الحكومة تتحدث عن “موسى عنتر” ولكن ليس لديهم حق النطق باسمه ، فالذين قتلوه هم من الكونتركريلا ، أي الدولة .
والآن يستخدمون اسمه بدون أية مساءلة .
والآن يستخدمون اسمه بدون أية مساءلة .
كنت قد تحدثت سابقاً بشأن الاستفتاء ، فلو ألقت الحكومة خطوة ملموسة في موضوع دستور ديموقراطي يشمل الجميع ، لقال الأكراد “نعم” .
وبنفس الشكل لو استبدل CHP(حزب الشعب الجمهوري) موقفه ، وأبدى موقفاً إيجابياً نقياً في هذا الموضوع ربما قال الأكراد “لا” .
معنى المقاطعة هو الآتي : المقاطعة تعني “نحن نريد دستوراً ديموقراطياً تعددياً يشعر الجميع بأنه يعود له” .
فنحن مناهضون للفاشية الوطنية القوموية ، مثلما نحن مناهضون للفاشية الإسلاموية القوموية ، ونحن اتخذنا قرار المقاطعة من أجل فرض حل ديموقراطي ودستور ديموقراطي على جمهورية تركيا ودولتها وحكومتها ، وهو ندعم قرار المقاطعة.
وبنفس الشكل لو استبدل CHP(حزب الشعب الجمهوري) موقفه ، وأبدى موقفاً إيجابياً نقياً في هذا الموضوع ربما قال الأكراد “لا” .
معنى المقاطعة هو الآتي : المقاطعة تعني “نحن نريد دستوراً ديموقراطياً تعددياً يشعر الجميع بأنه يعود له” .
فنحن مناهضون للفاشية الوطنية القوموية ، مثلما نحن مناهضون للفاشية الإسلاموية القوموية ، ونحن اتخذنا قرار المقاطعة من أجل فرض حل ديموقراطي ودستور ديموقراطي على جمهورية تركيا ودولتها وحكومتها ، وهو ندعم قرار المقاطعة.
حدثت لي لقاءات مع أشخاص مسؤولين في الدولة ، والفترة من 13 إلى 20 أيلول مهمة ، ويجب النظر إلى التطورات بعد ذلك التاريخ فعندها ستضح كل شيء ، ولكن لا يمكن قول شيء حاسم .
لقد تمت معايشة مسار مماثل في عام 2001 أيضاً ، ففي تلك المرحلة كان العسكر يسيرون اللقاءات ، ولكن بينما كانت تلك اللقاءات انقطعت فجأة في عام 2001 .
ولهذا لا يمكن قول شيء حاسم ، فربما يحدث نفس الشيء .
تعلمون أنه في ذلك الوقت حدث تدخل في شؤون “أجويد”(رئيس وزراء تركيا راحل) ، بينما الأشخاص المسؤولون الذين يأتون الآن مدركون للمرحلة ، فهناك من يرى أن الأمور لن تستمر هكذا .
إن “واللرشتاين” عالم اجتماعي مهم ، هو أيضاً ، يوضح ضرورة أن تقوم تركيا بتغيير بنيتها الأحادية ، وأن نموذج الدولة الأحادية قد أكمل أجله ، وأن الدول التي اكتشفت هذا النموذج مثل إيطاليا وانكلترا وفرنسا قد تخلت عنه ، وإذا طبقت تركيا الإدارة الذاتية فإن الدولة الأحادية ستنتهي .
نعم إن أقواله متوازية مع ما نقوله .
بالإضافة إلى أنه يوضح فيما إذا كانت الإدارة الذاتية الديموقراطية تهدف إلى تجاوز الهرمية المجتمعية أم لا وذلك أمر مهم جداً ، ومن المحتمل أنه يتابع حركتنا وآراءنا ، ويمكن أنه أدلى بتصريحات من خلال ذلك .
أنا أقول دائماً أن هذه الدولة القومية لها ماض لايتجاوز خمسة قرون على الأكثر ، وهي النموذج الأخير الذي تستخدمه الحداثة الرأسمالية في السيطرة على الشعوب منذ خمسة قرون .
أنا أناقش هذا الأمر منذ زمن طويل ، ولكنني تطرقت موسعاً إلى هذه المواضيع في “سوسيولوجيا الحرية” بشكل خاص .
يجب تحليل حقيقة الدولة القومية بشكل جيد ، فمرحلتها الأعلى هي الفاشية ، وأوروبا شاهدت ذلك عن قرب من خلال ألمانيا “هتلر” ، وفي الحقيقة فاشية هتلر هذه لم تنته كما يُعتقد ، فما دام مفهوم الدولة القومية هذا مستمراً سيبقى خطر الفاشية قائماً أيضاً ليستمر في خلق “هتلريين” آخرين .
نموذج الدولة هذا لايتطابق مع الشرق الأوسط قطعاً ، حيث أن نسيج الشرق الأوسط الاجتماعي والثقافي لا يتطابق مع هذا النموذج ، وأميريكا أحد الذين طبقوا هذا النموذج ولازالت تطبقه الآن في الشرق الأوسط .
ولكن ستعجزون عن تطبيقه على العراق ، بل لن تستطيعوا فعل ذلك قطعاً ، كما لن تستطيعوا تطبيق ذلك على أفغانستان أيضاً ، هذا غير ممكن .
هاهي الدولة الشيعية لا زالت تقاوم في سبيل تطبيقه في إيران ولكن لا تفلح ، فالشعوب تقاوم .
نظام الشيعية القوموي يُوَّلد المجازر ، وإذا استمرت إيران في تصميمها هذا فهي ستتضرر من ذلك .
والقوموية العربية ودولتها القومية أيضاً أسفرت عن الفاشية والمجازر بنفس الشكل ولا زالت .
أما وضع تركيا فأمام الأنظار ، فالفاشية التي يطبقها الأتراك البيض تعتبر جميع الاختلافات الأخرى غير موجودة ، حتى أن الإبادة العرقية التي مورست على الأرمن في عهد الاتحاد والترقي والعثمانيين ، اتخذتها ألمانيا النازية مثالاً لها ، واقتدت به ! فقد تعلَّم “هتلر” الفاشية من هؤلاء .
ولهذا نحن نقترح الإدارة الذاتية الديموقراطية ، ليس من أجل الأكراد فقط ، بل نقترحها من أجل جميع الشعوب والشرق الأوسط وأفغانستان .
