انعكست، آثار الخلافات الناجمة حالياً، في الحركة السياسية الكردية على المشهد الثقافي الكردي، حيث بدأنا نجد تخندق بعض كتابنا، بهذا الاتجاه، أو ذاك، وبعيداً عن الوظيفة التنويرية والنقدية الموكلة إلى المثقفين، لاسيما عندما تمر شعوبهم بظروف حساسة وخطيرة، كما هو حال شعبنا الكردي الذي تجري محاولات كثيرة لاقتلاعه من جذوره، وتحقيق ما سعت إليه خطط الشوفينيين العنصريين، على امتداد عقود، حيث استوى هنا النظام الحاكم، وبطانته الثقافية، حتى وإن تشظت هذه البطانة نفسها، ما بين موالٍ للنظام، أو مناهض له، يستثنى هنا، من دأبوا النظر إلى قضية شعبنا بكل موضوعية ومسؤولية.
ولقد كانت المهمة الملقاة على عاتق مثقفينا، إزاء كل هذا، هائلة، بيد أنه كان ينوء تحت وطأة أكثر من ثقل يمنعه من ممارسة وظيفته بالشكل اللازم، ما خلا حالات استثنائية، ضمن الحركة السياسية، أو خارجها، على حد سواء، واستمر الحال على هذا النحو عقوداً من الزمن، قبل أن نصل إلى محطة الثاني عشر من آذار التي كانت نقطة تحول حاسمة في الخط البياني لدور مثقفينا عامة.
ورغم وجود حالات اختلافية بين بعض مثقفينا، نتيجة التباينات في الرؤى، أو حتى سوى ذلك، إلا أن العلاقات بين مثقفينا كانت في الشكل الأمثل، حيث كان لطليعة أصحاب الأقلام دورها في تسليط الضوء على ما هو يومي، وإن كنا نجد هناك بعض طلاب الشهرة والأغراض الخاصة ممن باتوا يشوشون على نصاعة دور أصحاب الأقلام المبدئية، بيد أن أدوار هؤلاء كانت محدودة، وضئيلة التأثير، إذا ما قيست بالحال التي بتنا نؤول إليها، تدريجياً منذ لحظة ما بعد انطلاقة الثورة السورية، حيث ارتفعت موجات التشويش من لدن بعضهم لتصل حدها الأعظمي، بل وصل الأمر منذ ظهور التقسيمات التي تمت مع مرور الوقت، إلى حالة مربكة، إلى حد مخيف، ومقلق، فقد برزت هناك خطوط وتشابكات، لسنا-هنا- في معرض تقويمها، لأن ما يهمنا هنا أكثر هو ذلك المناخ الذي انعكس على العلاقة بين أصحاب الأقلام وفرق شملهم، إذ ثمة من تدخل وبدافع روح الاستحواذ لتفريق ضمائر شعبنا، ومحاولة تلويثهم بإقحام أسماء لا تمت إلى الكتابة، لتكون واجهة المشهد الثقافي، وإننا لا نشير هنا إلى مجرد جهة واحدة، بل إلى أكثر من جهة متناقضة مع نفسها، وسواها، عملت بهذا المبدأ، لنصبح أخيراً أمام مجموعات ثقافية، تكاد تلتهي عما يدور في مناطقنا، من قبل من يحاولون التغطية على ما يتم، عبر التنظير له، مقابل آخرين لا يمارسون دورهم النقدي كما ينبغي، وهو أمر في غاية الخطورة لاسيما إذا علمنا أن الحصار على مناطقنا، بلغ ذروته، إما عن طريق النظام الدموي-مباشرة-أوعن طريق أيديه، الأخطبوطية، المتعددة، التي هدفها محو وجود إنساننا.
إننا في رابطة الكتاب والصحفيين الكرد، المظلة” النقابية” الأولى للأقلام الكردية داخل الوطن، والتي دخلت عامها الحادي عشر، وتعرضت لمؤامرات متعددة، من قبل أكثر من طرف متناقض مع سواه، بسبب استقلاليتنا، وقبل ذلك نقدنا لأي انتهاك بحق أصحاب الأقلام، ندعو الكتاب والصحفيين والمثقفين الكرد للترفع عن التخندق، وممارسة نقد الانتهاكات التي تجري أياً كان مصدرها، لأننا ندرك أن تلك الأقلام التي تسوغ أخطاء السياسي إنما هي شريكة في كل ما يقوم به، وإن تجاوز -السياسي مع من يفترضه خصوماً إنما يسحب البساط من تحت أقدام هذا النموذج الذي ظهر في الخلافات “البينية” الكردية في موقع لا يحسد عليه، ما يفقده مصداقيته ويضعه في موقع خيانة وظيفته الرئيسة.
