جمعة عكاش
Jomaa_ahmad@hotmail.com
المنطقة اقتربت من النهاية ، نهاية سندخلها جميعا ( عربا وفرسا وتركا وكردا ) من البوابة الإيرانية .
هذا ليس تكهنا ، إنها حقيقة ، فافتحوا أعينكم جيدا واقرؤوا هذه المؤشرات :
– واشنطن أرسلت قوة بحرية إضافية إلى الخليج ونصبت صواريخ
– قررت إرسال 20 ألف جندي إلى الجبهة العراقية
– اعتقلت عدداً من الدبلوماسيين الإيرانيين في أربيل
– التقت وزيرة خارجيتها 8 وزراء من التحالف العربي ( السني )
– صعدت الإدارة من حدة تصريحاتها المنتقدة للسياسة الإيرانية
– محلل أميركي كشف عن خطط أمريكية لحرب شاملة على إيران
– بدأت مرحلة الطلاق والمواجهات مع المالكي (شيعي ) يترأس حكومة العراق
– زار وزير دفاعها البصرة لإعداد خطة دفاع عن الثغور العراقية الإيرانية
– التقى سرا مسؤولون أمريكيون نظراءهم السوريين لتتبرأ دمشق من طهران مقابل امتيازات ( السلام مع اسرائيل ) .
وليست سلسلة الإجراءات الأمريكية هذه في المنطقة إلا مؤشرات تدل على أن حربا كاملة شاملة ستجتاح المنطقة ، و ياللهول ستكون مدمرة لسببين :
الأول : لأنها ستستند على أسس طائفية مقيتة
الثاني: لأنها ستضعف أمريكا وقد تهزمها ، لذلك ستضر واشنطن إلى محو إيران ، أو العكس فقد تلجأ ايران إلى انتقام قوي ، لاسيما وان امكانياتها النووية ما زالت عصية على الاستخبارات الأمريكية ، فربما اشترت طهران من ارهابيين ، أو تجار أسلحة أمريكيين أسلحة دمار شامل ستستخدمها بكل تأكيد في أولى ساعات الحرب .
الولايات المتحدة الأمريكية ستنجر إلى – الحرب القريبة – مكرهة لا راغبة لأن الايرانيين سيبقون حصنا ضد مخططاتها وأطماعها في العراق والمنطقة ككل، ولن يتنازلوا عن برامجهم النووية ، ولن يحلم العالم بتعاون من المؤسسة الإيرانية على الإطلاق بحيث انهم لم يلمسو أي تحسن منذ بدأت المفاوضات من حوالي 6 سنوات .
في الدم الأمريكي عجرفة ، وحب للطغيان ، جعلت الولايات المتحدة تفرض نفسها ـ بعد انهيار الاتحاد السوفييتي طبعا ـ كشرطي على العالم ، ونمت هذه الروح ، ونما الشعور المرافق لها ، لذلك ستضر إلى تأديب السائق الإيراني العاق الذي تمادى كثيرا في السير مخالفا أعراف وتقاليد و”أخلاق ” القيادة .
لنعد من جديد إلى المؤشرات ، فقرار واشنطن أرسال قوة بحرية إضافية إلى الخليج ونصب صواريخ موجهة وإرسال 20 ألف جندي إلى العراق ليس من قبيل الصدفة أو حاجة العراق إلى هذه القوة وهي التي بدأت بموجب تصريحات الامريكيين بتسلم ملفيها الأمني والعسكري تدريجيا وهنا يفترض منطقيا إن تخفض امريكا من عديد قواتها لا تعززها .
ثم زارت الست رايس المنطقة ( و الله يعرف ) ماذا دارت بينها وبين وزراء خارجية الدول العربية والخليجية – السنية – وماذا أُحيك ضد ايران ، لكنه بالتأكيد يهدف تقوية الجبهة هناك ، وتخفيف مخاوف الخليجيين من حرب محتملة تضع باقتصاديات بلادهم أدراج الرياح .
ثم صعدت الإدارة الامريكية – رغم المعارضة الداخلية- من حدة تصريحاتها المنتقدة للسياسة الإيرانية لتكسب حلفاء خارجيين جدد غير بريطانيا ويجب الا ننسى ان واشنطن نجحت في أن توقع روسيا والصين على العقوبات الإقتصادية التي فرضها مجلس الامن مؤخرا على ايران لعزلها دوليا .
في هذه الاثناء كشف محلل أميركي عن خطط أمريكية لحرب شاملة على إيران ، وزار وزير دفاعها غيتس البصرة لإعداد خطة دفاع ، و بدأت مرحلة الطلاق والمواجهات مع المالكي ، لأن الامريكيون يدركون جيدا أن المالكي ايراني بالفطرة لذلك وضعو كرسيه مقابل التعاون فهاج المالكي وبدأ صوته يرتفع منتقدا بوش وهو الذي نزل من إحدى دباباته على كرسي الحكم ، بالإضافة إلى هذه التطورات التقى مسؤولون أمريكيون سرا نظراءهم السوريين لتتبرأ دمشق من طهران مقابل امتيازات ( السلام مع اسرائيل ) .
امام كل هذا هل تعتقد أن مواجهة عسكرية قد اقتربت بين واشنطن وطهران ؟
دعني أقنعك أكثر ، وين وايت، الذي كان أحد كبار محللي الشرق الأوسط في مكتب معلومات المخابرات والأبحاث بوزارة الخارجية حتى مارس/آذار 2005، قال منذ يوم : ” لقد لمست تخطيطا أمريكيا قد يؤدي بشكل فعلي إلى حرب كاملة ضد إيران”.
كلام وايت جاء بعد يوم من طرح عدد من أعضاء مجلس النواب الأميركي في الكونغرس مشروع قرار يدعو إلى ضرورة أن يحصل الرئيس جورج بوش على تفويض مسبق وبمهام محددة من الكونغرس قبل أي استخدام للقوة ضد إيران .
لماذ يطالب هؤلاء النواب بعدم تفرد بوش بالقرار طالما لم يتلمسوا وجود هكذا مخطط ( فكِّر أكثر ) .
في المواد الصحافية القادمة سقرأ :
2- سيناريو الحرب الأمريكية الإيرانية .
3- دور الدول العربية خاصة الخليجية ، و أيضا دور إسرائيل وأوربا وروسيا والصين وتداعيات الحرب .
4- الأكراد في الحرب ..
خاسرون وفائزون .
صحافي مقيم في دبي