مشروع الدولة القومية للحداثة الرأسمالية لا يحل قضايا الشرق الأوسط ، بل على العكس يجعل منها مأزقاً ، فهاهي إسرائيل وفلسطين أمام الأنظار .
الإدارة الذاتية الديموقراطية التي نقترحها ، لا تعتمد على الأثنية كما ليس لديها حدود جغرافية صماء ، بل تعتمد على الوحدات الديموقراطية للشعب ، وهذه الوحدات كثيرة ومتنوعة ، فيتم قبول كل شريحة اجتماعية كوحدة مجتمعية ديموقراطية .
مثلاً حي “باغلار” في دياربكر وأنا أعرف باغلار جيداً ، يمكن قبوله كوحدة مجتمعية ديموقراطية ، والناس الذين يعيشون هنا يقيمون مجالسهم ولجانهم ليتمكنوا من نقاش وحل مشاكلهم اليومية وجميع قضاياهم الأخرى .
كما يمكن قبول دياربكر بذاتها كوحدة مجتمعية ، فتقوم بإنشاء مجلس مدينتها ، ووحدات الأحياء الأخرى وهي ذاتها تجد تمثيلها ضمن هذا الإنشاء .
في كتاب “سوسيولوجيا الحرية” كنت قد شرحت ستة أبعاد للإدارة الذاتية الديموقراطية بشكل جيد .
وحتى تكون الإدارة الذاتية الديموقراطية مفهومة ، أفكر أنه من المفيد قراءة هذا الكتاب ونقاشه جيداً ، فببحوث هكذا يمكن تأليف كتب عنها ، ويمكن استنباط مقالات متطورة .
الأنشطة المتعلقة بالكونفرانس الوطني الكردي مهمة جداً ، ويجب أن تنضم كل الشرائح الكردية إلى هذه الأنشطة .
كنت قد شرحت رؤاي بهذا الصدد من قبل ، وقلت بالمبادئ النظرية الأربعة والمقترحات العملية الثلاث .
وتطبيق المقترحات العملية الثلاث مهم بشكل خاص ، فالأول ستكون آلية القرار الكردي ، أي مؤسسة على شاكلة البرلمان ، ولكن ذلك لن يكون بمعنى برلمان قومي ، بل أكثر من البرلمان يمكن تسميته بـ “المجلس الوطني لكردستان” ، فالأمر المهم هو أن يكون ذلك آلية تمكن كل الأكراد من اتخاذ قرار مشترك ، ويمكن النظر إلى مثال “منظمة التحرير الفلسطينية” في ذلك ، إنه يشبه ذلك جزئياً .
يجب أن يكون لذلك إجراؤها وتنفيذيتها وذلك هو إقتراحي الثاني ، وهذا سيكون الجهاز الذي يقوم بتطبيق وتنفيذ ما يتم إقراره عملياً .
أما الثالث فهو تكوين قوة دفاع ذاتي مشتركة ، وهذا مهم جداً ، حيث أنه متعلق مباشرة بأمن الأكراد .
فبدون توفير ضمان أمن الشعب الكردي يجب أن لا يتحدث أحد عن السلام ولا يتحدث عن التخلي عن السلاح .
هذا أمر واضح ، فبدون حل مسألة أمن الشعب لن يحدث شيء مطلقاً بعد الآن .
فهناك خطر الإبادة العرقية ، فهناك قوى لو وجدت الفرصة فهي لن تتردد في ارتكابها .
فالدفاع الذاتي شرط من أجل حماية الوجود ، والأكراد مرغمون على حماية وجودهم ، وهذا ليس محدوداً بالكريلا وبـ HPG ، ولهذا السبب أقول الحماية الذاتية شرط لا بد منه ، فالجميع مسؤولون عن ذلك ، كما على الأفراد أيضاً أن يحققوا حماية ذاتهم ، كما على الشعب أن يتخذ تدابيره ، حتى أنه إذا لم تتحقق مسألة الأمن هذه وما لم يتحقق أمن الأكراد ، يجب على شعبنا أن يفكر مرة أخرى عندما يرسل أبناءه إلى الجندية الإلزامية ، وعليه تقييم الشباب الذين يرسلهم إلى الجندية من هذه الزاوية أيضاً .
يجب تذكير أولئك التجار ومنظمات العمل تلك التي تدعي التكلم باسم الشعب في دياربكر بمدى مصداقية التحدث عن السلام إذا لم يتحقق أمن هذا الشعب .
ألا يرى هؤلاء خطر الإبادة العرقية حتى يتكلمون هكذا ؟ إنني أستنكر هؤلاء .
إنني أتأسف على محيط “الطرف”(جريدة) و”أورهان ميروغلو” و”ياسمين جونكار” ، إن هؤلاء يتجاهلون اللقاءات التي أجريناها والتضحيات التي قدمناها منذ سنوات من أجل السلام ، إنهم يظلموننا .
فالمجموعات التي يسميها محيط الطرف بـ”البرجوازية الكردية” ويريدون إبرازها ، وتدعي بتكتيم الأصوات التي تريد السلام ، لم يعد لها أية علاقة بالكردياتية .
فبقدر ما يتنكر هؤلاء لكرديتهم ، يحققون ريعاً كبيراً بنفس القدر ضمن هذا النظام ، ويتسلقون ضمن هذا النظام بنفس القدر ! فبينما الشعب يتضور ويعاني من الجوع والفقر ، يعيش هؤلاء بأفخم شكل ! ولا يمكن أن يمثل هؤلاء شعب دياربكر ولا الأكراد ، وشعب دياربكر لن يقبل بهؤلاء ولن يقبل بهؤلاء ممثلين له قطعاً ، إنهم يدّعون التكلم باسم الأكراد دفعة واحدة ! بينما هم بقدر ما يرتكبون من خيانة ، يحصلون على منافع أكثر من النظام ، وعلى الأكراد أن يعرفوا هؤلاء جيداً .
لقد قلتها سابقاً ، إن هذه الإبادة العرقية ليست محدودة بالإبادة الجسدية ، في الحقيقة تتم ممارسة الإبادة العرقية الثقافية والاقتصادية وفي جميع الميادين .
فكِّروا معي أنكم لا تستطيعون حتى تعلم لغتكم الأم واستخدامها بحرِّية ، وذلك أكثر الحقوق طبيعية .
بل إن معاهدات الأمم المتحدة تعتبر منع اللغة الأم وممارسة الضغوط عليها ومنع استخدامها بحرِّية ، على أنها إبادة عرقية .
