أعارض إرسال الأسلحة الى الكرد
تشرد آلاف المواطنين الكرد من مدنهم وقراهم،
بعد سلسلة من الهجمات التي شنتها عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام”داعش”.
وفي السياق ذاته، قصف سلاح الجو الأمريكي، مجموعة من نقاط التمركز لعناصر داعش،
لتضع حداً لتقدمهم.
بات واضحاً للعيان، البرنامج والسلوك الذي
يسلكه داعش، متجسداً في سفك الدماء، وتهجير آلاف المواطنين الأبرياء، ودك المدن
بشتى صنوف الأسلحة الخفيفة والثقيلة، سالكاً سياسية البطش والقتل بكل وحشية بلا
هوادة. ومن هنا، كان لحزب الخضر الألماني كل الشكر والامتنان للموقف الأمريكي حيال
ذلك.
المشهد، مثير للجدل!! في صورة متقلبة، لا
ندري ماذا سيحدث، في الساعات والأيام والأشهر القادمة، حيث في البعض من المناطق،
لا تبعد عناصر داعش أكثر من 20 كم عن مخيمات اللاجئين.
في الأسابيع القليلة الماضية، تراجعت القوات
الكردية بشكل اضطراري، وفقاً للأسلحة المتقدمة التي في حوزة “داعش”، مما
كان السبب الرئيس في تراجع القوات الكردية إلى الخطوط الخلفية لأكثر من مرة.
وقفت القيادة العراقية عاجزة أمام الوضع
الراهن، لذا وفق القانون الدولي في مسائل الحماية، يتوجب على الأمم المتحدة الوقوف
عن كثب، أمام ما يحدث في شمال العراق. جميعنا، يقع على عاتقنا الوقوف بكل جدية وفق
الأمكانات المتاحة، للحد من وقوع مجازر بهذا الشكل بحق المدنيين.
الإقليم الوحيد، وفق عمل مؤسساته الدولية
القائمة الآن، هي حكومة الإقليم الذاتي للكرد”إقليم كردستان”، التي
بدورها تقدمت بطلب المساعدة من الحكومة الألمانية، بتقديم الأسلحة، ومساندة قوات
البشمركة للوقوف في وجه مجموعات الدولة الإسلامية”داعش”، إلى جانب استعداد
العديد من القوى في تقديم العون للاجئين، ريثما يتم تقديم المعونات الإنسانية
المطلوبة.
في صدد تقديم الأسلحة، يبقى الهاجس الأساس
في عدم الحفاظ والسيطرة على الأسلحة، من الأسباب المباشرة التي تقف بمثابة العائق
أمام تقديم الدعم العسكري المطلوب، وهناك العديد من الأمثلة عن هذا الشيء:في
ليبيا، مالي، وحتى داعش كانت لها القدرة في حيازة الكثير من الأسلحة المتطورة من
مستودعات الجيش العراقي، والتي من خلالها حصلت على التفوق العسكري.
في الجانب الآخر، كان لدى الكرد فرصة سانحة
بخصوص الاستقلال، بالرغم أن هذا الموضوع ليس في الوقت المناسب، لكن يبقى هذا
الشيء جيداً، في تقديم مشهد جميل أمام
السياسة الخارجية لألمانيا. وهكذا من الواجب، تكثيف جهود المباحثات واللقاءات،
ودفع الأمم المتحدة في اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال مايحدث. هنا، أنا على يقين
بفشل ذلك ، إذا كانت هذه التحركات قائمة بخصوص استراتيجية بعيدة الأمد.
هناك، نقطتان مهمتان بالنسبة لي: الأولى،
عدم تقزيم الموضوع في الوقوف أمام تقدم عناصر”داعش” فقط، بل العمل على
اجتثاث هذه المجموعة الإرهابية من جذورها، حيث داعش تسعى نحو السيطرة على إقليم
قادر على احتضان 8 ملايين نسمة، ويعمل في الوقت ذاته، على بناء إقليم خاص بهم،
إقليم دولي متقدم مزدهر.
السبب المساعد، في بناء”دولة
الخلافة” من قبل داعش، الفراغ الأمني الحاصل على خلفية انسحاب القوات
الأمريكية من العراق، والثورة السورية التي اندلعت في أواسط آذار 2011. والمسألة
لا تتوقف أمام التعاون السوري مع الدولة الإسلامية”داعش”، أو السياسة
الخاطئة للحكومة العراقية، الأهم من ذلك، اجتثاث هذه المجموعة، عبر تعاضد الشعب
والأحزاب الكردية، في وضع أسس متينة لسلطة قادرة على إنهاء الوضع الراهن بأقل
الخسائر، لكن في الوقت ذاته، لانعلم، ماذا سيكون موقف حكومة بغداد ودمشق حيال هذا.
يبقى الأهم في كل وقت، إنهاء داعش بشكل
نهائي، عبر القضاء على مجمل تحركاتها الميدانية، ومن الضروري تحريك القوات التابعة
للأمم المتحدة، وعلى ألمانيا المشاركة بكل جدية وفق ما يقع على عاتقها من واجبات.
اما النقطة الثانية والأهم، الآن، يجب ايقاف قتل المدنيين من قبل هذه المجموعات
الإرهابية، يجب العمل بكل حزم في حماية آلاف اللاجئين والمشردين، الذين نزحوا عن
قراهم ومدنهم في شمال العراق”إقليم كردستان”.
يجب العمل وفق مشروع جدي، على قوات البشمركة
العمل على حماية مخيمات اللاجئين، وتقديم كل البسالة في حماية حدود إقليمهم،
والقضاء على كل الاسلحة التي بحوزتهم، وضرب عناصر داعش، والعمل على إنهاء هذا
التنظيم، عبر رصد تحركاتهم وضرب اماكن تمركزهم، وفقاً للقانون الدولي في الامم
المتحدة، التي بدورها وقعت ألمانيا عليها.
السيد:
توم كوينغس
عضو البرلمان الألماني عن حزب الخضر