الاكراد من التخوين الى التكفير …..

دومام اشتي

لعل ما يتعرض له الكورد في أجزائهم الأربعة من تهميش وتنكيل وضغط واحتقان … غير خاف على احد من متابعي الرأي العام والعالمي وخاصة ان قطار المعلومات والاخبار لم يعد بتلك الصعوبة على الشخص متابعتها في أي مكان من العالم … خاصة في ظل الثورة التكنولوجية الكونية والتي بسبب تقدم الكورد فيها أصبح لهم منبر حر لنشر كافة أساليب التنكيل والتهجير والقتل والحرمان ولعلنا وبسبب هذه التكنولوجية اقدمنا على خطوات جد مهمة في نشر الوعي الثقافي والوطني ..وأيضا في نشر وفضح طبائع الاستبداد ..
في نظرة متأنية الى ما يجري من حولنا وما نعانيه من شتى أنواع التهم والصفات النابية بدءا بالتخوين وتمزيق شمل الأمة (( التي بحثت عنها ولم أجدها )) وصولا إلى مساهمة الكورد بالدخول الأمريكي وانتهاء بالتكفير والتبعية لإسرائيل وغيرها وغيرها من التهم الباطلة
عموما..

أذا كنا ككورد مسؤلين عن احتلال العراق … العراق الذي كان أصلا مجرد مستعمرة صدامية ومجرد حامية لنزوات ورغبات حفنة مرتزقة من أتباع الطاغية وزبانيته … هنا لعلي أتساءل وأطرح مجموعة من الأسئلة والتي ستوصلنا إجاباتها إلى شي من التوضيح..؟
إذا كان الكورد هم سبب احتلال العراق وسبب في دخول الغزو الصليبي ( حسب تسميتهم )) إلى المنطقة وزرع اسفين التفرقة بين أبناء الوطن الواحد … (( وأي أبناء هم في قتال وسجال ونحر مستمر ….

لكن مادام الأمر متعلقاً بالكورد وقضيتهم فهم أخوة )) إذا كان الكورد هم سبب كل ما يجري في العراق … فإذا ويا ترى هل الكورد هم المسؤلون عن طرد العرب من الأندلس وجعلهم يعيشون في الصحاري والبراري …وهل الكورد هم الذين ادخلوا اسم العرب إلى دائرة آفة الإرهاب العالمي ؟ وهم الذين البسوا الإسلام رداء العدائية العالمية والإرهاب تجاه الأديان الأخرى كما يبدو اليوم وبغض النظر عن حقيقة الشيء أم لا ؟ … وهل الكورد هم سبب فقدان الملايين من البشر والمليارات من الدولارات التي استهلكها صدام ؟ وهل الكورد هم السبب في تدمير الجيش العراقي وإضعافه بعد ما كان رابع اقوي جيش في العالم ..

فقط لمجرد رغبات طائشة ….

وهل الأكراد هم السبب في ما يجري بين البوليساريو والمغرب العربي من اجل حفنة من التراب ؟ … أم يا ترى الكورد هم سبب مأساة الامازيغ والهمجية التي تطبقها الحكومات في المغرب العربي هناك ضد هذه الفئة التي يشهد لها التاريخ بالحضارة العريقة … ويا ترى هل الكورد هم سبب الأزمة بين الحكومة الكويتية والبدون وما يعانونه من تهجير وتجريد من الجنسية ؟
وهل الأكراد هم سبب في ما يجري في فلسطين وما يحدث بين حركتي حماس وفتح ؟….

هل الكورد هم السبب في سلخ لواء اسكندرون من جسد سوريا الأم … هل الأكراد هم سبب احتلال الجولان … يا ترى من سبب احتلال ابو موسى وطمب الكبرى وطمب الصغرى وسبتة ومليلة ….

هل ياترى الكورد هم من يقفون وراء الاغتيالات و الفوضى العارمة الحادثة في لبنان , فبعد كل هذا …….هل ما زلنا نحن الكورد السبب في ما يجري في العالم العربي وهل نحن فعلا الخونة الذين يمزقون شمل تلك الأمة التي ما زال غلاتها يحلمون بشي ء اسمه الدولة العربية الموحدة وهذا حقهم ونحترم لهم رغبتهم…………… لكن على حساب القوميات والأقليات الأخرى ,فهذه هي الطامة الكبرى وهذه هي العنصرية و الهمجية بعينها
اما على صعيد الدين ……… فيا ويلاه على هذه التهم والصفات التي ينعت بها الكورد من تكفير وابتعاد عن الدين وتنكر للذات الآلهية ….

