نـوري بـريـمـو
ما أنْ صدرت دراسة أو تقرير (بيكر ـ هاملتون) المهتم بالشأنين الشرق أوسطي والعراقي حتى برزت في الساحة خليطة غير متجانسة من الرؤى والمواقف والحسابات والإستفسارات والمخاوف المشروعة…!؟، علماً بأنّ أصحاب التقرير أنفسهم كانوا قد أكدوا بأنّ ما قدّموه من تصوّرات لا يتعدى كونها دراسة أكاديمية لمجريات لأوضاع على شكل رؤى إستراتيجية ومشورات غير ملزمة بصدد النزاع الناشب بين الأطراف المعنية التي عبّرت عن رأيها في حينه سواءً برفضها للكثير من بنوده أو بقبولها والتصفيق لها…!؟، ما أوحى منذ البداية إلى أنّ غالبية تلك الوصايا المختلفة قد تبقى مجرّد حبرٍ على ورق دون أي تطبيق عملي في هذا الوقت العصيب للغاية أو قد تضيع وتتهاوى سدى على أدراج الرياح أو قد تحترق تلك الأوراق ويتناثر ركامها بفعل لهيب نيران الغنف المتبادل المتصاعد هنا وهناك…!؟.
ما أنْ صدرت دراسة أو تقرير (بيكر ـ هاملتون) المهتم بالشأنين الشرق أوسطي والعراقي حتى برزت في الساحة خليطة غير متجانسة من الرؤى والمواقف والحسابات والإستفسارات والمخاوف المشروعة…!؟، علماً بأنّ أصحاب التقرير أنفسهم كانوا قد أكدوا بأنّ ما قدّموه من تصوّرات لا يتعدى كونها دراسة أكاديمية لمجريات لأوضاع على شكل رؤى إستراتيجية ومشورات غير ملزمة بصدد النزاع الناشب بين الأطراف المعنية التي عبّرت عن رأيها في حينه سواءً برفضها للكثير من بنوده أو بقبولها والتصفيق لها…!؟، ما أوحى منذ البداية إلى أنّ غالبية تلك الوصايا المختلفة قد تبقى مجرّد حبرٍ على ورق دون أي تطبيق عملي في هذا الوقت العصيب للغاية أو قد تضيع وتتهاوى سدى على أدراج الرياح أو قد تحترق تلك الأوراق ويتناثر ركامها بفعل لهيب نيران الغنف المتبادل المتصاعد هنا وهناك…!؟.
ورغم أنّ التقرير لم يتعدّى كونه قراءة قديمة بلغة دبلوماسية عفى عليها الزمن لأوضاع جديدة لا بل متجددة يومياً…!؟، ورغم أنهم أرادوه أن يكون بيضة قبان أوجرعة إسعافية وقائية غزلية لتحييد بعض الأطراف ومهدّئة في الوقت ذاته للصراع الدائر في الشرق الأوسط وفي العراق، إلاّ أنه قد أحدَثَ ـ أي التقرير لتعارضه مع الموقف الأمركي الحالي ولعدم تلاؤمه مع الواقع الميداني المخيّم ـ قلقاَ حقيقياً لدى العديد من الفرقاء المتضرّرين من أي إنسحاب فوري دولي من هذه الساحة الملتهبة وخاصة لدى تلك القوى والمكوّنات المجتمعية المناصِرة للديموقراطية ولحقوق الإنسان والشعوب ومنها شعبنا الكوردي في كافة أنحاء كوردستان…!؟.
