علي شمدين*
ان المتابع للشعارات السياسية التي تطرح هنا وهناك من جانب بعض السياسيين العرب الشوفنيين وخصوصا خلال الحملات الانتخابية ، يدرك بسهولة جدية المخاوف الكردية من المستقبل ، ومشروعية دفاعهم عن الدستور الذي صوت له الشعب العراقي والذي يضمن لهم حقوقهم ومكاسبهم القومية العادلة ، ويتفهم مدى تمسكهم بالفيدرالية كنظام ديمقراطي يؤسس للعراق الحديث الذي ضحى من أجل تشييده الملايين من الشهداء ، هذا النظام الذي يقطع الطريق امام عودة الدكتاتورية والطغيان الذي استهدف الشعب الكردي كجنس لابد من ابادته واستئصاله واستخددم ضده كافة صنوف الاسلحة المحرمة دوليا ونظم بحقه ابادات جماعية ..
ولعل تصريحات الامين العام السابق للحزب الاسلامي ونائب رئيس الجمهورية الحالي )طارق الهاشمي( ، تعد من أخطر تلك الشعارات الشوفينية التي طرحها مؤخرا في مقابلة مع (الجزيرة) بتاريخ (8/3/2010) ومع صحيفة (الجريدة) الكويتية بتاريخ (9/3/2010)، والتي دعا فيهما الى ضرورة : (وضع الامور في نصابها الصحيح) ، و( تسمية الامور بمسمياتها الصحيحة ) ، و(وضع النقاط على الحروف ) ، لكون (العراق بلد عربي ) ، و(على هذا الاساس يجب ان تكون على رأس السلطة شخصية عربية) ، وهذا (جزء من خلاص العراق وعودته إلى محضنه العربي) ..
ويتابع اطلاق شعاراته الشوفينية التي فطم عليها خلال فترة حكم الطاغية صدام حسين ، ليمهد لطرح نفسه مرشحا لهذا المنصب من اجل تحقيق اهدافه غير النبيلة ، التي ينفيها الدستور العراقي الذي صوت له غالبية الشعب العراقي ، قبل ان ينفيها مبادئ العدالة والمساواة التي دعى اليها الاسلام والتي يفترض بان حزبه بني على اساسها ويؤمن بها ..
الحقيقة ان الشعب الكردي الذي ذاق الامرين على يد الانظمة الديكتاتورية والعنصرية ، لايستغرب من انتشار مثل هذه الشعارات في هذا الوقت بالذات ، حيث العراق عموما واقليم كردستان خصوصا ، بات يخطو خطوات هامة نحو ترسيخ النظام الديمقراطي التعددي الفيدرالي وتحقيق الامن والاستقرار وكان آخرها انجاز العملية الانتخابية بنجاح ، انما المستغرب حقا هو ان يكون هناك بين الشعب العراقي من يصوت لمثل هؤلاء الذين دفعوا العراق بشعارتهم الى التهلكة والدمار..
فبالامس خاض أثيل النجيفى انتخابات مجالس المحافظات تحت شعار اخراج البيشمركة من الموصل والشطب على المكون الكردي ، لاعادة هوية الموصل العربية اليها كما زعم ، وقد وجد هذا العنصري مع الاسف الشديد بين العرب من يصوت له للفوز بالأغلبية في المحافظة ويدفع بمدينة التاخي والوئام نحو دائرة الموت والارهاب والخراب ، الا انه لحسن الحظ فشل مثل غيره في تحقيق اهدافه البغيضة ، وظلت البيشمركة درعا وطنيا وظل الكرد جزءا اصيلا من هذه المحافظة رغم انف الحاقدين ، والنتائج الأولية للانتخابات الحالية تؤكد ذلك بشكل واضح ، مثلما ان نتائج انتخابات محافظة كركوك حسمت كردستانيتها بشكل لم يعد يحتمل مزاودات الشوفينيين وشعاراتهم ..
واليوم يخوض الهاشمي أيضا حملته الانتخابية تحت نفس الشعارات وهي الدعوة الى الشطب على المكون الكردي في العراق الحديث بشعارات باتت مقززة ولم تجلب للشعب العراقي سوى الويلات والمآسي ، ومطالبته باعادة الهوية العربية للعراق وذلك من خلال تعيين رئيس عربي ، وقد صوت له ايضا بعض العراقيين مع الاسف الشديد ، الا انه سيفشل بكل تأكيد في الغاء الدور الكردي في العملية السياسية او حجب حق الترشيح عن الرئيس جلال الطالباني ، وذلك لسبب بسيط جدا ، وهو ان عراق اليوم لم تعد تحكمه الشعارات الطائفية ، وانما تحكمه فقط صناديق الاقتراع ، والدستور الذي يصون حق الشعب الكردي في العيش بحرية وكرامة ويمنحه الحق في المساهمة في العملية السياسية كشريك كامل وليس كغريب ودخيل كما يخيل لامثال النجيفي والهاشمي وغيرهما ، كما ان تزكية رئيس الاقليم الاستاذ مسعود البرزاني لمام جلال مرشحا عن الشعب الكردي مدعوما من جانب أقوى الكتل السياسية العربية الوطنية ، فضلا عن سجله النضالي المشرف في مقارعة الديكتاتورية ودحرها ، وقيادته لعملية بناء العراق الفيدرالي الجديد، وصفاته القيادية وحنكته الديبلوماسية وشخصيته الكاريزمية التي فرضت احترامها على الاصدقاء وهيبتها على الخصوم والاعداء ، هي التي ستعيده الى رئاسة الجمهورية شاء الصداميون بشعاراتهم العروبية ام ابوا ..