ومعاهدات أوروبا التي تركيا طرف فيها توفر الضمانات لهذه الحقوق .
يجب عدم الالتفات إلى الحظر الموجود وبذل الجهود من أجل تجاوزه .
والعلاقة بيني وبين أمي مثال جيد على ذلك ، فعند الذهاب إلى المدرسة وأنا لازلت في السابعة وجدت أنه يتم إرغامي على تعلم لغة مختلفة عن لغتي الأم ، وكطفل ارتعدت من هذا الأمر ، وفكرت في كيفية تعلمي للغة أجنبية ، حيث كان يصعب عليّ ذلك ، وبسبب هذا الموضوع زاد حنقي على أمي وناقشتها ، وبذهنيتي الطفولية تلك عقدت الأمل على أن تنقذني أمي من تلك الإبادة الثقافية ، ولكن نظراً لأنها لم تفعل ذلك ـ وماذا يمكنها العمل ـ ناقشتها كثيراً وأبديت ردة فعلي .
وهل يمكنكم التفكيرفي أنني لم أتكلم مع أمي هاتفياً ولو لمرة واحدة حتى وفاتها .
فتمردي على هذا كبير إلى درجة أنني لم أبحث عن أمي حتى وهي على فراش الموت ، ولا زلت أعيش تلك الآلام .
ففي النقاشات قلت لأمي “حتى الدجاجات تتكلم مع فراخها بلغة تفهمها وتتفاهم معها ، وتحمي فراخها من الأخطار ، فلماذا لا تستطيعين ذلك ؟” .
هذه هي مسألتي ، وهذا هو الواقع الذي أظهر آبو .
مسألة اللغة الأم هذه مهمة بأهمية الخبز والماء ، فإن لم تستطع تعلم وتُعلِّم لغتك الأم لن تستطيع التفكير والإنتاج بشكل سليم .
فتصبح وكأنك تحيا موتاً دماغياً ، وهذا الأمر موجود في أساس القضايا التي يعيشها المثقف الكردي ، ولهذا لا ينشأ مثقف كردي قوي وذو نوعية كفوءة ! ذلك التمرد الذي ابتدأته بأمي ـ وفي الحقيقة لم يكن بوسع تلك المرأة المسكينة القيام بالكثير ـ استمريت به في مواجهة النظام ، وهأنذا هنا لذلك السبب .
يجب على عائلاتنا الوطنية أن تعلِّم أبناءها لغتهم الأم مطلقاً مهما حدث ، فذلك هو أهم بُعد في نضالنا ، وعليهم أن يفعلوا ذلك رغم كل الحظر وأن يتجاوزوه .
كما على KCD أن يرى نفسه مسؤولاً في هذا الموضوع ويطور أساليب ومؤسسات تقوم بتعليم اللغة الأم في الأحياء ، وعلى العائلات أن تحوِّل بيوتها إلى مدارس تعليمية تطوِّر فيها لغتها الأم .
وحساسيتي في هذا الموضوع معلومة ، وعلينا أن نفهم أهمية مسألة اللغة الأم هذه جيداً .
بسبب هذا الألم ولأنني أعرف هذا الأمر أناهض الزواج أيضاً ، ولدي انتقادات جادة ، ولن أقول بأنني أناهض الإنجاب ، ولكن على الذين لديهم أولاد يجب أن يدركوا مسؤولياتهم .
فلأمر المهم هو أن يستوعب الطفل معاني المرحلة التي مر بها منذ ولادته إلى اليوم ، وأن يمتثلوا ثقافتهم ولغتهم الأم ويتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم في مواجهة الإبادة الثقافية .
فلهذا السبب أنا أنتقد كل هذه الزيجات بشدة ، وربما تأخذ النساء على خاطرهن ولكن إذا كنا عاجزين حتى عن تعليم أطفالنا لغتنا الأم ، وإذا كنا سنستسلم لهذا النظام فلا يمكن أن يكون هناك أي معنى لكل ذلك .
إن هذا الموضوع هو الأكثر مصيرية لدينا ، أي يجب جعل الأطفال يمتثلون لغتهم الأم وثقافتهم عند نشأتهم .
الإبادة العرقية الثقافية لا تشبه الإبادات الأخرى ، فهي الأخطر ، بل هي أخطر من الإبادة العرقية الجسدية ولكن هذا غير مفهوم ، فهي تصيب الإنسان بالتفسخ وتُخرجه من إنسانيته ، وتُظهر شخصية معدومة الكرامة ، بل إن الإبادة العرقية الثقافية تدفع بالإنسان إلى حال لن تستطيعوا القيام بشيء عندما تدركون ذلك .
هذه الإبادة العرقية الثقافية باتت حبلاً أو سلسلة مضروبة على أعناقنا وأفواهنا تمسك بنا وتستعبدنا ، والأطفال ينشأون وفي أعناقهم تلك السلاسل والعائلات لاتفعل شيئاً لتحطيمها بل يسعون إلى دعمها .
عندما أقول ذلك يجب أن لا يُفهم بأنني أناهض التركية أو تعلمها ، فنحن نتعلم اللغة التركية أيضاً وليس لدينا اعتراض عليها ، وفي هذه الظروف اضطررت إلى ترك الكردية جانباً ، ولكن كل ذلك لا يعني أننا تخلينا عن هذا النضال .
إن الرياضة أيضاً قد تلطخت بالفاشية ، فعلاقة كرة القدم بالفاشية أمر معلوم ، وهذا يعاش في إدارة فريق دياربكر ، ولكنهم يمارسون أدبيات الفقر والمسكنة ! فهذه الأمور ليست جديدة ، بل هو مشروع يجري العمل به منذ أن كان “بيوكآنيت”(رئيس أركان سابق) قائداً للجيش الفرعي في دياربكر .
لقد شاهدتم أردوغان أيضاً ، حيث أخذ إلى جانبه على المنصة “هاكان شكري”(لاعب كرة قدم شهير) وبعض اللاعبين من فريق “غالاتاسراي” .
كل هذه أمور تجري عن وعي وإدراك .
يجري الحديث عن مسألة الألوان الثلاثة ، وعن كوني من مشجعي “غالاتاسراي” ، ولكن الآن كل من فريقي “غالاتاسراي” و “دياربكر” يخدمان سياسات الحرب الخاصة إذا لم يدقق النظر هناك بعض الأمور التي لا تُلاحظ ، فقد كانت هناك مباراة بين فريقي “دياربكر” و “غالاتاسراي” في التسعينيات على أرض دياربكر وعلى كأس تركيا ، ونظراً لأن مشجعوا دياربكر يحبون “غالاتاسراي” كانوا يصفقون له ، ومن لاعبي “غالاتاسراي” كان الحارس فقط وهو الأجنبي “تافاريل” كان يلتفت إلى المشجعين ويلوِّح لهم بيديه ويحييهم ، أما اللاعبون الآخرون حتى لم يلتفتوا إلى المشجعين .
إذا تخلص كل من فريقي “غالاتاسراي” و “دياربكر” من أن يكونا آلة لسياسات الحرب الخاصة ، فإنني سأكون من مشجعي كلا الفريقين .
كما أن شعب دياربكر لن يقبل بهكذا فريق لدياربكر ، فإذا كان فريق دياربكر ملكاً للشعب ، عندها يجب فتح المجال أمام جميع أبناء دياربكر ليكونوا أعضاء في النادي ، فبهذا الشكل يمكن دمقرطة الإدارة ، وعندها ستدافع الجماهير أيضاً عن فريق دياربكر وسيقدم الجميع كل الدعم الذي يستطيعون عليه .
في الحقيقة نعلم جيداً بكيفية استخدام الرأسمالية للرياضة .
فمن قبل تكلمت عن العناصر الثلاثة (الرياضة ، الفنون ، الجنس ) ، ولكن ذلك ليس عقبة أمام أن يقوم الشعب بشكل ديموقراطي بتأسيس وتطوير نواديه وجمعياته الرياضية .
فعلى الأكراد أن يؤسسوا كل أشكال نواديهم الرياضية ويمارسوا الرياضة في كل المدن والمناطق والقرى لتطوير رياضتهم .
فالرياضة مهمة على صعيد الصحة البدنية والروحية ، بالطبع يجب ممارستها .
كان قد جرى قتل إمام في الأيام الماضية ، الآن أفكر أنه يجب رؤية أن هناك سياسة جديدة لـ AKP ، ويريدون استخدام الأئمة هؤلاء ، فمن خلالهم يريدون ممارسة الدعاية على الشعب لخداعهم ، أنها ممارسة تشبه ممارسة حزب الله سابقاً ، وعلى شعبنا أن لا ينزلق إلى هذه الألاعيب ، حيث يجب الامتناع عن الذهاب إلى المساجد التي فيها مثل هؤلاء الأئمة ، وأن لايلقى هؤلاء أي اعتبار لهم ، حيث يمكنهم الاجتماع في بيوتهم وأن يمارسوا عبادتهم مع جماعاتهم لإفشال هذه السياسات .
أظن أنه جرى قتل إمام آخر قبل يوم أو يومين ، إنه من الشعب ويسمونه بـ “ملا” ، وعندها يتضح جيداً أنهم يحاولون خلط الأمور ، ويجب أن يلتزم الشعب بالحذر حيال هذه الألاعيب ونحو هؤلاء ويتخذ تدابيره .
ويجب أن ينبذوهم ، وأن يتخذوا كافة التدابير في مواجهة دعاياتهم المضادة .
كما ناقشنا سابقاً ، لقد تفاهم AKP(حزب العدالة ولتنمية) والجيش في الشورى العسكرية(عقدت في بداية شهر آب) ، فالجيش لن يتدخل في السياسة ويفتح المجال لـ AKP ، أما AKP فسيتغاضى عن كل العمليات التي تستهدف الأكراد والعنف في كردستان .
بالإضافة إلى أن “كوشانار” رئيس هيئة الأركان الحالي قد توصل إلى تفاهم أشمل من “بيوكآنيت” و”باشبوغ” (رئيسا الأركان السابقين) ، فقد كانت لكليهما تناقضات مع الحكومة في عهدهما ، ولكن يبدو أن تلك التناقضات قد تدنت إلى الحد الأدنى .
وبالأصل تقدم رئيس هيئة الأركان الجديد بطلب السماح للقيام بعمليات ماوراء الحدود ! بينما AKP سيستمر في هذه الأثناء بخداع الأكراد بأساليبه ، فهاهو مثلاً سيُدخل الأئمة على الخط .
الخسائر التي تحدث في الكريلا في الأيام الأخيرة تحزنني جداً ، إنه مؤلم .
وحدوث ذلك في مرحلة وقف العمليات يثير غضبي ، ويجب عدم فهم وقف العمليات بشكل خاطئ ، حيث يمكنهم الدفاع عن أنفسهم والرد بالمثل بكل الأشكال في إطار الدفاع المشروع وهذا أمر لا نقاش فيه .
ولكن كما يُرى ، نحن نقوم بكل ما نستطيع من أجل السلام والحل الديموقراطي ، ونبدي كل التضحيات ، ولكن النتيجة أمام الأنظار . و أؤكد مرة أخرى بأن كل شيء سيصل إلى النقاء فيما بين 13 ـ 20 أيلول .
وقد يحدث تحامل وعمليات عسكرية شاملة تهدف إلى الإبادة بعد هذا الاستفتاء ، ويجب وضع هذا الأمر في الحسبان .
ولكن حتماً يجب أن يدافع الأكراد عن أنفسهم بكل شكل في مواجهة كل اعتداء .
الأمر غير ممكن بالنمط القديم .
وكما أوضحت سابقاً ، أنني لست قادراً على ممارسة القيادة العملية من هنا ، فظروفي غير مناسبة لذلك ، ولهذا السبب هم سيتخذون قرارهم وسينفذونه بأنفسهم .
بعد العشرين من أيلول أنا لن أتدخل في أي شيء ، والمسؤولية لن تعود إليّ ، وعلى الدولة أن تعرف ذلك .
هم الذين يتخذون قرارهم في كل موضوع وهم الذين ينفذونه ، وعليهم أن لا يتخذوا القرارات التي لن يستطيعوا تنفيذها ، فإذا كانوا سيطبقون الإدارة الذاتية الديموقراطية فعليهم أن يدخلوا ضمن بنية وتموضع يتناسب مع هذا الأمر .
للمرة الأخيرة أوجه ندائي إلى الدولة والحكومة ؛ نحن نريد أن نحيا أحراراً في هذا الوطن ، وليس لدينا مطلب من قبيل الإنفصال ، وقد قلناها مرات عديدة ، ويجب قبول مطالبنا العادلة ، وفي حال العكس فنحن على حق عند استخدام حقنا في المقاومة .
هناك المشاكل التي يعيشها المعتقلون والمحكومون في السجون ، كما هناك ما يقارب على الخمسين من الذين مرضهم عضال في كل السجون ، هؤلاء أغلبهم مصابون بالسرطان وأوضاعهم سيئة ، أحزن كثيراً من أجل هؤلاء الرفاق ، وأتمنى الصبر والشفاء لهم جميعاً ، في هذا الموضوع على الجميع أن يقوموا بما يستطيعون عليه ، يمكن للمنتمين إلى BDP بذل جهودهم لدى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بهذا الصدد ، أما بشأن الظروف السيئة الأخرى ، فمع الأسف نحن جميعاً نحيا هذه المشاكل ، ونحن هنا منشغلون بنفس القضايا ، حتى أنني مثلاً لا أستطيع الاستفادة من حقي في التلفزيون والهاتف ، كما قلت أتمنى للرفاق جميعاً الصبر ، وأبعث لجميعهم محبتي وتحياتي .
أنا أهنئ جميع شعبنا بمناسبة عيد الفطر ، أبعث بتحياتي إلى شعبنا في دياربكر وإزمير .
تحياتي للجميع ، طابت أيامكم .
لقد تمت معايشة مسار مماثل في عام 2001 أيضاً ، ففي تلك المرحلة كان العسكر يسيرون اللقاءات ، ولكن بينما كانت تلك اللقاءات انقطعت فجأة في عام 2001 .
ولهذا لا يمكن قول شيء حاسم ، فربما يحدث نفس الشيء .
تعلمون أنه في ذلك الوقت حدث تدخل في شؤون “أجويد”(رئيس وزراء تركيا راحل) ، بينما الأشخاص المسؤولون الذين يأتون الآن مدركون للمرحلة ، فهناك من يرى أن الأمور لن تستمر هكذا .
إن “واللرشتاين” عالم اجتماعي مهم ، هو أيضاً ، يوضح ضرورة أن تقوم تركيا بتغيير بنيتها الأحادية ، وأن نموذج الدولة الأحادية قد أكمل أجله ، وأن الدول التي اكتشفت هذا النموذج مثل إيطاليا وانكلترا وفرنسا قد تخلت عنه ، وإذا طبقت تركيا الإدارة الذاتية فإن الدولة الأحادية ستنتهي .
نعم إن أقواله متوازية مع ما نقوله .
بالإضافة إلى أنه يوضح فيما إذا كانت الإدارة الذاتية الديموقراطية تهدف إلى تجاوز الهرمية المجتمعية أم لا وذلك أمر مهم جداً ، ومن المحتمل أنه يتابع حركتنا وآراءنا ، ويمكن أنه أدلى بتصريحات من خلال ذلك .
أنا أقول دائماً أن هذه الدولة القومية لها ماض لايتجاوز خمسة قرون على الأكثر ، وهي النموذج الأخير الذي تستخدمه الحداثة الرأسمالية في السيطرة على الشعوب منذ خمسة قرون .
أنا أناقش هذا الأمر منذ زمن طويل ، ولكنني تطرقت موسعاً إلى هذه المواضيع في “سوسيولوجيا الحرية” بشكل خاص .
يجب تحليل حقيقة الدولة القومية بشكل جيد ، فمرحلتها الأعلى هي الفاشية ، وأوروبا شاهدت ذلك عن قرب من خلال ألمانيا “هتلر” ، وفي الحقيقة فاشية هتلر هذه لم تنته كما يُعتقد ، فما دام مفهوم الدولة القومية هذا مستمراً سيبقى خطر الفاشية قائماً أيضاً ليستمر في خلق “هتلريين” آخرين .
نموذج الدولة هذا لايتطابق مع الشرق الأوسط قطعاً ، حيث أن نسيج الشرق الأوسط الاجتماعي والثقافي لا يتطابق مع هذا النموذج ، وأميريكا أحد الذين طبقوا هذا النموذج ولازالت تطبقه الآن في الشرق الأوسط .
ولكن ستعجزون عن تطبيقه على العراق ، بل لن تستطيعوا فعل ذلك قطعاً ، كما لن تستطيعوا تطبيق ذلك على أفغانستان أيضاً ، هذا غير ممكن .
هاهي الدولة الشيعية لا زالت تقاوم في سبيل تطبيقه في إيران ولكن لا تفلح ، فالشعوب تقاوم .
نظام الشيعية القوموي يُوَّلد المجازر ، وإذا استمرت إيران في تصميمها هذا فهي ستتضرر من ذلك .
والقوموية العربية ودولتها القومية أيضاً أسفرت عن الفاشية والمجازر بنفس الشكل ولا زالت .
أما وضع تركيا فأمام الأنظار ، فالفاشية التي يطبقها الأتراك البيض تعتبر جميع الاختلافات الأخرى غير موجودة ، حتى أن الإبادة العرقية التي مورست على الأرمن في عهد الاتحاد والترقي والعثمانيين ، اتخذتها ألمانيا النازية مثالاً لها ، واقتدت به ! فقد تعلَّم “هتلر” الفاشية من هؤلاء .
ولهذا نحن نقترح الإدارة الذاتية الديموقراطية ، ليس من أجل الأكراد فقط ، بل نقترحها من أجل جميع الشعوب والشرق الأوسط وأفغانستان .
مشروع الدولة القومية للحداثة الرأسمالية لا يحل قضايا الشرق الأوسط ، بل على العكس يجعل منها مأزقاً ، فهاهي إسرائيل وفلسطين أمام الأنظار .
الإدارة الذاتية الديموقراطية التي نقترحها ، لا تعتمد على الأثنية كما ليس لديها حدود جغرافية صماء ، بل تعتمد على الوحدات الديموقراطية للشعب ، وهذه الوحدات كثيرة ومتنوعة ، فيتم قبول كل شريحة اجتماعية كوحدة مجتمعية ديموقراطية .
مثلاً حي “باغلار” في دياربكر وأنا أعرف باغلار جيداً ، يمكن قبوله كوحدة مجتمعية ديموقراطية ، والناس الذين يعيشون هنا يقيمون مجالسهم ولجانهم ليتمكنوا من نقاش وحل مشاكلهم اليومية وجميع قضاياهم الأخرى .
كما يمكن قبول دياربكر بذاتها كوحدة مجتمعية ، فتقوم بإنشاء مجلس مدينتها ، ووحدات الأحياء الأخرى وهي ذاتها تجد تمثيلها ضمن هذا الإنشاء .
