ما رأيكم في الاختزال

عبدالباسط سيدا

أنا مواظب على قراءة الرواية منذ السعبينات تقريباً. عادة سيئة أم حسنة لست أدري، ولكنني ألوذ من حين إلى آخر بعوالم الروايات لأرتاح من المشاغل اليومية التي لاتنتهي. هناك الكثير من الروائيين الذين يكررون أنفسهم كثيرا، و لايملون من إعادة الفكرة ذاتها أو الصورة عينها عشرات المرات إن لم نقل المئات. وفي أكثر من مرة شعرت أن رواية ما عدد صفحاتها يتجاوز الأربعمئة كان يمكن اختزالها بمئة صفحة وربما أقل، لتكون اكثر رشاقة وجاذبية. الكثير من الأشخاص تستمتع إليهم على مدى ساعة كاملة لتعود وتختزل حديثهم في جملتين مفيدتين أو ثلاث.
إننا إذا طبقنا القاعدة ذاتها على الكثير من المجموعات والأحزاب التي تقدم نفسها راهناً بوصفها سياسية، لخرجنا بنتيجة فحواها أن الكثير الكثير مما نواجهه مجرد زبد لا ينفع بشيء، بل هو أقرب إلى سراب مضلل معرقل. ما رأيكم في الاختزال؟ أليس فيه مصلحة للبلاد والعباد؟

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي في السنوات الأخيرة، بات من الصعب تجاهل التحوّل المتسارع في نبرة الخطاب العام حول العالم . فالعنصرية والكراهية والتحريض عليهما لم تعودا مجرّد ظواهر هامشية تتسلل من أطراف المجتمع، بل بدأت تتحول، في أكثر الدول ديمقراطية ولم يعد ينحصر في دول الشرق الأوسط ( سوريا . لبنان – العراق – تركيا – ايران وو .. نموذجاً ) وحدها…

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…

  إبراهيم اليوسف وصلتني صباح اليوم رسالة من شاعرة سورية قالت فيها إنها طالما رأتني وطنياً لكنها تجدني أخرج عن ذلك، أحياناً. رددت عليها: صديقتي، وما الذي بدر مني بما يجعلك ترين وطنيتي منقوصة؟ قالت: أنت من أوائل الناس الذين وقفوا ضد ظلم نظام البعث والأسد. قلت لها: ألا ترينني الآن أقف أيضاً ضد ظلم السلطة المفروضة- إقليمياً ودولياً لا…