أجرى الحوار علي الحاج حسين
أكد القيادي الكردي السوري زعيم حزب “ازادي” احد اكبر الاحزاب الكردية المعارضة التي تنشط على الساحة السورية خير الدين مراد ان حزب البعث الحاكم مطالب بالاستجابة لضرورات التغيير والا سيحدث هذا التغيير بمبادرة قوى المعارضة لافتا الى ان دعوة الرئيس السوري بشار الاسد قد تبخرت بعد حملات الاعتقالات التي طالت الكثير من المناضلين السوريين.
مراد الذي ذاق في سجن القلعة صنوف وجبات المخابرات السورية اوضح في حوار مع “السياسة” انه ليس هناك ميليشيات في سورية الا ميليشيات حزب “البعث” الحاكم وان اي تغيير للسلطة بشكل مفاجئ لن يجعل من سورية عراق اخر كون المعارضة السورية تنتهج الوسائل السلمية الديمقراطية وطالب مراد باعادة الجنسية السورية لاكثر من 300 الف مواطن كردي كانوا ضحايا الاحصاء السوري العنصري في مدينة الحسكة مؤكدا ان الاكراد السوريين لايسعون للانفصال ولا ينتظرون شهادة وطنية من احد مطالبا بمعالجة ديمقراطية للملف الكردي.
واشار الى ان تصريح بشار الاسد في لقائه مع قناة الجزيرة بان القومية الكردية هي جزء من النسيج السوري كان بمثابة اعتراف منه بوجود الاكراد لكون وطني متأسفا على عدم ترجمة هذا التصريح في الواقع والتراجع عنه وفيما يلي نص الحوار:
تتحدثون عن الإصلاح والتغيير في ظل البعث ولا افهم أن يقوم البعث في إصلاح ما أفسده وهو قائم على الفساد ولا يعطي دورا للشعب ليشارك في العملية الوطنية.
فما هي الآلية لتنحية البعث ووضع المخابرات على الرف؟
أعتقد أن ازدهار سورية واستعادة موقعها الطبيعي ضمن المنظومة الاقليمية وفي الإطار الدولي، وكذلك تنمية المجتمع السوري في سورية، تستدعيان استبدال الاستبداد بالديمقراطية الحقيقية لإن في ذلك تكمن المصلحة الوطنية، وهذا التغيير الديمقراطي حتمي في سياق تطور مسيرة الشعوب والمجتمعات، فإما أن يستجيب حزب البعث لضرورات هذا التغير كحاجة وطنية، ويقبل بالتداول السلمي للسلطة، والاحتكام الى صناديق الإقتراع من خلال حوار وطني شامل للتأسيس نظام ديمقراطي يرتكز على دستور ديمقراطي علماني تعددي قومي وسياسي يضمن للشعب الكردي التمتع بحقوقه القومية الديمقراطية ولجميع الاقليات القومية بحقوقها ضمن إطار وحدة البلاد، ويبدو أن الفرص تقل أمام هذا الخيار نظراً لتهرب السلطات من تلبية استحقاقات المرحلة، و إما سيحصل التغيير بمبادرة قوى المعارضة الوطنية الديمقراطية بمختلف تياراتها إلى الالتفاف حول برنامج وفاق وطني شفاف يعبر بصدق عن مصالح جميع الاطراف، يوحد نضالها، ويرتقي بآلياتها السلمية الديمقراطية، من أجل إنجاز التغير الديمقراطي، وبناء الدولة الديمقراطية العلمانية ذات التعددية القومية والسياسية، وأرى بأن الآفاق تتسع يوماً بعد يوم أمام هذا الخيار، على المعارضة تسريع خطواتها لإنجاز ذلك.