يا ترى هل الكورد هم الذين زرعوا الارهاب في العالم ؟ وهل الكورد هم الذين يقتلون الأبرياء ؟ وهل الكورد هم الذين زرعوا الوهابية والاصولية والمذاهب الدينية التي تدعوا إلى التكفير وهل الكورد هم الذين يصفون الآخرين بالخنازير والقردة وعبدة الشيطان؟ ..

وهل الكورد هم الذين يدعون إلى القضاء على كل من ليس بمسلم ؟ آو ليس الكورد أول من حررو ا عاصمة الإسلام وبيت الله الحرام وقبة الصخرة والمسجد الأقصى و…(( القدس ))؟ وما أدراك ما القدس !..

الم يدخل الكورد طواعية في الإسلام, وقدموا التضحيات وبذلو ا الغالي والنفيس بالروح والمال في سبيل إعلاء راية الإسلام ؟..

الم يكن الإيزيديون أول من التقوا بالمسيح عليه السلام ؟والآن هم منكلون ومحرومون من ابسط حقوق العيش؟ ألم تلاحق تهمة عبدة الشيطان الأيذيديين طوال تاريخهم؟ … آلم يكن الزردشتيون يصلون ويؤدون الزكاة تماما كما يفعل المسلمون اليوم؟ … الم يكن الكورد السباقين في بناء المساجد ودور العبادة ؟….

وآلم يكن الكورد الأكثر عرضة للأذية والتنكيل والقتل والتهميش وكله تحت ستار هذا الدين الذي يدعون بأننا ناكرون له؟ ..

الم يكن المسلمون ينكلون بنا تحت ذريعة الإسلام ؟..

الم يكن العرب يدعوننا إلى الوقوف في صفهم والى جانبهم بحجة أننا مسلون وفي النهاية ينقلبون علينا ؟…ألم يكن الطاغية صدام ينكل بنا وقتل 182 ألف كوردي باسم آية من آيات القران الكريم وعاضده في ذلك أفواج من المسلمين ؟..

الم نكن نحن أيضا مسلمين حين نُكل بنا في حلبجة ودير سم وقامشلو ومهاباد وغيرها وغيرها ؟ أين كان كل هؤلاء المسلمين الذين يتباكون اليوم على دينهم؟ ..

دينهم الذي يجهلون عنه كل شي إلا مصالحهم ويعلمون فقط ما يخدم أهدافهم وشواذهم … منادين بالتكفير والتخوين للكورد …
أ فبعد كل هذا هل ما زلنا نحن الكورد خونة وكفرة ….؟؟؟
Domam11@hotmail.com

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في عالم السياسة، كما في الحياة اليومية عندما نقود آلية ونسير في الشوارع والطرقات ، ويصادفنا منعطف اونسعى إلى العودة لاي سبب ، هناك من يلتزم المسار بهدوء ، وهناك من “يكوّع” فجأة عند أول منعطف دون سابق إنذار. فالتكويع مصطلح شعبي مشتق من سلوك السائق الذي ينحرف بشكل مفاجئ دون إعطاء إشارة، لكنه في السياسة يكتسب…

إبراهيم اليوسف توطئة واستعادة: لا تظهر الحقائق كما هي، في الأزمنة والمراحل العصيبةٍ، بل تُدارُ-عادة- وعلى ضوء التجربة، بمنطق المؤامرة والتضليل، إذ أنه بعد زيارتنا لأوروبا عام 2004، أخذ التهديد ضدنا: الشهيد مشعل التمو وأنا طابعًا أكثر خبثًا، وأكثر استهدافًا وإجراماً إرهابياً. لم أكن ممن يعلن عن ذلك سريعاً، بل كنت أتحين التوقيت المناسب، حين يزول الخطر وتنجلي…

خوشناف سليمان ديبو بعد غياب امتدّ ثلاثة وأربعين عاماً، زرتُ أخيراً مسقط رأسي في “روجآفاي كُردستان”. كانت زيارة أشبه بلقاءٍ بين ذاكرة قديمة وواقع بدا كأن الزمن مرّ بجانبه دون أن يلامسه. خلال هذه السنوات الطويلة، تبدّلت الخرائط وتغيّرت الأمكنة والوجوه؛ ومع ذلك، ظلت الشوارع والأزقة والمباني على حالها كما كانت، بل بدت أشد قتامة وكآبة. البيوت هي ذاتها،…

اكرم حسين في المشهد السياسي الكردي السوري، الذي يتسم غالباً بالحذر والتردد في الإقرار بالأخطاء، تأتي رسالة عضو الهيئة الرئاسية للمجلس الوطني الكردي، السيد سليمان أوسو، حيث نشرها على صفحته الشخصية ، بعد انعقاد “كونفرانس وحدة الصف والموقف الكردي “، كموقف إيجابي ، يستحق التقدير. فقد حملت رسالته اعتذاراً صريحاً لمجموعة واسعة من المثقفين والأكاديميين والشخصيات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني،…