بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة الأعزاء
أيها الأخوة الأعزاء
أشكركم جميعاً، من الأعماق على الثقة الكبيرة التي أوليتمونيها والتي هي موضع تقدير عال لي ولكل أعضاء الحزب لأنه حزب المقاومة والصمود والفداء والنبل والشجاعة والراعي للشهداء والنهج الوطني، إنه حزب البارزاني الخالد، علينا أيها الأخوة أن نتخذ من الأنتماء الحزبي تكليفاً وواجباً لخدمة الشعب وليس وسيلة للعيش والحياة إن سعادة أي عضو أو كادر من هذا الحزب ورغد عيشه لهو موضع أفتخارنا وأعتزازنا..
وأؤكد يجب أن يكون الأنتماء الحزبي وسيلة لخدمة الشعب والوطن..
إنها أيها الأخوة لمفخرة وأعتزاز كبير هذه الثقة التي منحتموها لي.
إلا أن الأفرح من ذلك هو أن المؤتمر الـ (13) للحزب قد سار بشكل جيد ومنظم والأسعد أنني أحسست، ومنذ الأيام الأولى لأنتخاب أعضاء المؤتمر أن هذا النهج يتميز كثيراً عما كان يسود في المؤتمرات السابقة فقد كان الأوفر للأنتماء الحزبي وليس على أساس عشائري أو مناطقي أو فئوي.
وأؤكد يجب أن يكون الأنتماء الحزبي وسيلة لخدمة الشعب والوطن..
إنها أيها الأخوة لمفخرة وأعتزاز كبير هذه الثقة التي منحتموها لي.
إلا أن الأفرح من ذلك هو أن المؤتمر الـ (13) للحزب قد سار بشكل جيد ومنظم والأسعد أنني أحسست، ومنذ الأيام الأولى لأنتخاب أعضاء المؤتمر أن هذا النهج يتميز كثيراً عما كان يسود في المؤتمرات السابقة فقد كان الأوفر للأنتماء الحزبي وليس على أساس عشائري أو مناطقي أو فئوي.
ويسعدني جداً أن الغالبية العظمى من مندوبي المؤتمر هم من الكوادر التي أنتخبتها القواعد الحزبية.
والثاني الذي أفرحني في ذلك هو المناقشات الرائعة والملتزمة التي كانت تجري بين الكوادر وأعضاء اللجان وبهذا المستوى الرفيع وبالذات ذلك الذي أرتقى اليه شبابنا الواعي..
فقد كان هناك أناس يدعون بقلة نسبة وأعداد الشباب في صفوف الحزب وأقول لهم، ماذا تريدون أكثر من هذا العدد المتميز الذي يشارك في مؤتمرنا اليوم وقد كان بودي أن يمتد الوقت لأستمع أكثر الى تلك المناقشات التي أشعر أزاءها بكل أعتزاز.
لقد كان للحزب على مدى تأريخه قاعدة جماهيرية واسعة وقيادة مخلصة ولكن مع خلل ملحوظ في وجود الكوادر الوسطى إلا أننا قد عالجنا ذلك بشكل تقدمي متطور.
ماألهمني ثقة عالية بالمستقبل الى جانب التنظيم الرائع للؤتمر وموقع انعقاده..
وهنا لابد لي أن أتوجه بشكري العميق الى كل الأخوة الذين شاركوا في هذا الجهد الكبير من تنظيم وطرح ملتزم لبرنامج الحزب وكل حسب تخصصه ولم يقصروا في مشاركتهم لانجاح المؤتمر.
ايها الاخوة: إن الانتماء الحزبي يضعنا أمام مسؤولية أن نمارس هذا الانتماء بعشق والتزام..
وبودي هنا أن أسرد نموذجين للأنتماء الحزبي في المراحل السابقة..
أحدهما عندما توزعت مجموعة من الكوادر الحزبية في سهل أربيل تمهيداً للمباشرة بالتنظيم الحزبي وقد أنتشروا هناك كل في قرية أو منطقة وعندما دخل آخرهم أحدى القرى قد سأله فلاح بسيط: أخي ماذا يعني البارتي (أي الحزب الديمقراطي الكوردستاني) فما كان من الكادر الذي تشتت رفاقه في المنطقة إلا أن قال له البارتي يعني التشتت (والكلمة الأخيرة تعني (به رته) باللغة الكوردية) ألم تر أننا قد تشتتنا في منطقتكم؟..