ومن هنا، فإننا نناشد حملة الأقلام الكردية لممارسة دورهم، بكل حيادية، وعبر التخلص من وطأة العاطفة، أو المنفعة، بل ونهيب بالحزب الكردي فك أسر مثقفه، ليتحدث بكل موضوعية، بعيداً عن الأغلال التقليدية التي يكبح بها قلم المثقف المنتمي إليه. ولذا فإننا ندعو جميع مثقفينا لتعزيز استقلالية الرأي الثقافي، وعدم التبعية لأحد، رغم أننا نصر على أن تناول القضايا الكردستانية، والذود عن أبناء شعبنا في أي جزء هي من صلب مهماتنا جميعاً. إن ما دفعنا لإطلاق هذا النداء، يأتي نتيجة إحساسنا أن الأمور تتفاقم، وعلى نحو تصعيدي، لاسيما في ظل الجاري في غربي كردستان، من انتهاكات فظيعة، بحيث أنها قد تؤدي إلى الإجهاز على وجودنا الكردي الذي ناضلت أبناء شعبنا منذ عقود على صونه، وكان هدفاً للنظام المجرم، بمختلف رموزه، بيد أن بازارات الحزبية الضيقة، والاستئثار، وإلغاء الآخر، بعيداً عن المسؤولية التاريخية من قبل بعضهم وراء كل ذلك.
20-5-2014
ورغم وجود حالات اختلافية بين بعض مثقفينا، نتيجة التباينات في الرؤى، أو حتى سوى ذلك، إلا أن العلاقات بين مثقفينا كانت في الشكل الأمثل، حيث كان لطليعة أصحاب الأقلام دورها في تسليط الضوء على ما هو يومي، وإن كنا نجد هناك بعض طلاب الشهرة والأغراض الخاصة ممن باتوا يشوشون على نصاعة دور أصحاب الأقلام المبدئية، بيد أن أدوار هؤلاء كانت محدودة، وضئيلة التأثير، إذا ما قيست بالحال التي بتنا نؤول إليها، تدريجياً منذ لحظة ما بعد انطلاقة الثورة السورية، حيث ارتفعت موجات التشويش من لدن بعضهم لتصل حدها الأعظمي، بل وصل الأمر منذ ظهور التقسيمات التي تمت مع مرور الوقت، إلى حالة مربكة، إلى حد مخيف، ومقلق، فقد برزت هناك خطوط وتشابكات، لسنا-هنا- في معرض تقويمها، لأن ما يهمنا هنا أكثر هو ذلك المناخ الذي انعكس على العلاقة بين أصحاب الأقلام وفرق شملهم، إذ ثمة من تدخل وبدافع روح الاستحواذ لتفريق ضمائر شعبنا، ومحاولة تلويثهم بإقحام أسماء لا تمت إلى الكتابة، لتكون واجهة المشهد الثقافي، وإننا لا نشير هنا إلى مجرد جهة واحدة، بل إلى أكثر من جهة متناقضة مع نفسها، وسواها، عملت بهذا المبدأ، لنصبح أخيراً أمام مجموعات ثقافية، تكاد تلتهي عما يدور في مناطقنا، من قبل من يحاولون التغطية على ما يتم، عبر التنظير له، مقابل آخرين لا يمارسون دورهم النقدي كما ينبغي، وهو أمر في غاية الخطورة لاسيما إذا علمنا أن الحصار على مناطقنا، بلغ ذروته، إما عن طريق النظام الدموي-مباشرة-أوعن طريق أيديه، الأخطبوطية، المتعددة، التي هدفها محو وجود إنساننا.
إننا في رابطة الكتاب والصحفيين الكرد، المظلة” النقابية” الأولى للأقلام الكردية داخل الوطن، والتي دخلت عامها الحادي عشر، وتعرضت لمؤامرات متعددة، من قبل أكثر من طرف متناقض مع سواه، بسبب استقلاليتنا، وقبل ذلك نقدنا لأي انتهاك بحق أصحاب الأقلام، ندعو الكتاب والصحفيين والمثقفين الكرد للترفع عن التخندق، وممارسة نقد الانتهاكات التي تجري أياً كان مصدرها، لأننا ندرك أن تلك الأقلام التي تسوغ أخطاء السياسي إنما هي شريكة في كل ما يقوم به، وإن تجاوز -السياسي مع من يفترضه خصوماً إنما يسحب البساط من تحت أقدام هذا النموذج الذي ظهر في الخلافات “البينية” الكردية في موقع لا يحسد عليه، ما يفقده مصداقيته ويضعه في موقع خيانة وظيفته الرئيسة.
ومن هنا، فإننا نناشد حملة الأقلام الكردية لممارسة دورهم، بكل حيادية، وعبر التخلص من وطأة العاطفة، أو المنفعة، بل ونهيب بالحزب الكردي فك أسر مثقفه، ليتحدث بكل موضوعية، بعيداً عن الأغلال التقليدية التي يكبح بها قلم المثقف المنتمي إليه. ولذا فإننا ندعو جميع مثقفينا لتعزيز استقلالية الرأي الثقافي، وعدم التبعية لأحد، رغم أننا نصر على أن تناول القضايا الكردستانية، والذود عن أبناء شعبنا في أي جزء هي من صلب مهماتنا جميعاً. إن ما دفعنا لإطلاق هذا النداء، يأتي نتيجة إحساسنا أن الأمور تتفاقم، وعلى نحو تصعيدي، لاسيما في ظل الجاري في غربي كردستان، من انتهاكات فظيعة، بحيث أنها قد تؤدي إلى الإجهاز على وجودنا الكردي الذي ناضلت أبناء شعبنا منذ عقود على صونه، وكان هدفاً للنظام المجرم، بمختلف رموزه، بيد أن بازارات الحزبية الضيقة، والاستئثار، وإلغاء الآخر، بعيداً عن المسؤولية التاريخية من قبل بعضهم وراء كل ذلك.
20-5-2014
رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا