قامشلو (ولاتي مه): اقامت الأحزاب الكوردية المشاركة في انتخابات المجالس المحلية (يكيتي- PYD- تيار المستقبل), مساء أمس الثلاثاء 28/8/2007 احتفالا جماهيرياً في حي الكورنيش بمدينة قامشلو, حضره حوالي الألف شخص, للاحتفال بالنجاح السياسي والشعبي الذي حققوه – كما وصفه البيان الصادر عن الأحزاب الثلاثة- .
الاحتفال الذي توقف لمرتين نتيجة قطع الكهرباء عن مكان الاحتفال, القى فيه المرشحون الذين شاركوا في الانتخابات كلمات بهذه المناسبة, وكذلك قدمت فرقة بوطان بعض الأغاني القومية.
في البداية تم الترحيب بالحضور, وتوجيه الشكر للذين صوتوا لصالح قائمة الائتلاف, والشكر لوكلاء القائمة, على ما عانوه من ضغوطات وتهديدات أمنية, ثم ألقى السيد إبراهيم برو (قيادي في حزب يكيتي) البيان الصادر عن الأحزاب الثلاثة, الذي وصف عدم مشاركة الأحزاب الكردية والسورية بالصمت والضعف وفتور ارادة المواجهة لديها مع النظام..
واضاف البيان ” لم نؤمن يوما بان العمل السلبي , الصمت وعدم المقاومة , والاحتجاج عبر البيانات الروتينية , قد تساعد على تغيير عقلية النظام أو سلوكه , بل أكثر من ذلك فان المعارضة السورية والحركة الكوردية على مدى تاريخ تجربتها مع هذا النظام لم تتجرأ يوما أن تخوض المعركة السلمية الديمقراطية , بحسابات المواجهة مع النظام ومقاومة ممارساته الأمنية والقمعية , ولذلك وكما عملنا خلال انتخابات ما يسمى بمجلس الشعب , أن نخوض الانتخابات بقوائم منافسة لقوائم النظام وجبهته الشكلية , لكن لم ننجح حينها بصياغة موقف موحد , وبالتالي فقد قررنا خوض هذه الانتخابات المحلية بقوائم منافسة لقوائم النظام ونجحنا في ذلك ولأول مرة في تاريخ سوريا البعث“ واوضح البيان “ أن السياق الذي سارت فيه العملية من حيث امتلاكنا لإرادة المواجهة والمقاومة , مكنت قوائمنا من الانتصار من حيث عدد الأصوات الفعلية والحقيقية , لكن طبيعة النظام وبنيته الأمنية غير القادرة على قبول هذا النمط المقاوم والديمقراطي , فرضت عليه اللجوء إلى سلوكه المعتاد في التزوير والتزييف والقمع وانتحال الصفة”..
وجاء في ختام البيان “أن مشاركتنا جاءت من خلال رؤيتنا السياسية التي تأسست على أرضية أن الانتخابات عملية قابلة للتوظيف السياسي والجماهيري , وان نجاحنا في الدرجة الأولى يكمن في قدرتنا على تجاوز منطق النظام وقواعد لعبته الأمنية في تغييب المجتمع وتزييف إرادة الناس , وبالتالي يعتبر نجاحنا انتصارا بكل المقاييس بصرف النظر عن الأرقام التي ستخرج بها النتائج الرسمية , التي لا تعبر عن حقيقة ما جرى”
كما أشارت إلى أن هذه المعركة الانتخابية لا تقل أهمية عن النضال على سفوح جبال كوردستان.
وأكدت على فوز قائمتها سواءً اعترف النظام بذلك أم لم يعترف.
ثم القت المرشحة لمجلس محافطة الحسكة الآنسة: كوثر حواس دوكو, كلمة تحدثت فيها بإيجاز عن المضايقات التي تعرضت لها ووكلائها, كما شكرت الجميع على تحمل المشقة من أجل إنجاح قائمة الائتلاف الوطني.
وخلال الاحتفال أجرى مراسلنا عدة لقاءات مع مسؤولي الأحزاب المشاركة وبعض المرشحين للسؤال عن أسباب المشاركة رغم المقاطعة الواسعة من قبل معظم الأحزاب الكوردية وكافة الأحزاب العربية المعارضة, ومدى قدرة الأحزاب المشاركة في توجيه المواطنين الكورد نحو صناديق الاقتراع, مع ملاحظة معظم المراقبين على الاقبال الضعيف للمنتخبين على المراكز الانتخابية في معظم المناطق الكردية والعربية , فكانت الإجابات التالية:
فؤاد عليكو, سكرتير حزب يكيتي: في البداية أرد السؤال إلى الأحزاب الكوردية, لماذا قاطعوا الانتخابات؟ قاطعوا لأن النظام غير ديمقراطي, نحن أيضاً نقول ذلك, قاطعوا لأن النظام استبدادي نحن أيضا معهم, قاطعوا لعدم وجود دستور انتخابي ملائم, نحن أيضا نقول مثلما يقولون.
لكن أي نضال يجب أن نخوضه من أجل شعبنا؟ وأي النشاطات هي المطلوبة؟, إذا لم نوجه جماهيرنا بأسلوب سلمي وديمقراطي نحو النشاطات, هذا يعني النضال بأسلوب آخر.
وحول الشق الثاني لسؤالكم بصدد الإقبال الضعيف, فهذا صحيح, فالوقت كان ضيقاً للدعاية الانتخابية حيث سمحوا لنا بثلاثة أيام فقط, وعلى الرغم من ذلك قمنا بدعاية انتخابية لابأس بها, واستطعنا الحصول على غالبية أصوات المقترعين الكورد, فلو كانت المدة أكبر من ذلك لكانت النتائج حاسمة لصالحنا, ومن العامل الآخر الذي ساهم في قلة الإقبال فإن كل مكونات الشعب السوري مستاءة من ألاعيب النظام.
إن مشاركتنا في الانتخابات لم تكن من أجل فوز أحد رفاقنا, بل كانت من أجل خوض معركة سياسية في وجه النظام.
أما السبب الثاني من المشاركة, كان هدفنا هو إيصال رسالة للنظام بأن الشعب الكوردي هو مكون رئيسي وليس في الترتيب الثاني أو الثالث, وهو شريك أساسي ويعيش على أرضه التاريخية.