ورغم هذه المواقف الإيجابي أو تلك السلبية من تقريرهم الذي أدى فيما أدى إلى خلق إرتباك سياسي وضجّة إعلامية لا يستهان بهما وسطنا نحن الملدوغين ـ كالمعتاد ـ من نتائج وخفايا وتداعيات مثل هكذا تقارير ومصافقات لأكثر من مرّة وفي أكثر من مناسبة ومرحلة…!؟، إلا أنّ القراءة السياسية الأولية لمجمل الأحداث الجارية فعلياً على أرض الواقع قبل وما بعد صدور تلك الوصايا تُوحي إلى أنّ منطقتنا المتخبطة في إحتقانات مختلف الجراح لم يعد بإمكان أية جهة مهما كانت مصالحية طاغية إرجاع عجلة التاريخ فيها إلى الوراء…!؟، وبالتالي لم يعد بالإمكان تغيير مسار السياسة فيها بهكذا جرعات نظرية قد تُنعش للوهلة الأولى صدور بعض الجهات النكّارة للحقوق التي يحلو لها إغتصاب إرادتنا إلى الأبد دون رادع…!؟، وبناءً عليه فإنها لن تخيفنا البتة ولن تثني من عزيمتنا على مواصلة نضالنا من أجل الظفر بما نستحق من إستحقاقات لطالما ضحّينا من أجلها بالغالي والرخيص…، ولذلك فإنّ هذه المنطقة التي يبدو أنها قد باتت على كف عفريت لسوف تتأجّج أكثر كما صندوق البارود المشتعل وستستقطب بمستجداتها المتلاحقة أنظار العالم بشكل أكثر جدّية وقد تشهد تصعيداً خطيراً متبادلاً بين جميع فرقاء هذه الحلبة التي تشهد عنفاً حراً أي بلا أي إحترام لأية قواعد أو أصول…، وبما أنّها ـ أي منطقتنا ـ قد يداهمها الكثير من المتطوّرات النوعية التي قد لا يتكرّر حدوثها سوى مرّة واحدة في التاريخ، لابل إنها قد تضحى مقبلة على المزيد من الجولات الماراتونية المفرحة للبعض والمحزنة في الحين ذاته للبعض الآخر…!؟، فإنه ليس بالوِسع التطرٌق إلى مجريات كل هذه الأمور بشكل مفصّل يفي بالغرض المطلوب، وإنما يكفينا التوقف حيال بعض العناوين الرئيسة لبعض الملفات العالقة الشائكة التي يبدو أنها تصبو في طريقها إلى حلول جذرية لطالما حلُمنا بإيجاد أية حلحلات أو مخارج مؤقَّتة لها، ولعلّ أبرزها:
1 ـ العراق الفدرالي والعملية السياسية الجارية فيه: يبدو أنه سيتم المضي بلا تردّد في السير بالعملية التي تم تتويجها مع قدوم العام الميلادي الجديد بتنفيذ حكم الإعدام بالطاغية صدام حسين…، والذي يُعتبَر سابقة جريئة قد يتبعها لواحق أخرى لإعدام طغاة آخرين في أماكن أخرى…!؟، إذ أنه حدثٌ فريد من نوعه في بلادنا المشرقية التي لم يستشرق أهلها بأنوار هكذا عدالة إنسانية عبر العصور البشرية…!؟، خاصة وأنّ حكم الشنق قد صدر بحق الشنيق عبر قوس محكمة وطنية عراقية إستمدت شرعيتها من الدستور الدائم للبلاد وإستندت إلى أحكام ومواد القانون والقضاء العراقيّين…!؟، وإنّ تنفيذ حكم الإعدام رغم صدور تقرير (بيكر ـ هاملتون) الذي كان قد أوصى بالهدوء وأعطى نوعاً من الإطمئنان لبعض الشموليين والأطقم الإستبدادية ولأمراء الحرب ولكل مَنْ لف لفهم…!؟، قد أظهر بأنّ إدارة بوش المصرّة على تطبيق إستراتيجياتها القديمة والجديدة، قد أدارت ظهرها لتلك الوصايا لا بل تجاهلتها ولم تكترث سوى بالقدر اليسير منها…!؟ـ وهو يُظهر ـ أي تنفيذ حكم الشنف ـ مدى جدية الأمريكان في التعامل مع مختلف ملابسات وتشعبات المشهد الشرق أوسطي الراهن، ليوفروا حظوظاً ضامنة أكثر لنجاحهم في مسعاهم الهادف إلى تغيير جيوسياسية المنطقة وفق مختلَف السبل والوسائل والأجندة ، منها على سبيل المثال لا الحصر مكافحة الإرهاب في منابعه وإجتثاثه من جذوره عبر ضرب مرتكزاته المنتشرة هنا أو هناك وإسقاط أية سلطة أو جهة قد تقدم أي دعم مالي أو لوجستي لها، إضافة إلى تقديم الدعم اللازم لمختلف الفعاليات المحليّة المتضررة من شرور الجهالة والإستبداد والمنظومات السياسية الشمولية التي كانت سائدة في منطقتنا ماضياً.
2 – لبنان السائر صوب إستعادة إستقلاله: في الحقيقة إنّ أوضاع لبنان المنكوب الخارج لتوه من آتون حرب لم ترحمه والغائص حتى أذنيه في فِتَنْ وقلاقل داخلية مختَلقَة على خلفيات إقليمية لايمكن تسميتها سوى بالأفيونية…!؟، توحي للمهتّم بهذا الشأن الصاخب لهذا البلد المُنتهَك من قبل جهات عديدة تخطط لدفعه صوب إشعال فتيل حرب أهلية كما فعلوها فيما مضى…!؟، بأنّ المساندة المنقطعة النظير التي قدمها أكثرية الشعب اللبناني وتقدمها الأسرتين العربية والدولية للشرعية اللبنانية المتمثلة بحكومة السيد فؤاد السنيورة…!؟، أدت وقد تؤدي بالمشهد إلى السير بالمعادلة السياسية اللبنانية صوب المزيد من الكرّ والفرّ على طريقة لعبة شدّ الحبل للوصول إلى الدمقرَطة وإحقاق الحق عبر قَلْب الطاولة فوق رؤووس الطائفويين ودفع العملية السياسية بإتجاه الإستعجال في إقامة المحكمة ذات طابع دولي التي قد تدكُّ أية حصون مهما كانت محصّنة لتكشف حقيقة الخيوط الخفية لجرائم مقتل الشهيد الحريري وباقي رفاق دربه من شهداء حرية وإستقلال لبنان…، ما قد يقود أيضاً إلى حدوث تطورات وتداعيات قد تؤدي في المحصلة إلى نِتاجات ملخصها: هو أنّ هذا البلد الصغير بمساحته والكبير بطموحات أهله لسوف يسير في الإتجاه الديموقراطي الحضاري رغم كافة المحاولات المعرقلة اليائسة التي تبذلها قوى مشكّلة وملوّنة تلتقي حالياً تحت مسمّى المعارضة التي أثبتت أنها ليست سوى أجندة إقليمية تعيق تطور وأمن وإستقرار لبنان لصالح تقوية أو بالأحرى نصرة الحلف (السوري ـ الإيراني) المرتاب والمتوتر والمعرّض للفكفكة بفعل سوء نواياه وقتامة الأيام التي يمر بها في ظل الظروف الدولية الحالية الثقيلة عليه.
