بالرغم من الحصار الخانق و نقص للكثير من المستلزمات الضرورية للحياة اليومية و الارتفاع الجنوني لأسعار المواد و الأحوال المعيشية المتدنية للمواطنين , نتيجة الازمة التي تتعرض لها المنطقة .. وبسبب هجرة قسم كبير من الكوادر الطبية الى الخارج وصعوبة السفر الى الداخل السوري نتيجة الصراع الدائر و سيطرة المجاميع المسلحة على طول الطريق الى الداخل تفاقم الوضع الصحي في المنطقة الكردية, وما زاد الطين بلة زيادة تعاريف المعاينة الطبية بنسبة 50% .
و تكلفة العملية 120الف ل.س ووضع المريض المادي متدهور و لايستطيع تأمين المبلغ المطلوب للعملية
الواقع الذي يعانيه الكثير من المرضى و حاجتهم الى اجراءات علاجية تشكل عليهم عبئً ماديا كبيراًو غياب ملحوظ لجهات داعمة و جمعيات خيرية لتمويل تلك الحالات
كما هي حال المريضة :فاطمة شرو حيث تعرضت مؤخرا لذبحة صدرية واحتشاء قلبي و هي بحاجة الى عملية قثطرة قلبية في مشفى عصام بغدي بالحسكة كونها المشفى الوحيد في الجزيرة تملك أجهزه خاصة بالعملية و العملية حسب المشفى و الطبيب المشرف الدكتور “خالدموسى” تتطلب مبلغ مالي قدرة 200 الف ل.س ووضعها الصحي تتطلب اجراء سريع للعملية ومع ذلك هي بإنتظار احد ابنائها في اربيل لتغضية نفقات العملية
دور الصيدليات ليست بأفضل من دور الأطباء , معظم الصيدليات تبيع الدواء للمواطنين بدون وصفات طبية وكأنها سلعة تموينية وغض الطرف عن أثارها الجانبية و مخاطرها على صحة المرضى و أيضا دون أي ضوابط في السعر و زيادة الربح في العلبة الواحدة بأكثر من 300% للسعر المعمول بها
علماً أغلب الدواء الموجود في الصيدليات أجنبية الصنع ومهربة الى المنطقة و بأبخس الاثمان
خولة عثمان تقول: الطبيب الجراح “م ش” وصف لي الدواء وأثناء مراجعتي للصديلية لشراء الدواء الموصوف طلب مني الصيدلاني مبلغ 3500 ثمنا للوصفة و بعد الرجوع الى المنزل و التدقيق في سعر الادوية تبين أن سعرها المعمول بها على العلب 550ل.س فقط
ناهيك عن بيع الادوية المنتهي الصلاحية و مصنوعة من قبل شركات غير معروفة و مرخصة و ما يرافقه من حالات التسمم الدوائي و التحسس و غيرها من المخاطر الناجمة من تناولها
الدكتور “أ م” يقول: بعض الصيدليات تقوم بشراء الدواء منتهي الصلاحية من تجار الادوية و تباع للمرضى وبأسعار مرتفعة.
اذا في كل الامم أناس حبب اليهم من دنياهم جمع المال و تكيسه وكرهوا أن تكون لهم يد في البذل وأسهام في العون وقت الشدة
وأيضا لابد من التنويه أنه يوجد من الفئة ذاته من الكوادر الطبية ممن ألتزموا بأخلاقيات وشرف المهنة و عملهم الانساني فمنهم من عاش للناس و الانسانية أكثر مما عاش لنفسه و بذل الكثير من قواهم و راحتهم دون ان يطلبوا ثمنا أو أجراً, مقدماً كل عون يستطيع تقديمه حتى يخفف عن أخيه في الانسانية ما يلاقيه من صنوف الشقاء و العذاب..
مأساة المرضى اليوم في المنطقة الكردية بين فكيَ أصحاب النفوس الضعيفة من الصيادلة والأطباء و غياب واضح للجهات الداعمة و ضابط قانونية و مراقبة على القطاع الصحي .. الواجب الانساني يفرض على الجميع أن يرتقوا الى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم و يتذكروا قسم أبيقراط الذي حلفوا عليه . لتكون الإنسانية شعارهم والرحمة مبدأهم والسلام منهجهم
وأيضامطالبة المنظمات الدولية لتقديم كافة المستلزمات الطبية و دراسة عن الحالات التي تستوجب اجراءات علاجية مكلفة و تسيير أمورهم مجاناً, و توجيه المعنيين في غربي كردستان بتفعيل “للنقابات الصحية الكردية ” ومراقبة وضبط القطاع الصحي و ارفاق تسعير موحد للمعاينات والادوية و توزيع بطاقات صحية مجانية للمحتاجين