والنموذج الثاني حدث في يوم توجه فيه الشهيد (حميد باطاسي) مرسلاً من قبل المكتب السياسي الى البارزاني القائد وكان الأسم الحركي لحميد هو ميروله أي (نملة) وعندما سأله البارزاني القائد مرة وأثنتين وثلاثاً عن أسمه و المنطقة التي ينتمي اليها كرر الأجابة (أنا أسمي ميروله ومن كوردستان) وشرح لأصدقائه الموقف فيما بعد وقال متأكداً: لقد كان البارزاني يختبر هويتي وإلا هل يعقل ألا يعرف أسمي؟ وقد كان القائد بالفعل لايعرفه.
أيها الأخوة: لقد مر الحزب بأقسى الظروف منذ اليوم الأول من تأسيسه وحتى يومنا هذا.
والحمد كل الحمد لله تعالى أننا قد وصلنا الى هذا اليوم المشرق وأن دماء شهدائنا لم تذهب سدى وقد تحقق الكثير على يدي الحزب ونأمل أن تتحقق ماتبقى من المكتسبات على يديه أيضاً، فلقد كان نضال شعبنا صعباً وحافلاً بالتضحيات وهو حزب لم يتهرب يوماً من المسؤولية وسيبقى كذلك بل تحمل كل الأنتصارات والأنتكاسات لابل أن الحزب قد تعرض الى مصاعب وكوارث لم يكن ليصمد معها لولا عمق ضرورته وأمتداداته بين أبناء هذا الشعب والوطن إلا أنه قد برهن أنه ليس هناك قوة على الأرض بأمكانها انهاء هذا الحزب وإبادته فلقد شاهدنا يوم أفتتاح المؤتمر الكثير من الأخوة المسؤولين العراقيين و من الأحزاب والقيادات وهم يشاركوننا هذا اليوم العظيم، أشكرهم ثانية، وهو دليل اهتمامهم بوضع أقليم كوردستان وترسيخ لموقع الحزب في العراق..
لقد ألقيت ذلك اليوم كلمة مطولة تحدثت فيها عن الخطوط السياسية العريضة لنهج الحزب الديمقراطي الكوردستاني وذكرت فيها مسألة (حق تقرير المصيرللكورد) وكأنها مسألة جديدة علينا وعلى الآخرين وتناسى البعض من العنصريين أنها مسألة ذكرت في كل مؤتمرات الحزب وأقرها شعبنا وتوهم هؤلاء بأن فرصة أخرى قد سنحت لهم للعودة الى مهاجمة الكورد ومهاجمتي شخصياً وتوهموا أيضاً أن ذلك يمهد لهم لتفريغ مبادرتي السياسية من محتواها الوطني في إنقاذ العراق وأدعوا أننا قد طالبنا بالأستقلال..
بودي هنا أن أوضح لهؤلاء العنصريين أننا شعب وأمة، نحن كورد وكوردستانيون، هكذا خلقنا الله ووهبنا هذا الحق العادل..
قد أكون أيها الأخوة أختلف مع بعض الأشخاص في وجهات نظرنا وندعو هؤلاء أن يمنحونا حقنا..
وأؤكد أن بأمكان أية جهة أن تغتصب حقوقنا ولكن ليس بأمكانها أن تمنحنا هذا الحق بل عليها أن تعترف به لأنه حقنا وهم المغتصبون أي لهم أن يغتصبوه أو يعترفوا به دون منحه ولست مع من يطالب الآخرين بمنحه حقوقه لأنه حق منحنا الله إياه ثم أن تقرير المصير هو حق طبيعي لكل الشعوب والأمم وقصدنا في الحق هذا هو كيفية ممارسة هذا الحق وقد أكدت ذلك مراراً إلا أنني أذكر بأن لنا برلماناً منتخباً في أقليم كوردستان هو الذي قرر أن نبقى في أطار العراق، عراق فدرالي ديمقراطي وعلى هذا الأساس فقد أسهمنا في بناء العراق الجديد وقد جاء في ديباجة الدستور الدائم أن الدستور هو الذي يحدد الهوية العراقية – عراق فدرالي ديمقراطي وأن الألتزام به هو الضمانة لبقائه موحداً وأكرر أن الخلافات في الرأي مع أي حزب أو جهة عربية أمر طبيعي إلا أن وجود قرار مسبق بنفي أو أنكار وجودنا سيضعنا أمام حقيقة الأيضاح للآخرين وتبليغهم بأننا ملتزمون بعراق ديمقراطي أتحادي الفيصل فيه هو هذا الدستور غير أننا لسنا مستعدين وبأي شكل أن نبقى في عراق يحكمه هؤلاء العنصريون وتحت سلطتهم فقد تحدث أو أدعى بعض هؤلاء بعدم رفع العلم العراقي في قاعة المؤتمر ولم يلحظوا في خضم غيظهم كل هذا العدد الكبير من الأعلام العراقية، هذا فضلاً عن أن الذي تجاوز على هذا التنظيم الراقي كان فقط طول ماعزف من مقاطع للنشيد الوطني العراقي وبأعتراف جميع الأخوة المشاركين دليلاً مؤكداً على التزامنا بالعراق إلا أنني أكرر ثانية أن يكون عراقاً فدرالياً تعددياً ديمقراطياً لاعراقاً يسيطر عليه العنصريون والمستبدون.
وليس بأمكان العنصريين أن يؤثروا على مبادرتنا تلك فلنا حلفاء شرفاء داخل القوى العربية من شيعة وسنة وغيرهم، ثم كان هناك كثيرون كانت الغشاوة تغطي عقولهم وأخذوا الآن يراجعون مواقفهم بأستثناء بعض الحاقدين الذين يقولون علناً ” إذا كان الكورد ينوون الأنفصال فلينفصلوا ويذهبوا الى غير رجعة” ونقول لهم إذهبوا أنتم الى غير رجعة فنحن عراقيون والعراق بلادنا.
أيها الأخوة علينا جميعاً أن نحافظ على وحدة البيت الكوردي وليس الأنتماء الى حزب واحد شرطاً في ذلك بل المهم هو تصميمنا على وحدة القضايا الستراتيجية والمصيرية وقد نجحنا في ذلك ولحسن الحظ، رغم بعض السلبيات والأمر يحتم علينا أن يكون الحزب أكثر إنفتاحاً بعد الآن والمهم أيضاً أن يبقى التحالف الستراتيجي بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبين الأتحاد الوطني الكوردستاني في خدمة الشعب والوطن مع أعتذاري للأحزاب التي لم توجه اليهما الدعوة للحضور وعلى الجهات المختصة تبيان أسباب ذلك لأننا وجهنا بدعوة جميع الأحزاب وبدون أستثناء.
المادة 140
وبالنسبة للمناطق المقتطعة فلدينا المادة الدستورية رقم 140 التي تعالج هذه القضية ونحن ملتزمون بها بكل جدية وأؤكد ثانية أنه لا أساس لمخاوف البعض بأقدامنا على أدارة فردية لتلك المناطق فإذا عادت الى الأقليم، ومن ضمنها كركوك، فأننا سنكون أكثر أنفتاحاً على أهلها وبكل أطيافهم من عرب وتركمان لأننا أخوة ومواطنون في بلد واحد وسنعمد الى أتباع أدارة مشتركة فيها إلا أننا، وكما ذكرت، لن نقبل بالمساومة على هوية كركوك والمناطق تلك وكمثال على ذلك أورد: أن مجموعة من داخل مجلس النواب العراقي قد أرادت قبل سنتين تنفيذ مؤامرة كبرى بالنسبة لموضوع كركوك فكان أن سافرت الى بغداد لمعالجة تلك المحاولة البغيضة وعند عودتي فقد صادفني حفيدي، ابن مسرور عند الباب وهو لم يبلغ بعد الخمس سنوات من العمر وقال لي متلهفاً “ترى كركوك ملك كوردستان فلا تعطها لأحد فأجبته أبني لقد ضحى جدك الأكبر ومن ورائه جدك الكبير بنفسيهما من أجل كركوك وسأبقى أنا ووالدك وأنت أيضاً سائرين على هذا النهج الوطني المشرف”.
أيها الأخوة: بودي أن تتحملوني فيما أذكره الآن: يشهد الله العظيم على أنني راغب من كل وجداني أن يرشح آخرون أنفسهم لرئاسة الحزب وكنت أمنح صوتي لأحدهم والله أعزائي: تؤكد سنة الحياة أن كل شيء الى زوال وأن الموت هو النهاية الحتمية لكل أنسان وكائن حي ومهما كان الأنسان قوياً فسيأتي يوم يشيخ فيه ولا يتوالم مع الحياة اليومية والأشرف لكل أنسان وبالنسبة لي على الأخص أن أقول لكم، وأنا في وضع لايقول فيه الآخرون أذهب ودعنا وشأننا بل أن أودعكم وأنتم مشتاقون لبقائي معكم وتتقبلونني بأخوة وإعتزاز.