حين ورث بشار أسد الكرسي عولتم كثيرا عليه خصوصا بعد عبارته “الأكراد من النسيج السوري” وروجتم لبوادر إصلاحية وانفراج وإذ هذا الكعك من ذاك العجين وتبينتم أن الابن لا يختلف عن أبيه، فعلام تعولون في انجاز التغيير؟
لقد عوٌل جميع أبناء الشعب السوري على ذلك، وخاصة إنه ترافق مع وعود كثيرة، ولكن سرعان ماتلاشت تلك الآمال نتيجة تراجع تلك الوعود وعدم ترجمتها عملياً، ولجأت السلطات إلى حملات التضييق والمضايقات والملاحقة وإلى إنتهاج سياسة كم الأفواه وقمع الحريات والإعتقالات التعسفية والكيفية لقوى المجتمع السوري المدني والحقوقي والسياسي، والتي طالت حتى الآن العشرات من المناضلين العرب والاكراد بمختلف إنتماءاتهم السياسية والفكرية والثقافية، المعتقلين في السجون والمعتقلات، و أما عن وضع الشعب الكردي فلم يشهد أي إنفراج او تحسن على الرغم من تصريحات الرئيس بشار الأسد بأن الاكراد جزء من النسيج السوري ومن تاريخه، ولكن أيضاُ لم يترجم، ونحن نعول على إمكانيات وطاقات أبناء الشعب السوري بإنتماءاته القومية والسياسية المختلفة، والتي ينبغي أن تبذل الجهود لتوحيدهما، وإنجاز برنامج سياسي توافقي والإستفادة من التطورات المتعددة والعمل على تصعيد النضال السلمي الديمقراطي بأشكاله المختلفة.
دائما تتحدث عن الحاجة الوطنية الملحة وضرورة القيام بتنفيذ اصلاحات دستورية واصلاحات سياسية واصلاحات ديمقراطية، وقلت يجب أن يبدأ الاصلاح من حزب البعث ومن دستور البعث ومن برنامجه السياسي، لكن البعث لم ولن يصلح وفقط خرب خلال نصف قرن، فإلى متى ستنتظرون؟
نحن عملنا الكثير، قياساً بغيرنا على الساحة الوطنية، حيث أنجزنا رؤيا مشتركة للتغيير الديمقراطي وحل القضية الكردية في سورية، باسم لجنة التنسيق الكردية التي تضم ثلاثة أحزاب، وقمنا بفعاليات سلمية ديمقراطية متعددة في دمشق العاصمة وحلب و آخرها في مدينة القامشلي يوم 10 ديسمبر 2006 يوم الإعلان العالمي لحقوق الانسان ونحن على أتم الاستعداد للدخول في حوارات جادة مع أي طرف أو اطار أو مجموعة على الساحة الوطنية وحتى مع النظام نفسه على أساس تلك الرؤيا المشتركة وسنواصل فعالياتنا تلك وسنرفع من سقف نشاطاتنا الوطنية والقومية.
يبدو أن التهميش للأكراد ليس من قبل النظام، بل والمعارضة السورية، هل لك أن تسمي فعالية حقيقية واحدة قمتم بها مع شركائكم في الوطن حتى الآن؟
نعم، معظم قوى المعارضة السورية (العربية) والنظام، يختلفان في بعض الأمور ولكنهما يتفقان في الموقف من القضية القومية للشعب الكردي باستثناء بعض أوساط النخبة في المعارضة، وباعتقادي ليس الأمر غريباً، لأن الإثنان ينطلقان من خلفية واحدة، ولو كان منطلق أحدهما ديمقراطي لاختلفا في الموقف من الاكراد، وإذا كان صاحب النفوذ والسلطة يهمش الاكراد و يتنكر لوجودهم التاريخي الاصيل كشعب يعيش على أرضه منذ القدم، ويتنكر لقضيتهم القومية فإنني أدعو إخواننا في المعارضة العربية أن يتعاملوا مع الشعب الكردي وقضيته القومية من منطلق ديمقراطي، ومن منطلق وطني سوري، لإنصاف إخوتهم الاكراد أولاً، ولزيادة فرص التلاقي والتعاون في مواجهة الإستبداد ثانياً، لإنجاز عملية التغيير الديمقراطي، ويمكنني القول أننا قمنا بالمشاركة في عدة فعاليات وطنية وآخرها كانت يوم 5 اكتوبر 2006 في الذكرى السنوية لإحصاء عام،1962 الذي بلغ بموجبه عدد المجردين من الجنسية السورية حتى الآن أكثر من 300 ألف مواطن كردي، وهناك حوارات تجرى بيننا من وقت لأخر، نتمنى أن يرفع إخواننا العرب سقف تفهمهم ويتجاوزون الخطوط الحمر للتوصل الى توافق وطني.
