جميل بايك وهو يتهجم على البيشمركة ويتناغم مع داعش..

عبدالرزاق علي


   وصل بـ(جميل بايك)،
الشخصية القيادية المثيرة للشبهات، ان لم نقل المشبوهة، للحزب العمال الكوردستاني
التركي، وصل به الأمر أن يتجرأ ويكيل الاتهامات لقوات البيشمركة، التي يحتمي بها
هو وحزبه، منذ أكثر من عقدين. واقع الحال الذي يتنكر له بايك كما تنكر باستمرار لجميل
الشعب والقيادة الكوردستانية، هو ان بقاء حزب العمال الكوردستاني في جبال قنديل
ومناطق المثلث الحدودي داخل أراضي كوردستان العراق، رغما عن رغبة الشعب
الكوردستاني ومؤسساتها الأمنية والعسكرية، المتمثلة بقوات البيشمركة، ليس بسبب
بطولات المدعو جميل بايك وقواته، انما بسبب احتمائهم بالبيشمركة.
 اذ ان الجيش التركي يتحاشى مواجهتهم في تلك
المناطق، لانها لا تقع ضمن الحدود الرسمية التركية المعترفة بها دوليا، وأي هجمات
للجيش التركي على تلك الجبال، تعتبر تجاوزاً على الحدود وعدوانا سافراً على حدود
دولة أخرى، الا وهي العراق واقليم كوردستان العراق، وبالتالي هي (أي الجبال) تقع
ضمن المنطقة التي تعتبر قوات بيشمركة اقليم كوردستان مسؤولة قانونيا ورسميا عن
حمايتها، لذا واستنادا الى كافة القوانين الدولية التي تحدد علاقات الدول وتحميها
من أية تجاوزرات، فان الجيش التركي يصطدم أولا بقوات البيشمركة، في حال قام بشن
هجمات برية واسعة النطاق على معاقل حزب العمال وملحقاته، حزب جميل بايك. منذ اعلان
(النضال المسلح) من قبل الحزب، لم تستطع قوات بايك، أن تحرر قرية واحدة ضمن أراضي
كوردستان تركيا ومساحتها أكبر من نصف مساحة العراق. وهنا لابد من القول، أتحدى
جميل بايك وجناحه المتطرف المذهبي والمشبوه داخل الحزب، أن يأتي ويعلن اسم قرية
واحدة، واحدة فقط، ضمن الآلاف المؤلفة من القرى والبلدات الكوردية في كوردستان
تركيا، يعلنها قرية محررة من سيطرة الجيش والسلطات التركية وتقع تحت سيطرة قواته.
اذن، قوات البيشمركة، هي من يحتمي بها بايك وحزبه منذ نحو خمسة وعشرين عاما. وان
البيشمركة هي الدرع الواقي له ولحزبه ولقواته. ان بايك وقواته ليس فقط لم تستطع
خلال ثلاثين سنة مضت من تحرير شبر واحد من الأراضي التي من المفترض أن تكون
تحريرها من المهام النضالية الأولى لحزب بايك، بل لم ولن تقدر اقامة ربيئة واحدة
على قمة أعالي جبال كوردستان تركيا، التي تقع خارج مسؤوليات البيشمركة. بايك
وقواته محمية من البيشمركة، وهم ليسوا قادرين على المبيت ليلة واحدة في قرية نائية
من قرى كوردستان تركيا، بعيدا عن حماية البيشمركة والتغطية السياسية والمعنوية
التي يوفرها لهم اقليم كوردستان. فعن اية حماية لشعب اقليم كوردستان يتحدثون؟ الا
يستحون؟ ماذا هم فاعلون الآن وبالتناغم من هجمات داعش الارهابية؟ يأتون بمجاميع من
مسلحيهم ويدعون حماية جبل شنكال تارة والآن وصلت بهم الوقاحة الى تدنيس مزار
“لالش النوراني” المقدس بحجة حمايته، وهم أحوج الناس الى الحماية؟ ماهذه
اللعبة الاقليمية والمخابراتية المفضوحة التي ينفذونها؟ يبدو وبالتزامن مع هجمات
داعش، عاد جميل بايك وقواته في المنطقة الجبلية التي يتواجدون فيها عنوة، عادوا
للعبة خلط الأوراق وخلق بؤر للتوتر الدائم وتنفيذ المخططات الاقليمية ضد اقليم
كوردستان أولا وتصفية حسابات مخابراتية ثانياً، وهم يحتمون بالحماية التي توفرها
لهم قوات البيشمركة، على الأقل من الناحية القانونية والشكلية كما شرحتها آنفا. ان
الشعارات والادعاءات الفارغة التي تطلقها جماعة بايك حول حماية كوردستان والاقليم
وشنكال والايزيديين والقول بان قوات البيشمركة مقصرة في أداء واجبها، لا تتحمل شمس
حقيقة بائنة ولكنها بسيطة: فاذا كان باستطاعة قوات جناح بايك، حماية كوردستان كما
يدعون، لماذا جميع مقراتهم وقواتهم وعناصرهم موجودة ومنذ البداية على أراضي اقليم
كوردستان العراق؟ اذا كانت هناك أراض يفترض بجميل بايك وجماعته أن يتواجدوا فيها
وتستحق أن تدافع عنها قوات بايك ولها ولأهلها الأولوية في حمايتها وتحريرها، فهي
أراضي كوردستان تركيا وأهلها، فليتفضلوا بتحرير قرية واحدة، ويبيتوا فيها ليلة
واحدة لكي نصدق كلمة من ادعاءاتهم. ان تقولات جميل بايك واتهاماته المشبوهة ضد
