن تبدو مختلفة عن جميع الحروب الكونية السابقة، وحتى عن الحرب الأخيرة التي شُنَّت على النظام العراقي ، وقد سُرّبت تقارير غير مؤكدة عن دراسات ومخططات متعددة، منها خطة (كِشْ مَلِك) قُدِّمت للإدارة الأمريكية وبإشراف كبار خبراء الأمريكيين حول كيفية القيام بالضربة .
وما يزيد الاعتقاد بجدية بوش في تهديداته إزاء إيران هو ما تشكله هذه الدولة من تهديد جدي لعملية السلام بين إسرائيل وفلسطين من جهة، وبين إسرائيل وجاراتها العرب من جهة ثانية، وإدراكه جيداً أن النظام الإيراني هو الأخطر في تهديده لمصالح ومشاريع أمريكا في المنطقة، وإن إيران لا تزال تحتفظ بالعديد من الأوراق المؤثرة في الساحة العراقية المفتوحة من خلال امتلاكها ذراعاً ميليشياتياً قوية تعمل جاهدةً على زعزعة استقرار هذا البلد، وتأليب مكوناته العرقية والطائفية والمذهبية ضد بعضها بعضاً والتشكيك في مشروعية دولة إسرائيل ووجودها؛ وقيامها بدعم وتسليح المنظمات الفلسطينية المتشدّدة ، وحزب الله اللبناني , مع السعي الحثيث للوصول إلى امتلاك القوة النووية ؛ فالمتابع للسياسة الأمريكية في الآونة الأخيرة ، وتصريحات قادتها حول شؤون المنطقة يدرك تماماً بأنهم باتوا أمام خيارات عسكرية مفتوحة لضرب إيران وعلى طريقتهم الخاصة وبموافقة ورضا دول الخليج ومصر, وإن الولايات المتحدة الأمريكية لا تعير أي اهتمام للتهويل الإعلامي حول تداعيات وخطورة الضربة على القوات الأمريكية وحلفائها في العراق، وتحويل المنطقة إلى كرة متدحرجة من النار، وإنها تدرك جيداً أن موازين القوى غير متناسبة ولا تميل لصالح إيران بكل المقاييس العسكرية والسياسية والاقتصادية، ثم أن الرئيس جورج بوش بات على يقين بأن نجاحه في العراق والمنطقة متوقف على منع النظام الإيراني من التدخل في قضايا المنطقة والعراق تحديداً، وبما أن جميع الطرق الدبلوماسية قد قاربت على النفاد ، ولم تعد تجدي نفعاً مع نظامٍ مراوغٍ لا تتفق أقواله مع أفعاله، فلا بدّ من القيام بعمل عسكري لإسقاطه كي تعاد صياغة مفاهيم ورؤى سياسية جديدة للمنطقة تكون أكثر انسجاماً مع الراهن الدولي وقضايا الشعوب التي باتت تائهة في صراع بين قوى ظلامية لا تؤمن بالتطور والحداثة والعصرنة وتريد إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء وأخرى تتمسك بقيم الحرية والعدالة الاجتماعية وفق أجنداتها الخاصة وبما يتلاءم مصالحها ومصالح شعوب العالم .
إن هذه الحروب كشفت عن ترتيبات وخرائط جديدة للمنطقة بأسماء ومسميات كثيرة تعمل على تنفيذها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية، وقد تشمل النظم الحاكمة، والعراق كان الحلقة الأولى في سلسلة حلقات متتالية، وقد رُوّجت حينها أن الضربة سوف تشمل سوريا وإيران وبعض الدول الخليجية ، مما أدى إلى تسريب بعض المعلومات غير الدقيقة إلى الأعلام عن وجود مخططات ورغبة لدى الإدارة الأمريكية لضرب سوريا وإسقاط نظام الحكم، وإقامة نظام ديمقراطي بديل، على غرار ما فعلت في العراق ؛ ولكن تبين فيما بعد أن إيران هي الهدف الثاني لدى واشنطن بعد بغداد وليست دمشق كما كان متوقعاً ؛ فتبدُّلُ الأولوياتِ لدى الإدارة الأمريكية يكمن في تدخل إيران السافر في شؤون دول الشرق الأوسط، كتمويل وتسليح الحركات الشيعية والسنية المتطرفة في لبنان والعراق، وفي المنطقة برمتها، والعمل نهاراً جهاراً لإفشال ما خططت لها أمريكا وحليفاتها بريطانيا وألمانيا وفرنسا، وتالياً إلهاء هذه الدول بمعارك جانبية تعرقل تنفيذ مشاريعها، ولا تخدم مصالحها , وهذا ما دفعت هذه القوى إلى التفكير جدياً بإقدامها على ضرب إيران لما تضع من عقبات في سبيل نجاحها المستقبلي .