السليمانية 10/3/2010
——-
ويتابع اطلاق شعاراته الشوفينية التي فطم عليها خلال فترة حكم الطاغية صدام حسين ، ليمهد لطرح نفسه مرشحا لهذا المنصب من اجل تحقيق اهدافه غير النبيلة ، التي ينفيها الدستور العراقي الذي صوت له غالبية الشعب العراقي ، قبل ان ينفيها مبادئ العدالة والمساواة التي دعى اليها الاسلام والتي يفترض بان حزبه بني على اساسها ويؤمن بها ..
الحقيقة ان الشعب الكردي الذي ذاق الامرين على يد الانظمة الديكتاتورية والعنصرية ، لايستغرب من انتشار مثل هذه الشعارات في هذا الوقت بالذات ، حيث العراق عموما واقليم كردستان خصوصا ، بات يخطو خطوات هامة نحو ترسيخ النظام الديمقراطي التعددي الفيدرالي وتحقيق الامن والاستقرار وكان آخرها انجاز العملية الانتخابية بنجاح ، انما المستغرب حقا هو ان يكون هناك بين الشعب العراقي من يصوت لمثل هؤلاء الذين دفعوا العراق بشعارتهم الى التهلكة والدمار..
فبالامس خاض أثيل النجيفى انتخابات مجالس المحافظات تحت شعار اخراج البيشمركة من الموصل والشطب على المكون الكردي ، لاعادة هوية الموصل العربية اليها كما زعم ، وقد وجد هذا العنصري مع الاسف الشديد بين العرب من يصوت له للفوز بالأغلبية في المحافظة ويدفع بمدينة التاخي والوئام نحو دائرة الموت والارهاب والخراب ، الا انه لحسن الحظ فشل مثل غيره في تحقيق اهدافه البغيضة ، وظلت البيشمركة درعا وطنيا وظل الكرد جزءا اصيلا من هذه المحافظة رغم انف الحاقدين ، والنتائج الأولية للانتخابات الحالية تؤكد ذلك بشكل واضح ، مثلما ان نتائج انتخابات محافظة كركوك حسمت كردستانيتها بشكل لم يعد يحتمل مزاودات الشوفينيين وشعاراتهم ..
واليوم يخوض الهاشمي أيضا حملته الانتخابية تحت نفس الشعارات وهي الدعوة الى الشطب على المكون الكردي في العراق الحديث بشعارات باتت مقززة ولم تجلب للشعب العراقي سوى الويلات والمآسي ، ومطالبته باعادة الهوية العربية للعراق وذلك من خلال تعيين رئيس عربي ، وقد صوت له ايضا بعض العراقيين مع الاسف الشديد ، الا انه سيفشل بكل تأكيد في الغاء الدور الكردي في العملية السياسية او حجب حق الترشيح عن الرئيس جلال الطالباني ، وذلك لسبب بسيط جدا ، وهو ان عراق اليوم لم تعد تحكمه الشعارات الطائفية ، وانما تحكمه فقط صناديق الاقتراع ، والدستور الذي يصون حق الشعب الكردي في العيش بحرية وكرامة ويمنحه الحق في المساهمة في العملية السياسية كشريك كامل وليس كغريب ودخيل كما يخيل لامثال النجيفي والهاشمي وغيرهما ، كما ان تزكية رئيس الاقليم الاستاذ مسعود البرزاني لمام جلال مرشحا عن الشعب الكردي مدعوما من جانب أقوى الكتل السياسية العربية الوطنية ، فضلا عن سجله النضالي المشرف في مقارعة الديكتاتورية ودحرها ، وقيادته لعملية بناء العراق الفيدرالي الجديد، وصفاته القيادية وحنكته الديبلوماسية وشخصيته الكاريزمية التي فرضت احترامها على الاصدقاء وهيبتها على الخصوم والاعداء ، هي التي ستعيده الى رئاسة الجمهورية شاء الصداميون بشعاراتهم العروبية ام ابوا ..
السليمانية 10/3/2010
——-
* كاتب وسياسي كردي من سوريا .