في مستهل كلامي احب ان اوجه تحية للاخوة الباعة المتجولين، و التوضيح لهم اني احترم عملهم الشريف وبحثهم الدؤوب عن لقمة عيشهم، ولم اهدف الى التشهير بكم، بسبب ما جاء في عنوان مقالتي بتشبيه رد احد الاخوة من الكتاب المتثاقفين، بندءاتكم وانتم تجوبون الازقة والشوارع بحثا عن احد المشترين لبضائعكم، فلاتبتئسوا ولا تحزنوا.
وبعد الاخ الكاتب والحبر الاعظم، حقا كنت بانتظار رد على مقالتي، من جنابكم، الذكي، الشاطر، الفطن، النبيه، الالمعي، الواسع الصدر، الطويل البال والروح، المتبصر، المتدبر للعواقب، الخارق للعادة، الثاقب الفكر، النافذ البصيرة، السريع الفهم للامور، الرابط الجأش، الثابت الجنان، الهادىء الاعصاب، غير ان ردكم مع الاسف جاء اشبه بنفثة دخان سوداء، منها الى نفحة هواء نقية، منبعثة من قلم آلي ذو خزان مترع بالحقد، كما انه جاء مطهوا في قدر من الغطرسة والتبختر، مبتورا، عبارة عن خربشات وخرمشات وخدوش تالفة ، وفي الوقت نفسه باعثة على الازدراء والاشمئزاز، لانها في الحقيقة لم تزد عن كونها اضغاث احلام واوهام، والافراط في التكلف والتصنع، ولم اعلم يا عزيزي سبب ثورة الغضب التي اجتاحت جنباتك الثائرة، وجعلتك ترتجف وتهتز وتنسل خفية وراء كلماتك، الى هذا الحد، وتكتب مقالا شبيهة بحبوب الذرة التي ما ان تقلى حتى تنفجر مطرقعة وتصبح منفوخة، وبترديدات مشعوذ يلقي بكلماته بسرعة و بطريقة آلية، وكجرس الموت الذي يقرع بدقات بطيئة عند جنازة الميت، وانت ما انت عليه من كاتب، شديد الخصب، غزير الاثمار، وفير العلم، خصب القريحة، صعب الانقياد.
وها انا اذ سارد عليك بامعان وعناية فيما جاء في مقالتك العصماء تلك، والتي لم تخلو من الغرور والزهو بالنفس، والتكبر والتبختر، وحالة تشوش فكري نتيجة توجسات مرضية:
ـ بالنسبة الى قولك “لما تقحم نفسك؟…”؟!.
لكأنّي، في عرف هذا الأخ، لستُ سوريّاً، ولست كرديّاً، ولا أنشط في حقل الكتابة والثقافة والصحافة الكرديّة، حتّى يعتبر إدلائي برأيي، إقحاماً، مرفوضاً، في حال خالفته الرأي!.
وبديهي، لو انني وافقته وتطابقت معه، لما اعتبرني “مقحماً” اسمي، في أمرٍ، هو المعني به، لا غيره!. “
ـ نعم لا يحق لاحد يا عزيزي ان يمنعك من الادلاء بدلوك ـ وياليته كان دلوا سليما غير مشقوق ـ و حتى ان تمتشقك حسامك، وتستل سيفك، او ان تشهر مسدسك، ولا ان تطلق وتقذف صاروخا في السماء، وهذا ما نريده منك ان تجهد نفسك في تحريم وحظر ومنع التعامل مع الاحزاب الكوردية، وان تصلح نفسك وتتصالح معها اولا قبل كل شيء، والكف عن مهاجمة الاخرين، لان اسلوبك هذا اصبح مثل الانشودة الدينية البائسة التي ترتل اثناء مرور الموكب الجنائزي، و حرر نفسك من هواجس انك اصبحت كالكاهن في الاديان الوثنية، ومحاولتك ظاهرة غير خفية في اقحامك لاسمك في نقاشي مع سفاسف بعض الشيوعيين الرجعيين ـ وهي تهمة كانوا سابقا يتهمون بها خصومهم ـ و ما قمت به كان التماسا للشهرة لا اكثر، و يبدو ان ذاك ميل فطري واستعداد غريزي تعاني منه.