والسؤال المطروح ، هل فعلاً الرئيس الأمريكي بوش جادٌّ في تهديداته لضرب إيران قبل انتهاء ولايته الثانية والأخيرة ؟ أم أن تهديداته لا تخرج عن نطاق التكتيك، والمزيد من الضغوط على طهران للتراجع عن مشروعها في تخصيب اليورانيوم وإنتاج وتطوير الأسلحة غير التقليدية، والكفّ عن تدخلاتها في الشأن السياسي للمنطقة وخاصة العراق ؟ يُعْتقَد بأن الحرب التي تشنها أمريكا ضد إيران ستكون غير تقليدية، وستعتمد على أفضل ما توصل إليه العلم في مجال الفضاء ونقل المعلومة وقد تستخدم أسلحة جديدة فائقة التطور لم تدخل حيز العمل بعد ، وأن الحرب المتوقعة لا بد أن تبدو مختلفة عن جميع الحروب الكونية السابقة، وحتى عن الحرب الأخيرة التي شُنَّت على النظام العراقي ، وقد سُرّبت تقارير غير مؤكدة عن دراسات ومخططات متعددة، منها خطة (كِشْ مَلِك) قُدِّمت للإدارة الأمريكية وبإشراف كبار خبراء الأمريكيين حول كيفية القيام بالضربة .
وما يزيد الاعتقاد بجدية بوش في تهديداته إزاء إيران هو ما تشكله هذه الدولة من تهديد جدي لعملية السلام بين إسرائيل وفلسطين من جهة، وبين إسرائيل وجاراتها العرب من جهة ثانية، وإدراكه جيداً أن النظام الإيراني هو الأخطر في تهديده لمصالح ومشاريع أمريكا في المنطقة، وإن إيران لا تزال تحتفظ بالعديد من الأوراق المؤثرة في الساحة العراقية المفتوحة من خلال امتلاكها ذراعاً ميليشياتياً قوية تعمل جاهدةً على زعزعة استقرار هذا البلد، وتأليب مكوناته العرقية والطائفية والمذهبية ضد بعضها بعضاً والتشكيك في مشروعية دولة إسرائيل ووجودها؛ وقيامها بدعم وتسليح المنظمات الفلسطينية المتشدّدة ، وحزب الله اللبناني , مع السعي الحثيث للوصول إلى امتلاك القوة النووية ؛ فالمتابع للسياسة الأمريكية في الآونة الأخيرة ، وتصريحات قادتها حول شؤون المنطقة يدرك تماماً بأنهم باتوا أمام خيارات عسكرية مفتوحة لضرب إيران وعلى طريقتهم الخاصة وبموافقة ورضا دول الخليج ومصر, وإن الولايات المتحدة الأمريكية لا تعير أي اهتمام للتهويل الإعلامي حول تداعيات وخطورة الضربة على القوات الأمريكية وحلفائها في العراق، وتحويل المنطقة إلى كرة متدحرجة من النار، وإنها تدرك جيداً أن موازين القوى غير متناسبة ولا تميل لصالح إيران بكل المقاييس العسكرية والسياسية والاقتصادية، ثم أن الرئيس جورج بوش بات على يقين بأن نجاحه في العراق والمنطقة متوقف على منع النظام الإيراني من التدخل في قضايا المنطقة والعراق تحديداً، وبما أن جميع الطرق الدبلوماسية قد قاربت على النفاد ، ولم تعد تجدي نفعاً مع نظامٍ مراوغٍ لا تتفق أقواله مع أفعاله، فلا بدّ من القيام بعمل عسكري لإسقاطه كي تعاد صياغة مفاهيم ورؤى سياسية جديدة للمنطقة تكون أكثر انسجاماً مع الراهن الدولي وقضايا الشعوب التي باتت تائهة في صراع بين قوى ظلامية لا تؤمن بالتطور والحداثة والعصرنة وتريد إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء وأخرى تتمسك بقيم الحرية والعدالة الاجتماعية وفق أجنداتها الخاصة وبما يتلاءم مصالحها ومصالح شعوب العالم .
إن أجمل الحروب هي أقبحها وأقذرها كما يقال، ولكن أحياناً الأمم والشعوب تُجَرُّ إليها مرغمةً وفق ما تقتضيه مصالح ومعايير القوى الكونية الكبرى ، وعسى أن تكون الحرب الوشيكة (الضربة الأمريكية لإيران) بداية لنهاية الحروب في المنطقة التي عانت شعوبها الكثير من ويلاتها وآثارها المدمرة؛ وكان الكرد على الدوام وقوداً لها وكان لهم النصيب الأوفر والأكبر من المآسي على أيدي النظم المستبدة والغاصبة لكردستان