فالله شاهد على أنني، يوم ألتحقت بقوات بيشمركة كوردستان في 20/5/1962 لم أكن أتمنى أو أتصور أن أبلغ هذا المبلغ الذي أنا فيه اليوم فقد ألتحقت بكل عشق وإندفاع مع إيمان راسخ بأننا سنحقق هذا اليوم دون أن أعلم إن كنت أرى ذلك أم لا..
وها أنا الآن أدعوكم، وقد تمكنت حتى الآن من دفع ديونكم والكورد في ذمة البارزاني مصطفى أو الفقيد العزيز أدريس بارزاني وبذمتي أيضاً الى حد كبير، وحققنا معكم الكثير من هذه المكتسبات، أدعوكم لأعفائي عن هذه المسؤولية وها أنا أقول، والله شهيد على ذلك، ومن أعماق القلب: شكراً وتقديراً للشهداء وعوائلهم الكريمة، ولكم أيضاً أيها المناضلون ولآبائكم من قبل فبينكم الكثير من أبناء وبنات وأخوة وأخوات وزوجات الشهداء إن ماترونه اليوم هو ثمرة تضحياتهم ونعمة كاملة من رب العالمين.
ثم أن حزبنا والى جانب كونه وطنياً، هو حزب يتصف بأسمى القيم الأخلاقية وما يحزنني كثيراً أن يصار أحياناً الى الحكم على هذا الحزب من خلال تصرفات مسؤول أو كادر معين لايقدر رفعة حزبه، وبالنسبة لي أؤكد أن تربيتي لم تكن يوماً بأتجاه السلطة، بل وكما ذكرت لكم نحن تربية مدرسة تعرف بـ (البارزانية أو النهج البارزاني) ولانقصد بذلك منطقة بارزان بشكل مطلق بل هي نهج يعني النضال الكوردي القومي والشهامة، نحن تربية نهج طالب أحد أجداده، الشيخ الشهيد عبدالسلام عام 1903 بأستقلال كوردستان من الأنكليز ثم أن سيدنا الشيخ أحمد البارزاني قد قضى من بعده (12) عاماً في حياته في غرفة الأعدام مكبلاً بالأغلال والقيود دون أن يتنازل ويوجه أستعفاء للحكومة العراقية وأذكر بأعدام (12) شاباً بارزانياً بلفافات رؤوسهم الحمر لأنها كانت ممنوعة في منطقة بارزان آنذاك.
لقد ترعرعت بين يدي الملا مصطفى، ويقيني والله شاهد أن هدفنا الأوحد كان ضمان رفعة هذا الشعب وكرامة هذه البلاد وليس الرئاسة، وأكرر أنني سأبقى أخاكم وذلك البيشمركة والمسعود الذي خبر تموه أخوتي: لن أدع الأيام تبلغ مني مبلغ مللكم ولا أيسر أعزائي من عزلي متى ماشئتم ذلك ولما كرمتموني به من ترشيح وتزكية سأوجه كلامي الى من يسىء الى شعبنا وعائلتنا ويمني النفس بوجود خلافات بين أفراد أسرتنا أو في صفوف حزبنا..
فنحن أسرة مترامية الأعداد والأطراف وتبلغ من العديد أكثر من (1000) رجل وإذا كانوا يحكمون أمرهم الى نضال الشيخ عبدالسلام والشيخ أحمد والملا مصطفى فنحن راضون وإذا كانوا يفصلون الأمور ويحكمون على نضالنا وأسرة البارزاني من خلالنا فأرجو ألا يرتكب أحد هذا الخطأ ويحكم على الأمور بهذا الوضع ومن خلالنا وكما أننا أسرة مترامية العديد كغيرنا فمن بيننا رجال كرام ورجال مسيئون أيضاً فلا يعقل أن يتوازى أو يتساوى الألتزام في مثل هذه الأسرة الكبيرة إلا أن نهج البارزاني هو نهج الشيخ عبدالسلام والشيخ أحمد والملا مصطفى وأرجو ألا تعرضوا نهج البارزاني الى ذلك الظلم الجارف ثم أن الحاقدين كثيراً مافرحوا بأوهامهم في وجود خلافات داخل الأسرة والخلافات عادة أمر طبيعي فقد أختلف مع نيجيرفان في بعض التوجهات وكذلك مع الأخوة في المكتب السياسي إلا أنني أطمئن هؤلاء بأنه لاخلافات مبدئية أو تكتلات بغيضة بل نحن كتلة واحدة وأسرة واحدة وشعب واحد… وتذكيراً أقول لقد كانت علاقتي مع الشهيد أدريس والى جانب كونها علاقة أخوة ودم، كانت علاقة صداقة ومحبة لذا فقد تربى أبنائي وأبناء الفقيد بشكل يضحي أيهم بنفسه من أجل عمه وقد قرأت في احدى المجلات قبل أيام أن ” الفقيد أدريس دعا أبنه نيجيرفان يوماً الى السفر معه إلا أنه قد أعتذر بأدب وقال بل سأبقى مع عمي (مسعود) فما كان من أدريس إلا أن قال له: إنك أبني بالأسم والأنتماء فقط.