ـ وارد على قولك ” هذا هو سقف الديمقراطيّة، في أحزابنا “الديمقراطيّة”، الكرديّة السوريّة، في ان تمنع كاتباً كرديّاً سوريّاً من إبداء رأيه، مهما كانت درجة الاختلاف معه!.
و إذا قلتُ: معلوم للقاصي والداني، منسوب الحضور الثقافي لكاتب هذه السطور، ومدى التزامي بقضايا وشؤون وشجون شعبي السياسيّة والثقافيّة والصحافيّة، بالمقارنة مع كاتب ذلك المقال: سيقول بعضهم: ها..، يمدح نفسه!.
والحقّ أن البعض، ينبغي أثناء كتابة ردودهم، أن يعوا ويعرفوا، على مَن يردّون، وأنّهم ليسوا نكرات ثقافيّة وأدبيّة صحافيّة كرديّة سوريّة!.“
بالقول ان الاحزاب الكوردية لا دخل لها في الذي بيني وبينك من السجال، فلا تقحمها كعادتك السيئة في اقحام المسائل في بعضها البعض من دون رابط، ولا تتبختر مثل الطاووس المنفوش ريشه خيلاء هكذا، وتحسب نفسك افلاطون امتنا، وما دمت قد ذكرت مؤهلاتك وعضلاتك الثقافية، وشككت بمؤهلاتي العلمية، اجد ان من واجبي القول لك، ولو ان مثلك لايلقي السمع وهو شهيد، اني مدرس جامعي ولي خدمة تمتد الى سبع سنوات في جامعة دهوك، و كذلك اني باحث في مركز الدراسات الكوردية وحفظ الوثائق/ التابع للجامعة ، وكان لي الشرف في كتابة اول رسالة ماجستير عن قضية شعبنا تحت عنوان” الحركة القومية الكوردية في كوردستان ـ سوريا 1946 ـ 1970″ ونلت عليها درجة جيد عالي ، من قبل لجنة علمية ضمت دكاترة من جامعة الموصل، وجامعة صلاح الدين وجامعة دهوك سنة 2003، ورسالتي طبعت ككتاب منذ سنة 2004، ولن اعدد لك اسماء الكتب والبحوث العلمية والمقالات المنشورة لانها ليست قليلة، و للتذكير كان اخر كتاب لي بعنوان ” العلاقات التركية ـ الاسرائيلية 1949 ـ 2009 بين الاستقرار والتأرجح” ، مع العلم اني خريج جامعة دمشق ، كلية الاداب / قسم التاريخ سنة 2000، والفرق بيني وبينك ببساطة يا صاحبي، انك ظاهرة صوتية تالفة وفاشلة تعاني من تورم خبيث في حب الظهور، و لكنها في الحقيقة ما هي الا تربة فقيرة في العناصر الضرورية لنمو النقد البناء، في حين يعلم كل المحيطين بي، اني صرفت اكثر جهدي ولازلت في تعليم طلابي والاشراف على بحوثهم العلمية، وتدريسهم مادة ” فلسفة التاريخ” لسنوات مرت، ولا اقول اني وصلت الى نهاية المطاف، بل اعتبر نفسي في اول الطريق، حسب قول الامام علي “لجاهل متعلم، خير من عالم متعنت “، ولا تقل اني امدح نفسي فلو كان هدفي ذاك لصرحت بمؤهلاتي اول مرة.
ـ وبالنسبة الى الجملة السمجة، الاشبه بالمقانق والسجق الاحمر التالف ” وهل الجهة التي تغتصب حقوق شعب، وتهين أبناءه، ينطبق عليها نعت: الخصم أو الغريم أو المعارض الفكري، أم نعت الطغمة التوتاليتاريّة المستبدّة الفاسدة التي ينبغي محاربتها على اعتبارها العدو، حتّى تجنح تلك الجهة للسلم والديمقراطيّة!؟.
والمحاربة ليست بالضرورة مسلّحة!.
وإذا كان هكذا صنف من الأنظمة، خصم وغريم والمعارض للفكري لذلك الكاتب، هذا يملي عليه أن يكون بالضدّ، ونقيض سلوكيّات وذهنيّات تلك الطغم!.