في كتاب “سوسيولوجيا الحرية” كنت قد شرحت ستة أبعاد للإدارة الذاتية الديموقراطية بشكل جيد .
وحتى تكون الإدارة الذاتية الديموقراطية مفهومة ، أفكر أنه من المفيد قراءة هذا الكتاب ونقاشه جيداً ، فببحوث هكذا يمكن تأليف كتب عنها ، ويمكن استنباط مقالات متطورة .
الأنشطة المتعلقة بالكونفرانس الوطني الكردي مهمة جداً ، ويجب أن تنضم كل الشرائح الكردية إلى هذه الأنشطة .
كنت قد شرحت رؤاي بهذا الصدد من قبل ، وقلت بالمبادئ النظرية الأربعة والمقترحات العملية الثلاث .
وتطبيق المقترحات العملية الثلاث مهم بشكل خاص ، فالأول ستكون آلية القرار الكردي ، أي مؤسسة على شاكلة البرلمان ، ولكن ذلك لن يكون بمعنى برلمان قومي ، بل أكثر من البرلمان يمكن تسميته بـ “المجلس الوطني لكردستان” ، فالأمر المهم هو أن يكون ذلك آلية تمكن كل الأكراد من اتخاذ قرار مشترك ، ويمكن النظر إلى مثال “منظمة التحرير الفلسطينية” في ذلك ، إنه يشبه ذلك جزئياً .
يجب أن يكون لذلك إجراؤها وتنفيذيتها وذلك هو إقتراحي الثاني ، وهذا سيكون الجهاز الذي يقوم بتطبيق وتنفيذ ما يتم إقراره عملياً .
أما الثالث فهو تكوين قوة دفاع ذاتي مشتركة ، وهذا مهم جداً ، حيث أنه متعلق مباشرة بأمن الأكراد .
فبدون توفير ضمان أمن الشعب الكردي يجب أن لا يتحدث أحد عن السلام ولا يتحدث عن التخلي عن السلاح .
هذا أمر واضح ، فبدون حل مسألة أمن الشعب لن يحدث شيء مطلقاً بعد الآن .
فهناك خطر الإبادة العرقية ، فهناك قوى لو وجدت الفرصة فهي لن تتردد في ارتكابها .
فالدفاع الذاتي شرط من أجل حماية الوجود ، والأكراد مرغمون على حماية وجودهم ، وهذا ليس محدوداً بالكريلا وبـ HPG ، ولهذا السبب أقول الحماية الذاتية شرط لا بد منه ، فالجميع مسؤولون عن ذلك ، كما على الأفراد أيضاً أن يحققوا حماية ذاتهم ، كما على الشعب أن يتخذ تدابيره ، حتى أنه إذا لم تتحقق مسألة الأمن هذه وما لم يتحقق أمن الأكراد ، يجب على شعبنا أن يفكر مرة أخرى عندما يرسل أبناءه إلى الجندية الإلزامية ، وعليه تقييم الشباب الذين يرسلهم إلى الجندية من هذه الزاوية أيضاً .
يجب تذكير أولئك التجار ومنظمات العمل تلك التي تدعي التكلم باسم الشعب في دياربكر بمدى مصداقية التحدث عن السلام إذا لم يتحقق أمن هذا الشعب .
ألا يرى هؤلاء خطر الإبادة العرقية حتى يتكلمون هكذا ؟ إنني أستنكر هؤلاء .
إنني أتأسف على محيط “الطرف”(جريدة) و”أورهان ميروغلو” و”ياسمين جونكار” ، إن هؤلاء يتجاهلون اللقاءات التي أجريناها والتضحيات التي قدمناها منذ سنوات من أجل السلام ، إنهم يظلموننا .
فالمجموعات التي يسميها محيط الطرف بـ”البرجوازية الكردية” ويريدون إبرازها ، وتدعي بتكتيم الأصوات التي تريد السلام ، لم يعد لها أية علاقة بالكردياتية .
فبقدر ما يتنكر هؤلاء لكرديتهم ، يحققون ريعاً كبيراً بنفس القدر ضمن هذا النظام ، ويتسلقون ضمن هذا النظام بنفس القدر ! فبينما الشعب يتضور ويعاني من الجوع والفقر ، يعيش هؤلاء بأفخم شكل ! ولا يمكن أن يمثل هؤلاء شعب دياربكر ولا الأكراد ، وشعب دياربكر لن يقبل بهؤلاء ولن يقبل بهؤلاء ممثلين له قطعاً ، إنهم يدّعون التكلم باسم الأكراد دفعة واحدة ! بينما هم بقدر ما يرتكبون من خيانة ، يحصلون على منافع أكثر من النظام ، وعلى الأكراد أن يعرفوا هؤلاء جيداً .
لقد قلتها سابقاً ، إن هذه الإبادة العرقية ليست محدودة بالإبادة الجسدية ، في الحقيقة تتم ممارسة الإبادة العرقية الثقافية والاقتصادية وفي جميع الميادين .
فكِّروا معي أنكم لا تستطيعون حتى تعلم لغتكم الأم واستخدامها بحرِّية ، وذلك أكثر الحقوق طبيعية .
بل إن معاهدات الأمم المتحدة تعتبر منع اللغة الأم وممارسة الضغوط عليها ومنع استخدامها بحرِّية ، على أنها إبادة عرقية .
ومعاهدات أوروبا التي تركيا طرف فيها توفر الضمانات لهذه الحقوق .
يجب عدم الالتفات إلى الحظر الموجود وبذل الجهود من أجل تجاوزه .
والعلاقة بيني وبين أمي مثال جيد على ذلك ، فعند الذهاب إلى المدرسة وأنا لازلت في السابعة وجدت أنه يتم إرغامي على تعلم لغة مختلفة عن لغتي الأم ، وكطفل ارتعدت من هذا الأمر ، وفكرت في كيفية تعلمي للغة أجنبية ، حيث كان يصعب عليّ ذلك ، وبسبب هذا الموضوع زاد حنقي على أمي وناقشتها ، وبذهنيتي الطفولية تلك عقدت الأمل على أن تنقذني أمي من تلك الإبادة الثقافية ، ولكن نظراً لأنها لم تفعل ذلك ـ وماذا يمكنها العمل ـ ناقشتها كثيراً وأبديت ردة فعلي .
وهل يمكنكم التفكيرفي أنني لم أتكلم مع أمي هاتفياً ولو لمرة واحدة حتى وفاتها .