البيشمركة، غير مبررة سياسيا وكورديا واخلاقيا، ولكنها مفهومة وتقع ضمن المخطط
الذي وضعه آخرون ،وينفذه جميل بايك وجناحه صاغرين. فهو(أي بايك) يقود شخصياً،
مخططاً اقليمياً ظاهراً للعيان، وهو تعريض كل المكتسبات الكوردستانية في اقليم
كوردستان الى الخطر، عن طريق التدخل السافر وغير المشروع والمبرر في شؤون الاقليم،
وتحويل مسلحي حزبه، حزب العمال الكوردستاني، باجنحته التركية والسورية والايرانية
والاقليمية (نسبة الى اقليم كوردستان) على قلتها، الى أداة تنفيذية للمخطط المذكور،
ومحاولة محاصرة الاقليم، عن طريق استغلال الأحداث الأخيرة في المنطقة وعرقلة الدعم
الدولي الواسع وغير المتوقع من حزبه والانظمة الاقليمية التي تستخدم الحزب في
مخططها. كما استخدمت وتستخدم قوات داعش وتقرر توجهاتها. بعيدا عن الشعارات
والادعاءات الكاذبة ل(بايك) وجناحه الطائفي، جميع الوقائع والمعطيات على الأرض
تظهر للعيان، ان قوات بايك متناغم، ان لم نقل متواطأ، مع داعش على اقليم كوردستان.
مخطط وممول الخطة واحد والمنفذ اثنان. بايك وداعش. المباركة والتسهيلات من اثنين.
بشار والمالكي. والحديث يجر الحديث، كما نقول نحن الكورد، وفيما يتعلق الأمر
بمزايدات القيادة القطرية لحزب بايك في كوردستان سوريا(يسمونها رؤزئافا، أي الغرب،
تحاشيا لتسميتها كوردستان مخافة من اغضاب النظام السوري)، بقضية شنكال والكارثة
التي تعرض لها الكورد الايزيديون على يد منظمة داعش الارهابية، فالأجدر بجناح بايك
التابع، وتابع التابع صالح مسلم، أن يلتزما الصمت، لان قوات صالح مسلم ورغم
المساعدات العسكرية من جيش النظام وطائراته الحربية ومدفعيته ومشاركة العشائر
العربية الموالية للنظام، قد خسرت قبل سنة من الآن، كافة القرى الكوردية الايزيدية
امام هجمات الارهابيين، وتعرض اخوتنا الايزيديون هناك لمصير الايزيديين نفسه في
شنكال، ولم تستطع قوات بايك وتابعه مسلم، من الاحتفاظ بقرية واحدة من قرى الكورد
الايزيديين في كوردستان سوريا، وقتلت العشرات من الأخوة الايزيديين على يد قوات
داعش الارهابية، وأجبرت البقية الباقية على النزوح الى مدن كوباني وعفرين وسرى
كاني والحدود التركية وهم يعيشون الآن في المخيمات. اذن ماهذه المزايدات الرخيصة
من قيادة جميل بايك وتابعه صالح مسلم، بقضية شنكال والكورد الايزيديين؟ خاصة وهم،
أي (جناح بايك في حزب العمال – بي كي كي) وارضاء واستمرارا لنهج صدام والبعث
والدول المحتلة لكوردستان، لا يعتبرون الكورد الايزيديين، كوردا، ويروجون لهذا
النهج بشتى الوسائل، وهو بالمناسبة نهج مرفوض من الأغلبية الساحقة من الكورد
الايزيديين، ويستغلون أشخاصاً ايزيديين مشبوهين وموالين لهم، ويحرضونهم على
الاعلان جهاراً بانهم قومية مستقلة ويتبعون دينيا، الديانة الزرادشتية، وهو النهج
والمخطط العروبوي الصدامي البعثي الاقليمي نفسه الذي ظل الكورد الايزيديون
يقاومونه عشرات السنين ودفعوا في مقاومتهم القومية هذه، تضحيات جسيمة. وأخيرا، علي
جميل بايك التابع وملحقاته، ادراك حقيقتين اثنتين: الايزيديون، كورد أصلاء،
وسيبقون أبد الدهر، وشنكال كوردستانية وستظل الى الأبد، وجبلها الشامخ الذي استعصى
على كل الطامعين، لن يرضخ لقوات تابع، كما لم يرضخ عبر التأريخ لجميع المحتلين من
الرومان الى العثمانيين مرورا بصدام والبعث وصولا الى وحوش داعش واليكم. لا قنديل
ثانيا في كوردستان. وثانيا، ستصدمون كما المرات العديدة السابقة، ان شعب كوردستان
وقيادته السياسية القومية الحكيمة، يخرجون من هذه الأزمة المفتعلة، منتصرين مرفوعي
الرأس، وانتم، من مخططين ومحرضين ومتواطئين ومنفذين، ودواعشكم، تجرون أذيال الخيبة
والعار. من هزم صدام، وتحمل الانفال والأسلحة الكيمياوية، يتحمل، مؤامرة داعش
ويهزمها، هي ومن يقف خلفها. وسيكتشف الجميع، من هو جميل بايك، ومن هم بيشمركة
كوردستان الذين يوفرون له الحماية وهو لايستحق بتاتا. علمتنا الأيام والمؤامرات
التي تعرضنا لها، وما أكثرها، ان الضربة التي لا تقتلنا تقوينا. نخسر معارك ولكننا
نربح الحرب. وستنقلب طاولة شنكال عليكم وداعشكم معا. وان غدا لناظره قريب.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