وصاحبنا هنا، يمنّي النفس أن يكون خصمه وغريمه أو معارضه الفكري، من هذا الصنف، لكن اتّضح له أن كاتب هذه السطور، هو خصمه وغريمه ومعارضه”
ـ الفقرة التي ذكرتها واضحة وضوح الشمس، غير ان البقع السوداء في مخيلتك، تأبى الا ان تشوه الحقيقية وتزيفها وتلتف حولها، كالساحر البائس الذي يحرك احدى يده كي يلهي الحضور عن تحريك اليد الاخرى ، فيما هو يغش ويحتال على الجمهور، من اجل نيل القبول والتصفيق، اقول لك يا عزيزي وقرة عيني ولغيرك ان من يضطهد ابناء شعبي ويذيقهم الهوان واي كان، هو غريمي وعدوي، واظنك لو امعنت بروية الى جملك وكلماتك المترعة بالثلب، والطعن، والقذف، والدس، بحقي وحق الحركة القومية الكوردية ـ ولاتقل متى قلت هذا؟ ـ يعلم انك تخرجت من مدرسة البعث العتيدة على الاقل ثقافيا، والقراء يعرفون من منا آلة صاقلة وماكينة تلميع لاخطاء الاخرين.
ـ وعن عباراتك “والحال هذه، هل أنا أساجل وأجادل وأواجه سيغمون فرويد، دون أن أدري!؟.
وعليه، ما هي طرائق التحليل والاستدلال التي توخّاها صاحبنا، حتّى اكتشف “أوهامي” المرتكزة على ألاّ “منجى أو مأوى أو ملاذ من قلمي”؟!.
يبدو لي، ومن خلال تلك العبارة، أن الانجرار للسجال القيم، هو محض تحدٍّ، لا أكثر ولا أقلّ.
وبالتالي، فالقول: إنه لم يكن في الامر، “ترصدًّاً أو تعمُّداً”، وألاّ يكون السجال “كرديّاً _ كرديّاً”، وإحالة اسباب كتابة “ردّه” إلى تمالحي وأوهامي، هي محض ترّهات وفذلكات، وكلام بالي، لا يصلح حتّى لترقيع خيم الأحزاب _ القبائل، الكرديّة السوريّة!.
ثمّة في الأمر، مكايدة وتقصّد، لا يجاهر بها كاتب “الردّ” الذي لم يتمالك نفسه، وتجنّب الجَلَد والأناة…، إلى آخر ما استهلّ به مقاله، وانجرّ للسجال القيم!.
لكنّ، ليَعلم، بأنني أناقش أفكار، وليس فكر، لكون هذه الاحزاب لم تنتج فكراً، ولا أناقش أشخاص، مع احترامي الشديد، لجهد أيّ وطني كردي سوري ضمن هذه الاحزاب، ينحاز لنصرة شعبه الكردي، بما أوتي من مراس وخبرة وتجربة وروح ومال.
وبالتالي، لا يظننَّ أحدهم، كائناً من كان، أنني أردّ على شخص، بعينه.
أنا أردّ على سلوك، وليس سالك!.“
ـ انا لم اعتبر نفسي يوما سيغموند فرويد او غيره من عباقرة البشرية، او اني احلل شخصيات المجانين والمعتوهين والملحوسين والمهووسين، بل ان عقلك الباطن وشطحات كلماتك هي التي تظهر انغماسك في عبادة الذات الى هذه الدرجة الخطيرة، للكشف عن وساوسك القهرية تلك وعداءك لابناء شعبك حد الثمالة، و لاتحاول ان تنفي عن نفسك محاولاتك اليائسة في مهاجمة شخصيات الحركة بصورة شخصية، ولو اني لست محاميا لاحد منهم وما كنت يوما، وتقمصك لشخصية بلوتو اله الموتى والجحيم عند الاغريق، وحبذا لو كان ديدنك مناقشة الافكار لا الفذلكات واستعراض العضلات المنفوشة هنا وهناك، والكف عن وظيفة ” المحولجي” المكلف بتغيير خطوط القطارات حسب اهوائه لا حسب النظام .
ـ وبالنسبة الى جملتك “انظروا الى الجودة في انتقاء المفردة، والحذاقة والمهارة في التوصيف والتسخيف والاستهتار!.
