نسرين محمود
nesrinn282@gmail.com
nesrinn282@gmail.com
لا شك فيه أننا ندرك ونعلم ما هي الحرب الأهلية وما هي أسبابها ونتائجها على المدى القريب والبعيد على الشعوب التي تسعى لنيل الحرية والديمقراطية.
إلا أننا وفي هذه الحقبة الزمنية المنفتحة على تجارب شعوب العالم ,والمستنهضة بالتطور التكنولوجي الصارخ ,عبر وسائل التواصل والمعرفة الحديثة , وكأننا نقف على شفة حفرةٍ من النار ,تلك النار التي تحرق الأخضر واليابس في طريقها , وتلك الحفر التي ابتلعت أعتى القضايا وأفرغت محتواها في رحى حربها الطاحنة , ألا وهي الحرب الأهلية, أو ما يسمى عندنا بحرب الأخوة ,
تلك الحروب التي تجري في داخل بلد ما, حيث يكون طرفا النزاع جماعات متحالفة ومختلفة عن التركيبة السكانية في منطقة جغرافية واحدة ,حيث أن كل فرد يرى الأخر عدوٌ له ,وأن من يقف على الحياد إما أن يكون جباناً أو خائناً في نظر الاخر.
أما عن الأسباب الموضوعية التي تؤدي إلى نشوبها , فهي بلا شك عديدة ومن أهمها هي حالة قسرية من حالات الحق في دفع الظلم والثورة على حكومات أو فئة حاكمة مارست الظلم والقهر مع شعوبها وسلب خيرات تلك البلاد .كما أنه جاء في ميثاق الأمم المتحدة حق تقرير المصير لكل الشعوب .
أما عن النتائج فإنها غالبا ما تكون كارثية ومدمرة تدميراً شاملاً للإقتصاد وللبنية الاجتماعية بحيث يؤدي إلى تمزيق النسيج الإجتماعي وتفكيك بنية المجتمع ,وفي هكذا حالات يحتاج المجتمع إلى عقود من الزمن لرأب الصدع وإعادة المحبة والوئام بين أبنائه
ومن خلال كل المعطيات والمفاهيم الملامسة للحقيقة ,أصبحنا ندرك بأن هناك من يعدُ العدة ويحفر أمام الحركة الكردية في سوريا خنادق التفرقة لتتهاوى وتنزلق إلى الإقتتال الداخلي مثلاً: (ما جرى في عامودا من احداث دامية) وما يجري من استفزازات وترويج الإشاعات فيما بين الأطراف وما هو إلا شبح الإنزلاق الذي يلوح في الأفق من خلال بعض النفوس المريضة .
ومن جانبٍ آخر ابان بأن القضية الكردية في سوريا باتت تدخل الى ممرات أكثر وضوحاً وأصبحت تسلك مسارها الصحيح في فرض أجنداتها السياسية والدبلوماسية في نيل حقوقهم القومية المشروعة كونها قضية شعب على أرضه التاريخية على الشارع السياسي السوري عموماً والذي كان مرفوضاً من قبل النظام الذي كان بدوره متصدياً لكل فكرة أو طرح للقضية الكردية وقمعها في أقبية وسراديب الفروع الأمنية المتعددة من قبل النظام البعثي الحاكم ,والمفارقة المدهشة هي التناقض في المواقف حيث تحولت من العدو اللدود إلى مستجيب وساعي رئيسي في دعم أطراف كردية على حساب أطراف أخرى لخلق حالة التشرزم والإنفلات وتوسيع الهوة بين صفوف الحركة الكردية لا بل والسعي الدؤوب لخلق فجوات وشروخ في الصف الكردي الموحد من خلال الحرب الاعلامية والنفسية وإيهام الكرد بأنهم مشتتين وأن رؤيتهم غير واضحة وضبابية وتصوير الكرد الى حدٍ ما أنه حليف له وإغراق المنطقة بالفكر الإرهابي من خلال تخيير الاكراد بين خياريين إما ان يكونوا حلفاء أو ان يبتلوا بما يسمى بالقاعدة .واقحام الاكراد في معارك ليست لهم مآرب وطنية .
فكل ما سبق وانطلاقاً من المصلحة القومية الكردية في سوريا لا بد لنا في إطلاق صفارة الإنذار في وجه شبح تقسيم الشارع الكردي وإنجرافه نحو المستنقع والسقوط في معترك النزاع الجانبي والإقتتال الأخوي .ولعل مما يجب ذكره دائما هو فداحة ما جرى من نزاعات بين أطراف كوردستانية وتحديداً ما جرى في (1994- 1996) بين حزبيين (حزب الديمقراطي الكردستاني البارتي _وحزب الاتحاد الوطني) في كوردستان العراق قبيل نشوء إقليم كوردستان حيث أدى إلى استنزاف القوة الكردية ناهيك عن تدمير البنية الاقتصادية والاجتماعية التي لم تدمر في حرب العراق والتي سميت انذاك بحرب الأخوة التي أدت الى سقوط عدد من الشهداء من الطرفين عدا عن أن هكذا حروب تؤدي إلى تدخلات خارجية من قبل دول الجوار الطامعة والمستفيدة من حالة الضعف والتشرزم لفرض اجنداتها وتدخلها في الأمور الداخلية ما هي إلا نتيجة لضعف السيادة والقوة وزوال التماسك الداخلي في وجه التدخل الخارجي . على غرار ما حدث من تدخل إيراني وتركي في اشعال نار الفتنة في ذلك الحين بحجة ملاحقة المقاتلين الاكراد سواء كانوا من مقاتلي الحزب الديمقراطي الكردستاني في ايران او حزب العمال الكردستاني في تركيا اللتان اتخذتا من جبال كوردستان العراق مسرحاً لنشاطهم العسكرية وطبعاً دون أن يخفى على أحد الاطماع الإيرانية والتركية في كوردستان /إلا أنه وبالرغم من كل تلك الأحداث المؤسفة والموجعة التي عانى منها الشعب الكردي سعت الأحزاب الكوردستانية وأطراف أخرى إلى وأد الفتنة واللجوء إلى التفاوض والحوار التي كانت من ثمارها معاهدة الصلح والسلام بين الطرفين الرئيسيين في الصراع وهما حزب الإتحاد الوطني الكوردستان والحزب اليمقراطي الكوردستاني والتي تعاهدا بموجبها على إدانة الإقتتال في كوردستان والحيلولة دون عودتها من جديد .
بالنتيجة علينا أن ندرك على الرغم من كل ما جرى ويجري هو أنه على مر التاريخ ورغم تعدد الاسباب التي تؤدي إلى نشوب الحروب الأهلية توصل الإنسان إلى أن الحل الوحيد والأكثر نجاحا على مر العصور هو التفاوض السلمي .
و هنا لا بد من الإشارة الى المواقف المعتدلة للأحزاب والأطراف الكوردستانية الداعمة للحركة الكردية في سوريا على إختلاف اتجاهاتها والعاقل الهادف إلى خلق شراكة حقيقية في إدارة مصلحة القضية الكردية ماهو إلا إختصاراً لمراحل اجتازوها هم بدمائهم والتي يطالبون فيها الكرد في سوريا الإستفادة من دروس الماضي والإنطلاق نحو المستقبل بنظرة استراتيجية حكيمة تجنبهم ويلات الحروب وهم بغنى عنها , ومن المواقف التي تستحق التمعن والاشارة اليها هو موقف الرئيس مسعود البرزاني الحكيم والموضوعي الذي يسعى جاهداً في تقليص حجم الهوة بين الفرقاء , والتي يسعى أخرون في توسيعها , تنفيذاً لأجندات خارجية وعدم انجراره الى تسليح طرف على حساب طرف أخر ما هو إلا خطوة في الإتجاه السياسي الصحيح أما النداء الأخير فستكون صرخات إستغاثة لكل غيور على القضية الكردية من سياسيين ومثقفين في عدم الانجرار نحو التخندق المرسوم لكم من قبل أعداءكم ,وعدم المساهمة في توسيع الخلافات لكي لا تطحنوا ارواحكم بين رحى مصالحكم الضيقة , فاحلامنا احلام شعبٍ يعشق الحرية ولا تحرقوا آمالهم في أتون حرب الأخوة , ولا حل سوى الحوار وقبول الآخر كشريك حقيقي من كل الأطراف .