فتمردي على هذا كبير إلى درجة أنني لم أبحث عن أمي حتى وهي على فراش الموت ، ولا زلت أعيش تلك الآلام .
ففي النقاشات قلت لأمي “حتى الدجاجات تتكلم مع فراخها بلغة تفهمها وتتفاهم معها ، وتحمي فراخها من الأخطار ، فلماذا لا تستطيعين ذلك ؟” .
هذه هي مسألتي ، وهذا هو الواقع الذي أظهر آبو .
مسألة اللغة الأم هذه مهمة بأهمية الخبز والماء ، فإن لم تستطع تعلم وتُعلِّم لغتك الأم لن تستطيع التفكير والإنتاج بشكل سليم .
فتصبح وكأنك تحيا موتاً دماغياً ، وهذا الأمر موجود في أساس القضايا التي يعيشها المثقف الكردي ، ولهذا لا ينشأ مثقف كردي قوي وذو نوعية كفوءة ! ذلك التمرد الذي ابتدأته بأمي ـ وفي الحقيقة لم يكن بوسع تلك المرأة المسكينة القيام بالكثير ـ استمريت به في مواجهة النظام ، وهأنذا هنا لذلك السبب .
يجب على عائلاتنا الوطنية أن تعلِّم أبناءها لغتهم الأم مطلقاً مهما حدث ، فذلك هو أهم بُعد في نضالنا ، وعليهم أن يفعلوا ذلك رغم كل الحظر وأن يتجاوزوه .
كما على KCD أن يرى نفسه مسؤولاً في هذا الموضوع ويطور أساليب ومؤسسات تقوم بتعليم اللغة الأم في الأحياء ، وعلى العائلات أن تحوِّل بيوتها إلى مدارس تعليمية تطوِّر فيها لغتها الأم .
وحساسيتي في هذا الموضوع معلومة ، وعلينا أن نفهم أهمية مسألة اللغة الأم هذه جيداً .
بسبب هذا الألم ولأنني أعرف هذا الأمر أناهض الزواج أيضاً ، ولدي انتقادات جادة ، ولن أقول بأنني أناهض الإنجاب ، ولكن على الذين لديهم أولاد يجب أن يدركوا مسؤولياتهم .
فلأمر المهم هو أن يستوعب الطفل معاني المرحلة التي مر بها منذ ولادته إلى اليوم ، وأن يمتثلوا ثقافتهم ولغتهم الأم ويتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم في مواجهة الإبادة الثقافية .
فلهذا السبب أنا أنتقد كل هذه الزيجات بشدة ، وربما تأخذ النساء على خاطرهن ولكن إذا كنا عاجزين حتى عن تعليم أطفالنا لغتنا الأم ، وإذا كنا سنستسلم لهذا النظام فلا يمكن أن يكون هناك أي معنى لكل ذلك .
إن هذا الموضوع هو الأكثر مصيرية لدينا ، أي يجب جعل الأطفال يمتثلون لغتهم الأم وثقافتهم عند نشأتهم .
الإبادة العرقية الثقافية لا تشبه الإبادات الأخرى ، فهي الأخطر ، بل هي أخطر من الإبادة العرقية الجسدية ولكن هذا غير مفهوم ، فهي تصيب الإنسان بالتفسخ وتُخرجه من إنسانيته ، وتُظهر شخصية معدومة الكرامة ، بل إن الإبادة العرقية الثقافية تدفع بالإنسان إلى حال لن تستطيعوا القيام بشيء عندما تدركون ذلك .
هذه الإبادة العرقية الثقافية باتت حبلاً أو سلسلة مضروبة على أعناقنا وأفواهنا تمسك بنا وتستعبدنا ، والأطفال ينشأون وفي أعناقهم تلك السلاسل والعائلات لاتفعل شيئاً لتحطيمها بل يسعون إلى دعمها .
عندما أقول ذلك يجب أن لا يُفهم بأنني أناهض التركية أو تعلمها ، فنحن نتعلم اللغة التركية أيضاً وليس لدينا اعتراض عليها ، وفي هذه الظروف اضطررت إلى ترك الكردية جانباً ، ولكن كل ذلك لا يعني أننا تخلينا عن هذا النضال .
إن الرياضة أيضاً قد تلطخت بالفاشية ، فعلاقة كرة القدم بالفاشية أمر معلوم ، وهذا يعاش في إدارة فريق دياربكر ، ولكنهم يمارسون أدبيات الفقر والمسكنة ! فهذه الأمور ليست جديدة ، بل هو مشروع يجري العمل به منذ أن كان “بيوكآنيت”(رئيس أركان سابق) قائداً للجيش الفرعي في دياربكر .
لقد شاهدتم أردوغان أيضاً ، حيث أخذ إلى جانبه على المنصة “هاكان شكري”(لاعب كرة قدم شهير) وبعض اللاعبين من فريق “غالاتاسراي” .
كل هذه أمور تجري عن وعي وإدراك .
يجري الحديث عن مسألة الألوان الثلاثة ، وعن كوني من مشجعي “غالاتاسراي” ، ولكن الآن كل من فريقي “غالاتاسراي” و “دياربكر” يخدمان سياسات الحرب الخاصة إذا لم يدقق النظر هناك بعض الأمور التي لا تُلاحظ ، فقد كانت هناك مباراة بين فريقي “دياربكر” و “غالاتاسراي” في التسعينيات على أرض دياربكر وعلى كأس تركيا ، ونظراً لأن مشجعوا دياربكر يحبون “غالاتاسراي” كانوا يصفقون له ، ومن لاعبي “غالاتاسراي” كان الحارس فقط وهو الأجنبي “تافاريل” كان يلتفت إلى المشجعين ويلوِّح لهم بيديه ويحييهم ، أما اللاعبون الآخرون حتى لم يلتفتوا إلى المشجعين .
إذا تخلص كل من فريقي “غالاتاسراي” و “دياربكر” من أن يكونا آلة لسياسات الحرب الخاصة ، فإنني سأكون من مشجعي كلا الفريقين .
كما أن شعب دياربكر لن يقبل بهكذا فريق لدياربكر ، فإذا كان فريق دياربكر ملكاً للشعب ، عندها يجب فتح المجال أمام جميع أبناء دياربكر ليكونوا أعضاء في النادي ، فبهذا الشكل يمكن دمقرطة الإدارة ، وعندها ستدافع الجماهير أيضاً عن فريق دياربكر وسيقدم الجميع كل الدعم الذي يستطيعون عليه .