وعد الرئيس الاسد في قسمه السوريين بالديمقراطية ولم يف بوعوده، ومع ذلك روجتم له بأنه سيعترف بوجودكم كمكون وطني في مقابلة يتيمة على قناة الجزيرة، فما تفسيرك لحذف هذه الفقرة لما أعاد التلفزيون السوري بث المقابلة، أليس حنثا وتراجعا؟
تصريح الرئيس بشار الأسد على الهواء مباشرة مع قناة الجزيرة ( بأن القومية الكردية هي جزء من النسيج السوري ومن التاريخ السوري ) كان بمثابة اعتراف منه بوجود الاكراد كمكون وطني وبدوره التاريخي، و شكل هذا التصريح حينئذٍ ارتياحاً في الأوساط الكردية، لكن هذا التصريح لم يترجم هو الأخر، ويبدو أن هناك من اختلف مع هذا التصريح في مراكز القوى بالسلطة، او حصل تراجع عنه.
تتحدثون عن إصلاح النظام وأثقال المعارضة السورية بقضها وقضيضها، لكن ما هي الخطوات العملية لتصلحوا من شأنكم وترميم بيتكم الكردي الداخلي؟
هناك حوارات تجرى الآن لترتيب البيت الكردي، وكيفية توحيد الرؤيا الكردية وتأطير نضال فصائل الحركة الكردية، وأعتقد بأن فرص التوصل الى اتفاق متوفرة.
مع تصاعد الضغوط الخارجية على نظام لاسد هل تتوقعون زيادة للقمع داخليا بحجة النيل من هيبة الدولة وإشاعة الجزأرة والعرقنة والأفغنة في سورية وما معنى هذه الاشتقاقات؟
القمع الداخلي لم يتوقف وهو في تصاعد مستمر، طال المعارضة بتياراتها وقواها المختلفة ولا يزال، واعتقد بأن الشعب السوري بمكوناته المختلفة لديه من الوعي الكافي للتصدي بحزم لكل المحاولات التي تستهدف النيل من السلم الأهلي .
كان عبدالحليم خدام زعيما في الاستبداد والآن زعيما في المعارضة، فهل يمكن أن تكون نبيا في الجاهلية والإسلام، وما هي إمكانية العودة عكسا لدى المعارضين، وما حجم حركته وتأثيرها؟
ليست لي معرفة شخصية بعبدالحليم خدام، ولم ألتق به، لأطلع على حقيقة مواقفه عن قرب، وأعتقد أن علاقة المعارضة معه ينبغي أن تكون وفق مواقفه السياسية وآلياته وممارساته، ومطلوب منه تقديم الاعتذار لمكونات المجتمع السوري و لقواه المختلفة
لا أعتقد بأن خدام يتمتع بتلك القوة والحجم وعلينا أن لا نسبق الأمور وننتظر لنرى ما سيحققه للسوريين.
لأنه حتى الأمس القريب كان جزءاً مهماً من النظام وشريكاً أساسياً في صياغة سياساته وممارساته القمعية.
لماذا لم تقبل كل أطياف المعارضة خدام بمثابة ملكة النحل موحدا وبعد التحرير يحاسب إن كان مذنبا؟
أعتقد أن خدام يتحمل مسؤولية ذلك، لأنه لم يحاول فتح قنوات اتصال مع أطياف المعارضة، ولم يقم علاقات معها أثناء وجوده في الحكم، لإعادة المصداقية وبناء الثقة.