3 – فلسطين المكتوية بنيران جهات عديدة لا ترحم شعبها: إنّ المباركة الفتحاوية لحكومة غريمتها حماس التي فازت بأغلبية مقاعد البرلمان الفلسطيني في إنتخابات العام الماضي، والتي أعطت الحق لنفسها بتشكيل حكومة ذات قرار حماسوي يشطب على القرارات والمعاهدات السابقة لعهدها ويستأثر بمصير السلطة الوطنية التي كانت قد قطعت أشواطاً لايستهان بها في دروب الصلح (الفلسطيني ـ الإسرائيلي) الذي لطالما تعئّر ماضياَ بفعل التدخلات السلبية الإقليمية منها والدولية…!؟، وإنّ ترْك حماس وحيدة كي تغرّد بمفردها في فراغ (مالي وإداري وسياسي و…إلخ) طوال حوالي عام مضى قد دحرَجها إلى الفشل وعدم التمكن من إكمال مشوار حكمها الذي لم يخلو من تخبطات فاضحة، ما أدى إلى إفلاسها مجتمعياً ومعاكستها فصائلياً ومزاحمتها فتحاوياً ومحاربتها إسرائيلياً وتطويقها عربياً ودولياً…!؟، في حين يبدو أنه يتم تقديم مختلف أشكال الدعم المادي والمعنوي لحركة فتح وخاصة لرئيسها محمود عباس الذي يستحق ذلك لكونه يحظى دون أي جدل بتاريخ نضالي وحضور دبلوماسي قوي لايخفى على أحد في الداخل والخارج…!؟، في المحصلة وكما كان متوَقّعاً يبدو أنّ إنتكاسة حماس سيجلب المزيد من التعثّر وسفك الدماء والإحتراب إلى الساحة الفلسطينية التي لم تهدأ الأوضاع فيها منذ أكثر من نصف قَرْن من الزمن…!؟، على كل حال ليس بالوسع سوى الدعاء للشعب الفلسطيني الموضوع نُصْبَ الحراب الظالمة لجهات عديدة لا ولن ترحمه عبر إقحامه في إقتتال أخوي قد يلغي بنتائجه الوخيمة كافة المكاسب المغموسة بدماء الأبرياء.
4 ـ سوريا المبتلية بنظام البعث الشمولي: يبدو أنّ إزدياد حدة الخناق حول هذا النظام الذي بدأت تتساقط من يديه أوراق القوة تباعاً جراء تعرّضه التدريجي لمزيد من العزلة الدولية ووالتطويق الإقليمي والنهوض الداخلي، قد يؤدي بأهل الحكم إلى المزيد من التشبُّث بالكرسي والتعنُّت السلطوي وإرتكاب حماقات سياسية لا تُحْمَد عقباها وتحرّشات متكررة بالجوار والضغط على قوى المعارضة الداخلية أكثر مما مضى…!؟، ما من شأنه دفع مكوِّنات الداخل بإتجاه المزيد من الإحتقان والغُبن واللّدغات الأمنية وإنتهاكات حقوق الإنسان، وفي هذه الحالة لا يُسْتَبْعَد حدوث حالات رفض مجتمعية قد تتطور إلى هبة سياسية غير آبهة بهالة الرعب التي فرضتها القبضة الأمنية منذ عقود، إسوة بمافعله شعبي لبنان والعراق الشقيقين وغيرهما، إذ من الطبيعي جداً بروز وتصاعد قوى وفعاليات سياسية حية تطالب بالتغيير والإتيان بالبديل الديموقراطي الذي لا بديل له…!؟، ومن ثم تبادر إلى البحث عن المخارج المناسبة لمختلف القضايا العالقة في البلد وفي مقدمتها الحريات العامة والقضية القومية الكوردية التي لايمكن أن تبقى مخاصَرة شوفينياً وإستبدادياً…!؟، وتبقى أبواب الحلول مفتوحة على مصراعيها أمام الجميع وتغدو مختلف التدابير العملية مشروعة ومُشْرَعة أمام كافة الإحتمالات وبكافة ألأجندة والأساليب التي قد لا تكون لا على البال ولا على الخاطر…!؟، في كل الأحوال ومهما ساءت الظروف أو تحسّنت يبقى الخيار الديموقراطي اللاعنفي هو الأفضل والأسلم لحاضر ومستقبل كافة المكونات السورية بمختلف إنتماءاتها وإستحقاقاتها، على طريق تحضير البلد لبناء دولة الحق والعدل والقانون.
