جان كورد
كما أن على الطبيب الوقوف على المرض حسب علمه وعدم التعامل مع المريض كما يهواه المريض‘ فإن على الصحافي أيضا اتخاذ الموضوعية والواقعية أساسا لعمله الذي تتعلق به حياة البشر السياسية والثقافية والاجتماعية، وأن يقول لهم الحق ويتجنب الانجرار وراء اهواء الزعامات والأحزاب والطوائف والمجموعات، حتى لايسيء إلى سمعته كصحافي، وقد قال بعضهم :الصحافيون عيون الله في الأرض…
إلا أن مأساة الكورد متنوعة في صورها وأشكالها، فمن الأطباء الكورد من يسعى على الدوام ارضاء المريض وعدم مصارحته بحقيقة مرضه، ومن الصحافيين الكورد من هو تابع أعمى البصيرة لزعيمه أو غير قادر على الخروج من قوقعة “الطائفة” و “الحزب” ، ومع ذلك يصر على أنه الصحافي الأشد التزاما بموضوعية الصحافة، وفي هذا موت للإعلام الكوردي الحر والديموقراطي… وما بالك بمن هو تابع وطائفي ومتحزب في الوقت ذاته؟
قال الزعيم: “نحن نطالب بالاستقلال!” فقال الصحافي:”هل هناك من هو أجرأ منا! فها نحن نطالب بالاستقلال وأنتم تطالبون بحلول أدنى وأضيق ولاتناسب حجم قضيتنا الكوردستانية!” ثم قال الزعيم: “دعوا هذا الكلام الفارغ وهذه الأحلام الوردية! وطالبوا ببناء الجمهورية الديموقراطية الأتاتوركية!” فبحث الصحافي عن تبريرات لترقيع الخرق الحادث وتبييض وجه أحد أكبر سفاحي التاريخ، أتاتورك الطوراني العنصري البغيض الذي خان الأمة الكوردية، فلم يجد الصحافي شيئا يمسك به لأن الخرق اتسع على الراقع… ثم قال الزعيم لحزبه الذي دخل البرلمان: “لاتذكروا صفتكم الكوردية والسيد بغجللي – من اليمين التركي المتطرف- له الحق فيما يقول فدعوا كورديتكم خارج البرلمان!” فإذا بالصحافي يبحث ثانية ليبرر ما يقوله الزعيم….
وليظهر أن ما يقوله الزعيم صحيح مائة بالمائة…
قال الزعيم: “الأسد صديق للشعب الكوردي وداعم لحركته التحررية وقائد للعرب والكورد!” فقال الصحافي: “الأسد صديق وداعم وقائد…”، وبعدها قال أتباع الزعيم: “الأسد خاننا وطعننا من الخلف!” فقال الصحافي:” الاسد خاننا وشارك في المؤامرة على قيادتنا!” ثم قال أتباع الأتباع: “علينا أن نعمل على بناء جسر جديد مع نجل الأسد!” فقال الصحافي:” لنبدأ ببناء هذا الجسر!…”
وهكذا كانت المواقف تجاه البارزاني أيضا…
قال الزعيم: “مسعود البارزاني عدو لنا!” فانبرى الصحافي ليكتب مقالات نارية يطعن فيها بالبارزاني وحزبه وتاريخه ووطنيته، ثم قال أتباع الزعيم: “لنتوقف قليلا عن القتال والسباب بعد أن فشلنا في القضاء على البارزاني والبارزانية!” فإذا بالصحافي يدعو إلى الوحدة القومية والوطنية ولايذكر البارزاني وحزبه بكلمة سوء..
ثم قال أتباع الأتباع: “إن علينا الاستشهاد بالمواقف الوطنية الصادقة لرئيس اقليم كوردستان العراق!” فهاهو الصحافي يمدح بالسيد مسعود البارزاني الذي يستحق فعلا كل مدح… فهل هذا بصحافي حقا أم بوق دعاية لزعيمه وحزبه وأتباع زعيمه…؟
الغريب اننا لانجد بين هؤلاء “الصحافيين!” من يتفوه ولو بكلمة واحدة مخالفة مليمترا واحدا لسياسة حزبه في تلفزيون حزبه وجريدة حزبه والموقع الالكتروني لحزبه… يجلسون مع بعضهم أمام الكاميرات، يحاورون بعضهم أمام المتفرجين ولا أحد في الاتجاه المخالف، ناهيك عن “الاتجاه المعاكس“… ومن يجرأ على القول بأن هناك خللا ، ولو صغيرا بحجم حبة العدس، في سياسة الحزب الذي يبدو وكأنه لايقع في أي خطأ لأن زعيمه معصوم عن الخطأ، وكل ما يقوله زعيمه وحي يوحى لاتشوبه شائبة… وغير الله غير معصوم…
صحافيون كزهرة عباد الشمس، تدور وجوههم حيث تتواجد الشمس، وأي شمس؟ شمس الزعيم القائد “القادر على أن يحارب أمريكا وأوروبا وجيوش الناتو” في آن واحد… وبدون حزبه سيتعرض كوردستان العراق إلى دمار محقق!!