كما أن أبني مسرور كثيراً ماكان يطالب عمه أدريس ببعض المطاليب دون أن يطلبها مني..
فالرجاء من الحاقدين ألا يمنوا القلب بأوهامهم في الخلافات بين العائلة أو التكتل في صفوف الحزب وفي الختام وبما أنكم قد أخترتموني لرئاسة الحزب فأن المسؤولية تقضي أن أرشح نائباً للرئيس وها أنا أرشح نيجيرفان إبن الفقيد أدريس لهذا الموقع وذلك لكي يكون عوناً لي ولكم ورداً على تخرصات الأعداء والحاقدين وشكراً…
والثاني الذي أفرحني في ذلك هو المناقشات الرائعة والملتزمة التي كانت تجري بين الكوادر وأعضاء اللجان وبهذا المستوى الرفيع وبالذات ذلك الذي أرتقى اليه شبابنا الواعي..
فقد كان هناك أناس يدعون بقلة نسبة وأعداد الشباب في صفوف الحزب وأقول لهم، ماذا تريدون أكثر من هذا العدد المتميز الذي يشارك في مؤتمرنا اليوم وقد كان بودي أن يمتد الوقت لأستمع أكثر الى تلك المناقشات التي أشعر أزاءها بكل أعتزاز.
لقد كان للحزب على مدى تأريخه قاعدة جماهيرية واسعة وقيادة مخلصة ولكن مع خلل ملحوظ في وجود الكوادر الوسطى إلا أننا قد عالجنا ذلك بشكل تقدمي متطور.
ماألهمني ثقة عالية بالمستقبل الى جانب التنظيم الرائع للؤتمر وموقع انعقاده..
وهنا لابد لي أن أتوجه بشكري العميق الى كل الأخوة الذين شاركوا في هذا الجهد الكبير من تنظيم وطرح ملتزم لبرنامج الحزب وكل حسب تخصصه ولم يقصروا في مشاركتهم لانجاح المؤتمر.
ايها الاخوة: إن الانتماء الحزبي يضعنا أمام مسؤولية أن نمارس هذا الانتماء بعشق والتزام..
وبودي هنا أن أسرد نموذجين للأنتماء الحزبي في المراحل السابقة..
أحدهما عندما توزعت مجموعة من الكوادر الحزبية في سهل أربيل تمهيداً للمباشرة بالتنظيم الحزبي وقد أنتشروا هناك كل في قرية أو منطقة وعندما دخل آخرهم أحدى القرى قد سأله فلاح بسيط: أخي ماذا يعني البارتي (أي الحزب الديمقراطي الكوردستاني) فما كان من الكادر الذي تشتت رفاقه في المنطقة إلا أن قال له البارتي يعني التشتت (والكلمة الأخيرة تعني (به رته) باللغة الكوردية) ألم تر أننا قد تشتتنا في منطقتكم؟..
والنموذج الثاني حدث في يوم توجه فيه الشهيد (حميد باطاسي) مرسلاً من قبل المكتب السياسي الى البارزاني القائد وكان الأسم الحركي لحميد هو ميروله أي (نملة) وعندما سأله البارزاني القائد مرة وأثنتين وثلاثاً عن أسمه و المنطقة التي ينتمي اليها كرر الأجابة (أنا أسمي ميروله ومن كوردستان) وشرح لأصدقائه الموقف فيما بعد وقال متأكداً: لقد كان البارزاني يختبر هويتي وإلا هل يعقل ألا يعرف أسمي؟ وقد كان القائد بالفعل لايعرفه.
أيها الأخوة: لقد مر الحزب بأقسى الظروف منذ اليوم الأول من تأسيسه وحتى يومنا هذا.
