خليل كالو
بلا معنى كردواريا…. وليست بالبعد مسافة إذا ما تم قياس الخلاف والاختلاف بالأمتار والسنتيمترات كرديا بين هذه الضفة والضفة الأخرى إلا القياس بخوارزمية السياسات المحورية المتخفية حسابا ومناخات جغرافيا القطبين الشمالي والجنوبي . ربما لا اختلاف في القول والإعلان من حيث المنحى كقضية واحدة بينهما ولكن جهة حركة المسيرين هي باتجاهين متعاكسين جنوبا وشمالا وبمطالين غير مرتبطين بزمن أو حتى بمرحلة بذاتها ولم يفهم حتى الآن إلا العنصر الأناني على حساب العام المنهك و المنتهك تاريخيا لثقافة متخالفة المقاربة كرديا امتدت جذورها عمقا عبر حقول زرعت ببذور الغل والكراهية لم تنتج إلا ذاتها السيئة وانتشرت على طول وعرض عقدين أو ثلاثة خلت والآن باتت حصادها المر والشائك .
لا يعلم ماذا يراد من شعب لا حول له نفعا سوى ما يراد له أن يكون عبيد أفكار وتبعية بلا حافز وحوافز زيادة على عبوديته المتوارثة تارة باسم التاريخ وأخرى باسم الحرية وما أنجز حتى الآن في غضون حصاد تلك الثقافة المزروعة والمعطلة للوجدان والأذهان سوى تشويه التاريخ وتكريس العبودية بشكل آخر ..فكل الأمور لا تحتاج على بذل جهد لمعرفة الحقيقة القائمة ولا البحث في مناقشة البديهيات القومية والحقوقية العامة . فثمة بديهيات ومسلمات في كل العلوم لا تحتاج إلى نقاس وتأويل وبرهان على صحتها من العدم وكذلك هي حقوق الشعوب وأي حقوق لا تحتاج كل هذا الكم الهائل من الأفكار الخالية من الفكر المنتج وتحديث المصطلح التي تنشر بسمومها ليل نهار وبلا ضابط وأخلاق كردواري هنا وهناك في هذا الظرف المتأزم والاستثنائي .. فما يرى في عمق كلية المشهد وفيما هومعاش في الواقع الكردي الراهن والمنظور وما قد يمتد إلى اللاحق بناء على المعطيات المستشفة والمستنبطة وراثيا في مزارع وحجرات على جانب الضفتين من الجسر هي رؤية بعيدة كل البعد عن حقيقة ما هو مطلوب تاريخيا ووظيفة وما يجب القيام به وما ينبغي أن يحصل في هذا الزمن الذي كثرت فيه التهديدات والأزمات من كل حدب وصوب .لذا وكان ولا بد ومن الضرورة بمكان التفكير بشكل مغاير عما ساد في زمن الكساد والبلادة وما هو مستجد كون الظروف التي تتحكم بنا الآن لها حكم آخر مستوفية شروط الانعتاق والقفز فوق العادة على كل ما كان وكائن بالانعتاق من الموروث الثقافي والفكري السقيم..
خير الكلام : إن حركة الشعوب وأي شعب كان وفي أي زمن وعند أي حالة هي جمعية لا فردية .. جبهوية لا حزبية .. جامعة شاملة لا تقسيمية متفرقة..فما تخطى هنا من خطوة سليمة سوف تلحقها تراجع في خطوة عرجاء أخرى هناك وبذلك لا يمكن أن يكون السير حينئذ منظما ومنتظما أو بالأحرى القيام بالركض برجل واحد في سباق الأحصنة على مضمار طويل ووعر ..كان ولا بد من الرجل الآخر لإكمال المسير حتى لو كان عرجاء وقد كان بالإمكان تقويمه عند حكيم مدبر ومجبر بدل أن يصيبه الشلل فيما لو طال الزمن وربما الخشية قد وقع بألا علاج و مداواة.. فمن يريد العمل والتضحية من أجل الآخرين عليه الالتفات على ما حصد وفحص قواه الحقيقية للسير حتى النهاية ليرى فيما إذا كان قادرا ويتفقدها بعيدا عن ثقافة الجزء والمنفعة التي تنهك القوى لأن من الصعب على المرء أن يخدم سيدين معا الذات والعام المجد والأنانية.. وهنا لا بد للكرد نخبا وسياسة الرجوع والإماهة في الذات العامة قوميا بدل الترسب واللا تفاعل ومما هم فيه من عطل وضرر…ولا معنى لأي سياسة ومجموعة بلا ثقافة الجمع وجمع القوة والقوى..!!
20 .3.2014