هل هذا كلام صادر من شخص طموح، دأبه البحث العلمي!؟.
هزلت، وحقِّ البحث العلمي وأربابه!.
ثمّ نتساءل عن أحوال الأحزاب، إذا كان باحثوها العلميون من هذه الطينة الكريم” الا ترى انك قبل ان تلقي عظتك وان تحنجل، كان المفروض منك “ان لاتنه عن خلق وتأتي مثله”.
ـ وبخصوص قولك “ أن يعدد لنا، عدد الكلمات البذيئة التي استعملتها في مقالتي “حين يتحوّل حماة القضيّة إلى قتلتها”؟!.
أم شحنة المكايدة والانفعال، دفعت بباحثنا وكاتبنا العزيز، إلى رصف الكلام واطلاقه، كيفما اتفق!؟.” اخي العزيز ان طلبك مني تعداد الكلمات البذيئة التي استعملتها في مقالتك الرهيبة، يدل دلالة قطعية اما انك لاتعي ما تكتب، او انك تحاول تقمص دور الضحية فيما تقول وتفعل.
ـ وعن كلامك “ إلى آخر نعوته وأوصافه البحثيّة المُحكمة، لكن، أن ينزلق الى وصف مفرداتي بـ”البذاءة”، فهذه إهانة، للمواقع الكرديّة التي نشرت مقالي، قبل ان تكون إهانة لي، وطعناً عشوائيّاً في مراسي وتجربتي في الكتابة!.
والحقّ، أنني بدت أتوّقع، أيّ شيء من العصبيّة الحزبويّة التي تتجلّى في أبهى حللها، في “ردّ” السيّد المثقف الحزبوي المحترم!.
عزيزي وابن شعبي، المواقع الكوردية الملتزمة بالحقيقة هو موضع احترامنا وتقديرنا ونشكر القائمين على ادارتها ليل نهار، ومحاولتك في خلق حالة عداء بيني وبينها لاشك انها مكشوفة وفاشلة وواضحة للعيان، وقولك ” انها اهانة” هي الاهانة نفسها وليس غيرها، نعم انا حزبي احب قضايا امتي واتطوع اليوم وغدا في خدمتهم، ولست مثلك مثقوب الفكر والذهن، وادعي بصلافة اني مثقف، وهذه لعمري سخافة وليست ثقافة.
ـ وبالنسبة الى القول “وربِّ الكلمة، أعجزُ عن إفهام من لا يودّ فهم، إلاّ ما يُريد، ويكيل ويكيد بناءاً على هذا الفهم الانتقائي!.
ولن أعيد وأكرر الأفكار التي طويت عليها مقالتي، التي أثارت غضب وحميَّة الحزبوي الكريم، ودفعته لقول ما قال!.
ولعلّ نبرة التهكُّم في وصفي بـ”الكاتب الأزلي”، مردودة على صاحبها، وكفانا الله شرّ المقاييس والمقارنات“
ـ اخي ـ وبالرغم من كل مساؤك ـ انت تعجز حتى عن افهام نفسك مالذي تريده، فكيف بك تقنع الاخرين بحقيقة ما تطلبه وتبغاه، انت باختصار تعيش ضمن دائرة مغلقة من عبادة النفس .
ـ وبخصوص كلامك “ الوصفة، أن تكونوا حزبيين، وليس حزبويين!.
أن تكفّوا عن ترقيع القبائح، وتعلنوا الطلاق من ذهنيّة التبرير!.
أن تصلحوا أحزابكم، بوعي نقدي جريء، يعترف بالبؤس والخراب والعطل والفشل الحاصل، كمدخل للانطلاق نحو الامام، والنهوض بالجسد السياسي الكردي المترهّل والمتضعضع والمتخاصم، والذي يأخذ بعضه غريماً، لبعض.
