وكل من يحاول أن يمتلك الحرية لنفسه دون غيره فهو يعيش على هامش قوانين الحياة))
أيتها الرفيقات والرفاق المناضلون
وتحقيقاً لذلك, أرى نفسي ملزماً بالدافع عن حقوق شعبي بالطريقة التي أراها مناسبة, وليست بالطريقة التي تملى علي من هنا وهناك, لتحقيق ماَرب ليس لنا فيه ما يعزز موقعنا في الحياة.
إنني أعلنت موقفي في رسالتي الأولى للملأ تنفيذاً لما يملى علي عقيدتي وايماني وتمسكي بأليات النضال ومستلزماته في سبل تحقيق رغبات شعبي وليست اشباعاً آنية وأنانية تكمن في مجملها تحقيق مصلحة فلان من الناس أو الانتقام من فلان.
لكنني عندما أسمع همسات خجولة من هنا وهناك لإلصاق تهمة غير موفقة على خلفية موقفي المعلن مؤخراً مفادها (ان الإعلان عن موقفي لم يكن متوقعا أو كان متوقعاً, الأسباب يتركونها في غموض أو يسحبون عليها ضبابية..).
إنها مبعث للسخرية, وكأنهم لا يرون في أنفسهم بغضهم وحقدهم اتجاه رفاقهم ان جازت التسمية على هذا النحو.
وهذا ما يجري إن أرجع الى الوراء عقداً من الزمن أو أكثر.
عندما واجهنا كتلة كانت قوامها عين الأشخاص بالإضافة الى فيصل يوسف.
لكني أسأل اليوم: أين كان موقع فيصل منهم ؟ الجواب على هذا السؤال يفكك كثيراً من العقد ويحل كثيراً من الاستفهامات.
حينها كان سكرتير الحزب يقف بالضد من تلك الكتلة بوضوح.
فقط أستطيع أن أؤكد بأن تلك الكتلة بدلت موقعها من فيصل الى حميد, ولم يتغير أي شيئ بعده الا البدء بالتصفيات جملة ومفرق.
وأما عن همسة التهم الأمنية, فأنها أسلوب عفى عليها الزمن لا يستعملها الا المهزوم والضعيف.
معيب أن أرد على مثل تلك التهم.
لو كان في ذلك صحة ما يقولون, لما تجرؤوا على اتخاذ أي موقف ضدنا, والوقائع تترجم الحقائق , ولسنا بحاجة الى المزيد.
لا يوجد في السياسة ثوابت غير الأهداف.
أما الآليات فهي متحركة ومتقلبة في كل الأمكنة والأزمنة وفقاً للشروط الظرفية, بما فيها الموقف من السكرتير.
لأن السكرتير بحد ذاته أداة من أدوات النضال وليس هدفاً نناضل من أجله (أرجو أن يكون مفهوماً لدى الجميع) أما أولئك الذين يضعون في أولوياتهم الحفاظ على شخصية السكرتير وبطريقة منافقية, ابتغاءً للوصول الى منافع شخصية ومن ثم تشويه صورة الهدف, هؤلاء يتحركون في دائرة هوامش قوانين الحياة, ليس باستطاعتهم الحفاظ على السكرتير ولا التوجه نحو الأهداف, بل أنهم أموات في داخلهم المظلم.
يا جماهير شعبنا المناضل:
أقولها, المناضل في زمن تغيب فيه جماليات النضال عن وجه المناضلين الحقيقين من بؤس وشقاء وحرمان, ناهيك عن انتهازية فئة من رفاقهم وتشويه صورهم الجميلة أمام الملأ خوفاً من انتصاراتهم.
إن المناضل يتمسك بجمالية النضال في زمن الهزائم هو أثمن شيئ على الأرض, والأرض الذي يتحمل على صدره مناضلاً منتصباً هو أقدس بقعة من بقاع العالم باسره.
اننا اخترنا طريق النضال من أحل حرية شعبنا, ليعيش حراً.
ولم نختار حزباً لتفريغ معاني النضال من محتواه الحقيقي.
إنني عندما أسمع بأن هناك مناضلاً لا يمتلك القوت في منزله ليطعم أولاده, بينما رزمه من قيادته يمضون أكثر أوقاتهم في المطاعم الفخمة ناسين بؤس ومشقة رفاقهم المناضلين, فأقول وبصوت عال بئس هذه القيادة وبئس سلوكها التي تلطخ جمالية وجه المناضلين الشرفاء.
أقول لهم : اما أن ترجعوا الى رشدكم أو أن تتنحوا أمام المناضلين الحقيقين.
إنني لا أؤمن بالغيبيات عندما لا يفيد الندم.
لأن المناضل يستمد قوته من القيم النبيلة الخالصة مليئة بالتضحية في سبيل حرية الغير.
يستمد طاقاته من نكران الذات, وإيمانه الكامل بانتصار الخير ليكون هو عاملاً خيراً لمجتعمه ونقمة للشر الأبدي.
إنني لست راهباً ولا خطيب مسجد لألقي لكم خطاباتي.
بل مناضلاً يقف في الصف الأمامي من رفاقه ليعمل من أجل تصحيح المسار والتوجه نحو مستقبل مشرق, نحو هدف مادمنا نؤمن بعدالته.
وأما أدعاءات بعضهم بأن الحزب أتخذ قراراً بحقي منذ ثلاث سنوات لأنني حرضت الطلبة وما الى هنالك..) فإنني لا أنفي ذلك, انني وقفت مع حقوق الطلبة ضد مسؤول المكتب الذي وضع يده على مستحقاتهم, فهذا شرفاً لي.
أما الذين يدعون بأنهم أتخذوا قراراً بحقي فهم كانوا متاَمرين من وقت بعيد الا أنهم رأوا وفي نفسهم رشداً في ذلك الوقت الغير المناسب لهم, لأنهم في حقيقة الأمر مدانون من قبل الحزب والمجتمع عندما وضعو يدهم على مستحقات الطلبة, فبدلاً من أن يحاسبوا المسيئ والمختلس, تكالبوا ضد من دافع عن حقوق الطلبة.
وهذا ما يؤكد لنا مرة أخرى : أن هؤلاء لا يستحقون أن يمثلوا قضية شعبنا, عليهم أن يتنحوا عن ركب المناضلين وسماتهم.
ومرة أخرى أدعوا كافة الرفاق أن يشكلوا ضغطاً على سكرتير الحزب لتشكيل لجنة تحقيق في ذلك ومحاسبة الميسئين علماً بأن سكرتير الحزب يعلم جيداً ملابسات الموضوع بشكل دقيق لكنني أضعه أمام مسؤولياته التاريخية, فأن قضيتنا هي قضية بمثابة قضية الرأي العام, فلا تموت بالتقادم ولو مر عليها دهراً وسيحاسبهم التاريخ أجلاً أم عاجلاً.