هل لك أن تسمي نجاحا سوريا وليس حزبيا لأي طرف معارض في زحزحة النظام قيد انملة؟
المعارضة السورية لم تبلغ بعد حد التأثير على النظام، ويبدو أنها لاتبحث كثيراً عن ذلك، ولو بحثت لو جدت الكثير من الفرص التي تمدها بعوامل القوة.
نعم هناك بعض برامج المعارضة السورية ومنها أطراف المعارضة الكردية، برامج سورية.
هل تجاوزت انتفاضة آذار الحركة الكردية، وهل اشتعلت بغفلة منها وكانت بمثابة امتحان لتقصيرها ولم تستطع الحركة توظيف نتائجها؟
جاءت انتفاضة آذار 2004 كرد فعل طبيعي على استشهاد العشرات من الشباب الاكراد في معظم المدن الكردية الرئيسية، وعلى حالة الاحتقان التي كان يعيشها أبناء الشعب الكردي نتيجة سياسة الاضطهاد القومي وافرازتها، واندلعت شرارتها من مدينة القامشلي لتعم كافة المدن والبلدات الكردية من دون تخطيط مسبق له وكانت عفوية واعتقد أن الحركة الكردية استطاعت التفاعل معها، وربما أخفقت في توظيف نتائجها بالشكل المطلوب.
كيف يمكن اعتبار الملف الكردي في سورية قضية ارض وشعب وليس مسألة حقوق إنسان مغيبة، هناك دراسة تاريخية وديموغرافية مشهورة عن الجزيرة تثبت أن معظم أكراد سورية قدموا من تركيا، وتدعون الأغلبية السكانية على حساب السريان-الآشوريين أصحاب الأرض الحقيقيين، أليس هذا استيطانا مبطنا؟ ألا تعتقد بانكم تبالغون بتعداد الأكراد؟
القضية الكردية في سورية، هي قضية أرض وشعب، وليست قضية مواطنة، كما يحلو للبعض وكما يزعم للبعض الآخر بتسميتها، داخل السلطة وفي بعض أوساط المعارضة، فوقائع التاريخ والواقع الراهن يثبت حقيقة هويتنا القومية وأصالة وجودنا كشعب ومشروعية حقوقنا القومية، واما الدراسة التي تشير اليها و المعدة من قبل غلاة الشوفينين، فتأتي ضمن سياق تنفيذ سياسة الصهر القومي للكرد في بوتقة القومية العربية، وأما اخواننا السريان فقد أعرب رموزهم مراراً أنهم عرب وينتمون الى القومية العربية فإننا نحترم خيارهم هذا، وأما اخواننا الآشوريين فإن الواقع الراهن يعبر عن غير ذلك، ورغم ذلك نحترم حقوقهم، ونتضامن معهم، ونحن نطالب بإعادة الجنسية السورية الى اكثر من /300/ ألف مواطن كردي من ضحايا الاحصاء العنصري الذي تم في 1962 في محافظة الحسكة.
كلا، نحن لانبالغ بعدد الاكراد في كردستان سورية، وأن عددهم يتجاوز ثلاثة ملايين، لتأتي منظمات حقوقية وطنية أو اممية وتحصي مبدأيا أبناء الشعب الكردي ونحن سوف نقبل بالنتائج، وعلى الذين يشككون في الوجود الكردي الأصيل كشعب يقيم على أرض آبائه و أجداده عبر التاريخ،فعليه بالاطلاع على الأرشيف العثماني، ومراجعة وثائق اتفاقية سايكس ¯ بيكو وغيرها قبل تأسيس الدولة السورية وترسيم حدودها مع تركيا الكمالية.
ما موقفكم من الاستعانة بقوى أجنبية لحصول الشعب الكردي على حقوقه، وهل تتصلون بالإسرائيليين لنجدتكم؟
طالبنا طيلة عقود خلت، ولا نزال، بحل وطني ديمقراطي، وندعو مجدداً النظام والمعارضة العربية بإيجاد حل ديمقراطي لقضية الشعب الكردي القومية ضمن إطار وحدة البلاد.
