صلاح بدرالدين
مبعوث واشنطن إلى سوريا السيد دانييل روبنشتاين يقول : لن نقبل بتقسيم سوريا وأن اتهام الولايات المتحدة بالعمل على تقسيم البلاد باطل ولا أساس له ورئيس – الائتلاف السيد هادي البحرة يضم صوته بقوة الى صوت أمين عام جامعة الدول العربية بالقاهرة بأنهم بالضد من تقسيم سوريا والشيخ معاذ الخطيب يوافق الروس في الحفاظ على وحدة سوريا ويوحي في بيانه المنشور على موقعه بأن السبب الرئيسي لزيارته الى موسكو هو منع تقسيم سوريا ويبرئ في ذات الوقت نظام الأسد في السعي الى ذلك وتركيا ستحارب أية محاولات للتقسيم ومجلس التعاون الخليجي يعلن بكل مناسبة أنه سيعمل على صيانة وحدة سوريا وهكذا الحال بالنسبة لإيران وحكومة العراق وحتى حزب الله مع اتفاق الجميع على إخفاء هوية الفاعل – المجهول – المتهم .
وبالنتيجة وعلى ضوء خنق صوت الثورة وتجاهلها بل تجاوزها بات الجميع من اللاعبين الكبار والصغار يختبئون وراء هذا الشعار الفضفاض للتغطية على الهدف الأساسي الوحيد وهو: صيانة وحدة نظام الدولة ودولة النظام ومن ورائها وأد فكرة الثورة والالتفاف عليها كجزء من عملية الانقضاض على الجوانب الإيجابية المضيئة في سلسلة ثورات الربيع التي تشكل فيها الثورة السورية الفريدة بالمضمون والموقع والتأثير نموذجا واستبعاد خيار السوريين وثورتهم في اسقاط نظام الاستبداد واجراء التغيير الديموقراطي .
هؤلاء جميعا وبلا استثناء وبحسب مواقفهم وممارساتهم وأدائهم يعفون نظام الاستبداد من المسؤولية في ضرب الوحدة الوطنية وتشجيع نزعات التمسك بالهويات الفرعية (القومية والمذهبية) على حساب الهوية الوطنية الجامعة عبر سياسات الاضطهاد العنصري والتمييز الطائفي تجاه المكونات السورية الأخرى وخاصة الكرد وغيرهم وفي الوقت ذاته وكأنهم جميعا يعتبرون ولو بصورة غير مباشرة بقاء الثورة واستمراريتها سببا في تحديات التقسيم وتهديد وحدة البلاد علما أنها قامت أصلا من أجل إزالة أسباب الفرقة والانقسام تحت شعار (واحد واحد الشعب السوري واحد) . والقضية قد تحتاج الى نقاش .