أما عن الأسباب الموضوعية التي تؤدي إلى نشوبها , فهي بلا شك عديدة ومن أهمها هي حالة قسرية من حالات الحق في دفع الظلم والثورة على حكومات أو فئة حاكمة مارست الظلم والقهر مع شعوبها وسلب خيرات تلك البلاد .كما أنه جاء في ميثاق الأمم المتحدة حق تقرير المصير لكل الشعوب .
أما عن النتائج فإنها غالبا ما تكون كارثية ومدمرة تدميراً شاملاً للإقتصاد وللبنية الاجتماعية بحيث يؤدي إلى تمزيق النسيج الإجتماعي وتفكيك بنية المجتمع ,وفي هكذا حالات يحتاج المجتمع إلى عقود من الزمن لرأب الصدع وإعادة المحبة والوئام بين أبنائه
ومن خلال كل المعطيات والمفاهيم الملامسة للحقيقة ,أصبحنا ندرك بأن هناك من يعدُ العدة ويحفر أمام الحركة الكردية في سوريا خنادق التفرقة لتتهاوى وتنزلق إلى الإقتتال الداخلي مثلاً: (ما جرى في عامودا من احداث دامية) وما يجري من استفزازات وترويج الإشاعات فيما بين الأطراف وما هو إلا شبح الإنزلاق الذي يلوح في الأفق من خلال بعض النفوس المريضة .
ومن جانبٍ آخر ابان بأن القضية الكردية في سوريا باتت تدخل الى ممرات أكثر وضوحاً وأصبحت تسلك مسارها الصحيح في فرض أجنداتها السياسية والدبلوماسية في نيل حقوقهم القومية المشروعة كونها قضية شعب على أرضه التاريخية على الشارع السياسي السوري عموماً والذي كان مرفوضاً من قبل النظام الذي كان بدوره متصدياً لكل فكرة أو طرح للقضية الكردية وقمعها في أقبية وسراديب الفروع الأمنية المتعددة من قبل النظام البعثي الحاكم ,والمفارقة المدهشة هي التناقض في المواقف حيث تحولت من العدو اللدود إلى مستجيب وساعي رئيسي في دعم أطراف كردية على حساب أطراف أخرى لخلق حالة التشرزم والإنفلات وتوسيع الهوة بين صفوف الحركة الكردية لا بل والسعي الدؤوب لخلق فجوات وشروخ في الصف الكردي الموحد من خلال الحرب الاعلامية والنفسية وإيهام الكرد بأنهم مشتتين وأن رؤيتهم غير واضحة وضبابية وتصوير الكرد الى حدٍ ما أنه حليف له وإغراق المنطقة بالفكر الإرهابي من خلال تخيير الاكراد بين خياريين إما ان يكونوا حلفاء أو ان يبتلوا بما يسمى بالقاعدة .واقحام الاكراد في معارك ليست لهم مآرب وطنية .
فكل ما سبق وانطلاقاً من المصلحة القومية الكردية في سوريا لا بد لنا في إطلاق صفارة الإنذار في وجه شبح تقسيم الشارع الكردي وإنجرافه نحو المستنقع والسقوط في معترك النزاع الجانبي والإقتتال الأخوي .ولعل مما يجب ذكره دائما هو فداحة ما جرى من نزاعات بين أطراف كوردستانية وتحديداً ما جرى في (1994- 1996) بين حزبيين (حزب الديمقراطي الكردستاني البارتي _وحزب الاتحاد الوطني) في كوردستان العراق قبيل نشوء إقليم كوردستان حيث أدى إلى استنزاف القوة الكردية ناهيك عن تدمير البنية الاقتصادية والاجتماعية التي لم تدمر في حرب العراق والتي سميت انذاك بحرب الأخوة التي أدت الى سقوط عدد من الشهداء من الطرفين عدا عن أن هكذا حروب تؤدي إلى تدخلات خارجية من قبل دول الجوار الطامعة والمستفيدة من حالة الضعف والتشرزم لفرض اجنداتها وتدخلها في الأمور الداخلية ما هي إلا نتيجة لضعف السيادة والقوة وزوال التماسك الداخلي في وجه التدخل الخارجي . على غرار ما حدث من تدخل إيراني وتركي في اشعال نار الفتنة في ذلك الحين بحجة ملاحقة المقاتلين الاكراد سواء كانوا من مقاتلي الحزب الديمقراطي الكردستاني في ايران او حزب العمال الكردستاني في تركيا اللتان اتخذتا من جبال كوردستان العراق مسرحاً لنشاطهم العسكرية وطبعاً دون أن يخفى على أحد الاطماع الإيرانية والتركية في كوردستان /إلا أنه وبالرغم من كل تلك الأحداث المؤسفة والموجعة التي عانى منها الشعب الكردي سعت الأحزاب الكوردستانية وأطراف أخرى إلى وأد الفتنة واللجوء إلى التفاوض والحوار التي كانت من ثمارها معاهدة الصلح والسلام بين الطرفين الرئيسيين في الصراع وهما حزب الإتحاد الوطني الكوردستان والحزب اليمقراطي الكوردستاني والتي تعاهدا بموجبها على إدانة الإقتتال في كوردستان والحيلولة دون عودتها من جديد .
بالنتيجة علينا أن ندرك على الرغم من كل ما جرى ويجري هو أنه على مر التاريخ ورغم تعدد الاسباب التي تؤدي إلى نشوب الحروب الأهلية توصل الإنسان إلى أن الحل الوحيد والأكثر نجاحا على مر العصور هو التفاوض السلمي .
و هنا لا بد من الإشارة الى المواقف المعتدلة للأحزاب والأطراف الكوردستانية الداعمة للحركة الكردية في سوريا على إختلاف اتجاهاتها والعاقل الهادف إلى خلق شراكة حقيقية في إدارة مصلحة القضية الكردية ماهو إلا إختصاراً لمراحل اجتازوها هم بدمائهم والتي يطالبون فيها الكرد في سوريا الإستفادة من دروس الماضي والإنطلاق نحو المستقبل بنظرة استراتيجية حكيمة تجنبهم ويلات الحروب وهم بغنى عنها , ومن المواقف التي تستحق التمعن والاشارة اليها هو موقف الرئيس مسعود البرزاني الحكيم والموضوعي الذي يسعى جاهداً في تقليص حجم الهوة بين الفرقاء , والتي يسعى أخرون في توسيعها , تنفيذاً لأجندات خارجية وعدم انجراره الى تسليح طرف على حساب طرف أخر ما هو إلا خطوة في الإتجاه السياسي الصحيح أما النداء الأخير فستكون صرخات إستغاثة لكل غيور على القضية الكردية من سياسيين ومثقفين في عدم الانجرار نحو التخندق المرسوم لكم من قبل أعداءكم ,وعدم المساهمة في توسيع الخلافات لكي لا تطحنوا ارواحكم بين رحى مصالحكم الضيقة , فاحلامنا احلام شعبٍ يعشق الحرية ولا تحرقوا آمالهم في أتون حرب الأخوة , ولا حل سوى الحوار وقبول الآخر كشريك حقيقي من كل الأطراف .