أن تتصالحوا مع العصر، وتخرجوا الحزب من خيمة القبيلة وإرثها“
حزبيين لا حزبويين، الا تلاحظ معي انه اسلوب كلاسيكي فاشل في التعبير عن الرأي، وكفانا ما سمعناه من النخب الثقافية العروبية امثال عطوان وغيره من ترديد العبارات الفجة، والجسد الكوردي وان ترهل وتضعضع فهو لانك ومن كان على شاكلتك، اسوء من الذين تنتقدونهم، فبدلا من الانخراط في خدمة مصالح شعبكم، حاولتم بناء مجد شخصي باهت على حساب محاربة تكوينات شعبكم السياسية، و يا عزيزي اصلاح حال التنظيمات الكوردية لايكون بهذا الشكل البربري السطحي، بل بتقديم النصح للقيادة والقاعدة معا، وحثها على تغيير انساق تعاطيها مع المقابل، واشعال شمعة خير من لعنة الظلام، او على الاقل المساهمة بتوعية الجماهير ثقافيا عبر اعداد البحوث لا بالمفرقعات الصوتية هنا وهناك، وان كانت الاطر السياسية لاتعجبك وتثير فيك عاصفة من عدم القبول بها والياتها.
فانا ايضا غير راض عن ادائها واوضحت ذلك في الكثير من المحافل وعبر كتاباتي عن الحركة بشكل عام.
ـ وقولك “ حاولت أن أكون متوازناً في مقالتي: “حين يتحوّل حماة القضيّة الى قتلتها”، لجهة توجيه النقد لمثقفي الاحزاب الكرديّة، وللحزب الشيوعي، على حدّ سواء.
ولا شكّ أن جرعة النقد للاحزاب الكرديّة ومثقفيها وكتبتها كانت أكبر.
نظراً لحرصي على أهميّة وضرورة إصلاحها!.
ويبدو أن الإصلاح، باتاً وهماً، نسعى له، في الحال السياسيّة الكرديّة، بدليل ما كتبه، أحدّ مثقّفيها “ردّاً” عليّ!.“ انصحك بترك هذا المديح والثناء لنفسك جانبا، فهي لن تفيدك قيد انملة، وانت بالتأكيد لست حوت لوياثان العملاق الوارد في التوراة، فمن قرأ مقالتك الدعسوقة ـ اللهم الا مجانب للحقيقة ـ يعلم انك لم تكن متوازنا ولا تعرف عن التوازن شيئا، والمثقفون الكورد الحزبيون منهم وغير الحزبيين بغنى عن نصائحك البائرة.
وبالنسبة الى جملة “ هل هو ضلوع في ما يفعله النظام، أم هو تهويل وتخضيم ومبالغة!؟.
وإذا كان تهمة الضلوع، أو التساؤل عن الضلوع، عادة آتية من الذهنيّة التوتاليتاريّة البعثويّة، ولا تستحقّ الاكترث والالتفاتة!”. يتضح هنا ارباكك و عدم قراءتك لمقالتي بالشكل الصحيح والمطلوب، فالذي قصدته من الضلاعة، كان مصدر فعل “ضليع”، بمعنى شطارة وكياسة، ولم اقصد انك ضالع في مؤامرة او كما صور لك ذهنك العظيم، و يا عزيزي ان احتقارك و مقتك و ازدرئك للحركة الكوردية في سوريا مسألة تسترعي الانتباه، فلابد ان وراء هذا الحقد جذور شخصية عميقة تمتد الى سنوات مضت.
ـ وعن كلامك “لا يا عزيزي، لست ممن تخونهم اللغة، ولا من الذين يكتبون بركاكة وتناقض في العبارات والافكار.
ولا داعي لتكرار رغبتي في الإصلاح والتغيير، والنهوض بالحال السياسيّة من بؤسها وحضيضها وركامها وخرابها وعطبها وتلفها…، ولست متحاملاً على هذا المنجز الفلكي، سياسيّاً وثقافيّاً، لحزبك العظيم، وطنيّاً وقوميّاً وديمقراطيّاً!.
وإذا كانت محاولاتي في التستّر وراء النقد والاصلاح فاشلة، برأي صاحبنا، فسأترك للقارئ العزيز، الحكم على محاولات تبرير وترقيع وتسويغ أمراض وأوبئة الحركة الحزبيّة، التي ينبري لها بعض كتبتها، أهذه المحاولات ناجحة أم فاشلة!؟.“ اقول لك احسنت بقولك ساترك للقارىء العزيز الامر، ولعمري انها الجملة الوحيدة المفيدة التي وردت في النص كله.