أهذه صحافة أيها الكوردي، أم ……افة؟
لقد بنى غوبلز الألماني النازي آلة دعائية ضخمة وقوية وفعالة للرايخ الثالث، وكان شعاره “أكذب…أكذب…حتى يصدقك الناس!”، ولكن النازية سقطت مع ذلك سقوطا رهيبا، إلا أن الصحافي الكوردي الذي جعل من نفسه بوق دعاية ولايستطيع الخروج من قوقعته الطائفية / الحزبية – ولا أحب هنا التطرق إليها حتى لايسير الموضوع في اتجاه آخ- لم يفهم بعد بأن مهمة الصحافي تختلف جذريا عن مهمة التابع الحزبي… والخلط بينهما مضر به وبالأمة الكوردية كثيرا…
ومع الأسف، هناك أيضا محطات إعلامية، ومواقع الكترونية، وجرائد كوردية أخرى، “ديموقراطية!!!” ترى هذا الصحافي مثلما أراه بالضبط، وتنتقده سرا وعلانية مثلما أفعل، إلا انها في الواقع ليست بأفضل حالا من هذا الصحافي الذي جعلنا منه مادة لمقالنا هذا… وفي أيدي الإعلاميين الكورد مقصات رقابة أطول من قامة هذا الصحافي… ويا ويل من ينتقدهم…أو يبدي موقفا ولو مغايرا لمواقفهم قيد أنملة!!!
وليظهر أن ما يقوله الزعيم صحيح مائة بالمائة…
قال الزعيم: “الأسد صديق للشعب الكوردي وداعم لحركته التحررية وقائد للعرب والكورد!” فقال الصحافي: “الأسد صديق وداعم وقائد…”، وبعدها قال أتباع الزعيم: “الأسد خاننا وطعننا من الخلف!” فقال الصحافي:” الاسد خاننا وشارك في المؤامرة على قيادتنا!” ثم قال أتباع الأتباع: “علينا أن نعمل على بناء جسر جديد مع نجل الأسد!” فقال الصحافي:” لنبدأ ببناء هذا الجسر!…”
وهكذا كانت المواقف تجاه البارزاني أيضا…
قال الزعيم: “مسعود البارزاني عدو لنا!” فانبرى الصحافي ليكتب مقالات نارية يطعن فيها بالبارزاني وحزبه وتاريخه ووطنيته، ثم قال أتباع الزعيم: “لنتوقف قليلا عن القتال والسباب بعد أن فشلنا في القضاء على البارزاني والبارزانية!” فإذا بالصحافي يدعو إلى الوحدة القومية والوطنية ولايذكر البارزاني وحزبه بكلمة سوء..
ثم قال أتباع الأتباع: “إن علينا الاستشهاد بالمواقف الوطنية الصادقة لرئيس اقليم كوردستان العراق!” فهاهو الصحافي يمدح بالسيد مسعود البارزاني الذي يستحق فعلا كل مدح… فهل هذا بصحافي حقا أم بوق دعاية لزعيمه وحزبه وأتباع زعيمه…؟
الغريب اننا لانجد بين هؤلاء “الصحافيين!” من يتفوه ولو بكلمة واحدة مخالفة مليمترا واحدا لسياسة حزبه في تلفزيون حزبه وجريدة حزبه والموقع الالكتروني لحزبه… يجلسون مع بعضهم أمام الكاميرات، يحاورون بعضهم أمام المتفرجين ولا أحد في الاتجاه المخالف، ناهيك عن “الاتجاه المعاكس“… ومن يجرأ على القول بأن هناك خللا ، ولو صغيرا بحجم حبة العدس، في سياسة الحزب الذي يبدو وكأنه لايقع في أي خطأ لأن زعيمه معصوم عن الخطأ، وكل ما يقوله زعيمه وحي يوحى لاتشوبه شائبة… وغير الله غير معصوم…
صحافيون كزهرة عباد الشمس، تدور وجوههم حيث تتواجد الشمس، وأي شمس؟ شمس الزعيم القائد “القادر على أن يحارب أمريكا وأوروبا وجيوش الناتو” في آن واحد… وبدون حزبه سيتعرض كوردستان العراق إلى دمار محقق!!
أهذه صحافة أيها الكوردي، أم ……افة؟
لقد بنى غوبلز الألماني النازي آلة دعائية ضخمة وقوية وفعالة للرايخ الثالث، وكان شعاره “أكذب…أكذب…حتى يصدقك الناس!”، ولكن النازية سقطت مع ذلك سقوطا رهيبا، إلا أن الصحافي الكوردي الذي جعل من نفسه بوق دعاية ولايستطيع الخروج من قوقعته الطائفية / الحزبية – ولا أحب هنا التطرق إليها حتى لايسير الموضوع في اتجاه آخ- لم يفهم بعد بأن مهمة الصحافي تختلف جذريا عن مهمة التابع الحزبي… والخلط بينهما مضر به وبالأمة الكوردية كثيرا…
ومع الأسف، هناك أيضا محطات إعلامية، ومواقع الكترونية، وجرائد كوردية أخرى، “ديموقراطية!!!” ترى هذا الصحافي مثلما أراه بالضبط، وتنتقده سرا وعلانية مثلما أفعل، إلا انها في الواقع ليست بأفضل حالا من هذا الصحافي الذي جعلنا منه مادة لمقالنا هذا… وفي أيدي الإعلاميين الكورد مقصات رقابة أطول من قامة هذا الصحافي… ويا ويل من ينتقدهم…أو يبدي موقفا ولو مغايرا لمواقفهم قيد أنملة!!!
14.11.2007