والحمد كل الحمد لله تعالى أننا قد وصلنا الى هذا اليوم المشرق وأن دماء شهدائنا لم تذهب سدى وقد تحقق الكثير على يدي الحزب ونأمل أن تتحقق ماتبقى من المكتسبات على يديه أيضاً، فلقد كان نضال شعبنا صعباً وحافلاً بالتضحيات وهو حزب لم يتهرب يوماً من المسؤولية وسيبقى كذلك بل تحمل كل الأنتصارات والأنتكاسات لابل أن الحزب قد تعرض الى مصاعب وكوارث لم يكن ليصمد معها لولا عمق ضرورته وأمتداداته بين أبناء هذا الشعب والوطن إلا أنه قد برهن أنه ليس هناك قوة على الأرض بأمكانها انهاء هذا الحزب وإبادته فلقد شاهدنا يوم أفتتاح المؤتمر الكثير من الأخوة المسؤولين العراقيين و من الأحزاب والقيادات وهم يشاركوننا هذا اليوم العظيم، أشكرهم ثانية، وهو دليل اهتمامهم بوضع أقليم كوردستان وترسيخ لموقع الحزب في العراق..
لقد ألقيت ذلك اليوم كلمة مطولة تحدثت فيها عن الخطوط السياسية العريضة لنهج الحزب الديمقراطي الكوردستاني وذكرت فيها مسألة (حق تقرير المصيرللكورد) وكأنها مسألة جديدة علينا وعلى الآخرين وتناسى البعض من العنصريين أنها مسألة ذكرت في كل مؤتمرات الحزب وأقرها شعبنا وتوهم هؤلاء بأن فرصة أخرى قد سنحت لهم للعودة الى مهاجمة الكورد ومهاجمتي شخصياً وتوهموا أيضاً أن ذلك يمهد لهم لتفريغ مبادرتي السياسية من محتواها الوطني في إنقاذ العراق وأدعوا أننا قد طالبنا بالأستقلال..
بودي هنا أن أوضح لهؤلاء العنصريين أننا شعب وأمة، نحن كورد وكوردستانيون، هكذا خلقنا الله ووهبنا هذا الحق العادل..
قد أكون أيها الأخوة أختلف مع بعض الأشخاص في وجهات نظرنا وندعو هؤلاء أن يمنحونا حقنا..
وأؤكد أن بأمكان أية جهة أن تغتصب حقوقنا ولكن ليس بأمكانها أن تمنحنا هذا الحق بل عليها أن تعترف به لأنه حقنا وهم المغتصبون أي لهم أن يغتصبوه أو يعترفوا به دون منحه ولست مع من يطالب الآخرين بمنحه حقوقه لأنه حق منحنا الله إياه ثم أن تقرير المصير هو حق طبيعي لكل الشعوب والأمم وقصدنا في الحق هذا هو كيفية ممارسة هذا الحق وقد أكدت ذلك مراراً إلا أنني أذكر بأن لنا برلماناً منتخباً في أقليم كوردستان هو الذي قرر أن نبقى في أطار العراق، عراق فدرالي ديمقراطي وعلى هذا الأساس فقد أسهمنا في بناء العراق الجديد وقد جاء في ديباجة الدستور الدائم أن الدستور هو الذي يحدد الهوية العراقية – عراق فدرالي ديمقراطي وأن الألتزام به هو الضمانة لبقائه موحداً وأكرر أن الخلافات في الرأي مع أي حزب أو جهة عربية أمر طبيعي إلا أن وجود قرار مسبق بنفي أو أنكار وجودنا سيضعنا أمام حقيقة الأيضاح للآخرين وتبليغهم بأننا ملتزمون بعراق ديمقراطي أتحادي الفيصل فيه هو هذا الدستور غير أننا لسنا مستعدين وبأي شكل أن نبقى في عراق يحكمه هؤلاء العنصريون وتحت سلطتهم فقد تحدث أو أدعى بعض هؤلاء بعدم رفع العلم العراقي في قاعة المؤتمر ولم يلحظوا في خضم غيظهم كل هذا العدد الكبير من الأعلام العراقية، هذا فضلاً عن أن الذي تجاوز على هذا التنظيم الراقي كان فقط طول ماعزف من مقاطع للنشيد الوطني العراقي وبأعتراف جميع الأخوة المشاركين دليلاً مؤكداً على التزامنا بالعراق إلا أنني أكرر ثانية أن يكون عراقاً فدرالياً تعددياً ديمقراطياً لاعراقاً يسيطر عليه العنصريون والمستبدون.
وليس بأمكان العنصريين أن يؤثروا على مبادرتنا تلك فلنا حلفاء شرفاء داخل القوى العربية من شيعة وسنة وغيرهم، ثم كان هناك كثيرون كانت الغشاوة تغطي عقولهم وأخذوا الآن يراجعون مواقفهم بأستثناء بعض الحاقدين الذين يقولون علناً ” إذا كان الكورد ينوون الأنفصال فلينفصلوا ويذهبوا الى غير رجعة” ونقول لهم إذهبوا أنتم الى غير رجعة فنحن عراقيون والعراق بلادنا.