ـ وبخصوص تعبيرك “.
كلامك صحيح، بدليل “ردّك” الراقي المترف بجميل الكلام وعبيره!.
وحين أوجّه نقدي للحركة الحزبيّة، دوماً أتوقّع بأنّه سيطالني، ما يطالني من قبيح الكلام والاوصاف والتهم…، القوميّة والوطنيّة، التشكيكيّة، ولم أكترث يوماً بما يقوله كتبة أو بعض قيادات أحزابك العتيدة التليدة، عنّي!.
وهذه الخيم، إذا نابني من كتبتها سهام الطعن والتخوين، فلا غرابة في الأمر، ولن تجعلني أحيد عن ما أراه شأني ومضماري، في مسعى تحفيز الرأي العام حول ضرورة مجابهة الفاسدين في هذه الحركة، أيّاً كانت الاكلاف!.“ يا اخي اذا كانت كلماتي تجرحك الى هذا الحد، فكيف تسمح لنفسك ان ترمي الحركة الكوردية وكل مالا يوافقك الرأي بهذا السيل من القاذورات الكلامية، وتتقزز نفسك من احزاب الحركة الى هذه الدرجة، وهذه بديهة يعرفها المتتبع لك ويعلم انك تمارسها في طقوسك الصاخبة في حفلات مجونك الكتابية.
ـ وبالنسبة الى القول : “وددت يوماً، أرى أحد كتبة الاحزب الكرديّة، يتناولون علاقة الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني مع النظام السوري والعراقي والايراني والتركي، ومقارنة كلفة الاضرار والخسائر الناجمة عنها التي طالت القضيّة الكرديّة في سورية وإيران وتركيا والعراق، ومقارنة ذلك بعلاقة حزب العمال مع النظام السوري!.
هل يجروء احدكم على فعل ذلك، أيّها الباحثون العلميون؟!.
هل تجرأون على تناول علاقة قيادة كردستان العراق مع اسرائيل وامريكا، منذ مطلع الستينات، وحساب المنافع والخسائر، حيال ذلك؟!.
لماذا لا تتساءلون عن تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني في دمشق، وماذا يعني ذلك من تغطية امنيّة له، ودعم بالمال والسلاح، اعترف به المام جلال طالباني نفسه!؟.
النزاهة والامانة في البحث العلمي تقتضي سرد كل الامور والاحداث خلفيّاتها؟.
لماذا أجبر القائد الراحل الكيان السياسي الكردي على قبول السيّد دهام ميرو، لقيادة الحزب!، وكان قد ألقى بالكثير من قيادات الحزب الكردي السوري في سجنونه!.
ولماذا ذهب الحزب الكرديّ السوري الى كردستان العراق، مطلع السبعينات، حزبين، وعاد ثلاثة أحزاب؟.
لماذا يحدد الحزب الديمقراطي الكردستاني، أيّ جناح من البارتي هو الشرعي، جناح الراحل الاستاذ نذير مصطفى أم جناح الاستاذ نصرالدين ابراهيم!؟.
لماذا يحصل الاستاذ نصرالدين برهيك على غالبية الاصوات في مؤتمر البارتي، ثمّ تمنح قيادة الحزب للاستاذ د: عبدالحكيم بشّار، حسب ما سرّب من المؤتمر!؟.
يا باحثنا العلمي، العزيز، هذه الاسئلة، وأضعاف أضعافها، هي برسمك، ورسم كل مثقف وطني حريص على القضيّة الكرديّة في سورية، ويهمّه النهوض بهذه الحركة المتعبة والمنهكة!.” عزيزي الفطحل، كم وددت لو ان ردك لم يكن اعوجا، معقوقا، ملتويا هكذا، و اسئلتك اكثر بلاهة ، فما دخل البارتي في العراق والاتحاد فيما نقوله ام هي الاسطوانة المشروخة نفسها التي تعيدها ولم يرد عليك احد بخصوصها، ومع ذلك اجيبك، الفرق في علاقاتهما مع الاطراف الاخر، انها كانت تتعامل كاطراف معارضة ولها مكاتبها، بعكس الاخير الذي كانت علاقاته محصورة في الزاوية الامنية، وشتان ما بين الاثنين من الفرق، وعلاقات القيادة الكوردية بدولة اسرائيل وامريكا تحدث عنها الرئيس مسعود البارزاني بكل وضوح في كتابه الاخير” البارزاني والحركة التحررية الكوردية” ، واعلم انه امر طبيعي في الجامعات الكوردية هنا ان يكتب ويبحث احدهم فيها، وقد نال احد اصدقائي مؤخرا درجة الدكتورة هنا عن اطروحة تتحدث عن العلاقات الامريكية ـ التركية وتأثيرها على القضية الكوردية، وانا نفسي كونت مادة جيدة حتى الان لكتابة دراسة عن العلاقات الكوردية الامريكية منذ هجرة الكورد الى امريكا في منتصف القرن التاسع عشر واستقرارهم في مدينة ديترويت والعمل هناك والى الوقت الحالي.