5 ـ إقليم كوردستان العراق المدافع عن تجربته الديموقراطية: رغم أنّ الفدرالية القومية المتحققة في كوردستان العراق بفضل تضحيات أهله ومشاركتهم الباهظة في دمقرَطة العراق وفدرَلَته، هو مكسب ديموقراطي حديث العهد والولادة، لكنّ المشهد السياسي والمجتمعي هناك يشهد بأنّ القيادة السياسية الكوردستانية قادرة بفضل توحّدها وحنكتها وإخلاصها لقضية شعبها على حمايته من أي إستهداف مستقبلي وعلى فك أي حصار إقليمي قد يتربص بهذه التجربة الفريدة من نوعها في الشرق الأوسط، ليس هذا فحسب لا بل إنّ الجانب الكوردي كان وسيبقى على إستعداد تام للتعامل الحَسَنْ مع الجوار وللدفاع عن مسيرة العراق الجديد وعن أية تجربة ديموقراطية أخرى في أي جزء كوردستاني آخر أو في المنطقة.
6 ـ تركيا التي تتمسّح في عتبات الإتحاد الأوربي الذي يطالبها بالتخلي عن طورانيتها: رغم عدم تخلي أنقرة عن عقلية ونمطية سلاطين السلطنة العثمانية في إغتصاب شؤون بلاد الميزبوتاميا…!؟، ورغم صلافة حكوماتها المتعاقبة في مجالات حيوية عديدة، كاللقضية الكوردية والمشكلة القبرصية واليونانية وغيرها، إضافة إلى مغازلته لبعض الدول والمجموعات الأصولية المناهضة للأسرة الدولية، في حين لا أحد يستطيع تفسير ما يقوم به أردوغان من تدخلات مريبة في شؤون كوردستان ومن ردود أفعال سلبية ومحاولة لعب أدوار إقليمية لا تتناسب مع متطلّبات السياسات الدولية في منطقتنا…!؟، وإنّ ما يزيد الطين بلّة هو إصرار حكام تركيا على حشر أنفهم في الشأن العراقي عبر إيوائهم لأمثال حارث الضاري بهدف إستخدامهم كأدوات أو كمراكيب مُستأجَرة في مساعي تتريك كركوك الكوردستانية…!؟، والمطالبة مستقبلاً بالوصاية على لواء الموصل الذي يشمل وفق منظورهم الطوراني التوسعي كافة أراضي كوردستان العراق…!؟، ما يبعثُ على الشكوك ويوحي إلى أنّ العثمانيين الجدد مصرين على إعادة أمجاد إمبراطوريتهم التي غدت في طي النسيان.
7 ـ إيران المنساقة إلى فوهة مدفع الأسرة الدولية: يبدو أنّ كافة الدبلوماسيات والتحذيرات والتهديدات الدولية والإقليمية التي تم توجيهها لإيران كي تتراجع عن تطوير برنامج تسلّحها النووي وكي يتم على الأقل تحييد موقفها من الإستراتيجيات المعمول بها في المنطقة لم يجدي نفعاً…!؟، ويبدو أيضاً أنّ قرار مجلس الأمن الأخير الذي جاء تتويجاً لتلك الضغوط سوف لن يجلب أية ثمرة إيجابية لصالح الأمن والإستقرار والسلم العالمي…!؟، فما تشهده إيران من خطابات مواجهاتية يومية من قبل رئيسها أحمدي نجاد المغرور بقدراته والعديد من ملاليه المحيطين به والمطيعين له طاعة عمياء…، قد يقود بهذه البقعة الجغرافية من معمورتنا ـ كما يبدو ـ إلى حد هاوية إستخدام أسلحة نووية لا طاقة لدى شعوبنا لتحمّل أعبائها وتبعاتها الضارة لا بل الكارثية لنا جميعاً…!؟، في حين يعلم الكل بأنه لا بديل عن الإحتكام إلى لغة العقل والحوار في ظل هكذا مواصيل موبوءة قد تهدّد المنطقة بالفناء.