في الحقيقة نعلم جيداً بكيفية استخدام الرأسمالية للرياضة .
فمن قبل تكلمت عن العناصر الثلاثة (الرياضة ، الفنون ، الجنس ) ، ولكن ذلك ليس عقبة أمام أن يقوم الشعب بشكل ديموقراطي بتأسيس وتطوير نواديه وجمعياته الرياضية .
فعلى الأكراد أن يؤسسوا كل أشكال نواديهم الرياضية ويمارسوا الرياضة في كل المدن والمناطق والقرى لتطوير رياضتهم .
فالرياضة مهمة على صعيد الصحة البدنية والروحية ، بالطبع يجب ممارستها .
كان قد جرى قتل إمام في الأيام الماضية ، الآن أفكر أنه يجب رؤية أن هناك سياسة جديدة لـ AKP ، ويريدون استخدام الأئمة هؤلاء ، فمن خلالهم يريدون ممارسة الدعاية على الشعب لخداعهم ، أنها ممارسة تشبه ممارسة حزب الله سابقاً ، وعلى شعبنا أن لا ينزلق إلى هذه الألاعيب ، حيث يجب الامتناع عن الذهاب إلى المساجد التي فيها مثل هؤلاء الأئمة ، وأن لايلقى هؤلاء أي اعتبار لهم ، حيث يمكنهم الاجتماع في بيوتهم وأن يمارسوا عبادتهم مع جماعاتهم لإفشال هذه السياسات .
أظن أنه جرى قتل إمام آخر قبل يوم أو يومين ، إنه من الشعب ويسمونه بـ “ملا” ، وعندها يتضح جيداً أنهم يحاولون خلط الأمور ، ويجب أن يلتزم الشعب بالحذر حيال هذه الألاعيب ونحو هؤلاء ويتخذ تدابيره .
ويجب أن ينبذوهم ، وأن يتخذوا كافة التدابير في مواجهة دعاياتهم المضادة .
كما ناقشنا سابقاً ، لقد تفاهم AKP(حزب العدالة ولتنمية) والجيش في الشورى العسكرية(عقدت في بداية شهر آب) ، فالجيش لن يتدخل في السياسة ويفتح المجال لـ AKP ، أما AKP فسيتغاضى عن كل العمليات التي تستهدف الأكراد والعنف في كردستان .
بالإضافة إلى أن “كوشانار” رئيس هيئة الأركان الحالي قد توصل إلى تفاهم أشمل من “بيوكآنيت” و”باشبوغ” (رئيسا الأركان السابقين) ، فقد كانت لكليهما تناقضات مع الحكومة في عهدهما ، ولكن يبدو أن تلك التناقضات قد تدنت إلى الحد الأدنى .
وبالأصل تقدم رئيس هيئة الأركان الجديد بطلب السماح للقيام بعمليات ماوراء الحدود ! بينما AKP سيستمر في هذه الأثناء بخداع الأكراد بأساليبه ، فهاهو مثلاً سيُدخل الأئمة على الخط .
الخسائر التي تحدث في الكريلا في الأيام الأخيرة تحزنني جداً ، إنه مؤلم .
وحدوث ذلك في مرحلة وقف العمليات يثير غضبي ، ويجب عدم فهم وقف العمليات بشكل خاطئ ، حيث يمكنهم الدفاع عن أنفسهم والرد بالمثل بكل الأشكال في إطار الدفاع المشروع وهذا أمر لا نقاش فيه .
ولكن كما يُرى ، نحن نقوم بكل ما نستطيع من أجل السلام والحل الديموقراطي ، ونبدي كل التضحيات ، ولكن النتيجة أمام الأنظار . و أؤكد مرة أخرى بأن كل شيء سيصل إلى النقاء فيما بين 13 ـ 20 أيلول .
وقد يحدث تحامل وعمليات عسكرية شاملة تهدف إلى الإبادة بعد هذا الاستفتاء ، ويجب وضع هذا الأمر في الحسبان .
ولكن حتماً يجب أن يدافع الأكراد عن أنفسهم بكل شكل في مواجهة كل اعتداء .
الأمر غير ممكن بالنمط القديم .
وكما أوضحت سابقاً ، أنني لست قادراً على ممارسة القيادة العملية من هنا ، فظروفي غير مناسبة لذلك ، ولهذا السبب هم سيتخذون قرارهم وسينفذونه بأنفسهم .
بعد العشرين من أيلول أنا لن أتدخل في أي شيء ، والمسؤولية لن تعود إليّ ، وعلى الدولة أن تعرف ذلك .
هم الذين يتخذون قرارهم في كل موضوع وهم الذين ينفذونه ، وعليهم أن لا يتخذوا القرارات التي لن يستطيعوا تنفيذها ، فإذا كانوا سيطبقون الإدارة الذاتية الديموقراطية فعليهم أن يدخلوا ضمن بنية وتموضع يتناسب مع هذا الأمر .
للمرة الأخيرة أوجه ندائي إلى الدولة والحكومة ؛ نحن نريد أن نحيا أحراراً في هذا الوطن ، وليس لدينا مطلب من قبيل الإنفصال ، وقد قلناها مرات عديدة ، ويجب قبول مطالبنا العادلة ، وفي حال العكس فنحن على حق عند استخدام حقنا في المقاومة .
هناك المشاكل التي يعيشها المعتقلون والمحكومون في السجون ، كما هناك ما يقارب على الخمسين من الذين مرضهم عضال في كل السجون ، هؤلاء أغلبهم مصابون بالسرطان وأوضاعهم سيئة ، أحزن كثيراً من أجل هؤلاء الرفاق ، وأتمنى الصبر والشفاء لهم جميعاً ، في هذا الموضوع على الجميع أن يقوموا بما يستطيعون عليه ، يمكن للمنتمين إلى BDP بذل جهودهم لدى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بهذا الصدد ، أما بشأن الظروف السيئة الأخرى ، فمع الأسف نحن جميعاً نحيا هذه المشاكل ، ونحن هنا منشغلون بنفس القضايا ، حتى أنني مثلاً لا أستطيع الاستفادة من حقي في التلفزيون والهاتف ، كما قلت أتمنى للرفاق جميعاً الصبر ، وأبعث لجميعهم محبتي وتحياتي .
أنا أهنئ جميع شعبنا بمناسبة عيد الفطر ، أبعث بتحياتي إلى شعبنا في دياربكر وإزمير .
تحياتي للجميع ، طابت أيامكم .
8 أيلـــــــــــــول 2010