أقلام كردية بين النقد والحقد

ابراهيم خليل


لقد تعرض الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا و سكرتيره الاستاذ عبد الحميد درويش و منذ بداية تأسيسه في حزيران 1957 و حتى الآن الى هجمات عنيفة من الانتقاد منها ما هو موضوعي و كان هدفها تحليل و تقييم سياسات الحزب و نشاطه و منها ما خرج عن الموضوعية متجاوزة الواقع و المنطق و وصلت الى حد التشهير و إطلاق التهم الباطلة بحق الحزب و قيادته و رفاقه منطلقة من حقد دفين من بعض الاشخاص الذين وجدوا في سياسة الحزب و مواقفه المعتدلة و رؤيته المستقلة تجاه قضية الشعب الكردي خطرا على وجودهم .

أولئك الذين حاولوا مرارا و تكرارا جر الشعب الكردي و حركته الى مواقف لاتخدم قضيته بقدر ما تخدم مصالحهم الشخصية أو مصالحهم الحزبية الضيقة ففي حين كان هؤلاء يزايدون على انتماءاتهم اليسارية و الماركسية متهمين الحزب باليمين ظهر زيف ادعاءاتهم بتنكرهم فيما بعد لكل ايديولوجياتهم التي أشغلوا الشارع الكردي بها لفترة ليست بالقصيرة كما اتهموا الحزب بالعمالة و الخيانة لاعتدال مواقفه الوطنية و القومية في حين إن كافة برامجهم و اطروحاتهم كانت مشابهة ان لم نقل اقل مما كان يطرحه الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا نفسه .

و قد ظهر فيما بعد ان كل تلك الأصوات و الأقلام الحاقدة كانت تستغل أحزابها و حركتها لغايات بعيدة كل البعد عن طموحات الشعب الكردي في توحيد حركته و ذلك من خلال تشجيعهم لتلك الانقسامات و الانشقاقات التي أضرت بسمعة الحركة الكردية و نضالها.

و لذلك فأن هذا التهجم الذي لا مبرر له على الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي و باقي الأحزاب الكردية التي أوجدت أطرا صحيحة للالتقاء فيما بينها لتوحيد جهودها لحل القضية الكردية في سوريا في إطار وطني مع باقي أطراف المعارضة السورية من خلال إعلان دمشق ليدل دلالة قاطعة على مستوى تفكير هؤلاء.

إن الأستاذ عبد الحميد درويش هو رمز من رموز الحركة الكردية في سوريا و هو يحظى باحترام رفاقه و جماهير شعبه كما إن الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا هو جزء أساسي من الحركة الكردية في سوريا التي بدورها الممثل الشرعي للشعب الكردي في سوريا.

و هذا الكلام ليس من باب التقديس لشخصه بل من داعي الاحترام الكامل لنضاله الطويل بالرغم من الاختلاف معه في بعض المواقف و الأخطاء التي رافقت مسيرة الحزب على مر السنين و التي هي موضع انتقاد و تحليل و يجب مراجعتها و تصحيحها ما أمكن و بالتأكيد ستكون تلك الآراء موضع ترحيب إذا كانت موضوعية بعيدة عن التجريح و الكلام البذيء و محاولات الإلغاء و التحجيم و الذي لا يصب في مصلحة احد إلا مصلحة أولئك الذين لا يريدون الخير للحركة الكردية و الشعب الكردي و ذلك اقل ما يمكن أن يقال فيه.

إننا و نحن على أعتاب مرحلة جديدة من النضال السياسي على الساحة الكردية من خلال الدعوة إلى عقد مؤتمر قومي  كردي يضم كل أطراف الحركة مطالبون كأحزاب و مثقفين وأفرادا و جماهير بالوقوف في وجه كل من يسعى لإفشال هذه الدعوة لأنها تشكل فرصة حقيقية للم شمل التيارات الكردية في هذه المرحلة الحرجة و الحساسة التي تعيشها سوريا و المنطقة عامة .

 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…