8 ـ فرنسا الداخلة على الخط الشرق أوسطي كلاعب دولي: بعد إغتيال الشهيد رفيق الحريري شعرت فرنسا بخيبة أمل حقيقية تجاه سلوك النظام السوري إزاء هذا الجرم وما تلاه من الجرائم الأخرى المشابهة، إذ تخلى أهل الحكم في سوريا عن كافة مواثيقهم وتعهداتهم التي قطعوها أمام فرنسا التي يبدو أنها حذفت بشكل قطعي من حساباتها أي إعتبار للنظام السوري وإختارت لنفسها المدخل البيروتي للعبور إلى الشرق الأوسط كلاعب دولي رئيسي يبحث مع قليل من التردد والتحسبات الدقيقة عن دورها كما غيرها من الدول الكبرى المشاركة في عملية دمقرَطة المنطقة عبر إستخدام قوتها المباشرة وباقي أجندتها المتوفرة في حوزتها كالمشاركة في القوات الدولية الموفَدة إلى لبنان والتحضير لمؤتمر باريس وتشكيل مناخ دولي ضاغط على سوريا وغيرها من الجهات المعيقة لحضورها القادم…!؟.
9 ـ القرن الأفريقي المستهدََف من قبل مجموعات أصولية: إنّ إسقاط سلطة المحاكم الإسلامية التي أرادت إغتصاب الصومال على يد القوات الأثيوبية والكينية أو بمعنى أدق على يد أمريكا لم يكن بالأمر المفاجئ…!؟، إذ أنّه كان من المتوقّع أنْ يتم إيقاف إنتشار المدّ الأصولي في تلك المنطقة الممجوجة أصلاً بمختلًف النزاعات العرقية والدينية الناشبة هناك على خلفيات مصالحية دولية وأخرى مظالمية تراكمية قديمة ومتجذّرة…!؟، لكنّ هكذا إنهزام لهكذا جماعات تبحث عن ملاذات لها في كل مكان…!؟، في هكذا ظروف مصيرية لهو شاهد أكثر دلالة على أنّ الأمريكان مقبلين على إستخدام مختلَف أجندتهم وأصدقائهم في حملة ملاحقته لأمراء الظلام أينما وُجدوا وحيثما حلوا.
10 ـ الجبهة الدولية لمكافحة الإرهاب التي باتت تتوسّع يوماً بعد آخر: بإنضمام كل من روسيا والصين واليابان وألمانيا ودول عظمى أخرى إلى الجبهة الدولية لمكافحة الإرهاب، تكون الأسرة الدولية قد خطت شوطاً لا يُستهان به في هذا المجال الذي بات يقرع طبول الخطر الداهم للسلم العالمي.
هذه العناوين البارزة وغيرها من المستجدات الدولية النوعية التي برزت مؤخراً، مثل إنضمام كل من رومانيا وبلغاريا إلى الإتحاد الأوربي وإعتراف مجلس الأمن بدولة كوسوفو التي كانت مجرّد إقليم حديث غير معترَف به دولياً و…إلخ!؟، هي التي قد تقودنا إلى قدر لا بأس به من التفاؤل المشوب بالحذر بمستقبل أفضل لشعوبنا المقهورة، ومهما أطلنا الحديث وأكثرنا التكهنات والتساؤلات فلسوف يبقى لحديثنا ثمة بقية أو بقايا…!؟، كونه لا يمكن أن يكتمل إلا بإكتمال معالم البانوراما التي لن تكتمل ما لم ننتظر ما قد تطلُّ علينا به الأيام القادمة من مشاهد سياسية قد تكون أكثر عنفاً في منطقتنا الذاخرة بكافة الثروات الإقتصادية والغنية في نفس الوقت بمختلف المشاكل القومية والدينية والمذهبية…!؟.
في الختام وبما أننا في خاتمة عام ميلادي مضى وآخر أتى…!؟، ليس بوسعنا كشعوب مقموعة مترقبَة لما يجري…، سوى القول: تفاءلوا خيراً تجدوه…، فليس للعيش أي معنى لولا فسحة الأمل!؟.