حسن يوسف
بدأت الحركة الكوردية بالظهور عندما كانت حاجة إلى وجوده بعد أن تم وأد الحراك الديمقراطي في سوريا ،وأدارت الأحزاب الوطنية الموجودة على الساحة السورية ظهرها ،لوجوده كثاني قومية في البلاد ، وأيضاً ظهور الأحزاب العربية على ساحتها وما رافقها من سياسة الأنكار لوجوده وماترتيب على ذلك من ويلات لحقت به فيما بعد (الإحصاء الاستثنائي – والحزام العربي – وتعريب الأسماء الكوردية من مدنها وأريافها وأنتهاءً بأسماء أطفالها…..إلخ)
كل ذلك أدى بالغيورين الكورد على أنشائها وكانت البداية جيدة بكل المقايس حيث أصبح هذا الحزب كالنار في الهشيم بين الأكراد وأنتشر نشطائه في جميع المناطق الكوردية مما حذا بالسلطة آنذاك على اعتقال قادته وكوادره ، وبخاصة في أيام الوحدة بين سوريا ومصر حيث كان عبد الناصر يشجع الحركة الكوردية في كوردستان العراق ،ولكنه يقمعها في الأقليم الشمالي للجمهورية العربية المتحدة ، وظلت الحزب الديمقراطي الكوردي يمثل المرجعية الأساسية للشعب الكوردي فيها ، إلا أن الخلافات ظهرت فيما بينها ،وظهر اليساري واليميني وخاصة بعد 15أب 1965 وأستر استنزاف الحزب من الداخل والخارج حيث باتت الخلافات تصل إلى حد الخيانة للأمة الكوردية ومن الخارج تكالبت الأجهزة الأمنية عليها واعتقال قادتها ونشطائها ، والتدخلات الخارجية من الأحزاب الكوردستانية ، مما جعل الكثير من الجماهير تتنافر من حول هذا الحزب ، ولكن في عام 1970أنتعشت الآمال الكوردية بعقد مؤتمر موحد للحزب في كوردستان العراق ، تحت رعاية القائد الخالد البارزاني ، ولكن سرعانما تحطمت هذه الآمال على صخرة الأنانية والتعنت الحزبيين ، أكثر ما كان منها أسباب خارجية برأيي الشخصي (أي كانت الخلافات شخصية ) أكثر مما هي سياسية أو شيء أخر وبذلك انقسمت المرجعية الكوردية الوحيدة إلى ثلاث أحزاب وأستمر مسلسل الانقسامات إلى عام 1986حيث أعلن عن تشكيل أو تحالف كوردي يضم الأحزاب الكوردية الثلاثة (الإتحاد الشعبي واليساري والبارتي ) وانتعشت الآمال أيضاً ، وولكن هذه الخطوات الأخيرة هي مجرد أتفاق أحزاب فيما بينها لمواجه بعضها البعض ،وأيضاً فشل هذا التحالف الذي كان من الممكن أن يكون نواة حقيقية لمرجعية كوردية ، لولا تدخل الأحزاب الكوردستانية والتي أدت إلى أنفراطها والتي ما لبث أن عادت الأحزاب كلها إلى الدائرة المغلقة والتي كانت تتحارب فيما بينها ولا أخلاق يردعها ،وما زاد الطينة بلة دخول كوادر حزب العمال الكوردستاني إلى الساحة السورية وتحالفه مع النظام السوري والذي كانت بينه وبين تركيا خلافات على الحدود والمياه والذي أستغل حزب العمال للضغط على تركيا لتقديم تنازلات بهذا السأن ، واستغل الحزب حالة التشرذم والضعف الذي كانت تعانيه الحركة الكوردية وبدأأمتداده أفقياً وبين جميع فئاته ، حيث بدأت الأغتيالات السياسية لأول مرة في تاريخ الحركة الكوردية في سوريا ، وثم فيما بعد تم بناء التحالف الديمقراطي الكوردي في سوريا بين الأحزاب (الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا / البارتي / والحزب اليساري وحزب الديمقراطي التقدمي) وأنضم إليه فيما بعد حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي في سوريا بعد مؤتمره الثاني ومن ثم الإتحاد الشعبي، ولأول مرة أيضاً خرج التحالف من الظل ليكون نواة عمل بين أحزابها وتقوم بنشاطات بشأن الإحصاء الاستثنائي إلا الخصومة القديمة دائماً تحتاج إلى من يقوم بتحريك الخلافات فتارة تحت غطاء التحالف هو تجميع للأحزاب أو أن يقوم حزب بإصدار بيان في مناسبة ليعطي المبرر للحزب الأخر للرد وتتوالى الاتهامات وقامت الأحزاب الإتحاد الشعبي بالانسحاب من التحالف ومن ثم اليساري وأنشق الحزب الديمقراطي التقدمي إلى الوطني وحزب ديمقراطي تقدمي أخر ، والوحدة إلى وحدة واليكيتي وبناء إطار جديد وموازي ومشابه للتحالف ولكن باسم الجبهة والانسحابات منها ، على نفس الموال السابق ، وبنفس الحجج القديمة الحديثة وتحت ظل هذه الظروف ووجود هكذا أحزاب كان لابد من طرح جديد كان الشعار الذي طرحه حزب الوحدة الديمقراطي ومن بعده الأحزاب الموجودة في التحالف ،والمناداة لعقد مؤتمر وطني كوردي ، ومن ثم مؤتمر وطني عام يضم كافة الأحزاب الوطنية ، والكن السؤال الذي يطرح نفسه مالذي تحقق منذ وقت هذا الطرح ، للأسف لم يتحقق الشيء الكثير إلا في الوقت العصيب الذي مر به الشعب الكوردي في أحداث واعتقالات أذار 2004 والذي لم يتجاوز عدد بيانات الأتفاق سوى واحد وثلاثون بياناً ، والتطور الإيجابي الأخر هو بناء مجلس عام للتحالف يضم بعض المستقلين ، والتقارب الذي حصل فيما بين الجبهة والتحالف وصدور بيانات والقيام بالتنسيق فيما بينها ، وفي الاطار الوطني كان ائتلاف الأحزاب الوطني المعارضة في إطار إعلان دمشق الذي ضم جميع أطياف الشعب السوري واتجاهاته، وحصل تقارب سياسي أخر بين الأحزاب اليكيتي والأزادي وتيار المستقبل في إطار لجنة التنسيق والذي منعهم هذا التنسيق من الدخول إلى إطاري الجبهة والتحالف وطبعاً بقاء بعض الأحزاب الكوردية خارج الأطر الثلاثة (الديمقراطي السوري – والإتحاد الشعبي – الإتحاد الديمقراطي –والوفاق الكوردي –منظمات البارتي ) وبذلك أصبح من شبه المستحيل التغلب على هذا الواقع المؤلم لهذه الحركة ، ولكن هل نبقى مكتوفي الأيدي أمام هذا الواقع ؟ هنا يجب القول بأنه يجب الطرح الذي قامت به الجبهة والتحالف الكرديين كانت بداية جيدة ، ولكن تنقصها الجدية في بعض الأحيان في التعامل مع الأحزاب الأخرى ومنها- لماذا يتم مناقشة الرؤية المشتركة مع الأزادي واليكيتي ؟ فقط للأنضمام إليها فهناك أحزاب أخرى مثلما ذكرناه سابقاً (الاتحاد الديمقراطي مثلاً-والشعبي والوفاق وتيار المستقبل )؟؟ ؟ لماذا يتمسك اليكيتي والأزادي بالتنسيق بعد أن قبلوا مناقشتها كطرفين ؟ ولماذا تنحصر قيادة الجبهة والتحالف في شخصية أمناء عاميها أو سكرتيرها ، بينما يبقى الباقي من جسمها مشلولاً إلا ماندر ؟ والسؤال الثالث لماذا لايتم توسيع المجلس العام للتحالف ليصبح مجلساً عاماً للجبهة والتحالف ليضم المستقلين؟ وثم ماهي المقاييس المعتمدة لاختيار المستقلين ؟ السؤال الأخر وليس الأخير ماهو الهدف من بناء هذه المرجعية ؟ عندما نستطيع أن نقيم الواقع فأننا ربما نقوم ببناء المستقبل وربما تساعدنا هذه الأسئلة على توضيح بعض الجوانب .