ونحن لا نخاف من مواجهة الحقيقة هنا ودراساتنا متنوعة ولامانع علمي في وجه اي طالب لكتابة اي شيء، حتى اني طلبت من احد طلابي كتابة بحث عن حزب العمال وضرورة اجراء اللقاءات مع قياداته الحالية اذا سمحت الظروف، والسنة الماضية كتبت احدى طالباتي بحثا عن قاسملو واخرى عن الكورد في لبنان، وبخصوص تحريف التاريخ الكوردي السوري المعاصر، فهي محاولة فاشلة وسطحية منك ، فقائد الثورة الكوردية المرحوم ملا مصطفى البارزاني لم يفرض السيد دهام ميرو على احد، و الذين حضروا المؤتمر التوحيدي الاول في اب 1970 عرفوا مجريات الامور وكيف جرت.
و محاولة البارزاني الخالد في لم شعث الحركة هي مكرمة تاريخية منه لابناء شعبه الكوردي في سوريا، ولن تكون في حال من الاحوال نقيصة له، كما حولت ان توحي وانقسام الحركة الى ثلاثة احزاب كان سببه ضعف قناعة البعض بجدوى تجربة الوحدة، والبارتي في العراق لايعطي الشرعية لاحد على حساب احد في سوريا، بل هي القاعدة الجماهيرية التي تمنح ذلك، والرئيس البارزاني ليس بوارد تأليب احد الاطراف على حساب طرف اخر، وسحب الشرعية واعطائها لاي كان، فمثل تلك المؤامرات المحشوة بها ذهنك لن تجدها الا في رؤس شاكلتك من المثقفين المبدعين.
كيف تطالب بـ”تبادل الخبرات البحثيّة والمعرفيّة”، مع شخص، وصفته ومقالته بكل تلك الأوصاف؟!.
هل بقي هنالك موطئ خبرة معرفيّة وبحثيّة في الامر!؟.
وآخر أمنياتي وأملي ودعائي ورجائي: اللهم أكثر في أمّة الكرد، من الباحثين العلميين، ذوي العضد المكين، والمقال الرزين، الأصيل، غير المنتحل، والمليء بالابتكار، والذي لا يشوبه شواش فكري او معرفي، من طينة كاتب الردّ عليَّ.
واللهم أجعل مقال أعلى وأعلى وأسمى، وأكثر تأثيراً وثقةً ووزناً وجذالةً.
فمقالات من هذا الصنف، ما أحوجنا لها!.
إذ بها نقارع النظام الاستبدادي!، وبها سنعلي من الخبرات والتجارب المعرفيّة.
وهي مفاتيح القضيّة، ومثار رعب وذعر حكّار البعث في دمشق، لا غيرها من” نعم يا عزيزي كنت احب ان نتبادل المعرفة، فمثلا مقالاتك عن الوضع العام في تركيا المعاصرة جيدة في رأي، الى جانب مساهمات ادبية اخرى، وفقط لو حاولت ان تنزع عنك هذه القميص الفضفاض من التكبر والخيلاء والشعور بالمدح الكاذب، لكنت كاتبا حقيقيا.
ان المنتظر والمأمول والمرجو منك يا عزيزي ان تكف عن المتاجرة بحربك تجاه حركة شعبك الكوردي ليس في سوريا وحدها، لان هذا هو بعينة التفاهة والابتذال.