أيها الأخوة علينا جميعاً أن نحافظ على وحدة البيت الكوردي وليس الأنتماء الى حزب واحد شرطاً في ذلك بل المهم هو تصميمنا على وحدة القضايا الستراتيجية والمصيرية وقد نجحنا في ذلك ولحسن الحظ، رغم بعض السلبيات والأمر يحتم علينا أن يكون الحزب أكثر إنفتاحاً بعد الآن والمهم أيضاً أن يبقى التحالف الستراتيجي بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبين الأتحاد الوطني الكوردستاني في خدمة الشعب والوطن مع أعتذاري للأحزاب التي لم توجه اليهما الدعوة للحضور وعلى الجهات المختصة تبيان أسباب ذلك لأننا وجهنا بدعوة جميع الأحزاب وبدون أستثناء.
المادة 140
وبالنسبة للمناطق المقتطعة فلدينا المادة الدستورية رقم 140 التي تعالج هذه القضية ونحن ملتزمون بها بكل جدية وأؤكد ثانية أنه لا أساس لمخاوف البعض بأقدامنا على أدارة فردية لتلك المناطق فإذا عادت الى الأقليم، ومن ضمنها كركوك، فأننا سنكون أكثر أنفتاحاً على أهلها وبكل أطيافهم من عرب وتركمان لأننا أخوة ومواطنون في بلد واحد وسنعمد الى أتباع أدارة مشتركة فيها إلا أننا، وكما ذكرت، لن نقبل بالمساومة على هوية كركوك والمناطق تلك وكمثال على ذلك أورد: أن مجموعة من داخل مجلس النواب العراقي قد أرادت قبل سنتين تنفيذ مؤامرة كبرى بالنسبة لموضوع كركوك فكان أن سافرت الى بغداد لمعالجة تلك المحاولة البغيضة وعند عودتي فقد صادفني حفيدي، ابن مسرور عند الباب وهو لم يبلغ بعد الخمس سنوات من العمر وقال لي متلهفاً “ترى كركوك ملك كوردستان فلا تعطها لأحد فأجبته أبني لقد ضحى جدك الأكبر ومن ورائه جدك الكبير بنفسيهما من أجل كركوك وسأبقى أنا ووالدك وأنت أيضاً سائرين على هذا النهج الوطني المشرف”.
أيها الأخوة: بودي أن تتحملوني فيما أذكره الآن: يشهد الله العظيم على أنني راغب من كل وجداني أن يرشح آخرون أنفسهم لرئاسة الحزب وكنت أمنح صوتي لأحدهم والله أعزائي: تؤكد سنة الحياة أن كل شيء الى زوال وأن الموت هو النهاية الحتمية لكل أنسان وكائن حي ومهما كان الأنسان قوياً فسيأتي يوم يشيخ فيه ولا يتوالم مع الحياة اليومية والأشرف لكل أنسان وبالنسبة لي على الأخص أن أقول لكم، وأنا في وضع لايقول فيه الآخرون أذهب ودعنا وشأننا بل أن أودعكم وأنتم مشتاقون لبقائي معكم وتتقبلونني بأخوة وإعتزاز.
فالله شاهد على أنني، يوم ألتحقت بقوات بيشمركة كوردستان في 20/5/1962 لم أكن أتمنى أو أتصور أن أبلغ هذا المبلغ الذي أنا فيه اليوم فقد ألتحقت بكل عشق وإندفاع مع إيمان راسخ بأننا سنحقق هذا اليوم دون أن أعلم إن كنت أرى ذلك أم لا..
وها أنا الآن أدعوكم، وقد تمكنت حتى الآن من دفع ديونكم والكورد في ذمة البارزاني مصطفى أو الفقيد العزيز أدريس بارزاني وبذمتي أيضاً الى حد كبير، وحققنا معكم الكثير من هذه المكتسبات، أدعوكم لأعفائي عن هذه المسؤولية وها أنا أقول، والله شهيد على ذلك، ومن أعماق القلب: شكراً وتقديراً للشهداء وعوائلهم الكريمة، ولكم أيضاً أيها المناضلون ولآبائكم من قبل فبينكم الكثير من أبناء وبنات وأخوة وأخوات وزوجات الشهداء إن ماترونه اليوم هو ثمرة تضحياتهم ونعمة كاملة من رب العالمين.