ألا ترى أن البعد القومي للملف الكردي في سورية، وامتداده خارجها بمثابة خنجر سامة في خاصرة الأمة العربية، وأنتم مقدمون على اقتطاع جزء من سورية؟
لماذا هذا التهرب المستمر من رؤية الواقع كما هو بعيون مفتوحة، ولماذا لايتم التعامل مع الوقائع المادية بموضوعية، الاتفاقات الاستعمارية قسمت الوطن العربي الى دويلات، وقسمت أيضاً وطن الاكراد (كردستان ) الى أربع اجزاء، وألحقتها بأربع دول ( تركيا، ايران، العراق وسورية ) وبذلك ارتبط مصير الشعب الكردي بالدولة السورية الحديثة التكوين دون استشارته ومن دون ارادته، رغم ذلك استطاع التعايش والتآخي مع إخوانه العرب و المكونات الاخرى، وعبرنا عن إعتزازنا بهذا الإنتماء السوري(الوطني ) ولا نزال سعداء به بالرغم من كل الظروف، وبالمقابل من حقنا الافتخار بانتماءنا القومي (الاكرادستاني) والتواصل مع أبناء جلدتنا وبني عمومتنا في بقية أجزاء كردستان، تماماً كإخواننا العرب الذين يتواصلون مع اشقائهم العرب في بقية الأقطار العربية لأننا الاثنان من ضحايا تلك الاتفاقات الاستعمارية،فلماذا هذه الازدواجية في المعايير؟؟؟!
لننظر بإنصاف الى الدور الذي يقوم به القادة الاكراد، سواء على صعيد العراق او على صعيد كردستان العراق، فالكل يتذكر مواقفهم المشرفة بعد سقوط نظام صدام حسين، عندما توجهوا بعد 9 ابريل الى بغداد حاملين معهم حقائبهم ووضعوا تجربهتم الفتية في كردستان تحت تصرف العراق فهل يمكن تسمية هذا الموقف (بالخنجر السام في خاصرة الامة العربية؟؟!!) وفي سورية أيام العدوان الثلاثي على مصر عام 1956استطاع ابناء الشعب الكردي بإمكانياته المتواضعة أن يحمي حدود سورية الشمالية الشرقية مع تركيا، والتي تمتد لأكثر من /800/ كم من عين ديوار على ضفاف دجلة وحتى حدود لواء اسكندرونة ودافعوا عن السيادة السورية في وجه التهديدات والاعتداءات التركية بالبنادق، ألا يعبر ذلك عن انتماء وطني صادق،على كل نحن لا ننتظر من احد شهادة في الوطنية لأننا نؤدي واجبنا الوطني، قلناه بالأمس ونقولها اليوم وسنقولها غداً بأننا نطالب بمعالجة وطنية ديمقراطية لقضيتنا القومية ولا نسعى الى الانفصال، وسنواصل نضالنا السلمي الديمقراطي يكل قوة حتى يتمتع شعبنا بكامل حقوقه القومية الديمقراطية ضمن الإطار السوري.
هل لك أن تقول تام بماذا تتلخص حقوق الأكراد في سورية، وماذا تريدون من سورية بالتحديد، غرب كردستان ام حكم ذاتي ام فيدرالية ام اقتطاع جزء من سورية؟
الاقرار الدستوري بوجود الشعب الكردي الاصيل على ارضه التاريخية كقومية ثانية وكشريك وطني رئيس وايجاد حل ديمقراطي لقضيته القومية في اطار وحدة البلاد يضمن تمتع الشعب الكردي بحقوقه القومية الديمقراطية ويحقق المساواة القومية ولا نسعى الى اقتطاع جزء من سورية.