عدنان بدرالدين   بينما تتجه الأنظار اليوم نحو أنطاليا لمتابعة مجريات المنتدى الدبلوماسي السنوي الذي تنظمه تركيا، حيث يجتمع قادة دول ووزراء خارجية وخبراء وأكاديميون تحت شعار ” التمسك بالدبلوماسية في عالم منقسم”، يتبادر إلى الذهن تساؤل أساسي: ما الذي تسعى إليه أنقرة من تنظيم هذا اللقاء، وهي ذاتها طرف فاعل في العديد من التوترات الإقليمية والصراعات الجيوسياسية، خصوصًا…

جليل إبراهيم المندلاوي   في عالمنا المليء بالتحديات الجيوسياسية والأزمات التي تتسارع كالأمواج، هناك قضية كبرى قد تكون أكثر إلهاما من مسرحية هزلية، وهي “ضياع السيادة”، حيث يمكن تلخيص الأخبار اليومية لهذا العالم بجملة واحدة “حدث ما لم نتوقعه، ولكنه تكرّر”، ليقف مفهوم السيادة كضحية مدهوشة في مسرح جريمة لا أحد يريد التحقيق فيه، فهل نحن أمام قضية سياسية؟ أم…

أمجد عثمان   التقيت بالعديد من أبناء الطائفة العلوية خلال عملي السياسي، فعرفتهم عن قرب، اتفقت معهم كما اختلفت، وكان ما يجمع بينهم قناعة راسخة بوحدة سوريا، وحدة لا تقبل الفدرلة، في خيالهم السياسي، فكانت الفدرالية تبدو لبعضهم فكرة دخيلة، واللامركزية خيانة خفية، كان إيمانهم العميق بمركزية الدولة وتماهيها مع السيادة، وفاءً لما نتصوره وطنًا متماسكًا، مكتمل السيادة، لا يقبل…

بوتان زيباري   في قلب المتغيرات العنيفة التي تعصف بجسد المنطقة، تبرز إيران ككيان يتأرجح بين ذروة النفوذ وحافة الانهيار. فبعد هجمات السابع من أكتوبر، التي مثلت زلزالًا سياسيًا أعاد تشكيل خريطة التحالفات والصراعات، وجدت طهران نفسها في موقف المفترس الذي تحول إلى فريسة. لقد كانت إيران، منذ اندلاع الربيع العربي في 2011، تُحكم قبضتها على خيوط اللعبة الإقليمية،…