اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، اجتماعها أواسط شهر آب 2014
على مدار يومين متتاليين, وقد استعرض الرفاق وبروح من المسؤولية العالية أوضاع
الحزب بمختلف جوانبه التنظيمية والسياسية والإعلامية ووضع الاليات والخطط الكفيلة بتقدم
الحزب وتعزيز دوره بين الجماهير وليستطيع مواكبة
المرحلة الراهنة والظروف المستجدة والتطورات الدراماتيكية التي قد تحصل في المنطقة
وما يترتب عليه من استحقاقات قومية ووطنية في البلاد والمنطقة.
السورية وما آلت إليه الاوضاع في البلاد من خراب
ودمار وقتل وتهجير على يد النظام والمجاميع المسلحة الارهابية وفي مقدمتها (داعش)
دون أن يبدو في الافق ما يشير بأن النظام سيغير من سلوكه الامني في تعاطيه مع
الملف السوري الشائك لا بل رأت بأنه ماض في سياساته القمعية ضد الشعب السوري
وثورته المباركة , وبمساعدة مباشرة من حلفائه الإقليميين
والإنسانية والأخلاقية, في حماية الشعب السوري ومناصرة ثورته المباركة,
وأكدت بأن الحل الوحيد لإخراج سوريا من أزمته الراهنة، يكمن في إنهاء النظام
الاستبدادي ومرتكزاته الامنية والسياسية والفكرية, وبناء دولة اتحادية ذات نظام برلماني
ديمقراطي تعددي, تترف بحقوق جميع المكونات, وتقر بواقع الشعب الكردي وتثبيت حقوقه
القومية والديمقراطية المشروعة, وفق العهود والمواثيق الدولية, في دستور البلاد.
كما
استعرض الرفاق واقع المعارضة السورية وفي مقدمتها الائتلاف الوطني لقوى الثورة
والمعارضة، حيث رأوا إنها تعاني خللاً بنيوياً نتيجة
تباين المواقف بين تياراته المختلفة إلى جانب الارباك في المواقف إزاء الشعب
الكوردي وقضيته القومية, لذا دعى الرفاق جميع القوى والشخصيات المنضوية تحت لوائه إلى
ضرورة التماسك ورص الصفوف وصولاً إلى وحدة الرؤية والخطاب السياسي إزاء القضايا المصيرية
في البلاد ومنها قضية شعبنا الكوردي, والالتزام بالوثيقة المبرمة بينهم والمجلس
الوطني الكوردي كونها تشكل ارضية مناسبة للبناء عليها وتطويرها
وفق مقتضيات المصلحة العامة.
ووقفت
اللجنة المركزية مطولاً أمام الأحداث التطورات الجارية في كوردستان ومناطق شنكال من
قبل منظمة (داعش) الارهابية ومحاولاتها المستمرة
الحيلولة دون أمن واستقرار الاقليم والعمل على تقويض التجربة الديمقراطية فيه من
خلال هجماتها المتتالية على حدود كوردستان
وبدعم من الجهات المعادية لتطلعات شعبنا القومية والديمقراطية, كما اشادت بقوة
واقتدار البيشمركة الأبطال وحكمة السيد الرئيس مسعود البارزاني قائد حركة التحررية
الكوردية وأعربت عن دعمها ومساندتها لخيار الاقليم في تقرير مصيره, وفي هذا الصدد
أقرت اللجنة المركزية بأن الحزب الديمقراطي الكوردستاني –سوريا, بمؤيديه ومؤازريه
ورفاقه وجماهيره العريضة وفي هذه المرحلة المصيرية من تاريخ أمتنا الكوردية, يعلن
مجدداً وقوفه خلف الرئيس مسعود البارزاني وإقليم كوردستانة, في مواجهة الأخطار المحدقة
بـالشعب الكوردي وتقديم الغالي والنفيس من أجل حرية كوردستان وأمنه وسلامة اراضيه
كما استنكرت اللجنة المركزية المجازر التي
تعرضت لها أبناء شعبنا من الديانة الإيزيدية في شنكال وتعرضهم لعمليات
(جينو سيد), من قبل تنظيم داعش الارهابي, وأعلنت عن تضامنها الكامل معهم داعياً الجميع إلى تحمل أعباء المسؤولية التاريخية
تجاههم, وفي هذا الصدد أثنت القيادة على جهود الرفاق في مختلف المواقع لوقفتهم
الشجاعة مع أخوتهم الكورد النازحين وتقديم يد العون والمساعدة لهم رغم الظروف
المعيشية الصعبة, وبالرغم من مضايقات أسايش (ب ي د) ومنعهم من استمرار مهمتهم الإنسانية
النبيلة, كما أعربت اللجنة المركزية عن تقديرها للجهود الدولية المبذولة لمناهضة داعش
ووقوفهم إلى جانب قيادة الاقليم برئاسة الأخ مسعود البارزاني وبيشمركته الأبطال في
حربهم ضد الارهاب والمنظمات الارهابية وطالب الحضور الأسرة الدولية العمل على
تسهيل العودة المحمودة للنازحين إلى مناطق سكناهم ومنع داعش من تنفيذ مخططاته الإجرامية بحق أبناء
أقدم ديانة عرفتها الإنسانية على وجه الأرض.