ثم أن حزبنا والى جانب كونه وطنياً، هو حزب يتصف بأسمى القيم الأخلاقية وما يحزنني كثيراً أن يصار أحياناً الى الحكم على هذا الحزب من خلال تصرفات مسؤول أو كادر معين لايقدر رفعة حزبه، وبالنسبة لي أؤكد أن تربيتي لم تكن يوماً بأتجاه السلطة، بل وكما ذكرت لكم نحن تربية مدرسة تعرف بـ (البارزانية أو النهج البارزاني) ولانقصد بذلك منطقة بارزان بشكل مطلق بل هي نهج يعني النضال الكوردي القومي والشهامة، نحن تربية نهج طالب أحد أجداده، الشيخ الشهيد عبدالسلام عام 1903 بأستقلال كوردستان من الأنكليز ثم أن سيدنا الشيخ أحمد البارزاني قد قضى من بعده (12) عاماً في حياته في غرفة الأعدام مكبلاً بالأغلال والقيود دون أن يتنازل ويوجه أستعفاء للحكومة العراقية وأذكر بأعدام (12) شاباً بارزانياً بلفافات رؤوسهم الحمر لأنها كانت ممنوعة في منطقة بارزان آنذاك.
لقد ترعرعت بين يدي الملا مصطفى، ويقيني والله شاهد أن هدفنا الأوحد كان ضمان رفعة هذا الشعب وكرامة هذه البلاد وليس الرئاسة، وأكرر أنني سأبقى أخاكم وذلك البيشمركة والمسعود الذي خبر تموه أخوتي: لن أدع الأيام تبلغ مني مبلغ مللكم ولا أيسر أعزائي من عزلي متى ماشئتم ذلك ولما كرمتموني به من ترشيح وتزكية سأوجه كلامي الى من يسىء الى شعبنا وعائلتنا ويمني النفس بوجود خلافات بين أفراد أسرتنا أو في صفوف حزبنا..
فنحن أسرة مترامية الأعداد والأطراف وتبلغ من العديد أكثر من (1000) رجل وإذا كانوا يحكمون أمرهم الى نضال الشيخ عبدالسلام والشيخ أحمد والملا مصطفى فنحن راضون وإذا كانوا يفصلون الأمور ويحكمون على نضالنا وأسرة البارزاني من خلالنا فأرجو ألا يرتكب أحد هذا الخطأ ويحكم على الأمور بهذا الوضع ومن خلالنا وكما أننا أسرة مترامية العديد كغيرنا فمن بيننا رجال كرام ورجال مسيئون أيضاً فلا يعقل أن يتوازى أو يتساوى الألتزام في مثل هذه الأسرة الكبيرة إلا أن نهج البارزاني هو نهج الشيخ عبدالسلام والشيخ أحمد والملا مصطفى وأرجو ألا تعرضوا نهج البارزاني الى ذلك الظلم الجارف ثم أن الحاقدين كثيراً مافرحوا بأوهامهم في وجود خلافات داخل الأسرة والخلافات عادة أمر طبيعي فقد أختلف مع نيجيرفان في بعض التوجهات وكذلك مع الأخوة في المكتب السياسي إلا أنني أطمئن هؤلاء بأنه لاخلافات مبدئية أو تكتلات بغيضة بل نحن كتلة واحدة وأسرة واحدة وشعب واحد… وتذكيراً أقول لقد كانت علاقتي مع الشهيد أدريس والى جانب كونها علاقة أخوة ودم، كانت علاقة صداقة ومحبة لذا فقد تربى أبنائي وأبناء الفقيد بشكل يضحي أيهم بنفسه من أجل عمه وقد قرأت في احدى المجلات قبل أيام أن ” الفقيد أدريس دعا أبنه نيجيرفان يوماً الى السفر معه إلا أنه قد أعتذر بأدب وقال بل سأبقى مع عمي (مسعود) فما كان من أدريس إلا أن قال له: إنك أبني بالأسم والأنتماء فقط.
كما أن أبني مسرور كثيراً ماكان يطالب عمه أدريس ببعض المطاليب دون أن يطلبها مني..
فالرجاء من الحاقدين ألا يمنوا القلب بأوهامهم في الخلافات بين العائلة أو التكتل في صفوف الحزب وفي الختام وبما أنكم قد أخترتموني لرئاسة الحزب فأن المسؤولية تقضي أن أرشح نائباً للرئيس وها أنا أرشح نيجيرفان إبن الفقيد أدريس لهذا الموقع وذلك لكي يكون عوناً لي ولكم ورداً على تخرصات الأعداء والحاقدين وشكراً…
عن صحيفة التآخي