يقال في حال تم تغيير مفاجيء في البلاد ستكون الميليشيات المسلحة في سورية من نصيب: جبهة الخلاص، النظام، رفعت أسد والأكراد.
أليس تلك هي الصورة العراقية على الخارطة السورية؟
ليست هناك ميليشيات سوى ميليشيات الحزب الحاكم، ولا اعتقد بأن الأوضاع في سورية ستأخذ منحى الأوضاع الحالية في العراق من إرهاب وغيرها.
لأن قوى المعارضة بعربها وكردها وآشوريها…..
تعتمد في نضالها على الإسلوب السلمي الديمقراطي، وكل قوى ستتمتع بالنفوذ حسب حجمها وطاقتها، وعلى الجميع الإحتكام الى صناديق الإقتراع، و نبذ العنف بجميع أشكاله.
بماذا تفسر غياب الرأسمال السوري عن عملية التغيير؟
يشكل المال عامل اساسي في النشاط السياسي والنضال الديمقراطي السلمي وهو من أهم العوامل التي تفتقر اليها المعارضة، ويمتلكه البرجوازية البيروقراطية والطفيلية، التي تزداد ثراءً نتيجة الفساد المستشري في البلاد.
هل يمكن القبول بنتائج صناديق الاقتراع على علاتها في سورية، وقد تأتي بالأخوان المسلمين أم أنكم تتوهمون الحصول على حكم كردي ذاتي في الجزيرة السورية؟
أية انتخابات تجرى في سورية ضمن أجواء ديمقراطية صحية، وبآليات ديمقراطية حقيقية، ووفق قوانين عصرية تتيح للسوريين فرص متساوية وتراعي جميع مكونات المجتمع السوري ونسبة تمثيلها في المؤسسة التشريعية، وتحت مراقبة وهيئات وطنية أو دولية، سنحترم نتائج تلك الانتخابات ونتعامل معها.
ما هي العوائق كي يصلح النظام من شأنه ويرمم نفسه ويصلح البلد ويبقى بشار اسد رئيسا تاليا بوفاق وطني؟
عندما تتوفر الإرادة القوية والرغبة الحقيقية في الاستجابة للاستحقاقات الوطنية وتلبية التطلعات الديمقراطية لابناء الشعب السوري، عندئذ لا اعتقد باستطاعة أية عقبات الوقوف في وجه العملية الديمقراطية.
بشار أسد وأسرته لا يتخلون عن الحكم إلا لو دمرت سورية، وهذا ما دعى الكاتب محمد الغانم ليطلق مبادرته لتتويج بشار أسد ملكا دستوريا على سورية فهل ترون ذلك مخرجا يكون في سورية “لا غالب ولا مغلوب”؟
نظام الحكم في سورية، جمهوري برلماني، وأما مسألة اختيار رئيس الجمهورية لمرحلة قادمة، فهذا من حق الشعب السوري وله أن يختار رئيساً للبلاد عن طريق انتخابات ديمقراطية نزيهة.
الاستحقاق الرئاسي قادم، فمن ترشح لرئاسة سورية؟
هناك العديد من الطاقات الوطنية الكفوءة، وأنا لا أسمي أحداً، ولكنني سأختار.
قبل بشار أسد بالتوريث فلماذا تعتقد المعارضة انه سيقبل بالتسليم والاستسلام لصندوق الناخب طالما أنه ليس هناك ما يجبره على ذلك؟
أعتقد أن المصلحة الوطنية، ودواعي العملية الديمقراطية تقتضيان الاحتكام الى صناديق الاقتراع.
لم يصدر النظام قانون للأحزاب حتى اللحظة، فهل برأيك سورية مقدمة على استفتاء الأربع تسعات؟
هذا التأخير يشير الى عدم النية في اصدار مثل هذا القانون واذا صدر في اللحظات الأخيرة، اعتقد سيكون وفق مقاسات محددة، ولا يلبي الاستحقاقات الوطنية المطلوبة.
——–
* صحيفة السياسة الكويتية – الأحد 18 آذار/ مارس 2007