كما ناشدت
اللجنة المركزية المجتمع الدولي ومؤسساته الرسمية والأهلية, وقوى المعارضة الوطنية
الوقوف جدياً على محنة شعبنا الكوردي في كوردستان
الغربية خاصة في المجالات الانسانية والخدمية والمعيشية وتقديم كافة أشكال الدعم لهم
منعاً من ظهور الأسوء في قادم الايام .
استعرض الرفاق مطولاً وضع المجلس الوطني
الكوردي, مؤكدين بأنه لا يزال يحتفظ بأهميته على
المستويين الداخلي والخارجي باعتباره الحاضن الأوسع للحركة السياسية الكوردية
وجماهيرها، لذا يستوجب تفعيله ونقله من حالة العطالة والترهل إلى كيان سياسي نشط
يتسم بالمرونة والديناميكية والتجديد بعيداً عن المصالح الحزبوية والجهوية الكابحة
للتقدم والتطور ومحاولة الارتقاء به ليغدو ممثلاً حقيقياً وفاعلاً للشعب الكردي في
كوردستان الغربية, وملبياً لطموحاته وتطلعاته القومية والديمقراطية, من خلال البحث
الجاد لإيجاد السبل والآليات المناسبة وفي اسرع وقت ممكن.
كما
رفضت اللجنة المركزية جميع قرارات ومراسيم الهيمنة الصادرة من الإدارات الذاتية
لحزب الاتحاد الديمقراطي ومسلحيه ومحاولاتها المتكررة مصادرة
الحياة السياسة في المناطق الكوردية والتي تساهم في توتير الأجواء وزيادة الشرخ والانقسام
لدى الشارع الكوردي وتسبب حالة عدم الاستقرار وتزيد من هجرة الكورد وترك مناطق
سكناهم لصالح القادمين الجدد, لذا أكد الحضور استنكارهم وعدم رضوخهم للهيمنة من أي
طرف كان وسيبقى الحزب الديمقراطي الكوردستاني –سوريا, يناضل بكل السبل الممكنة ضد
من يحاول عرقلة مسيرته ونضاله الدؤوب من أجل حقوقنا القومية والوطنية في البلاد وسيبقى
وفياً لمبادئ الكوردايتي وملتزماً بنهج البارزاني الخالد في النضال والتضحية والإخلاص
ونذكر بأن هذه الممارسات الكيدية, والقرارات الخاطئة تخدم النظام الدكتاتوري فحسب وتساهم
في ديمومته, كما أنها تسيء لوحدة الصف والموقف الكورديين, وتقربنا من حافة الصراع الكردي–الكردي,
لذا ندعوهم الرجوع عن مواقفهم السابقة وإلغاء كافة هذه القرارات الاجراءات
التعسفية بحق أبناء شعبنا وحركته السياسية والعمل الفوري لإطلاق سراح جميع
المعتقلين السياسيين ومنهم الرفيق القيادي حسين إيبش وباقي رفاق وكوادر حزبنا والكف
عن حشر الحركة السياسية الكوردية في زوايا محرجة وملاحقة نشطائها وممارسة شتى صنوف
الترغيب والترهيب ضدهم .
وفي
الختام تناول الاجتماع وبشفافية كبيرة وبروح المسؤولية العالية، مختلف الجوانب
المتعلقة بحياة الحزب الداخلية والتنظيمية والإعلامية
وسبل تحسين وتفعيل مكاتبه التخصصية, واتخذ في هذا الصدد جملة من القرارات
والتوصيات الهامة والكفيلة بتقدم الحزب وتطوره وتفعيل دوره النضالي, في هذه
المرحلة الدقيقة والمصيرية من تاريخ شعبنا ووطننا.
اللجنة
المركزية
للحزب
الديمقراطي الكوردستاني – سوريا